ذات الرداء الأخضر
صفحة أولى ويقين .. وكل الأماني تولد سريعاً من عمق ماأشتهي وتنحني لحاضر اللقاء الذي تتسكع طرقاتي إليه دون النظر لما خلف الحكاية ودون اللجوء إلى الآخرين الذين مروا من هنا ولم تنته ِ الحكاية بوجودهم ومصيرهم ولم تنته ِ بهم من كل صوب كما هي اليوم مبعثرة في وجودي حد الاحتراق واللجوء مجدداً للبحث عن خفايا أخرى لاتطالها الروح ولا الذكريات ولا كل الأشياء التي عرفت.
من الحروف إلى الحروف أسير,وأستقي عناوين الحلم فيك كل نهار,وأنتهي بجمال الصبر فيكِ حدود كل ليلة أنحني لمسافاتها الغائبة عن عروقي ياذات الوجه الممتد من جُمَلِ الحنين إلى جمال الكلمات التي كلما غابت اقتربت لوجودك الأخير على ذاكرة الوجود ياآخر حدود انتهت في وريدي وتكاثرت في عالم ميلادي بكل الصور والجمل الكثيرة التي أكتب.
أختلس النظر إليك في كل زاوية ومكان , أعيش التفرد الأول والأخير لعالم لم يزل بعيداً عن حاضرك ويقيني , عالمك الذي أبحر وفي قاربه ذاك الرداء الأخضر الذي تناول وجود العين التي غفت على حلم انتهى دون بداية وتكاثر كل ليلة حتى أضحى ككل الجمل الصّماء التي وُلدت وعاشت وماتت دون أن تترك دواتي حرة بما تريد,وربما كانت الحكاية أقوى حين وجدتك والحيرة تلف جوانب الصبر من كل صوب ودرب , وربما كانت كل الأشياء تنحني لمجرد أن العين تغفو على مصير الذكريات وتستيقظ بدمعة صماء بغير تلك النكهة وغير ذاك التوزع وكل الاعترافات ,ولأن للحروف محطات انتظار كثيرة,تولد القوافي بك ومعك ,وتولد ذكريات الوجع الغافي على جرح الشتاء الذي غطى كل الجمل التي كُتبت في الماضي ولازالت تحتوي ستار الغفوة الأولى يا جرح هذا البلد,فقد اعتاد لونك على تكوين الروح في جدلية خاصة يبحر معها و وجودي الغافي على جراحات ظلت تقاسم الوحدة وتبتغي يوم المصير.
يصارع الرداء فيك عوامل القهر والضعف والانحدار على الذات التي لم تحتو ِ بها سنداً لمحيط الذكريات القادمة وما بعد, حتى أتجرد بها من رقصة عاريةٍ أضاعت لحظة النظر السريع من خلف زاوية للونٍ اخترق سريعاً لحظات العبث السريع مع الذاكرة ,واخترقت أيضاً كل لحن أنرت به محيط الحب المدفون في خفايا روحك ونهاياتها السريعة في فيضان سريع ينتهي بغربة ذاتية مطلقة ,تثور عنها رغباتنا وتتحطم في كل شارع كنت به ذات الرداء الأخضر حلماً لكل قافية وجانب طويل للفرح اعتاد لقاء المخيلة بما ندرك واعتاد أخيراً الذوبان في تيه الأماني وضيق الغائب المجهول فينا.
حدثيني يا لغة الصمت عن طريق أبتدي فيه الحكاية , والحكاية جزء من حاضرها وهويتها التي ما غابت يوما عني ,حدثيني عن لغة أخرى أقترب من وجودها الحاضر دائما في عروقي ,حدثيني عن فجرها الذي أذاقني الوجع الغافي على جراحات الشتاء مرتين وما عرفت , عن الآهات التي انتزعت كل قافية زرعتها طويلاً في مغيب الأنثى التي عرف رداءها الأخضر كل جواب لعناوين اليقين حين دثرتها لغتي العاشقة وتسكعت في طرقاتها كل يوم في عبثٍ مطلق للحيرة والحرمان ,ويظل الدوران كل محيطي وتظل الحروف غائبة دون وعي ودون أدنى انتشار على شوارع الرغبة التي بنيت منها جسراً تعلقت من خلالي كل الأجساد الحالمة بذات الرداء الأخضر ولياليها الموجعة في بساتين الذات.
دائرة الروح ومزايا الضعف بها حرمان الوحدة لطقوس الغياب ,ذائق أنا طعم الغياب حين تمتد يدي وحيدة وفي عتمة الأشياء ما غاب حاضرك وبقي في إطلالتك ينتشل الرغبة الأولى من خلف مقص الروح الذي انتهى في حيرتي إلى أشياء تسللت إلى مخيلتي معك وتبادلت الحب على عجل ومضت سريعاً دون أن تترك الأماني في الأحلام التي أعرف,ومع تلك اللحظات القليلة ظللتني الروح كثيراً بلون هذا الرداء وانتهت في مزاياه كل جوانب الغفوة الأولى التي عرفتها على تلك الثواني ,حاملة إليّ ما غاب عني في فضاء السنين,حاملة كل حضورٍ كان بك المرحلة الأولى لأفقٍ غيرَ تاريخي وعبر إلى مدينة غاباتها محيط الوقت الذي تبعثر أمامك ,شوارعها ينابيع عذبة من لونك الممتد حتى آخر بقعة من يقيني الذي أنهيته بوجودك ياآخر شرود تحط عليه ذاكرتي رحالها وتبتدي يومها الجديد.
أنتِ أحجية الأحاجي ولغة هذا الكتاب , وجمال الصبر في روحي ومعاني الماضي وكل غياب , وأنت الأمنيات التي تبعثرت في كل محيط كان غائبا عني يوم لاوجود أنتمي إليه ولا أنثى تضمني بين ذراعيها تبتدي لحني الطويل ,أنت المستحيل الذي أذاق الشتاء طعم الخيبة الأولى لمصير الذكريات , وأنت ظاهرة خلقها الله واندثرت ,تتجلى كل قرن مرتين , مرة حين أولد ومرة حين أموت حاملا معي شوارع الأرض التي هجرت محيطك , حاملا معي جدلية حبك الطويل الذي انتهى دون بداية والذي أذاب الواقع ,مامر منه , وما اندثر , وما سيأتي........ ياذات الرداء الأخضر.
رامي وسوف
ملاحظة ( الأنثى من وحي الخيال)