تعالوا نستريح ونتخيل كيف سيكون عليه العالم في العام 2049 :
في العام 1949 قدم جورج اورويل روايته 1984 والتي يتنبأ من خلالها بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته وسكانه ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات الاخ الاكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي.
لقد وصف جورج اورويل بشكل دقيق تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية ومن ثم سطوة الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف وليس لديهم طموحات أو آمال، حيث يعملون كالآلات خوفا من الأخ الأكبر ولينالوا رضاه لأنه يراقبهم على مدار الساعة.
هذا وقد إختارت مجلة التايم الرواية كواحدة من أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية .
وتدور أحداث (رواية 1984) في (المستقبل) بمدينة لندن عام 1984 حيث وينستن سميث موظف ذو 39 عاماً من العمر وهو يعمل موظفاً في وزارة الحقيقة أي أنه صحفي يراقبه رجال الشرطة ويراقبه جيرانه رغم أنه ليس مجرماً وليس ملاحقاً ولكن الرقابة نوع من السلوكيات اللاإرادية التي يقوم بها الجيران ضد جيرانهم لذلك يصبح سميث تحت عين أوبرين صديقه وعضو الحزب الذي يراقبه عن كثب.
يميل سمث إلى زميلته في العمل جوليا التي ترتدي حزاماً قرمزياً الذي يرمز إلى عضويتها في الاتحاد ضد الجنس الآخر والقاسم المشترك بينها وبين سميث هو كره الحزب الذي يمنعهما من الالتقاء أو الزواج ولكنهما يلتقيان سراً، وعندما يكتشف امرهما يرسلان إلى وزارة الحب التي هي نوع من مراكز التأهيل للعودة إلى حياة الوحدة دون حب الآخر ويفصل سميث عن جوليا، بل يتعرض لتعذيب نفسي شديد وعبر صور مرعبة وتحت هذا الضغط الشديد يصرخ سميث مطالباً بمعاقبة جوليا حبيبته.
هذا وقد وضع أورويل في 1984 بعض الرموز منها حزام سكارليت ـ وهو شعار اتحاد ضد الجنس الآخر يرتديه أعضاء الحزب ليعطيهم شعار العزوبية ولكنهم مشوشون من الداخل، كما هناك الرمز 101 وهي غرفة تعذيب نهائية في مركز التأهيل بوزارة الحب ويقابلها وزارة الحقيقة وجميعها رموز وهمية لسلب الإنسان إنسانيته وتحويله إلى رقم في قطيع بشري.
و تقوم وزارة الحقيقة بواسطة كادرها الكبير بتغيير البيانات والمعلومات الموثقة على مدار الساعة لتتماشى مع إستراتيجية وأهداف الحزب والحكومة بقيادة الأخ الأكبر!. فهناك موظفون يقومون بحذف كل تلك الوعود المحرجة من الأرشيفات الصحفية، واستبدالها بتنبؤات مذهلة..
هذا ما تخيله جورج اورويل عام 1949 ...كيف سيكون عليه الحال في العام 1984 :
فتعالوا نتخيل نحن بدورنا ماذا ستكون عليه الحياة في العام 2049:
في ضوء الوقائع والظروف التالية والتي تسود العالم الان 2011:
- انهيار دولة الأخر الأكبر ، دولة الحزب الشمولي وفوز الرأسمالية بحيث أصبح العالم اوحادي القطبية.
- مع انهيار دولة الحزب الشمولي تأسس نظام عالمي جديد اوحادي القطبية أدى إلى استفراد الرأسمالية في العالم وعليه تكدست الأموال في أيدي قلة قليلة من البشر هم أصحاب الشركات الضخمة والدولة الأقدر على المنافسة التجارية مما أدي إلى حدوث أزمة مالية عالمية....حيث اتسعت الفجوة بين الفقراء والأغنياء بشكل غير مسبوق.
- في ركن من أركان العالم أدى الظلم الاجتماعي إلى اندلاع ثورات شعبية أطلق عليها اصطلاحا اسم "الربيع العربي" لكن هذا الربيع ما لبث أن انتشر في كل أنحاء العالم حيث تحول العالم إلى قرية صغيرة بسبب التقدم الهائل في وسائل الاتصال.
- هاجم فقراء العالم أسواق المال في عواصم الدول الغنية وهو وضع أصبح يهدد بانهيار المنظومة المالية العالمية وما يتبع ذلك من فوضى حيث ارتفعت شعبية حزب الفوضويين وبدءوا بالاستيلاء على الحكم في أجزاء كثيرة من العالم بينما سيطر حزب الربيع العربي على كثير من دول العالم. ليبرز صراع عالمي جديد ومن نوع آخر طرفاه الفوضويين وممثلي الربيع العربي الساعيين لبعث الحضارة وتطبيق القواني التي تضمن العدالة الاجتماعية.
- في ظل هذه الأجواء وغياب القانون والرقابة والانفلات في كثير من الاماكن، تحدث تطورات غير مسبوقة في مجالات الاكتشاف والاختراع والتكنولجيا والجينات وخاصة تكنولوجيا النانو ...
ولكم أن تتخيلوا إذا وفي ظل ما سبق من أجواء ماذا سيكون عليه العالم في العام 2049 :
بانتظار مخرجات خيالكم الخصب ولعلنا نخرج من هذا التمرين الذهني برواية او روايات تدور أحداثها في قرية العالم...في العام 2049
ملاحظة: سيكون من حق كل من يشارك في هذا التمرين الذهني ان يكتب رواية يستوحي احداثها من هذا النشاط الذهني.
وربما تصبح هذه الرواية من روائع الادب كما هي رواية جورج اورويل 1984:
للاطلاع على سر الروعة في اروع 100 رواية عالمية انقر هنا لطفا:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5829