أقانيم مهجورة
***************
كيف لي أن أخاطب ..؟ وبأية صيغة ...؟
أقانيم مهجورة في نفسي , وانقباض , انقباض كلِّ شيء أو كل ِّ إحساس ٍ يدخل أو يخرج ينقبض في شراييني , لا أجد حديثا ً يساعدني أن أرتاح فربما شأن الراحة أخذت شكلا ً آخر في ترجمتها داخل ذاكرتي .
كم أحتاج للكتابة ....! ولكني أمنع قلمي عنها لغاية الشيء الجدي والذي يقرر مبادىء أو معتقدات خاصة أردت بها أن أكوِّن فلسفتي .
أمنع قلمي .. فتتجبَّر انفعالاتي حتى تستفيض شيئا ً آخر , غير الدمع , والألم , أو الغضب أو النشيج أو الحشرجة .
شيئا ً يعلـِّم وهو لا يملك صياغة ولا كينونة يعلـِّم في مفارقات الحسِّ بين إرادتي وعنفواني , بين لا إرادة وضعفي الأبدي .
كيف لي أن أخاطب !! وقد ذهبت ... لقد مضت ... لقد استوفاها مقدِّرها . كل َّ هذا الضياع وربما أكثر سيذكرني بما لا أريد ولا أتمنى .
الصياغة المناسبة بكلمات ٍ حرة .... لن أستطيع
الجرأة على النفس لكشف الذات .... لا أستطيع
النزال الدائم في بناء أسطورة الفيضان ..لم أقدر
لا إرادة في مشروع الاندفاع المغيَّب في أكذوبة هي حياتي .
لو لم تكن لي عاطفة شاعر وكيان شاعر وحس شاعر لأصبحت أستطيع وأقدر . ومحاولاتي لتدمير هذا الجسد لذاك الشاعر كان لي أن أخاطب كيفما لا أريد عندما لا أستطيع حيثما سأبلغ القدرة .
أية قدرة وكيف ..؟
ماذا سأقدم لمن سيخرج مني إلي ّ. والعاطفة أهدرها في فجوات التغير نحو انصباب كلي . أهدرها حتى الجــفاف . أهدرها كي أحافظ على انهزامي أمام الضعف والتكسر .
كيف استطعت ِ أن تنهزمي ...؟ يا من سأخاطب ..
كيف سولت لك الأنوثة العذراء – المسبية أن تنهزمي أمام قوة غلياني وقوة ضعفي . كيف استطعت أن تتخلي عن أقانيم الملكوت الذي أنت له وهو لك . أما كان أجدى لك ِ أن تتثلجي في بركاني الدخاني كالسراب , وتحسمين الجولة لصالحك منذ طفولة القلب اليتيم . وتورقين رغم أن التربة من رمادي ولكنه رماد خصب , لو حاولت أن لا تنهزمي لاستطعت أن ألف َّ كل هذا الضياع بشال ٍ من العقيق الأسود و اللؤلؤ المنثور في سلوكي حتى أبلغ الذي لا أريده الآن ؛إحساسا ً ملء انقباضي في كلِّ شيء لأجل مالا أريد هو أن تظلي . لا تتخلي عن أقانيم الملكوت .. عودي إلى الأقانيم المهجورة رغما ً عنك ِ وعني .
اعتذري..
سأبكيك ِ أكثر ..
اعتذري..
لا مناص مني أبدا ً .... فأنت الخطيئة الحبيبة ..
اعتذري مما قد فعلت ِ واستطعت ِ . أ عرف أنه حدث منك خطأ ً مغفورا ً .
أعرف أنها الأكذوبة وأني خلقتها على صعيد العقل , لكن كل ّ هذا لا يغفر لك ما فعلت ِ.
تنشقين عني وكلانا معا ً لن يستطيع أحدنا أن يستطيع , وتنشقين .. كأنك ِ انهزمت لصالحي , وكأني المنتصر على ما أردت , وكأن العراك أصبح ينزو داخل العراك , أو الليل ينزو داخل الليل , أو النهار يرثي كسوف الشمس الأبدي.
سأستحم ألف مرة قبل أن أكرهك ِ لأني لا أستطيع سأستحم في عرق روحينا , سأستطيع هذه المرة . لأن الألف ربما ستعتاد علي وربما لأني سأذوب فيه .
ومع كل ّ ما خاطبت ..لا بد ّ أن تعتذري . . خوفا ً من البكاء والخواء .. خوفا ً من هروبي منك ِ إلي ْ . خوفا ً من شرخ ٍ في لؤلؤة القدر .. خوفا ً من معاودة الخطيئة بشكل آخر وعكس ما كانت . المنفى الذي لن أسميه وأنت السبب فيما سيكون ...
****
(التاريخ ما قبل النضوج)
محمد عبد الحفيظ القصاب