قصيدة قديمة من يتذكر (سعاد حسني) هل انتحرت أم قُتلت كان يطلق عليها(أخت القمر)
ولم أكن من متابعيها وكتبت القصيدة للاعتبار أكثر منها رثاءً ونسأل الله أن يرحم موتانا
أخت القمر
كالـحـلم ولّــت وانتهـــــت إلَّا أثَــرْ
هاقد تبــــدّت واختفت أخـــت القمَرْ
ما بـين مشـرقهــا وبين غروبـهـــا
إلّا كمــــا قــد لاح برقٌ للنظَـــــــرْ
أين الرشـاقـة والأنـــاقة والهـوى
أين التَجَـلِّـي والتأنُّـق في الصـوَرْ
أين البراعـة والوداعـة والنـداوة(م)
والشـقـاوة والـجــراءة والخــطَــرْ
تلك التي فتن الضيـاءَ ضيـاؤهــا
في لـمحة صارت كجزء من خبَرْ
وكـــأنهــا مـاحـاورت أو ناورت
أو سامرت وكأنـهــا لم تُشْــتَهَــرْ
بـَهَـرت عقـول الناظـرين بِـفَــنِّهـا
والحــظ غـنّى خلفهـا حين انبهَــرْ
فلترتقي درج الضياء إلى الــذرا
حتى يُظل على الورى بك يُفْتَخَـرْ
سحرت قلوب المعجـبـين بـحسـنها
فَـتَـعَـلَّقـوا عشْقًـا ولم يرضَ القـدَرْ
والآن قـد علمـت وقَــرَّ بِـقَــلبهــا
ما للقضـاءِ من افتِـتــــانٍ لو صَدَرْ
* * * *
ما أكثر الأحــداث صـارخةً بـنــا
لكـنْ تَـمُــرّ وما لنـا منهــا عِـبَــرْ
خُـدِعَ الذي ظنّ الحيــاة حديــقــةً
غنـَّاء فيهـا المُبْـتَغى والـمُسْـتَـقَــرْ
أو إنـهــا لجـج الصــراع وغـابــــةٌ
والفائز المخدوع من وحشِ البَشَـرْ
لاتَـخْـلـدَنّ إلى الـحيــاة ولـيـنــهـــا
فالموج كم أبْدى الهدوء وكم غـدرْ ؟؟
* * * *
هـوت الغـريـبة من أعـالي البـرجِ(م)
وارْتَطَمت كما قد زلّ من جبلٍ حجرْ
أَتُـرى وقد رأت الـحيــاة مَهــيــنَــةً
مـن بعـد عــزٍّ قـرّرت أن تُـخْـتـَصَـرْ
أم يـاترى خطــأٌ تَـحَمّل حتــفهــــا
أو إنَّـه من غَــدْر أوْبـــاش الغجَــرْ
* * * *
حـمل الهواء رفـاتهـا فـإذا انـتهـت
لبـــــلادها حـملتـه أمواج البشَــرْ
لبسـت لـهــا البلدان ثوب حدادها
وبكـت لهـا كل البوادي والحضَـرْ
هَـــرَع الرجـال مع النسـاء يلوح(م)
فـوج خلف فوج كالجراد إذا انتشَـرْ
من كــل نادبــــة ونـــاعٍ خـلـفـهــــا
تجري الدمـوع كأنها صوب المطَـرْ
قد كان يجمعهــم لهـا طــرب بـهــا
فالآن أخـرجهـم بـهـا الحدث الأمَرْ
ما أهـون الدنيــا وأهـون ما بـهــا
والـموت غايـة أهلهـا والـمُسْـتَـقَــرْ
كــأس يــــدور وكـل حـيٍّ شــاربٌ
من صـابـه عن رغمـه مامن مفَــرْ
أقــوى نذيــرٍ صمت قبـرٍ مُـعْلــنٍ
هـــذا الـمقــرُّ وكلكم يقفو الأثــرْ
* * * *
ما بـالـهـم خــفّــوا لهــا وتهـالكــوا
إذ لاترى من غاب منهـم أو حضَـرْ
ما بـات يؤنسهــا تدافــع جَـمْعِـهِــمْ
أو صـار يُـرجَى من تَهَافُـتِهم وطَــرْ
هـامــوا بـهـا في عــزِّهـا وتنـاثـروا
من حولهـا .. وتحيطهـا نُـذُرُ الغَـرَرْ
فلقد نَسَوهــا حيث كانت وحدهــا
تَـتَجَـرّع الآلام والكمدُ اســـتمَـــرْ
شـغـفـــت بـهـا تلك الجـمــوع وإنّـما
شَـغَــفُ الـهـوى نَـزْر الوفاء ولا يَــبَرْ
وإذا ركــنت إلى صـديــق خـلـتـــــهُ
جــمَّ الوفـاء فذاك من قصر النظَـــرْ
لا تبكـني إن مــتُّ لكن قـف جــواري(م)
لحظــة إذ راح يَـدْهَـمُـني الضــــرَرْ
يقضي التقِيُّ على فِـــراشِ سجــودهِ
بالصمـــــت لا نعيٌ يُذاعُ ولا خــبــرْ
ليس البــلاء أمــرّ كأس في المـذاق
فــإن خــذلان الصـديق هـو الأمـَـرْ[