قديم 06-03-2023, 04:15 PM
المشاركة 11
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
هذا جهد كبير مبارك ..
كان الله في عونك ..
بوركت الأيادي ..
آمين، وبارك الله فيك.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-03-2023, 04:19 PM
المشاركة 12
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال الأخفش في القوافي :”وأما "مَفْعُولُنْ" في الرجز و"فَعُولُنْ" فلا يكون إلا بحرف لينٍ، لأنك أسقطتَ نونَ "مُسْتَفْعِلُنْ" وَأَسكنتَ اللام، فذهبَ منهُ زنةُ مُتحركٍ). [ص: 114].

قلتُ: (1) ورود حرف اللين أو المد في القافية يجعلها من القوافي المردوفة_المُرْدَفة_، والردف حرف لين أو مد (و، ي، ا) يسبق الروي مباشرة.
وعللوا ورود الردف في القوافي بسببين:
أولهما: أن يأتي لتعويض النقص، كما قال الأخفش: (لأنك أسقطتَ نونَ «مُسْتَفْعِلُنْ» وَأَسكنتَ اللام، فذهبَ منهُ زنةُ مُتحركٍ).
وثانيهما: ورود القافية مترادفة، فيجتمع في آخرها ساكنان.
وشرح هذا مبسوط في كتب العروض، ليس هذا مقامه.

(2) يجتمع (فعولن) في ضرب الرجز مع (مفعولن) في القصيدة الواحدة، لأن فعولن هي بديلة (مفعولن) بعد خبنها.
(3) أمَّا قول الإمام الأخفش وهو تلميذ الخليل: ( وأما «مَفْعُولُنْ» في الرجز و«فَعُولُنْ» فلا يكون إلا بحرف لينٍ). [ص: 114].
فهذا ليس بصحيح، وليس بملزم. بل تأتي قافية ضرب الرجز المقطوع (مستفعلْ = مفعولن) تارة مردوفة، وأخرى مجردة من الردف.
فمن شواهد الردف في (مفعولن)، قول ابن عبدربه الأندلسي:
القَلبُ مِنها مستريحٌ سَالمٌ = والقلبُ مِنِّي جَاهِدٌ مَجْهُوْدُ
ومن شواهد التجريد من الردف، قول الحريري في المقامة التبريزية:
أنا السَّروجيّ وهَـذي عِـرْسـي (................ مفعولن)
وليسَ كُفْؤُ البدْرِ غيرَ الشّـمـسِ (................ مفعولن)
وما تَنافى أُنـسُـهـا وأُنـسـي (........... فعولن)
ولا تَناءى ديرُها عـنْ قَـسّـي (................ مفعولن)
ولا عدَتْ سُقْيايَ أرْضَ غَرْسـي (........... فعولن)
لكِنّـنـا مـنـذُ لَـيالٍ خـمْـسِ (................ مفعولن)
نُصبحُ في ثوبِ الطّوى ونُمْسـي (............ فعولن)
وهكذا يمضي هذا التناوب بين (مفعولن) و (فعولن)، في بقية الأرجوزة:
لا نعرِفُ المَضْغَ ولا التّحَـسّـي
حتى كأنّا لخُـفـوتِ الـنّـفْـسِ
أشْباحُ مَوْتى نُشِروا منْ رَمْـسِ
فحينَ عزّ الصّبـرُ والـتـأسّـي
وشَفّنا الضُـرُّ الألـيمُ الـمَـسّ
قُمْنا لسَعْدِ الجَدّ أو لـلـنّـحْـسِ
هذا المَقامَ لاجـتِـلابِ فَـلْـسِ
والفَقْرُ يُلْحي الحُرَّ حـينَ يُرْسـي
إلى التّحَلّي في لِباسِ الـلَّـبْـسِ
فهـذِهِ حـالـي وهَـذا دَرْسـي
فانظُرْ إلى يوْمي وسَلْ عن أمسي
وأمُرْ بجَبري إنْ تَشا أو حبْـسـي
ففي يدَيْكَ صحّتـي ونُـكْـسـي

ووزن الأرجوزة: مستفعلن مستفعلن مفعولن، وهي غير مردوفة.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-03-2023, 04:23 PM
المشاركة 13
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
أورد سعيد عقل في (الدليل في العروض) في معرض حديثه عن التضمين في القوافي، قولَ امرئ القيس:
(وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِلاً
وَمِن خالِهِ (مِن) يَزيدَ وَمِن حُجَر

سَماحَةَ ذا وَبِرَّ ذا وَوَفاءِ ذا
وَنائِلَ ذا إِذا صَحا وَإِذا سَكِر). [ص: 28]

قلت: سقط من عجُز البيت الأول حرف العطف: أَوْ. وهو خطأ طباعي، وتصويبه:

وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِلاً
وَمِن خالِهِ( أَو) مِنْ يَزيدَ وَمِن حُجَر

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-08-2023, 05:51 PM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال ابن رشيق القيرواني في العمدة: (ذكر الزجاج أن ابن دريد أخبره عن أبي حاتم عن الأخفش قال: سألت الخليل بعد أن عمل كتاب العروض: لم سميت الطويل طويلاً؟ قال: لأنه طال بتمام أجزائه، قلت: فالبسيط؟ قال: لأنه انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فعلن وآخره فعلن، قلت: فالمديد؟ قال: لتمدد سباعيه حول خماسيه، قلت: فالوافر؟ قال: لوفور أجزائه وتداً بوتدٍ، قلت: فالكامل؟ قال: لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر، قلت: فالهزج؟ قال: لأنه يضطرب؛ شبه بهزج الصوت، قلت: فالرجز؟ قال: لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام، قلت: فالرمل؟ قال: لأنه شبه برمل الحصير لضم بعضه إلى بعض، قلت: فالسريع؟ قال: لأنه يسرع على اللسان، قلت: فالمنسرح؟ قال: لانسراحه وسهولته، قلت: فالخفيف؟ قال: لأنه أخف السباعيات، قلت: فالمقتضب؟ قال: لأنه اقتضب من السريع، قلت: فالمضارع؟ قال: لأنه ضارع المقتضب، قلت: فالمجتث؟ قال: لأنه اجتث، أي: قطع من طويل دائرته، قلت: فالمتقارب؟ قال: لتقارب أجزائه؛ لأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضاً.). [مج 1 / ١٣٦].
قلتُ: وهذا يدل على أن الخليل هو من سمَّى هذه البحور بتسمياتها؛ نسبة للعلاقات بين أسبابها وأوتادها. ولم يرد ذكرٌ لبحر المتدارك، في تلك الرواية المشهورة، فلعل هذه الرواية إن صدقت دليل على أن المتدارك مما استدركه الأخفش على أستاذه الخليل، لا لأن الخليل لا يعلمه، ولكن_ ربَّما_ أهمله لندرة الشواهد عنده. والله أعلم.
وأول من قسَّم البحور الشعرية على مركب ومفرد، هو الجوهري. قال ابن رشيق في العمدة: (وجعل الجوهري هذه الأجناس اثني عشر باباً، على أن فيها المتدارك: سبعة منها مفردات، وخمسة مركبات، قال: فأولها المتقارب، ثم الهزج، والطويل بينهما مركب منهما، ثم بعد الهزج الرمل، والمضارع بينهما، ثم بعد الرمل الرجز، والخفيف بينهما، ثم بعد الرجز المتدارك، والبسيط بينهما، ثم بعد المتدارك المديد، مركب منه ومن الرمل، قال: ثم الوافر والكامل، لم يتركب بينهما بحر لما فيهما من الفاصلة). [مج 1 / 136 - 137].

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-09-2023, 11:10 PM
المشاركة 15
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال فانديك في محيط الدائرة: (وبيت التلم قول الحماسي:
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني.= صَديقي وَسُلَّتْ مِن بدَيَّ الأَنامِلُ). [ص: 31].
وَرَدَ في كلام فانديك الأمريكاني، تصحيفات عِدَّة، فقوله: (التلم) تصويبه: الثلم (الخرم)، وهو سقوط أول الوتد المجموع من أول تفعيلة الحشو، وهو هنا الفاء من فعولن، فتصير: عولن، ثم تنقل إلى: فعْلُنْ؛ تحسينا للفظ.
والثلم علة تجري مجرى الزحاف.
وقوله: (بدَيَّ) تصويبه يَدَيّ. والشاهد بيتٌ للسموأل، يروى هكذا:
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني= صَديقي وَحُزَّت مِن يَدَيَّ الأَنامِلُ.
وقوله الحماسي، نسبة لديوان الحماسة، ويقال لكل شاعر ورد له نص في ديوان الحماسة حماسِيٌّ.
وأمَّا نقل (عولن) إلى فعلن، فلَهُ تبريرٌ مفادُه أن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي_رحمه الله_ صاحب العروض اعتمد حروف ميزان الصرف (ف، ع، ل) المجموعة في : فَعَل، ويقال لها في الصرف والعروض: حروف الوزن.
ثم يزاد عليها لبناء أجزاء البيت من حروف التفعيل، حسب وزن البيت وموسيقا النغم فيه.
وحروف التفعيل _التقطيع_، هي: ( م، ت، س، ي، و، ن ، ا). وتُجمع حروف الوزن والتقطيع في قولهم: (لَمَعَتْ سُيُوفُنا).
فإذا سقط حرف من حروف الوزن في تفعيلة(جزء)؛ بسبب دخول زحاف أو عِلَّة، نقلت إلى صورة مألوفة، بها ذلك الحرف الوزني، الذي سقط، مثل: (فعولن) إذا ثُلمت صارت (عولن) فتنقل إلى (فعْلن)، و(مفاعيلن) إذا حذفت كانت (مفاعي) فتنقل إلى فعولن، و(مستفعلن) إذا طويت تصبح (مستعلن) فتنقل إلى (مفتعلن)......إلخ.
أمَّا إذا زُحفت التفعيلة وبقي لفظها مقبولا محافظا على حروف الوزن فتبقى كما هي، مثل قبض مفاعيلن الطويل: مفاعلن، فهي بعد القبض تحوي: الفاء والعين واللام، ولفظه مألوف ومحبَّبٌ.
بخلاف صورة القطع في "فاعلنْ" وبه تصير: فاعلْ، فتنقل إلى (فعْلنْ) فالمبرر هنا الألفة لا غير؛ لأن (فاعلْ) بها : الفاء، والعين، واللام.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-14-2023, 02:51 PM
المشاركة 16
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال سعيد عقل في "الدليل في القوافي" مستشهدا على مجئ العروض مشعثة دون تصريع، بقول عمر بن ابي ربيعة المخزومي:
(دُمْيَّةٌ عِنْدَ راهِبٍ قسِّيْسٍ = صوَّروها في جَانبِ المِحرابِ). [ص: 91].
قلتُ:
قول عمر بن أبي ربيعة:
دمية عند راهب قسّيسٍ = صوَّروها في مَذبح المِحرابِ
فعروض البيت الأول: فاعلاتن. وعروض البيت الثاني: فالاتن، وتساوي مفعولن.
وبهذا يكون في القصيدة إقعاد.
وقد روى الجاحظ في (المحاسن والأضداد) البيت وصدره:
(دمية عند راهب قسّيسٍ). [ص: 239]
ومطلع القصيدة: (من رسولي إلى الثريا فإنِّي)، ومنها:
من رسولي إلى الثريا، فإني = ضقت ذرعاً بهجرها، والكتاب
سلبتني مجاجة المسك عقلي = فسلوها بما يحل اغتصابي
أبرزوها مثل المهاة، تهادى = بين خمس كواعبٍ أتراب
وروى عبدالقادر البغدادي في شرح أبيات مغني اللبيب، البيتَ هكذا:
(دمية عند راهب ذي اجتهاد = صوروها في جانب المحراب). [مج 1 / 39].
وبهذه الرواية لا يكون في القصيدة إقعاد. والله أعلم وأحكم.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-17-2023, 07:25 AM
المشاركة 17
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال الأستاذ الدكتور/ عبدالحميد السيد عبدالحميد في (الطريق المعبد): (الخذل اجتماع الإضمار والطي). [ص: 56].

قلتُ:
قول الكاتب: (الخذل) بالذال تصحيف، تصويبه الخزل بالزاء لا بالذال. وقد كرر هذا الإيراد في كذا موضع من الكتاب، ومنه إيراده هذا الشاهد من منظومة الدمنهوري:
فطَيٌّ وخَبْنٌ أصْلُه ثم أوَّلٌ = والاضْمارُ خَذلٌ ثمَّ ثانٍ تَحصَّلا
أورد (خذل)، والذي في المنظومة (خزل) كما بيَّنت لك آنفا. ولم أقف على أنها لغة أخرى فيه، كما يقال للكشف: كسف، وللفاصلة الكبرى فاضِلة.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-17-2023, 08:23 AM
المشاركة 18
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال الدكتور عبدالحميد السيد عبدالحميد في (الطريق المُعبَّد): (الحذف: إسكان السبب الخفيف من آخر التفعيلة). [ص: 62].

قلتُ:
قوله: (الحذف: إسكان السبب الخفيف من آخر التفعيلة) خطأ، والصواب أن الحذف من علل النقص، وهو إسقاط_حذف_ السببِ الخفيفِ من آخر التفعيلة، مثلُ حذفِ (لُنْ) من (فَعولُنْ) فتصير (فَعُوْ).
ولا يستقيم قوله (إسكان السبب الخفيف)؛ لأن السبب الخفيف آخره ساكن أصالةً.
وقيل سمي السبب الخفيف بهذا؛ لخفته إذ ينتهي بساكن، خلافا لشقيقه السبب الثقيل الذي ينتهي بمتحرك. وقد سمى ابن منظور_في لسان العرب_ السببين الخفيف والثقيل في الفاصلة الصغرى بالسببين المقرونين.
جاء في اللسان: (والفاصلة الصغرى من أجزاء البيت: وهي السببان المقرونان، وهو ثلاث متحركات بعدها ساكن، مثل "متفا" من متفاعل، و"علتُنْ" من مفاعلتُن).
.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-18-2023, 07:44 AM
المشاركة 19
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال سعيد محمود عقل في كتابه "الدليل في العروض": (التشعيث: هو قطع الوتد المتوسط، وليس بلازم، ولا يكون إلا في الخفيف. جزؤه: فاعلاتن : فالاتن....). [ص: 20]

قلت: الذي يبدو لي أن سعيد عقل ينقل عن العقد الفريد، فكما رأينا سابقا نقله عن صاحب العقد الفريد قوله (أعصب)، وهو تصحيف، وصوابه: أعضب.

نجده الآن يوافق ابن عبدربه الأندلسي الذي قال في العقد الفريد: (أما التشعيث فهو دخول القطع في الوتد من «فاعلاتن» التي من الضرب الأول من الخفيف، فيعود «مفعولن»). [مج 6 / 319].

وأقصد بقولي أنه وافق صاحب العقد الفريد أن كليهما أخذا بالرأي الذي يرى أن التشعيث يأتي من قطع وتد (فاعلاتن).

وقد بسط الدماميني تلك الآراء في العيون الغامزة, بقوله: (التشعيث عبارة عن تغيير يلحق فاعلاتن المجموع الوتد، فيصيّره على وزن مفعولن، وقد اختلف العروضيون في كيفيته على أربعة مذاهب:

أحدها أنّ لامه حذفت فصار فاعاتن، وهذا مذهب الخليل. قال الشريف: ولذلك سماه تشعيثاً، لأن التشعيث في اللغة التفريق، ومنه قولهم لمّ الله شعثك، أي جمع متفرق أمرك، فلما حذفت هذه اللام من ((علا)) وهي وسط الوتد افترق نظمه فسماه تشعيثاً لذلك. ورجح هذا الرأي بأن الحذف من الأواخر وما قرب منها أكثر.

الثاني أن عينه حٌذفت فصار ((فالاتن)) واختاره كثير من الحذّاق. ورُجح بأنه حذفٌ من أوائل الأوتاد فجاز كالخرم.

الثالث: أن وتده قطع قُطِع فحذفت ألفه وسكنت لاممه فصار ((فاعلْتن)) ورجح بأن القطع في الأوتاد أكثر.

الرابع مذهب الزّجاج وقطرب، أنه خبن بحذف ألفه، ثم أضمر بإسكان عينه فصار (فعْلاتن)). [ص: 126].

وعلى هذا يكون ابن عبدربه أخذ بالرأي الثالث في تفسير ظاهرة التشعيث في (فاعلاتن)، ونقل عنه سعيد محمود عقل.

تنويه:

- قول الدماميني: ( أن وتده قطع قُطِع ) أرى أن (قطع) الأولى من أخطاء النُّسخ والطباعة؛ لأن أسلوب الدماميني في هذه المسألة أن يأتي بالجزء ثم يوقع عليه فعلا بصيغة ما لم يسمَّ فاعله.

- ورد في المكتبة الشاملة : (أحدها أنّ لامه حذفت فصار فاعلتن) وكما ترى فـ(فاعلتن) تصحيف، والصواب (فاعاتن) كما أوردته أعلاه. وتوجد أخطاء طباعية أخرى، فوجب التنبيه. والله أعلم وأحكم.
أشكر لك أستاذنا القدير عبدة فايز الزبيدي موضوعك المهم المفيد، ومنابر علوم اللعة ترحب بك وبقلمك الجميل.

قديم 09-12-2024, 08:10 PM
المشاركة 20
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
أشكر لك أستاذنا القدير عبدة فايز الزبيدي موضوعك المهم المفيد، ومنابر علوم اللعة ترحب بك وبقلمك الجميل.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وألف شكر لك

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تعقيبات على كتب العروض
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العروض المقطعية عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1 05-25-2021 06:14 AM
منظومة الخليل في العروض خشان خشان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 03-29-2020 09:09 AM
تعقيبات عامة بعد الصلاة حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 2 03-24-2017 01:29 PM
أبجدية العروض الرقمي خشان خشان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 11-01-2015 08:33 PM
اي علم هو العروض العربي ؟ خشان خشان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 9 10-11-2015 01:22 PM

الساعة الآن 02:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.