يامقعدا خشبيا .
في صباح يوم صيفي مررت راكبا سيارة خلال شارع الجامعة فلمحت المقعد الخشبي الذي كنا نجلس عليه قبل بضعة عقود فأثارني المشهد فكانت هذه الكلمات :
يامقعدا خشبيا ،
تحت شجيرات السرو والصنوبر
أحاديث أيامك المثلى .
تروي حكايتنا
على مدار ساعات العمر .
رأيتك بعد عقود
وحيدا ودمعة حرى تنهمر .
لونك - ومرور السنين - لم يتغير ،
ونحن كل شيء فينا تغير .
حلم يمر عبر السنين ،
وكم من همسات وعبرات وعبر
مرت كطيف شائق لذيذ
أو كليلة لهو وسمر .
كانت ذكراك حلما في وهن من الليل ،
مرت كأننا في أسر .
يا حبذا تلك الأيام الخوالي ،
وأنعم بها حيث أنا القمر ،
وكانت هي الشمس في كبد السما .
فجأة غابت والكل غاب و اندثر .
وأسأل نفسي : ياترى ،
ماذا تتذكر ؟
الشعر الفاحم على الكتفين ،
ولون العيون الأخضر ،
وقسمات الوجه الوضيء ،
تنير وجهي الأسمر .
يا لطول الليالي بعدك هائما ،
وأنت مكانك في قلوبنا تكبر .
ليتك بقيت فينا ،
لم نغادر ولم نتغير .
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 08-08-2023 الساعة 03:57 AM
سبب آخر: رقن