قديم 09-01-2017, 09:59 PM
المشاركة 111
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
زهرة الرافليسيا

سرٌ ساقه لي القدر كان سبباً في إعادة الثقة لي وإنهاء معاناتي .
هذا السر عاهدت نفسي أن لا أخبر به أحداً, كائناً من كان .
ولكن إن كنتم صادقين مع أنفسكم سوف ترونه يخرج خِلسة من مخبأه أو يعدو بين السطور . صدقوني سوف تتغير حياتكم للأفضل ,
, سترون جانباً جميلاً أو قبيحاً كان مخفياً عنكم .
نعم هذه هي الحقيقة فأنا رجلٌ سمعت , شاهدت ,عانيت الكثير .
هل انتم مستعدون ! .. إليكم قصتي :
في احد الأيام ضربت بكل نصائح القوم عرض الحائط خرجت من حصنهم ولم استمع لمواعظهم الخبيثة,
زهرة الرافليسيا جمالها وريحها يجمع الحشرات والذباب .
المخلوقات ذات الألوان الجميلة غالباً ما تكون سامة .
فكان ردهم على تمردي سريعا
فجأة اختفي الرضا الذي كنت أراه في أعيُن من أحب , فحديثي يزعجه رغم تبسمه ليّ , واحتضاني له يخنق أنفاسه , وعندما المسه اسمع أنينه واشعر بالآلامه وكأن لي مخالب تجرحه .
كم هو مؤلم أن ترى من تحب يعاني وأنت كذلك
ماذا أقول له أساله : هل ------------ ؟ !
إنه سؤال غبي !
كم تمنيت أن أكون طائر بطريق أقف كالمسكين حاملاً بيضة على سطح قدمي وأرى السعادة والرضا في عينيه بدلاً أن أكون أسداً جالساَ يحضرن نساءه غدائه وعشائه صبحاَ ومساءً
.هل توقف كيدهم؟ لا , فمثلهم لا يتوقفون . فهذا لا يحدث مع من كان إلهه هواه ؛ لذلك أيقنت انه لا بد لي أن أصوم عن الكلام ، اطوي اللسان , واهجر المكان فانا ليست لي القدرة على محاربتهم أو حتى الدفاع عن نفسي
و يداي مغلولتان إلى عنقي وأملي كغبارٌ يلهو في عامودٍ لشعاع شمسٍ نفذ من احد الشقوق , يختفي عند تحرك الشمس والغروب .
فحكايتي خطيرة ؛ لو كشفت للعيان ستفرح وتشجع أصحاب القلوب المريضة , فهي
قنبلة .. بل أشد.
لملمت أحزاني وانطلقت بعيدا مبتعداً بسيارتي .
لم تكن لي وجهة معينه , كانت عيناي تدور في محاجرها تقود المركبة , بينما كنت أغوص في بحر أعماقي كالمجنون , في يدي سيجارة لا تنطفئ . .
فجأةً ! ظهر لي رجل من العدم , أفزعني .أشار لي بيده , كان ضعيف البنية , شاحب الوجه , رث الثياب , عاصباً رأسه بعمامة .
وعلى غير عادتي توقفت ! لا اعلم لماذا ؟
ركب سيارتي ؛ لم أُبادله التحية أو اسأله عن وجهته !
بعد صمت مطبق التفت إليَ وقال :الذي أتى بك إلى هنا قد أتى بي أيضا !
أتريد أن تعرف قصتي ؟
انتفض قلبي واخذ يضرب طبول الحرب , وتحركت يدي المرتعشة مسرعة إلى أسفل المقعد تبحث ...
فتبسم وقال:إهدأ .. إهدأ ..
لا عليك فالدار أمان واليك قصتي ..
إلى وقت قريب لم أكن اصدق أن السحر يقدم الحلول , وكل ما اعرفه انه يُقيد الرجال ويقود للجنون .
ورغم تكذيبي للمقولة الأولى وتصديقي للثانية , إلا أني بعت فيه واشتريت ؛ فقد كان يحدوني الأمل بأن أُحيي فرحةً ماتت وابعثها من جديد .
توقف ومسح دموعه التي انهمرت , واستطرد بنبرة حزينة ..
في الحقيقة لم أكن خبيثاً في يوم من الأيام, و لم يكن ذلك السوق يُعجبني لكني مشيت فيه مجبراً . فأولئك القوم لم يزدهم قربي إلا بعداً.
لم يتعاطفوا , رغم أني قدمت لهم المحبة بالحجج والبراهين . كان يُقبل احدهم ويُدبر آخر . الكل يسعى جاهداً في إذلالي , كنت أرى الفرحة مرسومة على وجوههم القبيحة . انه طريق توارثوا حبه وداوموا على سلوكه .
ولكن بعد البهتان الذي افتريته , وما سبقه من زيارات إلى الظلام علمت يقيناً أن ما كان يصنع الفارق بيني وبينهم لن يكون فارقاً بعد اليوم . لقد تساوينا ولم يعد هناك اختلاف .
كان انتقامي عنيفاً , لم يكن صاعاً بصاع . فمن مكاني البعيد كنت اشعر بغيظهم , كان له غلياناً شديداً وصوتاً مزعجاً , كما اسمع الآن صراخهم الذي ينطلق من أعماق هذه الأرض القاحلة.
أبداً ما ابتعدت عنهم , بل اخترت المكان الذي كرهوا، لازمته ومكثت فيه. كنت صبوراً معهم لأصبح بصيراً بما يبصرون , لقد أعمتهم نار الحقد ؛ و نتيجة لذلك , لم أجد أي مشقة في ان اسقيهم من نفس الكأس .
فقد سعرت تلك النار وتراقص لهيبها وعمدت لكل ما عملوه واكتسبوه , سخنت مائهم الذي يروون به ويرتوون حتى تبخر , وغدت ربوتهم التي لطالما تغنوا بها صخرة ملساء . رأيتهم بعيني وهم يعضون على أيديهم من الندم حتى سالت دمائهم وتلوثت أفواههم .
هل توقف انتقامي ؟ لا , لم تكتمل فرحتي إلا يوم أجليتهم ولم يبقى إلا ظلهم مبسوط على وجه الارض .
كم هو جميل عندما تأتي العتمة التي كانت لباس أعمالهم لتمحي ذلك الظل شيئاً فشيئاً .
توقف فجأة عن الكلام كما بدأ !
شيئاً ما دفعني لأنظر إليه , ربما كانت نبرة صوته , فنظرت إليه مُتفحصاً وجهه , تقاسيمه وملامحه لم تكن غريبة , عرفته !فصرخت :أنت..أنت .
وضغطت على مكابح سيارتي بعنف - فاصطدم رأسه بزجاج السيارة الأمامي -
والتفت إليه وأخذت اردد بغضب في وجهه : هراء.. هراء , إنها قصة من نسج خيالك أيها الفاشل .
فطأطأ رأسه وسافرت عيناه إلى مكان أعرفه ومتيقن منه , لم أُشفق عليه و لم أحاول إخراجه من محنته ؛ بل سمّرت عيني عليه لأزيد من جروحه , وكأنني أُريد أن انتقم من شيء لا اعلمه , أو أني اعرفه واكره أن اذكره .
لم اكتفي بذلك ؛ بل خرجت من السيارة وفتحت بابه وسحبته من مقدمة رأسه ودفعته ليسقط على الأرض . وأخذت اركله بكلتا قدمي حتى سالت دمائه وتمزقت ثيابه ,نفضت يدي وتركته .عندما شعرت بالإعياء والتعب , فقام من مكانه مترنحاً وغادر بدون أن ينطق بكلمة واحدة . وأنا اردد خلفه بحقد : اذهب..اذهب أيه الأحمق وأرعى سراب دوابك في سهول وأودية عسى ويا ليت حتى أختفي عن ناظري.
اتجهت إلى سيارتي متثاقلا وركبت وأسندت ظهري على المقعد .
أحسست بشيء له دبيب يتحرك ببطء من مقدمة راسي يسيل على جبهتي , ارتفعت يدي تتحسس الموضع .. ظللت مُدة من الزمن مذهولا أتفحص أطراف أصابعي التي صبغتها الدماء !.
أشحت بنظري عن يدي عندما شممت رائحة كريهة عمة المكان وسمعت صوت ناعما ينادي باسمي التفت إلى مصدر الصوت
فرايتها في المرآة ..!
فتسللت ابتسامة ساخرة من شفتي المرتعشة ,تبعتها ضحكة مجلجلة انفجرت وتتطاير شظاياها على المرأة فتحطمت وتناثر وجهها إلى أشلاء فصرخت , وسقطت مغشياً علي .

قديم 09-04-2017, 01:51 PM
المشاركة 112
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرًا لك استاذ عبد العزيز على تجاوبك مع الدعوة المتجددة للمشاركة في هذا المشروع .

قديم 09-07-2017, 04:59 PM
المشاركة 113
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد العزيز
تتقن كثيرا تسخير الغموض والأسرار في سبيل التشويق والادهاش. لا شك انهاقصة رائعة تنتمي الى نمط الخيال السحري. لا اعتقد انني فهمت مغزاها ولكنها مكتوبة بصورة متقنة .

قديم 09-07-2017, 05:00 PM
المشاركة 114
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعوة متجددة للمشاركة في هذه الورشة

دعونا نجعل الكتابة عادة

دعونا نطلق حملة جديدة لكتابة قصة كل اسبوع آخذين في الاعتبار نصائح احد المحررين في موقع ادبي حول العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار عند كتابة قصة قصيرة جيدة :




ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


يتبع،،

قديم 09-13-2017, 03:04 PM
المشاركة 115
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرننانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.

يتبع،،

قديم 09-22-2017, 01:23 AM
المشاركة 116
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما الذي يجعل القصة القصيرة قصة ناجحة ؟

تشرح املي ونستروم ومن واقع تجربتها كمحررة في موقع الكتروني ادبي مخصص لكتابة القصة القصيرة ، خمسة عوامل او عناصر مهمة لكتابة قصة ناجحة وتقول ان الكثير من الكتاب لا يهتمون بها او لا يعطوها بالا...وانا هنا اترجم ما تقوله عن الانجليزية بتصرف طبعا..

العنصر الاول : ككاتب قصة عليك ان تبرز الصراع مباشرة.
عند كتابتك قصة قصيرة ، لا تضيع وقت وانت تحاول رسم المشهد، او التحدث باسهاب عن بطل قصتك. اجذب المتلقي مباشرة الى قلب الصراع في القصة بشكل مباشر.

==
tip of the day

العنصر الثاني : اكتب فقط ما هو مهم جدا للحظة ..

كثير من كتاب القصة يلجأ الى التفصيل وسرد قصص خلفية للحدث، سواء كانت القصة خيالية او واقعية ، تأكد ان المتلقي لا يحتاج ان تقول له تفاصيل عن خلفية الحدث backstory او قصص خلفية للحدث الرئيسي، قل للمتلقي ما يريد المتلقي ان يسمعه فقط في الوقت المناسب لذلك ، ويجب حذف كل شيء اخر.


===
tip of the day
-
3-العنصر الثالث
: لا تتحذلق كثيرا.

يمكنك حشد كلماتك الرنانة وطروحاتك الفلسفية وتركيبات الجمل المتفذلكة، وجملك ذات المعاني المزدوجة في اي مكان تشاء لكن ليس في كتابة القصة القصيرة.

لا تتحذلق ولا تتفذلك...لان الحذلقة والفذلكة لا تولد فنا...فقط دون قصة جيدة.

واذا وجدت نفسك قد وقعت في غرم كلماتك وسردك فان ذلك مؤشر جيد، لكن انت تحتاج للعودة الى ذلك القسم وعمل تشذيب عليه لاحقا.
====



tip of the day
-

4- العنصر الرابع: طور الحبكة لتصل بها الى الذروة the climax بفعالية وكفاءة:

في كتابة القصة القصيرة يجب التركيز على كلمة قصيرة. عليك التحكم ف بناء الحبكة وان يتم تطوير الحدث بفعالية وكفاءة نحو الذروة. فكل فقرة وكل جملة وكل كلمة يجب ان تقرب المتلقي من الذروة. وان شعرت ان جزء من السرد لا يخدم هذا الغرض فعليك حذفه. فلا يوجد في القصة القصيرة مساحة للكلام الممطوط.

يتبع،،

قديم 10-18-2017, 10:09 AM
المشاركة 117
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعوة


متجددة للمشاركة ف هذا المشروع الرائد والذي يعودب الفائدة على القاص اولا وقبل كل شيء من خلال جعل الكتابة اقرب الى عادة
.

قديم 10-20-2017, 01:22 AM
المشاركة 118
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
** الضحية **
....................

في غفلة من الجميع احتضنت لعبتها و تسللت خارج المنزل
لم يشعر بغيابها أحد، الجميع يحتفل بزواج الأب، و الأب الهته عروسه الجديدة بجمالها و دلالها فنسي حتى أسمه.
ذهبت الإبنة لتبحث عن أمها، قالوا أنها ذهبت إلى السماء لكنها رأتهم يأخذونها إلى المقابر، اسرعت تحملها قدميها الصغيرة بلهفة ظنًا منها أنها ستقابلها هناك، لم يخيفها ظلام الليل ولا أقدام البشر الهائمة، هي ملاك و الملائكة أحباب الله هكذا كانت تقول أمها و صدقت هي، ساعة أو يزيد كانت المسافة لكنها ضلت الطريق و لم تعد ترى ضوء يرشدها، وقعت، اتسخت ملابسها، تمسكت بلعبتها و هي تصرخ، أمي أين أنت، لم تسمع سوى صدى صوتها، حاولت الوقوف مرة أخرى، نزف جرحها، من بعيد رأت ضوء آت إليها، صرخت...أمي أنا هنا، الضوء يقترب و هي تتراقص فرحًا، أمي أنا هنا تعالي، الجرح ينزف لكنها تبتسم، ها هي تسرع إليها، تمد ذراعيها لاستقبالها، أمي أنا هنا، اسرع الضوء اليها، سقطت لعبتها و احتضنتها دمائها.
** منى غنيم **




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 10-20-2017, 11:02 PM
المشاركة 119
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مجرّد كلب

لم يكن على وئام مع بني جلدته، يرى فيهم أرواحا مُهلكة، يتوهّم فيهم قبحا يتزايد في ذهنه أضعافا مع مرور السّنين، بلغ مبلغا لا يستطيع معه نقد ذاته، أو مراجعة سلوكه وتقويم ما لحق به من أضرار. عُلويّة تركب أقواله وتخالط أفعاله كما تضاجع أحلامه، بينه وبين الكياسة سدّ منيع، إدانة رعونته باتت أمرا مستحيلا، هذه السّادية التي ركبته باتت لبّه، يرى النّاس بعين لا تغزل إلا قماش وضاعتهم، ويسمع بأذن تحوّل نغماتهم ضجيجا لا تطيقه روحه المتعالية.
قرّر أن يصاحب كلبا، يرى في الكلاب وفاء تستطيع به تحمّل جبروت يده النّاقمة، و شراسة قد تنفع في صدّ هؤلاء الذين باتوا يتجاسرون عليه و يستهزؤون به سرّا، بل رأى في عيونهم قدرة على اعتلاء أسواره علانية.
احتار عندما وصل إلى سوق الكلاب، أثار انتباهه الدوبرمان بلامحه اليقظة ولونه الأسود، لكن بشاعة وجه البيلدوغ كان لها أثر طيب في أعماقه، تقزز عند رؤية البيتبول لكأنه غانية شقراء شرّيرة، وراء أصباغها الودرية أنياب بارزة وروح ناقمة.
ولأنه أنانيّ الهوى فاستيراد الكلاب أمر يخزيه، رغم أن حبّه استقر على البرجي الألماني حين علم بكونه يملك من الوفاء ما به لا يخون، ومن الجبروت قسطا وافرا، فقد قّرّر أن يبتاع لنفسه كلبا ذئبا من سلالة غابوية ، يفضّل أن يكون كلبه متوحشا لم تلوثه الآدمية، يريده نبّاحا، مجرّد سكتة قد تحرك في نفسه الظنون بأن أحدا أغراه، فخصومه ربما تصيّدوا الكلب و انتزعوا من فمه أنيابه الأصيلة و وضعوا مكانها أسنانا مشطية لا تقوى على كسر الأعناق متى استدعى الأمر خوض المعارك والحروب.
في حقيقة الأمر ما أعجبه هذا الكلب الهزيل، بل يزعجه منظره الذي تحتقره العين، لكن الغدر الذي يتأبّطه كاف ليجبّ تلك المساوئ، فجارته السيدة الودودة التي ارتأت أن تبارك له هذه التجارة النّاجحة، طبع بطن ساقها الأيمن بعضّة ارتج لها بنيانها فسقطت، حتّى وهي على الأرض مستلقية ولسانها مسترسل في ولولة استغاثة ما أطلق رجلها. ابتهج عندما وجده يمسح بها الأرض مرسلا هديرا سحيقا يتفلّت من فجوات صغيرة بين أسنانه ومن أنفه الدقيق، بينما الدّماء تسيح جارية.
نجح هذا المستذئب في الاختبار ونال استحسان مسعود، ما أغرته العجوز بما حملت إليه من طعام، ولم تنج من قبضته إلا عندما أمره السيّد بإخلاء سبيلها. تلومه على هذا الاختيار البشع و وجهه يفرج عن ضحكة احتقار، صاحت في وجهه: "انظر ما فعل هذا الشرّير بساقي" استشاط غضبا: "اغربي عن وجهي أيتها السافرة ألم تتعلمي الحياء يا عجوز النّحس، إن هذا الكلب لأشرف منك."
ازداد طوله بعض سنتيمترات وانتصبت قامته من جديد، يسعده صوت قدميه وهما تصفعان الأرض، في يده اليمنى هراوة وفي اليسرى لجام يسوق به رفيقه، يمنّي نفسه أن يظهر واحد من أولئك المزعجين، هؤلاء الحثالة الذين يثقلون أديم الأرض. هنا كلبي العزيز، سيسقط في الكمين بسهولة، ستظفر به فلا تجعله ينجو، حرّك الكلب ذيله في سرور. عندما اقترب الرّجل ظهر له الكلب مشبوحا على الأرض، نهره فلم يلتفت، رماه بحصاة فما تحرك، فظن أنه شبع موتا، اقترب منه أكثر، إنه لا يتحرك ، جرّه من ذيله لإماطته عن الطريق، فكانت فرصة سانحة للإطباق على معصمه بفكيه المنشاريّين، يرفعه الباسل إلى الأعلى فلا ترتخي قبضته، يضرب به الأرض فلا تتحرر يده، يقذفه برجله فلا يفلتها، تسرب إليه العياء ودماؤه الساخنة تسقي التراب، بدأ يستغيث، وها هو مسعود ظهر فجأة.
ـ أغثني يا مسعود......
ـ لا أغاثك الله أيها الحقير، ماذا فعلت بكلبي؟
ـ لا شيء يا مسعود، لا شيء...يدي يا مسعود...... يدي....
ـ ما بها يدك، تلك التي رفعتها في وجهي ذات يوم......
ـ معذرة يا مسعود.......ألف معذرة ......
ـ عذرك مرفوض و قولك مردود، كلبي هذا مسكين مستكين، من أرقى الفصائل، وبطاقته تؤكّد قولي، أنت من تحرّشت به، واستصغرت شأنه. آه كلبي المسكين، ربما حرّكت أنيابه، وأوجعت أضراسه، و آلمت فكه. أطلق هذا الحقير يا كلبي العزيز، فلا يستحق أن توجع فكّيك بعظامه، و تلوث فمك بدمائه النّتنة، هات فمك لأرى مقدار ما لحقك من ألم، و ما أحدثه فيه هذا اللئيم من أضرار. سنعود إلى البيت يا صغيري، سأحضر البيطري ليفحصك عن قرب، ويحرر لك شهادة تبين مقدار عجزك، سنقاضي هذا الحقير، سيدفع ثمن فعلته. آه لمصابي فيك، يا ليتني متّ قبل أن تهان ولا أستطيع ردّها عنك يا كلبي الموجوع، سأمسح دموعي ودموعك ومع كل دمعة سأدعو على هذا السفيه بالويل والجحيم و العذاب الأليم.
تركا الباسل يضمد جراحة، يسيران بزهو وخيلاء، يركضان مبتهجين كطفلين فائزين في لعبة، انشرح مسعود واسترجع همّة الشباب، تذكر أولى صولاته يوم طردها من بيته، تلك المشؤومة التي أنجبت له كلبا، رماها بالفجور والخيانة، رماها بالنحس واللّعنة. آه لو علم الناس بأمرها لكانت وصمة عار على جبيني لا تمحى، حسنا فعلتُ حين أخرجتها من بيتي ليلا هي وجروها الضّئيل الذي لم يفتح عينيه بعد، تركتهما في الخلاء للخلاء، ولأنّني لا أحبّ أن أترك الأمر للصّدف، اقتنصتها ذات صيد، ودفنت سرّها للأبد، نصر مؤزّر، يحلو لي الفخر به، و الفخر بوابل انتصاراتي هو ما يجعلني حيّا.
ـ ادخل فو الله ما زار أحد غرفة نومي هذه لكنك تستحق وسام بطولة.
دخل الكلب فرأى صورتها معلّقة على الحائط، قفز قفزة جنّيّ أزرق، وضعها بين يديه، ضمها إلى صدره، بكى بكاء مريرا، يسأله مسعود، لماذا تبكي، فهي ماتت منذ أربعين سنة، هذه الزّرافة الملعونة، ما وضعت صورتها هناك إلا خشية شبهة، و لولا أنّني قتلتها بيديّ هاتين، لمسحت كلّ آثارها.
انقضّ الكلب على رقبته، وعندما أحس ببرودة دمائه قال:
آن لك أن تستريح لأستريح يا أبي.




كنت سأشارك بهذا النص في المسابقة

لكن ارتأيت أن أعرضه هنا في انتظار بزوغ فكرة جديدة

قديم 10-20-2017, 11:32 PM
المشاركة 120
حنان عرفه
الحـلــــــم

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا الرجل أحبه

دعوة من صديقة لحضور حفل عقد قران إبنتها ، سعدت كثيرا لهذه الدعوة لأنها ستضم باقة من الصديقات اللآئي لم أرهن منذ تخرجنا من الجامعة حيث كانت لكل منا ظروفها ولكننا الآن سوف نلتقي.
هناك وجدتها ... مازالت تحتفظ بجمالها ورشاقتها وعيونها ذات اللون الزيتي الرائع ولكن مسحة حزن تكتسي هذا الوجه الملائكي الجميل ، اقتربت منها وتبادلنا السلام والأحضان الحارة فمنذ زمن بعيد لم نلتقي ... سؤال مباغت سألته لها، ما اخبارك معه هل تزوجتما؟
ترقرقت دمعة في عينيها فاحتضنتها وخرجنا خارج القاعة لتكون المفاجأة.....
عشرون عاما زمن هذا الحب ولم يكلل بالزواج بعد !! هي تحبه وهو يحبها ولكن لماذا لم يرتبطا؟؟
سؤال سنترك إجابته للنهاية ولكن تعالوا معي لنرى من هو ؟ ومن هي؟؟
هو
رجل حار وبارد، كريم وبخيل، خيالي وواقعي،عاشق ولهان يُشع دفئا وغراما ثم يبدو كالغريب جامد السطح خالي الفؤاد منطفئ المشاعر
وهي
مسحورة به سحرا قدريا لاتستطيع أن تنفك منه ولا تريد حتى وإن بدا الحصول على هذا الرجل ضربا من المستحيل ، تظل تناضل أبد الدهر لعلها تظفر به.
هي أحبته ، واهو احبها لاشك في ذلك . هي لاتستطيع أن تحب غيره ولا هو يستطيع أن يحب غيرها هذا قدر.
فنجد أن الأقدار هي من جمعت بين قلبيهما فوقع كل منهما في غرام الآخر عشقا أبديا ..
كُتب على هذا العشق أن يظل هائما حائرا محلقا في السماء قريبا من النجوم المستحيلة .
كُتب على هذا العشق أن يظل فكرة ، خيالا وأملا ، وألا يتحقق له النهاية السعيدة وهي الزواج .
ماهي حكاية هذه المرأة ؟ وما هي حكاية هذا الرجل الذي أحبها ويريد ان يبتعد عنها ؟
هل هو رجل مريض؟
ما زال البركان الثائر بداخلي يقذف حمما تصهرني وانا أرى صديقتي على هذا الحال وتذكرت ...
كم كانت البداية جميلة ....... هي.. أدركت بحس النثى وبقلب المرأة أنها قابلت أروع إنسان لم تر قبله ولن تر بعده.
وهو .. شعر انها حلم حياته وانها تجمع كل صفات الأنثى التي يبحث عنها، فلم يتردد لحظة في السماح لها بإقتحام حياته ،
قلبه ، وعقله .
أقبلت عليه بكل قوة وحب أكثر مما هو أقبل عليها ثم بدأ يغمرها بحبه بحنانه وأمانه فشعرت بالطمانينة والاستقرار.
كان الارتباط قويا وعميقا ولكن ليس ملزما أو واعدا بأي شئ ، كان ارتباطاللحب ولا شئ سوى الحب.
فها هي على قائمة إهتماماته ، يتحدث عن المستقبل والأحلام بصيغة المثنى هما معا في أي حلم فالحب يسري
في دمائهما متصلا بنهر الحب الذي لاينضب.
ويأتي دور السؤال الذي يفرض نفسه وماذا بعد؟ وهي إجابة واحدة يفرضها الحب .. أن نتزوج .
وهنا ينتابه الرعب فيهرب حينا ويراوغ حينا ويبدأ يتراجع تدريجيا ويقل اهتمامه بها ويبعدها عن حياته ،
يفرض حصارا حول نفسه ، اهله ، عمله ، أصدقاؤه حتى لاتصل إليه وليبعدها عنه وفجاة يختفي، وفجاة يظهر.
وكلما وجد نفسه واقعا في غرامها اكثر كلما أختلق المشاكل والمعوقات ورصد اخطائها بل وتعمده الحديث
عن امرأة أخرى بكل احترام وإعجاب ومرددا مزاياها أمامها وهي تسمع وترى ولكنها تحبه .
تحمل بداخلها حبا حقيقيا والحب الحقيقي لايموت أبدا بل يظل باقيا حتى الموت ، ويظل الحال هكذا بينهما
يبتعد فيؤلمه الفقد والفراق ويدرك إحساسه بحبه لها وأن من المستحيل أن يحيا سعيدا بدونها فيقترب
ثم لايلبث ان يبتعد ... وهكذا لاتنسدل الستارة أبدا على تلك الحكاية وتظل النهاية معلقة .............
لا هو تركها .. ولا هو تزوجها ... فتركه لها موت .... وزواجه بها موت أيضا .
وهكذا استمرت المسكينة تعيش في قصة حب غير واضحة المعالم مع إنسان مريض
نعم مريض بمرض الخوف من الارتباط والالتزام .
وأكثر ما يؤلم المرأة هذا التغير العجيب في تصرفاته المتأرجحة بين قمة الحب وقمة اللامبالاة
وتسأل نفسها هل هذا الرجل كان يكذب؟؟ هل له شخصيتان ؟؟هل مازال يحبني؟؟
هل هو مزيج من الحب والكراهية ؟ ماذا فعلت لكي ينسى كل هذا الحب ؟
هل يستطيع فعلا أن يبتعد عني؟؟ إنني أموت لو تركني فهل يموت أيضا لو تركته؟؟
لماذا يقارن بيني وبين امرأة اخرى ؟؟ في الحب لامفارنة والحبيب لايقارن
فهو دائما في القمة.
تساؤلات كثيرة تساءلتها ولا إجابة عندي ولكني سأبحث معها عن إجابات
لعلنا نفهم لغز هذا الرجل الذي تحبه ..................
أنهكتِني يا عزيزتي بتساؤلاتٍ ملأت رأسي أبحثُ لها عن إجابةٍ شافية ، فرجُلُكِ يا صديقتي يشعُر بالتمزُق ،
فهو يُحبك ولكن يصرَعُه قلقُ الإلتزامِ والارتباط ، يُعطيكِ ظهره وقلبه معكِ، عندما تقتربين منه اكثر يكون الموت
أرحم من هذا الاقتراب ،إذا بعُد واختفى شعر بالذنب والحنين وإذا ارتبط بها تداهمه مخاوف الالتزام، فيكون أمام
أحد أمرين ... إما أن يُسرع بالهروب أو يناضل ويصارع المرأة التي كانت سببا في دخوله المصيده.
يا لصديقتي المسكينة إنها ضحية رجل منقسم على نفسه ، رجل اختار ألا يختار ، يحاول تحطيمها
نفسيا فيلجأ لأعنف وسيلة لتحطيم المراة وهي اللجوء لأمرأة أخرى غيرها ويوهم الاخرى بالحب
فإن صدقته وأبدت اهتماما به وبدأت ترتب حياتها للإرتباط به .. سرعان ما يتركها هي أيضا.
لحظات صمت سادت بيننا فوضعت يدي على كتفها واقتربت منها واحتضنتها ومسحت دمعة في عينيها
قلت لها: أنت تثقين به بينما الشك يتسرب لنفسه ، تتصورين أن قبولك له يجعله أكثر طمانينة ، ولكنه
يجعله أكثر خوفا . أنتِ تُحاربين من أجل الاستمرار والاستقرار لهذه العلاقة وهو يحطمها ويخربها
ثم فجأة يختفي بطريقة غير إنسانية ، أو يدفعك للجنون لتنهي العلاقة بيديكِ .
ولكنك لاتستطيعين لأنك تحبينه وإذا ظهر مرة ثانية بحياتك سيكون لديك الاستعداد لتغفري له كل ماتقدم من ذنبه.
عزيزتي الحب هو أعظم مصدر للأمان تسللي إليه برفق ، بصبر وبإصرار ، دعي الخوف عنده ينقلب ويتحول لشئ آخر
ألا وهو الخوف من فقد هذا الحب العظيم وهنا تأتي براعتك أيتها المُحبة العظيمة عنده لن يحبك فقط بل سيحب حبك
ويحب حبه لكِ وبالتالي إذا فقد هذا الحب كانه فقد حياته .
وهذا الحب الحقيقي فالإنسان يحب نفسه من خلال حب حبيبه له ، ذات الإنسان تتأكد من خلال هذا الحب
فيصبح فقد هذا الحب فقد للذات لذا سيكون حريصا على أن تكوني معه في كل لحظة من لحظات حياته
في عينيه في قلبه وفي فكره وستكون أعظم أمنية له أن تكوني شريكة لحياته.
ابتسمت ابتسامة أمل لربما يأتي هذا اليوم سريعا.
ما اجمل الحب وما اقساه.
تمت


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(كتابة) قصة قصيرة. بقلم محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 07-21-2023 03:41 PM
قصص قصيرة عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 12 01-16-2015 07:29 PM
خبز / قصة قصيرة موسى الثنيان منبر القصص والروايات والمسرح . 3 04-20-2013 10:08 AM
قصص قصيرة جدا خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 6 09-01-2011 12:51 AM
بعث - قصة قصيرة ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 16 08-07-2011 11:50 PM

الساعة الآن 03:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.