قديم 05-11-2022, 11:29 AM
المشاركة 11
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إلى جدّتي النّديّة (أمُّ أسعد)
وفاء
في أصداف الثناء
أبدعت فيه بكلمات تفيض عذوبة
دام لك التميز والتآلق
مع تحية تقدير

قديم 05-16-2022, 10:09 PM
المشاركة 12
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إلى جدّتي النّديّة (أمُّ أسعد)
وفاء
في أصداف الثناء
أبدعت فيه بكلمات تفيض عذوبة
دام لك التميز والتآلق
مع تحية تقدير
مع الحبّ .. حتّى ترضى

قديم 08-20-2022, 09:57 PM
المشاركة 13
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إلى جدّتي النّديّة (أمُّ أسعد)
هل تذكرين ذلك المنحدر؟ كنّا نصعده صباحًا تمسكين يدي خوفًا على حفيدك وطمعًا في الاستناد عليه إن انزلقت إحدى قدميك أثناء الصعود الطويل.

كان باستطاعتي سماع زفير أنفاسك واستشعار تسارع نبضات قلبك الضّعيف، وكان من السّهل عليّ أن ألحظ تساقط قطرات العرق من جبينك على الأسفلت الملتهب عندما ينتهي بها المطاف عند رأس أنفك النّحيل.

وعند وصولنا معًا بعد عناءٍ طويل، كان احتفالنا بالوصول لا يتمّ إلا بشتيمةٍ تطلقينها تعنيفًا لتلك الحياة، وما أن نبدأ بالمشي الأفقيّ، حتّى تكافئنا الطّبيعة الرّحيمة بنسمة هواءٍ تشعرنا ببعض الرّضى الذي لم نكُ نملك غيره آنذاك، تلك الطّبيعة التي جمعت بين حرّ آب ونسمات هوائه العليل.

وبعد قضاء حاجياتنا، تبدأ عندي رحلة البحث عن حجّة لاقناعك بأنني أعرف طريق العودة، وكأيّ صبيّ شقيّ مولع بالمغامرات الغامضة تحاولين لجمي بعبارات عاطفية تصيب قلبي بمزيدٍ من الحبّ فيتخدّر الجموح فيّ وأستكينُ مستسلمًا لكفّ يدك طائعًا لمسار عودتك.

كنت دائمًا أطيعك في جميع المسارات، ولم يفتني طريقٌ واحدٌ سلكته قدميك دون أن أكون المرافق اللصيق رغم تهوّري بعض الأحيان، لكنّك في رحلتك الأخيرة حين غادرتِ إلى فلسطين عائدةً مع من عادوا لم تطلبي منّي أن أرافقك، ولم تمسكي بيدي لأكون سندك، كلّ ما فعلته هو أنّك بكيتِ، وبكيتُ أنا كثيرًا.

#فلسطين

#رواية_أم_أسعد

موسى المحمود

قديم 08-21-2022, 12:01 AM
المشاركة 14
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إلى جدّتي النّديّة (أمُّ أسعد)
لعلّك تذكرين أيضًا تجوّلنا في كرم الزّيتون المجاور لبيت جدّي، لم يكن يعجبك شكل حبّات الزيتون في ذلك الكرم كونها لا تشبه تلك الحبّات في خلّاتنا المغتصبة في فلسطين، أذكر كيف كنت تمتعضين من عدم اهتمام صاحب الكرم بغراس الزّيتون وتنعتينه باللامبالاة والجحود كونه لا يفلح أرض الكرم على الدّوام ولا يصنع حول الشّجر سواقي دائريّة الشّكل كي لا يضيع ماء المطر هباءً حين تأتي السّماء بقطيع السّحب الماطرة.

لا بد أنّك تذكرين وبعد كلّ هذا الوقت كيف استطاع ولدٌ مثلي أن يتسلّق شجرة الزّيتون الكبيرة ليقبض على فراخ عصفورةٍ صنعت لها ولهم عشًا على أغصانها، فعاقبتني حينها الطّبيعة بسقطةٍ أثارت فزعك وأطلقت للفضاء شهقةً منكِ كادت تنضج حبّات الزّيتون من حدّة صوتها.

واليوم وقد عدتِ إلى فلسطين، وسكن قلبك وهدأت روحك بلقاء زيتوناتنا، كان لا بد لي من أن أرفع هذا الهاتف اللوحي المحمول صانعًا مكالمةً مصوّرة معك، لأرى في عينيك انعكاس صورٍ كثيرةٍ لفلسطين، صورٌ تمتزج بها مشاعر العائدين بمشاعر المنتظرين في المنافي البعيدة، كان لا بد لي أن أحدّثك عن كرم جارنا الأهوج الذي بيع لصانع البنايات الطويلة وانتهى بزيتوناته المصير إلى القطع، كان لا بد لي أن أحدّثك عن نكبة الزّيتون في كرم جارنا، وهجرة العصافير بعد خراب بيوتها..

تلك العصافير التي لطالما طاردتها عيونك بحثًا عن الغائبين، من نافذةٍ شرقيةٍ تطلّ على اللاشيء، حتّى العتبة الحزينة، المتروكة للانتظار.

#فلسطين
#رواية_أم_أسعد

موسى المحمود


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: إلى جدّتي النّديّة (أمُّ أسعد)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسعد الكامل أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 11-29-2022 05:16 AM
تبع أسعد أبو كرب أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 02-15-2022 06:17 AM
جدّتي جورج جريس فرح منبر شعر التفعيلة 3 02-01-2022 12:35 PM
ابقي مَعي .. أحمد النجار منبر القصص والروايات والمسرح . 4 04-03-2012 12:25 AM

الساعة الآن 08:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.