قديم 12-15-2016, 12:52 PM
المشاركة 2241
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اعلموا ان أيتامكم مشاريع العظماء فعاملوهم بما يليق بهم ويساهم في تفتق عبقريتهم

قديم 12-16-2016, 11:18 PM
المشاركة 2242
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كاترين دي ميديشي يتيمة تربت في دير حكمت بقسوة وارتكبت مذبحة فضيعه سجلها التاريخ على انها واحدة من اسوء المذابح. مات ابوها وامها بعد شهر ن ولادتها.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
------------------------
كاترين دى ميديسيس (بالإيطالية:كاترينا دى ميديشى) (13 ابريل 1519 فلورنسا،5 يناير 1589،بلوا،فرنسا) وهى زوجة ملك فرنسا هنرى الثانى الذى حكم في الفترة من (1547-1559) وكانت هى الوصية على العرش في الفترة من (1560-1574). كاترين دي ميديشي (بالإيطالية Caterina de' Medici) (بالفرنسية Catherine de Médicis) كاتيرينا دي ميديشي (13 أبريل 1519 - 5 يناير 1589) ولدت في فلورنسا بإيطاليا. والداها هما لورينزو دوق أوربينو، ومادلين دو لا تور دوفيرني كونتيسا بولون. أصبحت ملكة فرنسا القرينة كونها متزوجة من هنري الثاني ملك فرنسا من عام 1547 حتى وفاته عام 1559.[6]

السنوات الاولى ونشأتها
وهى تنتمى إلى عائلة مديشى الشهيرة وهى ابنة الاميرة مادلين دى بوربون لا تور دى أوفيرنى النابعة من سلالة لورنزو دى بيبرو دى ميديشى بدوق أوربينو.وقد بقيت كاثرين يتيمة لفترة بعد ولادتها،ولكن الراهبات في فلورنسا وروما قاموا بتربيتها كان عمرها أربعة عشر عاما في عام 1533 حين زواجها من هنري الثاني، وهو الابن الثاني للملك فرانسوا الأول والملكة كلود.
بوفاة الدوفي الأمير فرانسوا عام 1536، صار هنري وليا للعهد وكاترين (كما تعرف الآن وهو الاسم الفرنسي لكاتيرينا) أصبحت دوفينته، ارتقى هنري العرش باسم هنري الثاني في سنة 1547. وطوال حكمه كان يهمل كاترين، في الوقت على الذي يغدق فيه الهدايا على عشيقته ديان دو بواتييه. وفاة هنري سنة 1559 وضعت كاترين في الساحة السياسية باعتبارها أُمّاً للملك فرانسوا الثاني الضعيف ذو خمسة عشر عاما. وبوفاته هو الآخر عام 1560 تم تعيينها وصية ً على نجلها الملك الجديد شارل التاسع وبسلطات واسعة. وبعد وفاة شارل في عام 1574، لعبت كاترين دورا رئيسيا في عهد إبنها الثالث الملك هنري الثالث. والذي لم يستغن عن مشورتها إلا في الأشهر الأخيرة من حياتها. ح

كم أبناء كاترين الثلاثة الضعاف في عصر من الحروب الأهلية والدينية في فرنسا. لم يسيطر النظام الملكي على أسباب هذه الصراعات، التي ينوء منها حتى ملوك ناضجون. في البداية، تفاهمت كاترين وتنازلت للبروتستانت المتمردين المعروفون بالهوغونوت. بيد أنها فشلت في استيعاب المسائل اللاهوتية المتأصلة في جذور حركتهم. لاحقا ولشعورها بالإحباط والغضب منهم لجأت في إلى سياسات المتشددة ضدهم. متسببة في كل خطايا النظام، لا سيما مذبحة سان بارتيليمي عام 1572، والتي قتل فيها آلاف الهوغونوت في باريس وأنحاء فرنسا. طُبعت روايات فظيعة عن كاترين في كتيبات ذلك اليوم، فولدت "الأسطورة السوداء" للملكة الشريرة. اتصفت بمبدء ميكيافيلية عصر النهضة الذي يغذى شهوة السلطة بالجرائم القاتمة والتسميم وحتى السحر. سمّاها الشاعر الهوغونوتي أغريبا دوبينيي "الطاعون الفلورنسي". كما وصفها في القرن التاسع عشر المؤرخ الهوغونوتي جول ميشيلي بأنها "يرقة جاءت من قبر إيطاليا".بعض المؤرخين المعاصرين يعذر كاترين في أسوأ التجاوزات العرش. ولكن أر جي كنيشت يشير إلى أن الدليل على سلسلة قسوتها يمكن العثور عليه في رسائلها. وأيضا يحذر نيكولا ساترلاند من المبالغة في قوة كاترين الحقيقية.

زواجها
وفى عام 1533 قام البابا كليمنس السابع بتزويج كاترين بهنرى دوق أورليان.واصبح هنرى هو الملك عقب وفاة والدة الملك فراسوا الاول في عام 1547 على الرغم من شغفه بديان دو بواتييه الا ان زواجه بكاثرين استمر بنجاح. وقد انجبت كاترين 10 اطفال ولكن لم يبقى منهم سوى 4 اولاد و3 بنات اهتمت بتربيتهم وتعليمهم على مستوى رفيع. وقد أدارات هنرى حكم البلاد اثناء ذهاب هنرى إلى محاصرة ميتز في عام 1552.وفى عام 1557 بعد النصر الذى حققوه في سانت كوينتين على الأسبان قد ربحوا انتصار وذلك بمهاراتهم وقدرتهم على الاقناع وقدرتهم ع كسب الحروب لصالحهم.

الملكة الام
حكم فرانسو الثانى
اول الازمات السياسية التى تعرضت لها كاترين في حياتهم كانت بموت زوجها هنرى نتيجة حادثة في عام 1559 وعلاوة على ذلك فانه في خلال حكم الملك فرانسو الثانى انتقلت السلطة إلى ايدى اخوته.ومن اجل سيطرة الاخوة على الحكم الفرنسى باسم الكاثوليكية الأوروبية طلبوا الدعم من إسبانيا والبابوية،وكانت تهدف إلى انهاء عدم الاستقلال في القصر.وقد وقفت كاترين في صراع دائم طوال العمر ضد الواقفين من اجل السيطرة المطلقة مع البابا ولم يتغير اى من المواقف والاراء تحت الظروف السياسية الكامنة.وقد قام الاخوة بستار نيابة عن الملك وذلك من اجل الاحتجاجات على مذبحة هاجينوت (الفرنسية البروتستانت) التى نظمتها المؤامرة النبيلة أمبواز في مارس 1560.وبصدور المرسوم الذى يتكلم عن الانحراف عن الدين في أمبواز ورومورانتان فقد تم التأكيد على الفرق بين الايمان والالتزام وارتباطهم بالسلطة.

تشارلز التاسع
وتعد الازمة السياسية الثانية الرئيسية في حياة كاترين جائت بعد وفاة ابنها فرانسوا الثانى في سن مبكرة في 5 ديسمبر 1560 .ولكن نجح ابنها الثانى تشارلز التاسع في ادارة البلاد بشكل جيد وحصل على الوصاية على البلاد أيضا من ملك نافار في انطوان دى بوربون.وفى الفترة من 1560 ل 1570 كانت من السنوات الاكثر اهمية في حياة كاترين من النواحى السياسية.حيث انه في هذه الفترة اندلعت 3 حروب اهلية ولكنها دافعت عن استقلالها عن العرش البابوى ودافعت بقوة عن حقوق بلادها وعن خلق مناخ جيد من اجل التسامح والحفاظ على السلام. وفى عام 1561 بهدف انهاء الصراعات الدينية التى نتجت عن الاصلاحات الاقتصادية والقانونية بعدم من ميشال دى لهوسبتال (وزير العدل) بدأت كاترين بوضع حدود وايجاد طرق من اجل الوصول لحل بين الجماعات الدينية وقوى المعارضة.ولهذا الهدف تشكلت لجنة من حكام ذو حنكة لانهاء الصراعات في لقاءات بواسى وخلالها قدمت اقتراحات لحل هذه الخلافات عن طريق حل النزاع حول القداس وهى القضية الرئيسة للجدال.وقد قامت كاترين التى فشلت في التوصل لاراء لهذه المصالحة بادخال بعض الضمانات للمعيشة وذلك مع اليمين الكاثوليكى بالفرمان الذى نشر في يناير 1562.ولكن عندما رفضت الكاثوليكية هذا المرسوم اندلعت الحروب الاهلية في 1562 وقد عبرت كاترين عن ذلك من الناحية السياسية عن تجاوز الكاثوليكية.ولكن تم انهاء هذه الحروب الأهلية التى اندلعت في يناير 1562 بفرمان أمبواز الذى صدر في مارس 1563.وفى العام نفسه اعلنت روان بودابست ( المحكمة العليا) عن تجاوز حدود الملك،وانه ذهب مع ابنه إلى جولة تستمر لشهرين في حدود فرنسا.وكان الهدف هو تعزيز العلاقات السلمية بين فرنسا وإسبانيا ومن اجل التجهيز للزاوج من الاميرة اليزابيث.وقد انهت كاترين الحرب الداخلية الثانية التى اندلعت في لورين اثار ( سبتمبر 1567-مارس 1568) بمرسوم أمبواز الذى يحقق السلام طويل المدى.ولكن على الرغم من الغاء كاترين هذا المرسوم الا انها نتج عن ذلك اندلاع حرب اهلية ثالثة في أغسطس 1568.وهذه الحرب التى استمرت لعامين انتهت بعقد معاهدة سان جيرمان في اغسطس 1570. ومن اجل ضمان السلام في البلاد فقد قامت بتزويج ابنتها مارغريت باحدى قادة البروتستانت هنرى نافار (لاحقا ملك فرنسا هنرى السادس) ومن اجل تطويد علاقتها مع انجلترا فقد زوجت ابنها الاصغر الدوق ألونسون بالملكة اليزابيث.

تشارلز التاسع مذبحة عيد القداس بارثولوميو
ان البروتستانتية هى تتكون من مجموعة من شباب اللذين يتعاملوا بجنب إلى جنب مع لوديوجك فان ناسو فمن اجل سيطرة كاترين على تأثيرها فقد دخلت في حروب مع إسبانيا في اراضى الفلمنك بفرنسا ووسعت حدود المملكة.وفى الفترة من 23-24 اغسطس فان المذبحة التى وقعت في سانت بارثولوميو في باريس اثارت من جديد مشكلة الحروب في اراضى الفلمنك مع إسبانيا.وقد اتهمت كاترين بارتكام هذه الحادثة وهذا لسببين.أولهما:انه عقب فترة عدم حكمها كملكة فقد صرحت في البرلمان في باريس عن عمد مسؤليتها عن حادث (القصر) وبسبب كلمة القصر فكأنه اعترف بذلك،وثانيهما:ان المجادلات التى وقعت في التاريخ ادت إلى توقع مسؤليه كاترين عن هذه المشكلة. وفى الواقع فان الخطوة الاولى في تشكيل هذه المذبحة كان قتل الاميرال غاسبار وفى هذه الحالة فان تم التوضيح في 26 اغسطس انهم وصلوا إلى نقاط خطيرة للغاية من اجل القصر الملكى في الفترة الاخيرة وذلك بسبب عدم نجاحهم في اول حالة اغتيال فاشلة على القصر والتى وجهت إلى كولنجنى . وبعد مذبحة عيد القديس باثوموليو كاثرين فقد اندلعت الحرب الاهلية الرابعة ومن اجل انهائها جاء في هذه الفترة اخوه الملك الدوق هنرى انجو (لاحقا هنرى الثالث) على عرش بولندا في مايو 1573.

من احدى الشاهدين على المجزرة (فرانسو ديفوس ( 1790-1871)عصر هنرى الثالث[عدل]وفى عام 1574 عقب وفاة تشارلز التاسع فتولى هنرى الثالث بناء على توصية من البرلمان وعندما عاد من بولندا اخذ الوصاية وتولى الحكم.وكان يامل الابن المفضل لكارين ان يعيد تأسيس النظام في فرنسا مرة اخرى،ولكن شخصيته كانت ضعيفة ولكنه كان لا يأمل ان يخضع للكاثوليكية المتطرفة.ولهذا السبب فان هنرى كان يجد امامه خيارين ان الكاثوليكية تدير البلاد،او يقود البلاد بنفسه ولكن هذا الوضع كان بالنسبة له صعب جدا ولكنه حاول ان يسد الفجوة.وعندما توفى ابنه الاصغر دوق ألونسون في عام 1584 شكل ذلك الخوف والقلق الاكبر لكاترين وحذرته هنرى من دخول حرب مع إسبانيا .وبتوقيع اتفاقية جوانفيل مع إسبانيا في ديسمبر 1584 فقد طلب والدته المريضة والمسنة إلى مساعدته.وقد منعت كاترين شن حرب ضد الملك هاجينوت بموجب اتفاقية نيموز التى وقعت في يوليو 1585 والتى تطبق لمدة 3 شهور حتى تمنع الكشف عن فصل القصر عن ستار الاخوة.ومن اجل احتمالية عد فصل العلاقة بينهم حاول ولى العهد بالاتفاق مع الملك نافار بالتوصل لحل وسط للدفاع عن العرش. ولكن كاترين في يوليو 1586 لم تكن قادرة على الحصول على نتيجة من الرحلة الطويلة والمتعبة التى وصلت اليها للتفاوض مع الملك نافار لانه لا يظهر اى ثقة.

وفاتها
وتوفيت كاترين وذلك بعد قتل هنرى الثالث ب 8 أشهر حيث وفاتها المنية في 5 يناير 1589.وقد تولى الحكم أحد احفادها وهو هنرى السابع الذى نجح في اعادة تأسيس المملكة من جديد في فرنسا،وكان أكبر انجاز ونجاح له بانه عمل على الحفاظ على قوة المملكة ونجاحها.

الفن[عدل]كانت شخصية كاترين شخصية متفتحة حيث انفتحت على الخارج وفى وقت قصير حول الملك فرانسو الاول القصر إلى مبنى رائع.وبسبب الرأى العام والعاطفة السياسية المكتسبة في هذه البيئة فانه تم تصميم العديد من المبانى والقلاع في تويلرى ولكنه لم يتم الانتهاء من بناء قلعة كاترين وبعد وفاة هنرى الثالث فقد تم تأسيس القاعات المزينة بالديكور والمفروشات والتى تم شراؤها من شامونت شاتوسنا.كاترين دى ميديسيس فقد قامت بوضع الكثير من النجوم في غرف القصر وهى تتحدث عن المستقبل وعن روحها الايجابية وتأثير هذه النجوم عليها

Catherine was born on 13 April 1519 in Florence, Republic of Florence, the only child of Lorenzo de' Medici, Duke of Urbino, and his wife, Madeleine de la Tour d'Auvergne, the Countess of Boulogne. The young couple had been married the year before at Amboise as part of the alliance between King Francis I of France and Lorenzo's uncle Pope Leo X against the Holy Roman Emperor Maximilian I. According to a contemporary chronicler, when Catherine was born, her parents were "as pleased as if it had been a boy".[9]

Within a month of Catherine's birth, both her parents were dead: Madeleine died on 28 April of puerperal fever or plague, and Lorenzo died on 4 May,[10] his title over Urbino reverting to Francesco Maria I della Rovere. King Francis wanted Catherine to be raised at the French court, but Pope Leo had other plans for her.[10]

Catherine was first cared for by her paternal grandmother, Alfonsina Orsini (wife of Piero de' Medici). After Alfonsina's death in 1520, Catherine joined her cousins and was raised by her aunt, Clarice Strozzi. The death of Pope Leo in 1521 interrupted Medici power briefly, until Cardinal Giulio de' Medici was elected Pope Clement VII in 1523. Clement housed Catherine in the Palazzo Medici Riccardi in Florence, where she lived in state. The Florentine people called her duchessina ("the little duchess"), in deference to her unrecognised claim to the Duchy of Urbino.[11][12]

قديم 12-25-2016, 03:32 PM
المشاركة 2243
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



أحمد الصافي النجفي (1897 - 1977) يتيم الاب في سن الحادية عشرة ويتيم الام في سن 15

هو أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم

ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباءالكوليرا, الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا, ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظ بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت. عاد لالنجف بعد أشهر قليله خالي الوفاض, فانكب على دراسة اللغة العربية وفنونها, في العام 1918 شارك مع اخيه الأكبر في ثورة النجف ضد الاحتلال البريطاني, في العام 1920 اسهم واخيه كذلك اسهاما فعالا في ثورة العشرين, فحكم على اخيه بالاعدام الذي خفف للسجن وفي ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 زّج الإنكليز به في السجن بعد فشل الثورة, يقول السيد فالح نصيف الحجية في كتاب شعراء النهضة العربية ص 143*: عاد أحمد الصافي النجفي خلسة إلى العراق، وراح ينظم الشعر الوطني- يهاجم فيه الاستعمار والمستعمرين- حتى ألهب الحماس في قلوب العراقيين*:

لئن أُسْجَنْ فما الأقفاصُ إلا *** لليثِ الغابِ أو للعندليبِ...

ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً *** فنُحْتَ لفُرقةِ الغصنِ الرطيب

في حين استطاع هو التخفي والتنقل من بلدة لأخرى. انتهى به الامر بالهرب إلى إيران وعكف هناك على دراسة اللغة الفارسية وعمل مدرسا للادب العربي في المدارس الثانوية في طهران، بعد عامين ترك التدريس واشتغل بالترجمة والتحرير في الصحف الإيرانية، عاد لـ العراق بعد 8 سنوات قضاها في إيران, لكن صحته تتدهورت بشكل سريع وتكالبت عليه الامراض المختلفة فنصحه الاطباء بالسفر لسوريا أو لبنان لاعتدال جوهما مما يعينه على الراحة والاستشفاء، وصل لسوريا في صيف 1930, فطاب له المقام فيها لسنوات طويلة. أمضى خلالها 46 عاما متنقلا بين سوريا ولبنان. لقد عاش حياة عجافاً، حياة ممزقة بين السقم واليتم والألم والحرمان حتى انشد قائلاً*:

أسيرُ بِجسمٍ مُشْبِهٍ جسمَ مَيِّتٍ *** كأنّي إذا أمشي بهِ حامِلاً نَعْشِي

لقد عاش معاناة الغربة في السجن ووصفها بالغربة داخل الغربة لأنه سجن خارج وطنه فانشد قائلاً*:

أري في غربةِ الإنسانِ سجناً *** فكيف بسجنِ إنسانٍ غريبِ؟

خصائص شعره عدل

يُعَرف الشاعر أحمد الصافي النجفي بسيرته الشعرية والنضالية قيمة تراثية تستحق التأمل والانبهار في كل حين، وصفه عباس محمود العقاد بقوله: "الصافي أكبر شعراء العربية"

اعماله عدل


غلاف ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات
ابيات مختارة عدل

من أعجب العجب إنه لم يقم للصافي النجفي مهرجان تكريمي في حياته، رغم كثرة المعجبين وعظم مراتبهم، أو أمسية تكريمية في حياته، وقد تحايل عليه الكثيرون، لكن بلا طائل، لأنه لم يألف المجاملة. وحصل أن همس بأذنه أحد المعجبين، من الذين لا يعرفهم، قائلاً أنت «الطائرُ المحكيُّ والآخرُ الصدى» فاعتبر هذا مهرجانه، لخلوه من المجاملة والمحاباة وما إليهما، وعندها قال:

جاء مَنْ لم أعرفه، قال سـلامُ *** قلت مَنْ؟ قال مَنْ بشعرِك هامُوا

كان ذاك السلامُ لـي مهرجاناً *** مهرجاني على الرصيف يُقـامُ!

سُئل ذات مرة في لبنان عن أمير الشعراء فقال*:

سألتـْني الشعراءُ أيـن أميرُهمْ *** فأجبـتُ: إيليـا بقـولٍ مطلقِ

قالوا: وأنت! فقلتُ*:ذاك أميرُكمْ *** فأنا الأميرُ لأمةٍ لم تُخْلَقِ

عندما اشتدّ عليه المرض في السجن وکان الإنجليز يعلّلونه کل يوم بأنهم أبرقوا إلي حکومة العراق يسألونها رأيها فيه، وقد مرّ عليه سبعة وعشرون يوماً وهو يستغيث من الداء وهم لا يسمحون بنقله إلي المستشفي، ولمّا اشتدّت عليه وطأة الداء أنشأ قائلاً*:

سُجِنتُ وقد أصبحت سلوتي *** من السقمِ، عَدّي لأضلُعي

أعالجُ بالصبرِ برحَ السّقامِ *** ولکنّ علاجيَ لم ينجعِ

أتاني الطبيبُ وولّي سُديً *** وراحَ الشفيعُ فلم يشفعِ

وکم قيلَ مدِّدْ مدي الاصطبارِ *** ومهما عراکَ فلا تجزع

وکم ذا أمدُّ مدي الاصطبارِ *** فإن زدتُ في مدِّه يُقطع

ولکنّهم صادفوا عقدةً *** بأمريَ تُعيي حِجي الألمعي

حکومةُ لبنانَ قد راجعت *** فرنسا لفکِّي فلم تسطعِ

وراحت فرنسا إلي الإنکليزِ *** تراجعُهم جَلَّ مِن مرجعِ

وقد راجعَ الإنکليزُ العراقَ *** ولليومِ بالأمرِ لم يُصدَعِ

فقلتُ: إعجبوا أيّها السامعونَ *** ويا أيّها الخلقُ قولوا معي:

أمِن قوّتي صرتُ أم من ضعفِهم *** خطيراً علي دولٍ أربعِ؟!

بعد ثورة العشرين كان من الأشخاص المطلوبين للاعتقال والمحاكمة ثم الصادر بحقهم عقوبة الشنق، فقال في ذلك*:

ولئن أُشْنَقْ تكنْ مقبرتي *** منبراً يعلنُ جرمَ الإنجليزِ

وذات مرة اعتقلته القوات البريطانية إثر وشاية ملفقة، وزجّته في السجن لمدة 43 يوماً تفاقمت إثرها حالته الصحية، وشارف على الخطر، لكن القائمين على السجن نقلوه تحت الحراسة إلى مستشفى سان جورج، ثم أعادوه إلى السجن حينما تماثل للشفاء فكتب في مدة سجنة تلك ديواناً كاملاً باسم حصاد السجن ومن ابيات هذا الديوان*:

رمونا كالبضائعِ في سجونٍ *** وعافونا ولم يُبدوا اكتراثا

رمونا في السجن بلا أثاثٍ *** فأصبحْنا لسجنِهمُ أثاثا

وفاته

رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:

يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.

وقال بعدها*:

بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ

ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ

وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة ايام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة.

قديم 12-25-2016, 03:41 PM
المشاركة 2244
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

ليس هناك إشراف وغير إشراف ولا امه مختارة وغير مختارة هناك ايتام وغير ايتام.
فالتميز والابداع والعبقرية والتفوق سره يكمن في المعاناة والالم الذي يعاني منه فرد او شعب ما، واعظم اسباب ذلك الالم هو اليتم.
والشعوب التي تواجه الماسي وتعيش على هامش المجتمعات تبرز في أداءها ليس لشئ في جيناتها او أصولها وانتماءاتها وانما السر يكمن في حجم معاناتها والمها وعزلتها.

قديم 12-26-2016, 07:49 AM
المشاركة 2245
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سيد قطب يتيم الاب

هو سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية " قها" الواقعة في محافظة أسيوط سنة 1906. كان والده رجلا متدينا مرموقا بين سكان القرية وعضوا في لجنة الحزب الوطني الذي كان يرأسه مصطفى كامل ... يهتم بزراعة أراضيه ويعطف على الفقراء ويبر بهم مما اضطره على ما يبدو إلى أن يبيع قسما كبيرا من أطيانه .. أما أمه فكانت سيدة متدينة تنتسب إلى عائلة معروفة وقد عنيت بتربيته فحنت عليه وزرعت في نفسه الطموح وحب المعرفة..
كانت له أختان وأخ اصغر منه سنا هم حميدة وأمينة ومحمد. سافر الى القاعرة وهو في الرابعة عشر وفقد والده وهو لم يزل يتابع دراسته بالقاهرة فأحس بثقل المسؤولية التي ورثها إزاء أمه واخوته وكرهت نفسه الإقامة في مسقط رأسه فاقنع أمه بالانتقال إلى القاهرة وكان لموت أمه المفاجئ عام 1940 اثر كبير في نفسه إلى درجة انه أحس نفسه وحيدا في الحياة غريبا عنها ..
كان سيد رجلا أسمر اللون مجعّد الشعر لا هو بالبدين ولا هو بالنحيل . أميل إلى القصر منه إلى الطول بغير قماءة. رقيق الإحساس لطيف المعشر متواضعا شجاعا حاضر البديهة سليط اللسان في نقده شغوفا إلى حب المعرفة ميالا إلى مساعدة الآخرين.
ولم يكن سيد يتمتع بصحة جيدة منذ صغره وقد ساعد على تدهور حالته الصحية عوامل القلق التي داهمته بعد وفاة والديه وفي المدة الأخيرة من حياته كان يعاني من أمراض شتى في معدته . اضطرته إلى أن يحمل معه أينما ذهب الأدوية اللازمة لعلاجه.

قديم 12-28-2016, 04:56 PM
المشاركة 2246
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

لو دققنا صفحات التاريخ لوجدنا انه في كل مرة برز فيها قائد عظيم انه جاء من بين الأيتام وان يتيم اخر قد برز في تزامن معه وكان على نقيض له حتما، مما أدى الى حدوث صراع وهذا الصراع هو الذي صنع التاريخ، وكأن التاريخ عبارة عن صراع بين ايتام، البطل ونقيضه كما في الحكايات. *

قديم 12-30-2016, 04:27 PM
المشاركة 2247
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

99% من نجاح اي ثورة هو القائد اليتيم الكرزمي الذي يكون لديه قدرات فذه بعضها خطابية وأخرى تبصرية ، علما بان معظم الثورات في التاريخ لن لم يكن كلها قادها ايتام .

قديم 01-02-2017, 01:15 PM
المشاركة 2248
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

جيش من الأيتام ويقوده يتيم لا يمكن ان يهزم أبدا وستجده يحقق انتصارات مذهلة لم يكن يتخيلها العقل العادي. قد يخسر معارك عدة لكنه ينتصر في الحرب، ويظل اثر حروبه وانتصارته المدوية قائما الف عام او يزيد .

قديم 01-03-2017, 12:24 PM
المشاركة 2249
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا -يتيم الام في السادسة ويتيم الاب في الحادي والعشرين، ومات اخوه الاكبر أيضاً وهو صغير.

==
Benedito de Espinoza was born on 24 November 1632 in the Jodenbuurt in Amsterdam, Netherlands. He was the second son of Miguel de Espinoza, a successful, although not wealthy, Portuguese Sephardic Jewish merchant in Amsterdam.[27] His mother, Ana Débora, Miguel's second wife, died when Baruch was only six years old.[28] Spinoza's mother tongue was Portuguese, although he also knew Hebrew, Spanish, Dutch, perhaps French, and later Latin.[29] Although he wrote in Latin, Spinoza learned Latin late in his youth.

Spinoza had a traditional Jewish upbringing, attending the Keter Torah yeshiva of the Amsterdam Talmud Torah congregation headed by the learned and traditional senior Rabbi Saul Levi Morteira. His teachers also included the less traditional Rabbi Manasseh ben Israel, "a man of wide learning and secular interests, a friend of Vossius, Grotius, and Rembrandt".[30] While presumably a star pupil, and perhaps considered as a potential rabbi, Spinoza never reached the advanced study of the Torah in the upper levels of the curriculum.[31] Instead, at the age of 17, after the death of his elder brother, Isaac, he cut short his formal studies in order to begin working in the family importing business.[31]

In 1653, at age 20, Spinoza began studying Latin with Francis van den Enden (Franciscus van den Enden), a notorious free thinker, former Jesuit, and radical democrat who likely introduced Spinoza to scholastic and modern philosophy, including that of Descartes.[32] (A decade later, in the early 1660s, Van den Enden was considered to be a Cartesian and atheist,[33] and his books were put on the Catholic Index of Banned Books.)

Spinoza's father, Miguel, died in 1654 when Spinoza was 21. He duly recited Kaddish, the Jewish prayer of mourning, for eleven months as required by Jewish law.[34] When his sister Rebekah disputed his inheritance, he took her to court to establish his claim, won his case, but then renounced his claim in her favour.[35]


ذوات - نزهة صادق
يعدُّ الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا من رواد التغييرفي تاريخ التفكيرالغربي، استهوته الفلسفة الديكارتية وكان شغوفاً بالمعرفة، طُرد من اليهودية لدعوته إلى التحرر من الممارسات اليهودية، وتفحص الكتاب المقدس بأعين نقدية أو ما سمي بـ"منهج النقد التاريخي"، وكان أول من فسره تفسيراً عقلياً، ليفصل المعرفة عن الإيمان، ويصبح بالتالي الفيلسوف العقلاني.

تربى سبينوزا في صغره على التراث اليهودي والتقاليد اليهودية في أسرة يهودية، والتي هاجرت من شبه الجزيرة الإبيرية بسبب الاضطهاد الديني الذي عرفته أوربا آنذاك على إثر الصراع الدموي بين البروتستانت والكاثوليك.

عقدت أسرة سبينوزا آمالاً كبيرة عليه، وانتظرت منه أن يصبح حاخاماً يوماً ما، غير أنه خيب آمالها، حيث تعاطى لدراسة الفلسفة وتأثر في البداية بالفيلسوف العربي اليهودي موسى بن ميمون الذي زرع فيه بدرة التمرد على التراث اليهودي الذي نشأ وتربى على أفكاره وتعاليمه، وساعده على تذوق الحرية، وإعمال العقل وترويده عبر طرح الأسئلة، كما أن النقاش الفلسفي الذي كان سائداً في هولندا في تلك الحقبة التي كانت قبلة لجميع المذاهب والتيارات، والحرية التي سادت السياق، ساعدت سبينوزاعلى المضي قدماً في اختياراتهالتي كانت صعبة قبل وبعد كل شيء.

تعلم سبينوزا اللاتينية واطلع على المؤلفات الفلسفية الكبرى التي انتشرت في عصره، مثل مؤلفات ديكارت وفرنسيس بيكون ودفيد هيوم وآخرين، غير أن انحيازه للفلسفة وابتعاده عن الطقوس الدينية، فتح عليه أبواب جهنم، وأثار حفيظة الكنيسة اليهودية فقام الحاخامات بإصدار فتوى ضده سنة 1656، كانت سبباً في حرمانه من الإرث العائلي، فعاش معزولاً بدون مورد معيشي مما اضطره إلى امتهان حرفة "نظاراتي".

على الرغم من أن الفكر الحر كان يشق طريقه في هولندا بخطى ثابة، في مقابل المد الكاثوليكي الذي كان العمود الفقري للكنيسة في أوروبا، حتى أن الكثير من الأفراد تعرضوا للاضطهاد في بلدانهم نظراً لهيمنته، غير أن ذاك الحراك، والذي كان سبينوزا جزءا منه، لم يجلب لباروخ سوى التهميش، إذ اضطر في كثير من الأحيان إلى مغادرة أمستردام ليعيش بالضواحي خوفاً من تعصب الطائفة اليهودية ، وفعلاً فقد تعرض لمحاولة اغتيال من طرف أحدهم نجا منها بأعجوبة وبدون خسائر.

كان سبينوزا من أوائل الفلاسفة الذين واجهوا اللأجوبة التاريخية الجاهزة ووضعوها تحت مكينة النقد والقلقلة، في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وذلك قبل مئة عام من ظهور فولتير، وديدرو، وروسو، وكانط وسواهم، رواد فلسفة التنوير.

*انحيازه للفلسفة وابتعاده عن الطقوس الدينية، فتح عليه أبواب جهنم، وأثار حفيظة الكنيسة اليهودية فقام الحاخامات من حرمانه من الإرث.
واجه سبينوزا بمواقفه المثيرة رجال الدين في ظروف أشد صعوبة وخطورة، وقاد بفكره حركة تدعو إلى مراجعة الذات في علاقتها مع اللاهوت، ولم يخش أبداً البوح بأفكاره، حيث يصفه الكثير من الفلاسفة بـ"ديكارت الشجاع" الذي لم يخش على نفسه مقابل هذا البوح، فلقد طبق باروخ منهج ديكارت خصوصاً في المجال الديني والسياسي بكل جرأة، متجاوزراً كل الحدود، ولم يخشى من أي شيء، ولم يخف حتى على نفسه، لذلك قال في حقه هيجل، عميد الفلاسفة الاجتماعيين المحدثين: "إما أن تكون اسبينوزياً وإما ألّا تكون فيلسوفاً على الإطلاق".

دافع سبينوزا عن الحرية وخصوصاً الحرية الفكرية وحرية الشخص الإنسانية، ودعا إلى التعامل مع الأشخاص من منطلق إنساني، من دون النظر إلى أصولهم أو دينهم أو مذاهبهم، فالإنسان إنسان قبل كل شيء، ولا ينبغي معاداته لاعتناقه مذهباً أوعقيدة معينة، فهو لم يختر هذا المعتقد ولاذاك عندما ولد، ولم يخيره أحد لكي يولد في مجتمع تسود فيه عقيدة معينة، وبالتالي لا يجب محاسبته على شيء فرض عليه، ولم يختره بنفسه بحرية، من هنا يمكن القول إن فكرة حرية المعتقد بدأت مع سبينوزا.

دعى إلى الأخذ بعين الاعتبار أن معرفة الله أو الطبيعة هي معرفة أنطولوجية ومنطقية تسبق معرفة الذات، بحكم الأسبقية الوجودية؛ فوجود الله أو الطبيعة أسبق على وجود الإنسان.*
وعلى الرغم من أن باروخ دافع عن الحرية، غير أنه يرى بأن الناس عموماً يتوهمون أنهم أحرار بسبب شعورهم بأفعالهم، ولعل قوله: "حين نرى الشمس نتخيل أنها قريبة منّا في حين أنها تبعد بكثير عن كوكب الأرض، والسبب في هذا التصور الخاطىء هو الجهل بالمسافة الحقيقية التي تفصلنا عنها"؛ فالتصور السبينوزي يدخل ضمن التصورالعقلاني الذي ينطلق من أن كل شيء في الوجود خاضع للضرورة بما في ذلك الإنسان.

تتأسس فلسفة اسبينوزا على مذهب وحدة الوجود أي فكرة الله التي تبدأ من كيانه ثم تنزل إلى سائر الموجودات، فلقد أعاد بناء النسق السقراطي الذي حوّل الفلسفة من الإنسان إلى الله، فقام بإعادتها لتتجه من جديد، من الله إلى الإنسان بتسلسل؛ آخذاً بعين الاعتبار أن معرفة الله أو الطبيعة هي معرفة أنطولوجية ومنطقية تسبق معرفة الذات، بحكم الأسبقية الوجودية؛ فوجود الله أو الطبيعة أسبق على وجود الإنسان؛ فالله عند اسبينوزا هو جوهر كُلّي مُطلق لا متناهي، كما أن الجوهر (الله) غير متناهٍ، وهو لا يقبل القسمة، وهو واحد أحد أزلي أبدي.

يُعد كتاب "الأخلاق" (1677) من أهم ما أنتج الفيلسوف الهولندي، فقد كتبه بتفانٍ ودقة، ويعد هذا الإنتاج الفكري من أهم المساعي التي توجه فيها سبينوزا للخلاص من قلق الأهواء بواسطة المعرفة، والخيرالأعظم، والغبطة، وبما أنه كان مطارداً ومحاصراً من قبل الحاخامات، فإنه تخلى عن نشر عمله، حفاظاً على حياته، حتى لا يعدم أو يتم حرقه.

دافع سبينوزا عن الحرية وخصوصاً الحرية الفكرية وحرية الشخص الإنسانية، ودعا إلى التعامل مع الأشخاص من منطلق إنساني، من دون النظر إلى أصولهم أو دينهم أو مذاهبهم.
وكتب باروخ سبينوزا، بالإضافة إلى كتاب "الأخلاق" مجموعة من المؤلفات، ورغم قلتها، إلا أنها أحدثت تأثيراً واسعاً في الفكر الفلسفي اللاحق. وكانت "مبادئ الفلسفة الديكارتية" أول مؤلفاته، وآخرها كتابه الشهير"الأخلاق"، الذي نشر بعد وفاته.

ويعد كتاب "الأخلاق" الحجر الأساس لفسفة باروخ، أما كتابه الشهير الآخر"رسالة في اللاهوت والسياسة" فهو بحث نقدي في العلاقة بين الدين والسياسة، وقد نشره سبينوزا في عام 1670 دون وضع اسمه على الغلاف.

كما ألف سبينوزا "رسالة في السياسة" عام 1676 التي نشرت بعد وفاته، وفيها يضع نظريته في الحقوق الطبيعية والمدنية، ويوضح أفضلية النظام الديمقراطي والجمهوري، ويتناول أنواع الحكومات المختلفة من أرستقراطية وملكية وديمقراطية، موضحاً أفضلية النظام الديمقراطي على غيره.

لم يُكفر سبينوزا فقط بسبب عقائده وأفكاره، كما يرى بعض الباحثين، أو بما ما عرف عنه من استهزائه لفكرة الشعب المختار التي كان يروج لها رجال الدين اليهود، ويحاولون ترسيخها في عقائد الناس، بل أيضاً بسبب أفكاره الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كانت تتعارض مع المصالح التجارية المسيطرة على يهود أمستردام، فلقد هيمنت على الاقتصاد الأوروبي آنذاك شبكة من الشركات التجارية الكبرى.

كل الأشياء النبيلة صعبة بقدر ما هي نادرة.
جلبت لسبينوزا أفكاره التي تميزت بالجدية والاجتهاد والجرأة عدة متاعب شخصية حاصرته طيلة حياته، إلى أن مات بمرض السل وعمره لا يتجاوز الخامسة والأربعين (1677)، ولقد أسس خلال حياته فلسفة ونسقاً أنطولوجياً، اعتبرا المحاولة الأقوى في تاريخ الفكر لبناء نظرية خالصة عن الوجود، ولعلّ نصّه الأمّ: "الإتيقا" هو الآلية الأشدّ إحكاماً، حيث سعى إلى بناء مذهب مادّيّ صرف لا يسلّم بشيء للنزعات الروحية أو الدينية، ليصنف بذلك كفيلسوف ماديّ ينظر إلى الموجودات من جهة قوّتها وتركيبها المادّيّ، وليس من جهة ماهياتها الأخلاقية أو الدينية المجرّدة، على الرغم من تصنيفه بالفيلسوف المادي، إلا أنه كان للأخلاق التي تعترف بالإنسان مكانة كبيرة في فلسفته، ولعل الكلمة الأخيرة لسبينوزا في كتابه "الأخلاق": "كل الأشياء النبيلة صعبة بقدر ما هي نادرة"، لأبلغ دليل على ذلك.

قديم 01-07-2017, 12:00 PM
المشاركة 2250
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

جيش من الأيتام يقوده يتيم جيش لا يهزم أبدا حتى لو التقت عليه عدة جيوش، واجتمع عليه الناس، وهو جيش يصنع المستحيل ويحقق المعجزات والانتصارات المذهلة ، ويترك اثرا واضحا جليا وخالدا في التاريخ... لكنه حتما جيشا عنيفا قد يخرج عن الانضباط جله او بعضه وقد يستخدم ادوات واساليب غير مسبوقة في سبيل تحقيق اهدافه تكون عنيفة ولا تخطر على بال احد ....واقرب نسخة من هذا الجيش ما يعرف بالجيش الانكشاري . *


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 0 والزوار 41)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.