قديم 07-17-2011, 03:41 AM
المشاركة 21
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
يَدُ المَوْت
.
.


(مهداة إلى أخي المسيحي)
.

***
***
.
قِيسي عَلَيْكِ بِغَيْرِ مِقْياسي
أنْتِ الغِوايَةُ لي وَوسْواسي
.

لي تَحْتَ عَيْنِ اللّهِ أَمْكِنَةٌ
والرّاحُ والأرواحُ جُلاّسي
.

وقَدِ اسْتَعَرْتُ فَماً لأُغْنِيَتي
وَوهَبْتُ قَلْبَ سِوايَ إحْساسي
.

***
***
.

وأخذتُ أحْرُفَهُ لِقافِيَتي
وَيَراعَهُ لِبَياضِ قِرْطاسي
.

وَمَشَتْ خُطايَ بِوَطْءِ خُطْوَتِهِ
واخْتَـــرْتُـــهُ رِئَـــةً لأَنْـفاسـي
.
.

فَوَضَعْتِني في غَيْرِ أمْكِنَتي
وَقَتَلْتِني بِرَصاص حُرّاسي
.

وَضَحِكْتِ حينَ أَمَتِّ ضِحكَتَهُ
وَبَكَيْتِ حينَ أَقَمْتُ أعراسي
.
***
***
.

ما ضَرَّ قَلْبَكِ لَوْ أَقَمْتُ لَهُ
في مَسْجِدِ التّحريرِ قُدّاسي

.
.

صُلْبانُهُ وَأهِلّتي وَقَفَتْ
تَبْكي مَآذِنَهُ وَأَجْراسي
.

لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ
فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ

.


.
*****


*****
*****


هي قصيدة فكر أخي عبده

وهي لشاعر مبدع وقدير
وقد يأخذ البيت الواحد منها في النقاش
مساحات وصفحات عدة
ويطوف بنا في قضايا كثيرة ومتشعبة

ولو سألنا أخانا تركي عن مناسبتها مثلا
لأفادنا ذلك كثيرا ...

أتوقع أنه كتبها إثر مواجهة دامية بين
مسيحيين ومسلمين مثلا كما يحصل أحيانا في مصر
أو في الهند ... أو كما حصل مثلا في أحداث 11سبتمبر

كل مبدع يشاهد الذي يجري في مواجهات المتطرفين
من كل دين لا يستطيع إلا أن يكتب مثل هذه القصائد
التي تستغرب سيل الدماء بلا مبرر والتي تدعو إلى
التصالح وإلى قبول التعايش مع الآخر برغم الإختلاف

القتل بشع يا أخي عبده... ألست معي في ذلك؟
والإعتداء أينما كان وكيفما كان يثير الإشمئزاز
ويغذي الأحقاد بين بني البشر...

والشاعر هنا يخاطب يد الموت ويتمثلها أمامه
آلة حصاد تجتث الأرواح وتزرع الفتن ...

قِيسي عَلَيْكِ بِغَيْرِ مِقْياسي
أنْتِ الغِوايَةُ لي وَوسْواسي

يتبرأمنها ويعلن أنها عدوة له تحاول غوايته وتوسوس له بإلغاء الآخر
وتقنعه بأن المختلف عنه لا يستحق بأن يعيش أصلا ...
بيت قوي يصدر به القصيدة ويعلن اختلافه مع هذه اليد الشريرة
فمقياسه ليس مقياسها...
هو من الذين يقدسون روح ابن آدم ويكرمونه كما أمر الله
وهي من الذين ينادون بتفتيته إلى أشلاء إذا اختلف
أو أخطأ ...
هو محب للإنسان محترم لخصوصياته وهي كالشيطان
تحاول استدراجه إلى العداوة والبغضاء وإيقاعه في خطيئة
الإعتداء بالقتل...

المعنى في هذا البيت مكثف ودقيق ، وكل حرف فيه منسجم
في روعة لا يتقنها غير تركي ، وبإمكاني أن أسترسل في الحديث عنه صفحات وصفحات ...

وكل بيت من أبيات القصيدة العشر له مثل ذلك وأكثر

لي تَحْتَ عَيْنِ اللّهِ أَمْكِنَةٌ
والرّاحُ والأرواحُ جُلاّسي

عين الله ترعاه وترعانا أخي عبده
وله تحتها أمكنة
تحت رعايتها
أين الحلول والإتحاد هنا؟

والراح هنا هي راح الشاعر التي ترتفع بها عواطفه
ويرتقي وجدانه لتتفتح قريحته عن شعر تستعذبه الألباب
ولا علاقة لها بالخمر الذي يتناوله العصاة...
أما الأرواح فهي ليست أشباحا كما ذكرت
هي الخيالات التي تؤانسه والأفكار التي تراقص قوافيه

وتجالسه فيستلهم منها مثل هذا الشعر البديع

وقَدِ اسْتَعَرْتُ فَماً لأُغْنِيَتي
وَوهَبْتُ قَلْبَ سِوايَ إحْساسي

هذه هي العالمية التي أشرت لها في السابق
هي أغنيته ، ولكنه لا يغنيها بفمه ، بل يستعير لها فما
ليضمن المشاركة والتواصل والمودة بين الأطياف والفئات
وهو إحساسه ومع ذلك فقد وهبه لسواه حتى تخفق كل القلوب
بالحب وحتى يحب الإنسان لأخيه الإنسان ما يحبه لنفسه...
ألا ترى معي أنه معنى في غاية الرقي والجمال
وأنه يصلح لأن يكون دستورا عالميا ضامنا للسلام
وحاميا للإنسانية من التطاحن...

لعلني أعود إلى بقية الأبيات في مداخلة لاحقة إن شاء الله
وقبل أن أختم فإني أشكرك من كل قلبي على أن أتحت لي فرصة
التعمق في هذه القصيدة التي أراها تصلح لأن تكون ميثاقا عالميا
للسلام والمحبة بين شعوب الأرض

تحياتي العطرة

قديم 07-17-2011, 01:45 PM
المشاركة 22
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;border:4px double green;"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وأخذتُ أحْرُفَهُ لِقافِيَتي
وَيَراعَهُ لِبَياضِ قِرْطاسي

أتحداك أيتها اليد الشريرة
هذا الذي تطلبين مني معاداته وقتله
اندمجت معه وكتبت بأحرفه قافيتي
وبقلمه على ورقتي البيضاء
فموتي بغيظك وانقرضي

تصور أخي عبده لو تندمج اللغات
وتتوحد الحروف بين القوميات والأعراق
فيكتب الشاعر المسلم للمسيحي وللبوذي
وللمجوسي ...
ألا يكون ذلك لصالح الشعر ولصالح الإنسان؟
تصور لو يعير الورق بياضه للقلوب
فتعبر بالشعر عن الحب وتدعو لقيم النبل والكرم
والخير ، ألا يخدم ذلك صالح الإنسان في كل عصر ومصر؟
أليس هذا التآخي والتوادد هو ما تشير له الآية الكريمة:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم
صدق الله العظيم
الآية موجهة للناس كافة
تلغي الأجناس وتعمم الأخوة بين الناس
وتجعل من التقوى المقياس
فلماذا ننغلق ولا نعترف بالتعدد ولا نسمح
بالإختلاف ...
ثم كيف سيتعرف الناس على سماحة ديننا
وعلى عدله المطلق إذا لم نتواصل مع الدنيا
ولم نتعامل مع مخالفينا بقيمنا وموازيننا
التي فرضها الله ؟
كل هذا الفكر وهذا التوجه الراقي
اختصره أخونا تركي في هذا البيت
ولعله قصد ما هو أبعد من ذلك
ولعلني أقصر في سبر المزيد من
أغواره الممتدة في اتجاه التآلف


وَمَشَتْ خُطايَ بِوَطْءِ خُطْوَتِهِ
واخْتَـــرْتُـــهُ رِئَـــةً لأَنْـفاسـي

مشيت معه ، رافقته وصاحبته وتبعته
والمعنى هنا قابل للإنعكاس وذلك بأن يفعل الطرف المقابل نفس ما يفعله الطرف الأول تكريسا لصدق الطوية وللإختلاط الذي يؤدي للمؤانسة والتلقائية ولنقاء العلاقة من كل زيف أو نية زيف...
ويزداد الشاعر تحديا ليد الموت المعتدية
فيعلن اختلاط الأعضاء واندماجها بطريقة خيالية رائعة...
أنفاسه تخرج من رئة نظيره الآدمي ...

يد الموت الشريرة التي يخاطبها الشاعر ستحتار في أمر هذا المتشبث
بأخوة ابن آدم والرافض لمعاداته ولقتله ، وستنحو ناحية اليأس من محاولات تغيير رأيه...

يد الموت هنا يا أخي عبده لا علاقة لها بملك الموت ، ولا علاقة لها بقضاء الله ... إنها الشيطان أعاذنا الله وإياكم من شروره ...يوسوس للإنسان بالعداوة ليوقعه في المعصية كما فعل مع قابيل وهابيل من قبل...
وكما يفعل مع المتطرفين من اليهود والمسيحيين والمسلمين والملاحدة...
والشاعر هنا يعلن براءته التامة من كل ذلك ، بل ويناضل بالفكر وبالشعر وبالإيمان ضد هذا التشدد الذي لا يؤدي إلا إلى سفك الدماء...

لن أتوجه للعداوة ... لن أستمر في القتل ...
أيتها اليد الخبيثة...برغم التفجيرات التي تصطنعينها...
لمحاولة استدراجي ...

الشاعر لا يقع في دوامة الثأر التي تستأثر بالقلوب فتنشر الأحقاد والضغائن ، إنه يرتفع ويسمو ، ثم يصبح واعظا ومنبها لبني آدم من النزول إلى هذا المستوى الهزيل ...فهو بفكره النير أرقى من أن يقع في فخ الشيطان...

لو ترجمت هذه القصيدة إلى الأنقليزية وقرأها وتعمق في معانيها جورج بوش مثلا لرفض أن يعلن الحرب على الإسلام في العراق وفي أفغانستان
وفي السودان وفي كل مكان...إثر تفجيرات 11 سبتمبر...فلا أحد من المعتدلين المتوازنين في أي طرف من الأطراف كان يرتضي بذلك التفجير المريع ، أو كان يساند العمل الإنتقامي الثأري للأميركيين...

ألست معي في ذلك؟

كما ترى أخي ، ثرية هي القصيدة
مشحونة بفكر عالمي يدعو للسلام
ويرفض الذي يجري بين الطوائف والأديان من قتل مجاني لا معنى له.

أعود لأكمل بإذن الله

تحياتي
[/tabletext]



قديم 07-17-2011, 05:06 PM
المشاركة 23
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم
نجيب
تحية معطرة بأرج الزهر
قلت بارك الله فيك:
( قِيسي عَلَيْكِ بِغَيْرِ مِقْياسي
أنْتِ الغِوايَةُ لي وَوسْواسي

يتبرأمنها ويعلن أنها عدوة له تحاول غوايته وتوسوس له بإلغاء الآخر
وتقنعه بأن المختلف عنه لا يستحق بأن يعيش أصلا ...
بيت قوي يصدر به القصيدة ويعلن اختلافه مع هذه اليد الشريرة
فمقياسه ليس مقياسها...)

فأقول لك منثور الكلام:
لا مقياس لك عندي غير أنك غوايتي و وسواسي فقيسي على ذاتك بغير هذا المقياس!
و سؤالي : ما هو المقياس المغاير الذي طالب فيه أخونا تركي يد الموت أن تقيس نفسها به أو تعرص ذاتها عليه؟و معنى البيت يخالف ما ذهبت بنا إليه!
أي عكس كلامك تماماً الذي قلت أن الشاعر يرى يد الموت غواية و وسواس _فحسب _ فقد أبهم و أوهم و هذا سر قولي بركاكة المطلع.(لأنه أخفى المقياس)
أمّا قوله: لي تحت عين الله أمكنة(لم يتجرأ نبي و لا رسول ليقول دون مواربة مثل هذا القول لا في ظاهر كلام و لا في تأويله و لكن الوجوديين يقولنه قديماً و حديثا )
و الراح و الأرواح جلاسي=و هذه من أخص خصائص مفردات التصوف _المغالي -و لهم فيها تأويلات الكل يعلمها, و الأهم من هذا ما علاقة هذا البيت بما قبله ؟
أخي أن يقول شاعر: تحت عين الله + الراح + الأرواح(الأشبا) و الجلاس
هل لعاقل أن يمررها دون أن يردها لمصادرها الفكرية الذي طفت بها نفس معتقدها؟
و قوله: و قد استعرت فماً لأغنيتي (فالنائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة و المستعار في حكم المردود وهذا يضعف المعنى جدا) و قس على هذا المعنى ما يليه.

أخيرا:
بخصوص العالمية التي كررتها في قولك كثيرا ,فأحبُّ _ بارك الله_ فيك و هدانا و إياك الطريق المستقيم أن أخبرك:
بأن شعر غُلاة التصوف_ ولا شأن للتصوف الإسلامي الصحيح بهم_ الذي يكتبه الحلاج و ابن الفارض و جلال الدين الرومي و من سار على نهجهم كأخينا تركي يحتفي به الغرب الكنسي , بل و هناك جوائز عالمية يقوم عليها كهنة و قساوسة و مبشرون صليبيون _و لدي ما يثبت قولي و من ضمنها تسجيل فيديو لجائزة من تلك الجوائز _ , فلماذا؟
لأن القوم وجدوا في أصحابنا ما وافق هواهم مع كثرة المدارس العربية الشعرية كالجاهليين و الإسلاميين و العذريين و الماجنين و.......... فالطيور على أشكالها تقع .
محصلة: قلت أن القصيدة حلولية اتحادية , و قلت أن الشاعر تمكن بمهارة فائقة من أن يجعل المفردات ظروف المعاني حتى أنه مررها على كثير من أهل الحصافة ,فما العيب أخي نجيب أن نعترف أن لدينا شاعرا جعل من شعره صورة محدثة لابن الفارض ؟
و لو قرأتَ سيدي نجيب نصوص الأخ تركي ستجد مثلاً:
أنا أحد أنا فردٌ و متحد(غيرها بعد نقاش حاد قبل أن نتشرف بمعرفتك)
إلي: أنا قلب فم و يد (و لم يخرجها عن مضمون الأول)و لو سألتني سأشرحها

و قال يوماً: أتيتك و الإله على يميني و شيطاني الرجيم على يساري
و يقول اليوم في غير هذا النص: تتوالد الأقطاب في جسدي

ناهيك عن تكرار التوحد و أنه غيب و أنه نصفان و كثير مما يدل بالدليل الذي لا شك لدي فيه أننا أمام شاعر يبشر بالحلول و الاتحاد علانية و هذا معتقده و هو حر بلا ريب , و عليك أستاذي نجيب أن تثبت عكس ما ذهب وهلي إليه في كل قصائد أخينا و صديقنا تركي لننهي الكلام حول هذا الموضوع.
و حياك الله!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-17-2011, 05:47 PM
المشاركة 24
الشاذلي القرواشي
شاعر تونســي
  • غير موجود
افتراضي
بودي يا أخي تركي أن أقول لك كلاما أقوله دائما لنفسي هو أنني عندما أقرأ شعرك أحس بسعادة داخلية لا أدري مصدرها، لعلها متأتية من طبيعة المفردات التي تنتقيها، أو من الزاوية الفريدة التي تنظر منها إلى العالم، أو من الصورة التي تخلقها ولا تكون تشبه ماهو متداول في الشعر العربي، لديك أسلوب متفرد حقا، وانت شاعر لا أظنك تتخالق مع الأشاء بقدر تبتكرها، أنبهك إلى أن عوالمك خاصة جدا لذلك وأكثر أقول صديقي ... دمت كبيرا أيها الشاعر





























.
.[/center]


(مهداة إلى أخي المسيحي)
.

***
***
.
قِيسي عَلَيْكِ بِغَيْرِ مِقْياسي
أنْتِ الغِوايَةُ لي وَوسْواسي
.

لي تَحْتَ عَيْنِ اللّهِ أَمْكِنَةٌ
والرّاحُ والأرواحُ جُلاّسي
.

وقَدِ اسْتَعَرْتُ فَماً لأُغْنِيَتي
وَوهَبْتُ قَلْبَ سِوايَ إحْساسي
.

***
***
.

وأخذتُ أحْرُفَهُ لِقافِيَتي
وَيَراعَهُ لِبَياضِ قِرْطاسي
.

وَمَشَتْ خُطايَ بِوَطْءِ خُطْوَتِهِ
واخْتَـــرْتُـــهُ رِئَـــةً لأَنْـفاسـي
.
.

فَوَضَعْتِني في غَيْرِ أمْكِنَتي
وَقَتَلْتِني بِرَصاص حُرّاسي
.

وَضَحِكْتِ حينَ أَمَتِّ ضِحكَتَهُ
وَبَكَيْتِ حينَ أَقَمْتُ أعراسي
.
***
***
.

ما ضَرَّ قَلْبَكِ لَوْ أَقَمْتُ لَهُ
في مَسْجِدِ التّحريرِ قُدّاسي

.
.

صُلْبانُهُ وَأهِلّتي وَقَفَتْ
تَبْكي مَآذِنَهُ وَأَجْراسي
.

لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ
فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ

.


.
*****


*****
*****
[/QUOTE]

قديم 07-17-2011, 06:14 PM
المشاركة 25
حاتم الحمَد
مؤسس ومدير شبكة ومنتديات منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بورك الحرف الذي يجمع بين الإنسان وأخيه الإنسان

فكل من لايحترم حق الحياة لأي كائن فهو لا يستحق الحياة

ومن أعظم من الله الذي قرر حق حتى النبات في الحياة فلماذا لانؤمن نحن
بحق كل نفس بالحياة ما لم ترتكب حدا تستحق عليه عقوبة تناسب جرمه
ولا تتعداها إلى سحقه على غير ما يستحق.

سيرورة شعرية يمتلكها حرفك أيها المبدع.

بوركت دوما أخي الشقيق.

قديم 07-17-2011, 06:30 PM
المشاركة 26
حسن زكريا اليوسف
شاعر وأديب عربي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساؤك رحيق الياسمين يا تركي الحبيب

أسمى ما في الإنسان إنسانيته

هنا تجلت وتبرج حسنها

الإسلام سلام

وحب ووئام

هذه رسالته الحقة

حورٌ قوافيك أيها المتألق

لا يقاوم سحر مآقيها

بعد وقفة تأمل ونشوة إعجاب

تصفيقي الحاااار

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

قناتي على يوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q
فيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100060987426703
إنستغرام hasan_zakaria_alyousef
قديم 07-17-2011, 07:50 PM
المشاركة 27
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;border:4px double green;"]
أخي الفاضل عبده

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

أستسمحك أولا في مواصلة السباحة في هذا البحر الغزير من المعاني السامية
وسأعود لردك إن شاء الله...
على أني أريدك أن تعرف وأن تتأكد أني لا أنصب نفسي مدافعا عن أخي تركي
فأنا لا أعرفه إلا كما أعرفك ، عبر العالم الرقمي...
ولكني أسعد بقراءة شعره لما أجد فيه من أسلوب متميز...
ومن نفس إنساني متحرر...
وأقرأ له دون تصنيف مسبق ، وأنظر لكل قصيدة من قصائده على أنها
منفصلة عنه وعن القصائد التي سبقتها...
وأقرأ ، وأنا أبحث عن مواطن الجمال وعن مقومات الإبداع ...
أعتبر في قراءتي للقصيدة أنها وحدة بذاتها ، لها كيان وروح ...

هي وليدة لحظات تأمل وتدبر ، هي عصارة فكر ومشاعر...
هي جزء من الشاعر كفلذة الكبد ...
تستحق مني حنوا ورعاية واهتماما ...

ثم أقرأ وأنا أحاول استحضار لحظة الكتابة والبحث عن الأسباب
التي جعلت الشاعر يطلقها من آلامه وآماله...

أتمثل ما يعتمل في نفسه من مشاعر وأحاول أن أقارنها بما يدور في الكون من
أحداث لأكتشف أبعادها ... وأتعمق في تلميحاتها ...

لست مختصا في النقد ، بل في تذوق معالم الإبداع ...
أنا من هواة ترصيف الكلام وتكثيفه ليصير في أبدع شكل
فيؤثر في القارئ وفي السامع ويرسخ في الذهن وفي الوجدان...

وأجد أن الشاعر الفاضل تركي عبد الغني يمتلك كل هذه المهارات
فيجعل من الشعر قضية ، ويعالج مشاكل العصر ، ويعلن موقفه
بكل وضوح وجمال عبر أشعار في غاية الروعة والبهاء...

فَوَضَعْتِني في غَيْرِ أمْكِنَتي
وَقَتَلْتِني بِرَصاص حُرّاسي


مازال يعاتب اليد الشريرة للموت ويضعها أمام مسؤولياتها
فهي تتسبب له في مآسي التمييز العنصري البغيض ،
وهو صاحب الشعَر الأسود ، العربي المتهم بنشر الإرهاب...
وهي تجعله مهاجرا مطاردا من أهله ومن أعدائه...

وهي التي تجعل من حراس الأمن في كل أقطارنا قتلة لإخوانهم
في إشارة لمن يطلقون رصاص الدفاع عن الوطن على أفراد نفس هذا الوطن...
مفارقة غريبة يا أخي عبده ...

تصور أننا ندفع الضرائب ليكتنز الطغاة نصفها ويشترون بالنصف الثاني
أسلحة لقتل الشعوب ...
ألا يستحق هذا الأمر أن يتوقف عنده الشعراء؟
حراسنا يعملون فينا وعاول الموت الزؤام...
يالها من كارثة مرعبة...



وَضَحِكْتِ حينَ أَمَتِّ ضِحكَتَهُ
وَبَكَيْتِ حينَ أَقَمْتُ أعراسي


نكاية وشماتة رخيصة
يد الموت الشريرة تضحك حين تتجمد الضحكات على الوجوه ...
وتبكي حين تقام الأفراح والزيجات...
ما أبشع هذا الحقد ...
كل أهل التطرف من هذا الجانب أو ذاك يسعدون برؤية الدماء في الجانب المقابل
ويرتوون بسحق الأرواح وبتدمير أكثر ما يمكن من الأملاك والأرزاق وكل أشكال الحياة الآمنة




ما ضَرَّ قَلْبَكِ لَوْ أَقَمْتُ لَهُ
في مَسْجِدِ التّحريرِ قُدّاسي

.
.

صُلْبانُهُ وَأهِلّتي وَقَفَتْ
تَبْكي مَآذِنَهُ وَأَجْراسي

هنا يتفضل شاعرنا ببسط الحل الذي يراه
هنا تأتي صورة ميدان التحرير حيث تقام صلاة الجمعة في نفس المكان الذي يقام فيه قداس الأحد...
حيث يتلاحم المواطنون وتهب كل فئات الشعب ضد الطغيان والقهر...
ما الضرر في ذلك ، ولنا في أسلافنا الفاتحين الأسوة الحسنة...
لماذا لا نتبادل الإحترام والتقدير بدلا عن العنف والموت والدمار؟
يا شيطان الفتنة القاتلة، لماذا لا تقبل أن نعيش في كنف السلام؟
ماذا يغيظك في أن نختلف؟ وفي أن يحترم أحدنا خصوصيات الآخر؟
بأي حق تسلب الحياة التي وهبها الله للبشر ؟

وتمتزج الدموع في البيت قبل الأخير
فتبكي الصلبان على المآذن
وتبكي الأهلة على الأجراس

القتل العمد لم تشرعه أية ديانة
والإعتداء منبوذ من الجميع
فلماذا نقتل ونعتدي؟

ويختتم المبدع ببيت القصيد واسمح لي بأن أفرد له مداخلة قادمة

تحياتي
[/tabletext]

قديم 07-17-2011, 08:46 PM
المشاركة 28
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم نجيب
مع خالص تقديريو و وافر محبيتي
قولك:(فَوَضَعْتِني في غَيْرِ أمْكِنَتي
وَقَتَلْتِني بِرَصاص حُرّاسي

مازال يعاتب اليد الشريرة للموت ويضعها أمام مسؤولياتها
فهي تتسبب له في مآسي التمييز العنصري البغيض ،
وهو صاحب الشعَر الأسود ، العربي المتهم بنشر الإرهاب...
وهي تجعله مهاجرا مطاردا من أهله ومن أعدائه...

وهي التي تجعل من حراس الأمن في كل أقطارنا قتلة لإخوانهم
في إشارة لمن يطلقون رصاص الدفاع عن الوطن على أفراد نفس هذا الوطن...)

أولاً: من قال أن يد الموت شريرة؟ و إذا كنت تترجمها هكذا فأعذرني حين أقول هذا إسقاط شخصي لا النص يحتمله و لا أظن الشخص يقصده.
2. الشرح التي عطرت به مشاركتك بكل تواضع أقول: أنها متكلفة بل و متعسفة
فوضعتني في غير أمكنتي=تفسرها بأنه ليس بعنصري و أرهابي فهل الفكر الذي يختزنه الذهن مكانية
و لو تأملت لوجدت أن المكانية كررها عمداً فقبلها(لي تحت عين الله أمكنة)!
فأين التمييز العنصري؟ و أين الأرهاب ؟ و أين قوات الأمن؟
بصراحة كنت أتوقع منك و أنت من نقدره أن يقدم شيئاً منطقياً , لا أن تبحث من واقعنا المعاش دلالية واقعية للرمز الذي يسبح فيه النص .
أمَّا الشرح الأخير فكما قلت لك و له هو عين أراء ابن عربي و ابن الفارض(وحودة الدين لوحودة الوجود)
و لا مزيد تعليق لأن الفكرة واضحة و شرحك زاد النص جراحاً بل أرى أن كونه في سياقه الذي جهد صديقك لتقديمه فيه هو خير مما فعلت حيث ربطت أحداث الشارع العربي بالنص و جعلته نصاً إخباريا لا شعرياً.
و ننتظر بلهف شرحك للبيت الأخير المعضلة.
و تقبل خالص الود و التقدير.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-18-2011, 04:39 AM
المشاركة 29
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;border:4px double green;"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست أشرح أخي عبده
أنا أقرأ بطريقتي ، وبما يتناسب مع هواي
ولي ولكل قارئ وناقد وصحفي الحق في ذلك

الشاعر قال قصيدته وانتهى دوره
وكل شخص حر في قراءته وفي الزاوية التي يناقش منها النص
أنت شرحت من زاويتك وجعلت للنص امتدادات تصل إلى دعاة الحلول والإتحاد
أفلا أبين وجهة نظري وشرحي من زاويتي؟
احترمت شرحك للنص ولم أتعسف على وجهة نظرك
ولكنك في مداخلتك الأخيرة قلت:

و شرحك زادالنص جراحاً بل أرى أن كونه في سياقه الذي جهد صديقك لتقديمه فيه هو خيرمما فعلت حيث ربطت أحداث الشارع العربي بالنص وجعلته نصاً إخباريا لاشعرياً.
و ننتظر بلهف شرحك للبيت الأخير المعضلة.
و تقبل خالص الود و التقدير.

أحداث الشارع العربي أيها الفاضل هي الشغل الشاغل لكل شاعر عربي في هذهالأثناء...والقصيدة بكل أبياتها ليس فيها أي خبر ... فيها آراء ومواقف ،فيها أحاسيس ومشاعر، فيها فكر وسلام...
أوردت أمثلة في تأويلي للنص من زاويتي بما يحدث في الشارع العربي حاليا ، ولكن لم ألغ أية إمكانية أخرى ، ولم أدع أن توقعي صحيحا ...
أنا لا أفرض تأويلي عليك ولا على المتصفحين ولا على الشاعر...
ولكني سعيد بفهمي ، مقتنع بحجتي وبأدلتي...ومستعد لمواصلة النقاش فيه إلى ما شاء الله...

طربت وأعجبت بهذه القصيدة ، وأنا الآن أمارس هوايتي بقراءتها ، وأستمتع بذلك ، ولا يفوتني أن أتقدم لك بأحر عبارات الإمتنان على أن جعلتني أسعد بذلك.

لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ
فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ

هذا البيت في نظري هو بيت القصيد
الشاعر في النهاية يكفر هذه اليد الشريرة
هي مولعة بالدماء متعطشة لسفك المزيد
والشاعر يدرك ذلك فيكتب المعاني بمداد من دمه
أملا في إقناعها بعدم الإسترسال في هذه الإثم الشنيع
وهي في النهاية لا تدرك ولا ترتقي لفهم إشاراته
ومواعظه ...

هو نوع من النرجسية والإعتداد عند الشاعر
يشعر به كبار الشعراء والمفكرين والدعاة المغمورين
أو غير المنتشرين أو المهمشين لسبب أو لآخر...

ألم أقل لك ذلك أيتها البائسة الماكرة؟
ألم أدعك فلم تستجيبي؟
لا خيار لدي إلا أن أصنفك ضمن الكفرة الفجرة...
لأنك جهلت معنى الله في الناس...
وصلت يا سبب المصائب إلى أرقى درجات الدناءة على الإطلاق...
ما عاد للناس لديك أي اعتبار...
الناس الذين يحتوي كل فرد منهم على معجزات الله التامات
ويمتاز كل فرد منهم بتكريم شخصي ومباشر مع الله
الناس الذين يختلفون في الألوان والأجناس ويتحدون في التفكير والإحساس
البشر الذين جعلهم الله خلفاءه في الأرض وجعلهم الوارثين
وكلفهم بالأمانة التي رفضتها السماوات والأرض والجبال
البشر بشخصياتهم وبأعضائهم وجوارحهم وخلاياهم التي لا تقدر أثمانها بأموال الدنيا
البشر الذين خلقهم الله لعبادته وتقديسه وإجلاله عن عقل وترو واختيار
البشر ، الكائنات الأرضية الوحيدة التي تدرك وتتبصر وتتأمل في ذات الله

في عالم الشهادة والمحسوس...
هؤلاء هم في النهاية من يذكرون الله ويصلون له ويسجدون بين يديه أذلاء صاغرين
عن وعي واقتناع ...
تقتلهم وتزرع بينهم بذور الفتنة أيها الشرير...
أنت

في النهاية تقتل معنى الله

تحارب ربك الذي خلقك
تتجرأ على الذي خلقك فسواك فعدلك


أليس هذا منتهى الجهل بمعنى الله في الناس؟



هكذا يا أخي عبده أرى ما فكر فيه الشاعر وهو يكتب هذه القصيدة
يعاتب فيها يد الموت العشوائي الذي ينتشر بفيروسات الحقد
وجراثيم الضغينة والأنانية المقيتة...
يؤجج نيران الحروب بين الطوائف والأديان
ويذكي كل بوادر التطاحن ، ويطلق صرخات الفزع في كل دار آمنة
حتى يجعل من الإخوة في الإنسانية عداوة تسري كالنار في الهشيم
فتفتك بمظاهر الحضارة ، وتحول الإنسان إلى حيوان قاتل
لا يستمتع بالحياة التي وهبها الله له

ولا يترك غيره يأمنون ويستمتعون


عشر أبيات بإمكان المرء أن يكتب في تفصيل معانيها عشرة كتب
هذا هو الشعر
شعر القضية والفكر
شعر الثورة على طريقة فهمنا للتاريخ
وعلى طريقة فهمنا للدين


ما أحوج شعرنا العربي إلى الإلتزام بمثل هذا النهج
الذي يعيدنا إلى مكانتنا الراقية بين الأمم والشعوب


أقرأ هنا قصيدة تعدل آلاف القصائد المبتذلة للمدح والعشق والفخر الأجوف الذي لامعنى له...
أقول جيدا آلاف القصائد ولا أبالغ...
شاعرنا تركي في قصيدته لا يمدح طاغية بمئات الأبيات من النفاق الصريح
ولا يتحدث عن عشق مائع ولا يصف خصرا نحيفا

إنه يوظف فكرا نقيا صافيا للتآخي والسلام
وهو في معاتبته ليد الموت الشريرة
وفي إلغائه وتكفيره لها يستعمل أرقى أنواع الذكاء في مخاطبة الضمائر البشرية
المستهدفة بالقصيدة أصلا...
إنه لا يتهمنا مباشرة ، مع أننا نستحق...
هو يصطنع لنفسه شخصية ، فيخاطبها ويلقى عليها مسؤولية الذي يجري
ويجلدها بسياط شعره في قسوة وعنف...
ولتفهمي ياجارة...
تحياتي وتشكراتي وامتناني لك يا أخي عبده
على إتاحة هذه الفرصة لمحاولة تفكيك رموز هذه الرائعة
وتحياتي وتشكراتي وامتناني
لمن أبدع وأقنع ، أخي تركي عبد الغني
[/tabletext]










قديم 07-18-2011, 06:50 AM
المشاركة 30
تركي عبد الغني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;border:4px double green;"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست أشرح أخي عبده
أنا أقرأ بطريقتي ، وبما يتناسب مع هواي
ولي ولكل قارئ وناقد وصحفي الحق في ذلك

الشاعر قال قصيدته وانتهى دوره
وكل شخص حر في قراءته وفي الزاوية التي يناقش منها النص
أنت شرحت من زاويتك وجعلت للنص امتدادات تصل إلى دعاة الحلول والإتحاد
أفلا أبين وجهة نظري وشرحي من زاويتي؟
احترمت شرحك للنص ولم أتعسف على وجهة نظرك
ولكنك في مداخلتك الأخيرة قلت:

و شرحك زادالنص جراحاً بل أرى أن كونه في سياقه الذي جهد صديقك لتقديمه فيه هو خيرمما فعلت حيث ربطت أحداث الشارع العربي بالنص وجعلته نصاً إخباريا لاشعرياً.
و ننتظر بلهف شرحك للبيت الأخير المعضلة.
و تقبل خالص الود و التقدير.

أحداث الشارع العربي أيها الفاضل هي الشغل الشاغل لكل شاعر عربي في هذهالأثناء...والقصيدة بكل أبياتها ليس فيها أي خبر ... فيها آراء ومواقف ،فيها أحاسيس ومشاعر، فيها فكر وسلام...
أوردت أمثلة في تأويلي للنص من زاويتي بما يحدث في الشارع العربي حاليا ، ولكن لم ألغ أية إمكانية أخرى ، ولم أدع أن توقعي صحيحا ...
أنا لا أفرض تأويلي عليك ولا على المتصفحين ولا على الشاعر...
ولكني سعيد بفهمي ، مقتنع بحجتي وبأدلتي...ومستعد لمواصلة النقاش فيه إلى ما شاء الله...

طربت وأعجبت بهذه القصيدة ، وأنا الآن أمارس هوايتي بقراءتها ، وأستمتع بذلك ، ولا يفوتني أن أتقدم لك بأحر عبارات الإمتنان على أن جعلتني أسعد بذلك.


لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ

فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ

هذا البيت في نظري هو بيت القصيد
الشاعر في النهاية يكفر هذه اليد الشريرة
هي مولعة بالدماء متعطشة لسفك المزيد
والشاعر يدرك ذلك فيكتب المعاني بمداد من دمه
أملا في إقناعها بعدم الإسترسال في هذه الإثم الشنيع
وهي في النهاية لا تدرك ولا ترتقي لفهم إشاراته
ومواعظه ...

هو نوع من النرجسية والإعتداد عند الشاعر
يشعر به كبار الشعراء والمفكرين والدعاة المغمورين
أو غير المنتشرين أو المهمشين لسبب أو لآخر...

ألم أقل لك ذلك أيتها البائسة الماكرة؟
ألم أدعك فلم تستجيبي؟
لا خيار لدي إلا أن أصنفك ضمن الكفرة الفجرة...
لأنك جهلت معنى الله في الناس...
وصلت يا سبب المصائب إلى أرقى درجات الدناءة على الإطلاق...
ما عاد للناس لديك أي اعتبار...
الناس الذين يحتوي كل فرد منهم على معجزات الله التامات
ويمتاز كل فرد منهم بتكريم شخصي ومباشر مع الله
الناس الذين يختلفون في الألوان والأجناس ويتحدون في التفكير والإحساس
البشر الذين جعلهم الله خلفاءه في الأرض وجعلهم الوارثين
وكلفهم بالأمانة التي رفضتها السماوات والأرض والجبال
البشر بشخصياتهم وبأعضائهم وجوارحهم وخلاياهم التي لا تقدر أثمانها بأموال الدنيا
البشر الذين خلقهم الله لعبادته وتقديسه وإجلاله عن عقل وترو واختيار
البشر ، الكائنات الأرضية الوحيدة التي تدرك وتتبصر وتتأمل في ذات الله

في عالم الشهادة والمحسوس...
هؤلاء هم في النهاية من يذكرون الله ويصلون له ويسجدون بين يديه أذلاء صاغرين
عن وعي واقتناع ...
تقتلهم وتزرع بينهم بذور الفتنة أيها الشرير...
أنت

في النهاية تقتل معنى الله

تحارب ربك الذي خلقك
تتجرأ على الذي خلقك فسواك فعدلك


أليس هذا منتهى الجهل بمعنى الله في الناس؟



هكذا يا أخي عبده أرى ما فكر فيه الشاعر وهو يكتب هذه القصيدة
يعاتب فيها يد الموت العشوائي الذي ينتشر بفيروسات الحقد
وجراثيم الضغينة والأنانية المقيتة...
يؤجج نيران الحروب بين الطوائف والأديان
ويذكي كل بوادر التطاحن ، ويطلق صرخات الفزع في كل دار آمنة
حتى يجعل من الإخوة في الإنسانية عداوة تسري كالنار في الهشيم
فتفتك بمظاهر الحضارة ، وتحول الإنسان إلى حيوان قاتل
لا يستمتع بالحياة التي وهبها الله له

ولا يترك غيره يأمنون ويستمتعون


عشر أبيات بإمكان المرء أن يكتب في تفصيل معانيها عشرة كتب
هذا هو الشعر
شعر القضية والفكر
شعر الثورة على طريقة فهمنا للتاريخ
وعلى طريقة فهمنا للدين


ما أحوج شعرنا العربي إلى الإلتزام بمثل هذا النهج
الذي يعيدنا إلى مكانتنا الراقية بين الأمم والشعوب


أقرأ هنا قصيدة تعدل آلاف القصائد المبتذلة للمدح والعشق والفخر الأجوف الذي لامعنى له...
أقول جيدا آلاف القصائد ولا أبالغ...
شاعرنا تركي في قصيدته لا يمدح طاغية بمئات الأبيات من النفاق الصريح
ولا يتحدث عن عشق مائع ولا يصف خصرا نحيفا

إنه يوظف فكرا نقيا صافيا للتآخي والسلام
وهو في معاتبته ليد الموت الشريرة
وفي إلغائه وتكفيره لها يستعمل أرقى أنواع الذكاء في مخاطبة الضمائر البشرية
المستهدفة بالقصيدة أصلا...
إنه لا يتهمنا مباشرة ، مع أننا نستحق...
هو يصطنع لنفسه شخصية ، فيخاطبها ويلقى عليها مسؤولية الذي يجري
ويجلدها بسياط شعره في قسوة وعنف...
ولتفهمي ياجارة...
تحياتي وتشكراتي وامتناني لك يا أخي عبده
على إتاحة هذه الفرصة لمحاولة تفكيك رموز هذه الرائعة
وتحياتي وتشكراتي وامتناني
لمن أبدع وأقنع ، أخي تركي عبد الغني



[/tabletext]


















>
>
>
ربما أستاذي الرائع

وصديقي الحبيب

أمر وسأمر إنشاءالله بتعليق وشكر على مداخلتك ولكني وددت أن أقول شيئا ما


لي قصيدة عنوانها سفر التراب وهذا رابطها

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3014

وهي على لسان الروح
تشير الروح من خلال حديثها المباشر مع الجسد
إلى من هم - وللأسف - مثل صديقنا ( وأخينا ) - إن قبل ذلك - الأستاذ عبده فايز الزبيدي
فأنا كافر بنظره وحسب معتنقه التكفيري وللأسف
فهم من تتحدث الروح عنهم في خطابها مع الجسد فلم يروا النص إلا من زاوية ضيقة
ولكم هي تكاد تنغلق
لا أريد أن أطيل
ولست من أنصار شرح القصيدة وخاصة ممن كتبها ولكن للإشارة إلى شيء ما


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: يَدُ المَوْت
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نسب بني حشيش العجمــي منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-27-2023 09:22 PM
يا صاحبي ...7/ أشرف حشيش أشرف حشيش منبر شعر التفعيلة 1 02-07-2015 10:23 PM
يا صاحبي ..6/ أشرف حشيش أشرف حشيش منبر شعر التفعيلة 0 02-03-2015 08:54 PM
يا صاحبي ..5 / أشرف حشيش أشرف حشيش منبر شعر التفعيلة 0 02-01-2015 09:51 PM

الساعة الآن 10:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.