منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كعادتها كل صباح باكر؛ نهضت من فراشها بخفة ومرح ونشاط؛ فهي ابنة العشرين عاما؛ تختال في غرفتها بزهو وفرح؛ تطير من هنا إلى هناك كفراشة رشيقة تلاعب أكمام الزهر في الصباحات الندية؛ تطربها أصوات العصافير على نافذتها التي تستطيع من خلالها رؤية الآخرين في صباح كل يوم وهم يذهبون إلى أعمالهم جنبا إلى جنب مع خيوط أشعة شمس كل صباح؛ تكاد تميزهم دون أن تعرف أحدا منهم؛ فهي تراهم يوميا على هذا النحو وبنفس التوقيتات.
اليوم قد يكون هو الأكثر إشراقا وفرحا في حياتها وربما سيكون نقطة انطلاقها وتحولها لعالم أجمل؛ هو اليوم الذي حلمت به طويلا وحدّثت نفسها وصديقاتها عنه وبأنه سيأتي لا محالة وفق اختيارها ورغباتها؛ فالحب لا يمكن أن يكون في حياتها مجرد دمية تتلهى بها؛ سيكون حياتها التي ستجابه به كل الدنيا وستقف صامدة كقلعة حصينة أمام كل ما من شأنه أن ينغّص عليها لحظة جميلة من حبها وعشقها لهذا الذي رسمته في أحلامها فتبسمت الأيام لتراه ماثلا أمامها حقيقة لا خيالا.
اليوم قررت أن تضع حدا جميلا لهذا الانتظار الممل الذي لا ينذر بفرج قريب؛ فعقدت العزم على أن تكون هي البادئة فيما ترنو له نفسها وبأن تكون شجاعة لتضع النقاط الصحيحة فوق الحروف المتخمة بيأس الانتظار؛ وهل في هذا خروج على المألوف؟ إذن فليكن فسأمارس قناعاتي بمحض إرادتي؛ أأكبت حبي وألوذ محتمية بصمتي لأنني مثلما يقولون مجرد أنثى؟
التقته دون تخطيط أو سابق إنذار ؛ أثناء تسوقها في أحد المحلات التجارية ؛ أدركت أنه مهتم بها ويلاحقها بنظراته وهي تحاول القفز فوق رغباتها بألا تعطيه إشارة أو اهتماما قد يفهمه بطريقة أخرى؛ كانت تنظر إليه خلسة كلما أمكنها ذلك؛ فلقد شعرت بأنها تعرفه منذ زمن ؛ ملامحه مطابقة لكل ما رسمته في عقلها في كل أيامها وسنواتها الماضية؛ أخذت تفكر باسمه وبمكان سكنه وباقي تفصيلات حياته ؛ أنهت تسوقها وخرجت؛ نظرت إلى الخلف خلسة فرأته يتابعها بنظراته وبابتسامة تعلو محياه.
مضت أيام وهي تذهب إلى نفس مكان التسوق فتراه وكأنها على موعد مع الحلم الجميل الذي قد يصبح حقيقة في يوم ما؛ لم يكن يتكلم معها سوى أن نظراته المتلاحقة تتابعها في كل تحركاتها ونفس الابتسامة في اللقيا والوداع.