قديم 09-25-2010, 03:33 AM
المشاركة 401
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بدايات دراسة الإعجاز في المضامين الاجتماعية القرآنية:-
إن أقدم النظريات في دراسة الإعجاز القرآني على الإطلاق هي نظرية النظّام (ولد عام 160 هـ ) التي اهتمت بالمضامين والحقائق والإخبار بالغيوب، إلا أن هذه النظرية قد أنكرت الإعجاز البلاغي للقرآن وغضّت منه، و كان مفادها: أن نظم القرآن وحسن تأليف كلماته ليس بمعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا دلالة على صدقه في دعواه النبوة، وإنما وجه الدلالة على صدقه ما فيه من الأخبار الصادقة (11) أي: أن الإعجاز كامن في المضامين والمعاني القرآنية وما تشتمل عليه من الحقائق، سواء كانت هذه الحقائق ماضية أو حاليّة أو مستقبلية (12) والمقصود بالأخبار الذي تناولتها هذه النظرية هو التعبير عن الحقائق الصادقة التي لا يدركها الإنسان بعقله المجرد كما لا يدركها إدراكه للأمور البسيطة التي يمكن أن يعلمها كلّ أحد، ولا عبرة البتّة-حسب هذه النظرية - بالأسلوب والنظم وخلافه من الأمور البلاغية في إثبات إعجاز القرآن وتميزه.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:33 AM
المشاركة 402
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وإذا كان النظّام قد قصر الإعجاز على الإخبار بالغيب فقد فصّل الخياط ذلك، وذكر قضايا متعلقة ببعض الشرائح الاجتماعية مثل:
أ-التمكين والاستخلاف للمؤمنين (وذلك عند التزامهم بقواعد الضبط التي حددها القرآن وثبوتهم عليها ).
ب-قتال الأعراب المتخلفين (وهم شريحة اجتماعية مكونة من بعض المنافقين ) لبنى حنيفة في اليمامة والفرس والروم.
ج-امتناع أهل الكتاب(وهم شريحة اجتماعية معروفة ) عن المباهلة
د-عدم تمني اليهود للموت.
هـ-الإخبار عما في نفوس قوم.
و-ما سيقوله قوم.
ويبدو واضحاً أن هذه النظرية لم تكن في الجانب البلاغي من الإعجاز أو متعلقة بالإطار النظمي له بحال، بل كانت على العكس تماماً، وهذا ما يجعلها أمراً متفرّداً وصوتاً ناشزاً في دراسة الإعجاز داخل تراثنا الإسلامي الذي اتجه بكلياته نحو دراسة الإعجاز في جانبه البلاغي والنظمي.
وقد بقي هذا الجانب المضيء من نظرية النظّام بكراً، لم يكتب فيه أحد داخل التراث الإسلامي، ولم تفرد له المصنفات والمؤلفات كما هو شأن الإعجاز البلاغي الذي صار فيما بعد علماً قويّاً مؤسّساً له أهدافه واتجاهاته وتياراته وقواعده ومناهجه، ورغم أن بعض علمائنا الأقدمين قد أيّدوا الإعجاز الذي قال به النّظّام، إلا أنهم لم يكترثوا له كثيراً، ولم يؤلّفوا فيه.
ورغم كلّ ما قيل داخل تراثنا الإسلامي من آراء مناوئة لنظرية النظام، ورغم كلّ ما يقال عنها الآن، ورغم كلّ ما تحمل في طياتها من أخطاء وأغلاط نقر ببطلانها ولا يسعنا إلا إنكارها - فإن الجانب المشرق منها يبقى مشرقاً، وإن أحاطت به الظلمات من كلّ صوب. وذلك الجانب الذي نشير إليه ونقرّ بإشراقه وجودته إنما هو جانب الإخبار عن الحقائق الغيبية التي قصر النّظّام الإعجاز عليها، هذا مع اعتراضنا –بالطبع- على هذا القصر من حيث المبدأ، إذ أن للإعجاز عندنا وجوهاً متعددة وطرقاً مختلفة، ولا يقتصر على جانب الحقائق أو جانب البلاغة منفردين

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:33 AM
المشاركة 403
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ومن المعلوم أن المضامين لا تظهر إلى حيّز الوجود إلا عبر ما يدلّ عليها، وهذا الجانب الدال فيه - من الإعجاز ما لا يخفى، وقد تناوله علماؤنا الأقدمون وبسطوا القول فيه، ولهذا كان لقصر النظام للإعجاز على المعاني والحقائق الغيبية أثره الكبير على نشؤ علم الإعجاز البلاغي، يقول الرافعي: (لما فشت مقالة بعض المعتزلة بأن فصاحة القرآن غير معجزة وخيف أن يلتبس ذلك على العامة بالتقليد أو العادة وعلى الحشوة من أهل الكلام الذين لا رسوخ لهم في اللغة ولا سليقة لهم في الفصاحة ولا عرق لهم في البيان - مسّت الحاجة إلى بسط القول في فنون من فصاحته ونظمه ووجه تأليف الكلام فيه، فصنف أديبنا الجاحظ كتابه نظم القرآن)(13).
ويقول الجاحظ – وهو تلميذ النظام – عن كتابه (نظم القرآن) هذا: (فلم أدع فيه مسألة....... لأصحاب النّظام ومن نجم بعد النّظام ممن يزعم أن القرآن حقّ وليس تأليفه بحجة وأنه تنزيل وليس ببرهان ودلالة)(14).
ولعل الذي عطل النظر إلى هذا النوع من الإعجاز هو اجتراء النظام في الجهة الأخرى على إنكار الإعجاز البلاغي الذي هو في عداد المسلمات عند الأمة، إلا أن إعجاز المعاني المتعلق بالأخبار والأحكام نوع من الإعجاز شديد الأهمية ليس في إثبات صحة النبوة فحسب بل هو أمر يخدم العلوم أيضا، إذ أن العلوم نفسها في حاجة إلى وحي السماء

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:34 AM
المشاركة 404
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حاجة العلوم المعاصرة إلى الوحي:
ذكر علماؤنا الأقدمون أنّ الوحي يشتمل على كافة العلوم إما تفصيلاً أو تأصيلاً، أي: إما بتفاصيلها أو بأصولها، ولا زال الوحي يؤكد أن عجائبه لا تنقضي، وأنّ العلماء كلما أمعنوا النظر فيه خرجوا بحقائق علمية في غاية الدقة.
ولما كان الأمر كذلك فقد فقدت المعرفة - باستبعاد الوحي - رافداً من أهم روافدها فدخلت في أزمة خانقة، ولم تقتصر هذه الأزمة على العلوم الاجتماعية والإنسانية التي باتت هذه الأزمة فيها واضحة ظاهرة، وإنما تعدتها إلى العلوم الطبيعية التي يتوهم الكثيرون أنها بمعزل عن هذه الأزمة من جهة وأن علاقتها بالدين والوحي ليست بالمباشرة كعلاقة العلوم الاجتماعية والإنسانية من جهة أخرى.


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:34 AM
المشاركة 405
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ. حاجة العلوم الطبيعية للوحي:
يتوهم الكثيرون أنّ العلوم الطبيعية لا حاجة لها بالوحي وذلك للآتي:
• الارتباط الشديد بين هذه العلوم وبين الواقع المادي، إذ أن طبيعة معطيات تلك العلوم مادية يعتمد إدراكها على التجريب والقياس الذي يمكن به دراسة الواقع المادي بصورة ممتازة. وهذا أمر لا خلاف عليه.
• تشهد هذه العلوم يوماً بعد يوم تطوراً هائلاً وتقدماً ممتازاً، الأمر الذي يدل دلالة واضحة على أنها لا تعاني أزمة منهجية ولا معرفية.
ولكن هذه الأمور مع كونها صحيحة في النظر الجزئي - إلا أنها قاصرة قصوراً شديداً عن التصور الكلي الصحيح، والحق أن من يقول بذلك إنما يتوهم أن هذه العلوم حرفاً يدوية صرفة لا تقتضي تصوراً كلياً للأشياء، يقول البروفسير محجوب عبيد عالم الفيزياء الشهير " هذا التصور قد يكون مقبولاً حين كان العلم في بداياته يتدرج نحو صقل طرق القياس وتطوير سبل الاستنباط والاستدلال والبرهان حين كان هذا العلم أقرب إلى حنكة الحرفة منه إلى عمق الفكر والمبدأ، ولكن التطورات المعاصرة في الفيزياء النظرية وعلم الكون والهندسة الوراثية قد تجاوزت ذلك الموقف الشكلي وقربت تطوراتها قضايا هذه العلوم من موضوعات البداية والنهاية وأطلت به على مشارف قضايا كبيرة في العقيدة والفلسفة، وهذه التطورات قد أحرجت الموقف الشكلي البسيط الذي يفصل بين الحقائق العلمية والمذاهب الفكرية وفضحت ضعفه أمام الأبواب المفتوحة نحو إشباع طموح الإنسان في الوقوف على أسرار الخليقة وطبيعة الأشياء)(15).
ولما كان الأمر على الوجه الذي ذكرناه فقد اتضح أنّ بالعلوم الطبيعية حاجة ماسة إلى الوحي ومعطياته وإن كانت حاجة العلوم الاجتماعية والإنسانية أقوى وأكبر كما سيأتي، وتتمثل حاجة العلوم الطبيعية للوحي في أمور منها:
*عندما تتحول هذه العلوم من الطبيعة المادية إلى الأطر الكلية الفلسفية فإنها - بطبيعة الحال - تدخل بصورة مباشرة في أسئلة لا يمكن إيجاد حل لها إلا في وحي السماء.
*يؤكد علماء الطبيعيات أنه ليس هنالك من برهان تجريبي قط على صدق أي نظرية علمية تتعلق بالعلوم الطبيعية، فهذه النظريات - وانّ كانت مبنية على الملاحظات والحقائق التجريبية - إلا أنّ تشكيل النظريات يقتضي مفاهيم مترابطة ونسقاً متماسكاً؛ وهنا يدخل التصور الذهني الافتراضي الذي لا يمكن التحقق منه تجريبياً (16).
*رغم أنّ الفكر الغربي قد استبعد المعرفة الغيبية التي مصدرها الوحي وحدد مفهوم العلم تحديداً صارماً - إلا أنّ علماء الطبيعيات في تشكيل نظرياتهم قد وقعوا في مفارقات منهجية، حين لم يتحرجوا من اللجوء إلى غيبيات متخيلة تساعد على فهم المشاهد والمحسوس (17).
ولما كان الأمر كما سبق فليس من المعقول إطلاقاً أن ترفض الحقائق الغيبية التي جاء بها الوحي وكانت من الصدق بحيث لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ثم تقبل أخيلة العلماء وتصوراتهم التي لا يمكن التحقق من صدقها تجريبياً.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:34 AM
المشاركة 406
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ب. حاجة العلوم الاجتماعية والإنسانية للوحي:
إذا كانت العلوم الطبيعية - رغم طبيعتها المادية ورغم دقتها وصحة جزئياتها - في الغالب - قد احتيج فيها إلى معطيات الوحي، فإنّ العلوم الاجتماعية والإنسانية لهي أكثر حاجة للوحي من تلك العلوم الطبيعية، وتتمثل هذه الحاجة في أمور كثيرة منها:
• إنّ العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات طبيعة تختلف كل الاختلاف عن تلك العلوم الطبيعية، ولأجل ذلك يكثر فيها من التنظير ما لا يكثر في العلوم الطبيعية، الأمر الذي يجعل الإنسان أكثر تدخلاً فيها وأكثر تثبيتاً للأمور الذاتية
• إنّ الصفة العلمية – حسب المفهوم الغربي – في العلوم الاجتماعية والإنسانية مهتزة إلى حد كبير، إذ أن أكثر موادها غير قابلة للتجريب والتحقق العلمي، الأمر الذي يتيح تدخل الأهواء والأخيلة البشرية في تفسير الظواهر تدخلاً مباشراً.
• إنّ العلوم الاجتماعية والإنسانية لما كانت ذات طبيعة قيمية فقد احتلت المكانة السامية التي كان يحتلها وحي السماء في إرشاد الناس وتوجيههم لما يصلحهم دون الاستعانة بمعطيات هذا الوحي، الأمر الذي جعلها تتخبط تخبطاً شديداً دون أن تصل إلى شيء مقبول.
• إذا كان الوحي يساهم مساهمة فاعلة في تشكيل الرؤى الكلية للعلوم الطبيعية، وإذا افترضنا أنه لا يمكن دخوله في جزئيات هذه العلوم ذات الطبيعة المادية، حيث يمكن إدراك هذه الجزئيات من الواقع المادي المحسوس مباشرة في أكثر الأحيان - فإن هذا الافتراض في العلوم الاجتماعية والإنسانية غير مقبول ابتداء، إذ أن هذه العلوم تحتاج إلى الوحي ليس في تشكيل الرؤى الكلية ولا في بلورة النظريات فحسب بل يتعدى الأمر ذلك إلى جزئيات هذه العلوم وتفاصيلها الدقيقة أيضاً، إذ أن طبيعة بنائها يقتضي ذلك.
• لما لم تجد العلوم الاجتماعية والإنسانية بعد استبعاد الوحي من سلطة مرجعية ترتكز عليها فقد اتخذت هذه العلوم – من العلوم الطبيعية سلطة مرجعية تحاول تقليدها في كل شيء، رغم الاختلاف الكبير بين الطبائع في كلا النوعين من العلوم، ولأجل ذلك ظهرت المفارقة الكبرى في نظريات هذه العلوم (18)الأمر الذي يستوجب إعادة الوحي إلى مضمار المعرفة حتى يخرج هذه العلوم من مآزقها المعرفية.
• لما احتلت هذه العلوم الاجتماعية والإنسانية المكانة العالية التي كان يحتلها الوحي في توجيه الناس وإرشادهم وأصبحت بديلاً له رغم عدم اعترافها بمعطياته - كانت ثمرة ذلك أنها لم تبن نفسها بناء صحيحاً ولا اتخذت سلطة مرجعية مناسبة ولا قدمت حلولاً معقولة للمشكلات خاصة مشكلات العالم الإسلامي المعاصر.
• أخذ العالم الإسلامي علوماً اجتماعية وإنسانية لم تنبع من ذاته، ولم تكن حلاً لمشاكله، وإنما كانت صدى لمشكلات الغرب الخاصة التي عمل على ترويج أنها مشكلات عالمية باعتبار أنه مركز العالم، ولأجل ذلك لم تنجح هذه العلوم في حل مشكلات العالم الإسلامي من جهة بينما ناقشت قضايا تعتبر جانبية في العالم الإسلامي من جهة أخرى.
• عملت العلوم الاجتماعية على تحقيق الأهداف الاستعمارية وفرض المعايير والأنماط الثقافية الغربية بكافة مناهجها وقيمها مع خنق الثقافة المحلية المناهضة.(20)
• لما لم تكن العلوم الاجتماعية والإنسانية علوماً محايدة - فقد أدى اعتمادها في العالم الإسلامي إلى الجهل بالذات وعدم إدراك الفوارق الذاتية لكل من المجتمعات الإسلامية والغربية.


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:34 AM
المشاركة 407
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إعجاز السنن الاجتماعية القرآنية: -
لا شك أن الذي يميز السنن والقوانين الاجتماعية القرآنية التي تفسر النشاط الإنساني عموما أنها تقود إلى الحق والصدق واليقين لتمثل علما قاطعا لا تشوبه الأهواء ولا تعتريه الظنون، فيصدق عندئذ التنبؤ من خلال هذه القوانين وتسعد المجتمعات في حياتها الدنيا عند إلتزامها بالأوامر الإلهية المعيارية أو تشقى بمخالفتها، إذ أن السنن القرآنية في طبيعة الكون والأصول الإنسانية الاجتماعية ثابتة محايدة ليس لها من تغيير ولا تبديل ولا تحويل، وذلك بخلاف النظريات والقوانين الاجتماعية الوضعية ذات الأصول المتحيزة التي لم تسلم من الأهواء والظنون، وهذا الجانب الذي يثبت فاعلية القوانين والسنن القرآنية وتميزها يشكّل جانبا من جوانب الإعجاز العميقة التي تتجلى في صدق المعاني والقوانين القرآنية عند انطباقها على الواقع الإنساني والاجتماعي بصورة عامة
ولا شك أن استخلاص السنن والقوانين الاجتماعية القرآنية ليس بالأمر اليسير الذي يستطيع أن يقول فيه كل من شاء ما شاء، بل لا بد من مختصين يحللون عوامل الربط والتسبيب والاطراد والانتظام في الظواهر الاجتماعية فضلا عن المعرفة بقوانين الاستنباط من الواقع من جهة ومن القرآن من جهة أخرى، وذلك يقتضي المعرفة الدقيقة بالمفاهيم الاجتماعية القرآنية الكلية وما يندرج تحتها من مفاهيم جزئية أو أقل كلية وما ينشأ من تفاعلات بين هذه المفاهيم التي تترتب بصورة منهجية فتشكل النظريات المفسرة للفعل الاجتماعي

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:35 AM
المشاركة 408
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولاشك أن الأحكام القرآنية قد جاءت لتحقيق السعادة، ولهذا فقد عملت على تحصيل المصالح وتعطيل المفاسد في كافة أشكال الفعل الإنساني، وهذا هو وجه الإعجاز في ذلك حيث أن الأحكام القرآنية محققة لمصالح العباد بصورة لا يمكن أن يحقّقها أيّ تشريع دينيّ أو بشريّ آخر. ولما أكمل الله للمسلمين الدين وأتمّ عليهم النعمة فإنه لم يغادر في كتابه العظيم مصلحة دنيوية ولا أخروية إلا نبّه عليها (21).


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:35 AM
المشاركة 409
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القرآن وقضايا علم الاجتماع:
سبق أن أول دراسة في الإعجاز القرآني على الإطلاق قد تناولت المعاني القرآني والإخبار عن فعل اجتماعي يصدر من بعض الشرائح الاجتماعية المخصوصة، والحق أن القرآن العظيم قد اهتم اهتماماً كبيراً بتأسيس الحياة الاجتماعية وما ينشأ فيها من علاقات مختلفة، وأحكام القرآن وأوامره - في الغالب - هي قواعد تصوغ التفاعل الاجتماعي في كافة أشكاله وتحدد الأهداف والوسائل التي تمكّن من تحقيق هذه الأهداف. وما علم الاجتماع عموماً إلا علم يقوم بدراسة التفاعل الاجتماعي ويصوغ هذا التفاعل حسب الأهداف العامة للمجتمع ووسائل ذلك، وغاية ما يصبو إليه هذا العلم هو دراسة هذا التفاعل وتفسيره ووضع القوانين التي تحكمه.
ولعلم الاجتماع قضاياه المحورية الكبرى مثل قضايا الأسرة والتغير الاجتماعي وضبط السلوك الإنساني وغير ذلك، ويعتبر موضوع الضبط الاجتماعي من أهم قضايا علم الاجتماع ويحظى بعناية واسعة من قبل العلماء والدارسين، ويتمثل ذلك في العناية بدراسة ماهيته ووسائله وأثره على الأفراد والجماعات وأثر عمليات التطور التلقائية والتداخل الثقافي الحادث بين المجتمعات.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:35 AM
المشاركة 410
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والضبط الاجتماعي هو مجموعة من القواعد والمعايير الرسمية وغير الرسمية المنظمة للسلوك الإنساني والتي تعمل على تنظيم وتوجيه سلوك الفرد من خلال مجموعة من الوسائل التي تحدد أنماط السلوك المقبول وغير المقبول اجتماعياً، ويختلف هذا المفهوم اختلافاً جوهرياً باختلاف الرؤى الفكرية، ومن هنا فإن هذا المفهوم يختلف في الرؤية القرآنية عنه في الرؤية الغربية، حيث دار هذا المفهوم في الفكر الغربي حول ثلاثة اتجاهات:
أ_ الاتجاه الطبيعي الذي يدرس الضبط كما موجود دون التركيز على الأهداف أو المثل التي يعمل على تحقيقها، ودون تكوين رؤية معيارية له.
ب- الاتجاه النفسي وهو الاتجاه الذي يأخذ فيه هذا المفهوم صبغة سيكولوجية ويتم فيه استخدام معايير علم النفس وعلم النفس الاجتماعي.
ج- الاتجاه المثالي الذي يذهب إلى أن الضبط الاجتماعي عملية ذاتية يضبط فيها المجتمع نفسه بنفسه وبمعاييره النسبية الخاصة.
أما في الإسلام فإن الضبط ليست عملية نابعة من المجتمع نفسه، وإنما هو ضبط إلهي متعال، ويسعى هذا الضبط إلى صياغة الإنسان وتزكيته من خلال عملية لها أهدافها ومقاصدها التي تحقق للإنسان مصالح الدنيا والآخرة.

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 01:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.