قديم 12-08-2013, 11:18 PM
المشاركة 41
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
27 والاخيرة

طرقت ندى الباب عدة مرات وقد وقف بجانبها عامر
جائهم صوت حاتم صارخا
اتركونى
ارتعبت ندى لصوته بينما نظر لها عامر فى يأس
قالت بارتعاش حاتم افتح ارجوك الامر مهم يتعلق بسلمى
جاوبهم الصوت المطبق ..فتح حاتم الباب وهو يفسح لهما الطريق
لم يبدل ملابسه منذ حادث سلمى ..نمت ذقنه قليلا بينما دلت جفونه المحمرة انه لم ينم ابداً
جلس فى هدوء وهو يشعل سيجارته..بينما ذهبت ندى لفتح الستائر ..قال بضعف اتركيها رجاء
دمعت عينى عامر وامسك ندى من يدها يستمد منها بعض الشجاعة وحاتم ينفس الدخان فى الهواء وهو يقول بتخاذل..لن احتمل ان اجلس فى عزاء سلمى ثم اكمل وبدنه كله يرتعش كما لم احتمل ان ادفنها بيدى..اعلم ان والدها قد وصل .حاول ان تسانده عامر رجاء انت وندى..اعتبرنى ميت منذ ماتت سلمى
مسحت ندى دموعها وهى تقول بتشنج لم تدفن سلمى حتى الان يا حاتم..انها فى منزل والدها
نظر غير مصدق وعامر يقول بغيظ
يصرون فى المشرحة على اعطاء تقرير حادث انتحار ..ذهب والدها بجثامنها مرتين وفشل معهم
الامر يحتاج تدخل منك يا حاتم
لم ينظر اليهم حاتم بل طار عبر السلم الى الشارع حافى القدمين حتى حبيبته..دق الجرس بعنف
وجده هناك سالم الجارحى وقد اكتست عينيه نظرة غريبة اشبه بالذهول ..نكس رأسه حينما رأى حاتم
لم ينبس بشئ اشار لحجرتها
كان اللون الازرق بدأ يزحف على اطرافها رويداً رويدا ..واثر جرح صغير على شفتيها..تذكر ليلة اللص ..حاول ان يمد يده ليلمسها فتوقفت فى الهواء ..انهار على الارض وهو يطلق اه قوية ..امسكه عامر الذى هرع فى اثره بقوة وهو يهتف به..انها تحتاجك يا حاتم ...تحتاجك بشدة..لن تتركها هكذا..انت زوجها اقبل التقرير ...هم لن يعطونا وساماً فى الدنيا ..اجعل ابوها يفهم هذا بدلا من اصراره الغبى ..نظر له حاتم نظرة خاوية ثم قال فى قوة
اخرج
تلعثم عامر من التبدل الغريب لا بن عمه فقد استعاد رباطة جأشه سريعاً...صرخ فيه حاتم مرة اخرى
اخرج..اطلب من ندى ان تحضر لى بدلتى العسكرية..ستدفن سلمى وسيخرج التقرير بالحالة الفعلية.
ارتدى حاتم بدلته العسكرية وحمل سلمى بين ذراعيه وقد وقفت عربة اسعاف بالخارج..فى المشرحة رفض الطبيب فى البداية لكن امام اصرار حاتم نفذ التقرير ..قتل نتيجة رصاصة فى العنق ولكنه لم يكتب ابداً انها تحمل اسم ج م ع ولم ينسى ان يبعث اسم حاتم الليثى للمخابرات الحربية...حاتم الذى عاد لانهياره بعدما وارها التراب
&&&
كانت ندى تقلب كوب الشاى الذى برد عدة مرات فى المقهى بدار الاوبرا ..اقتربت منها ماريان وسامح
جلست ماريان بهدوء وندى فى عالم اخر..امسكت بيدها ..ندى
ارتعشت ندى ..اهلا ماريان كيف انت
بخير حبيبتى ..كيف عامر ..وحاتم ابن عمك
تنهدت ندى ..حاتم قبضت عليه الشرطة العسكرية ..لا نعلم اين هو بالتحديد ..يحاول عامر جاهداً الاتصال بكل معارفنا
زفر سامح فى غيظ ..قتلوا زوجته ويحبسونه
ردت ندى ..قانون العسكرية اذا تغيب اى ظابط مدة ثمانى واربعون ساعة يتم القبض عليه..لست قلقه عليه فاحد معارفنا اخبرنى انه سيخضع لتأهيل نفسى ثم يخرج ..حاتم تخصص نادر لهم
ردت ماريان...تقولين لهم!!
زمت ندى شفتيها اعنى الجيش
تراجع سامح فى كرسيه الجيش ليس لهم ولنا يا ندى..الجيش ملكنا جميعا
تركت ندى المعلقة بعصبية ..لا تمسك على كلمة
ربتت ماريان على يدها اهدئي حبيبتى .. ليس معنى ان جراتسى بنظارته السوداء اعطى صكاً وتفويضاً بالدم ان نقسم الجيش
تساءلت ندى بخفوت من جراتسى
ضحك سامح بهدوء الا تشاهدين الافلام..جنرال جراتسى فى عمر المختار ونظارته الشهير وحركة فمه الجانبية
فهمت ندى من يقصدان قالت وهى تشهق انتما
همست ماريان نعم..نذهب لرابعة ونساندها بكل قوة..نختلف مع الاخوان لكن جراتسى لا يقبل مبدأ الخلاف
انا وقبلى المقصلة ..المقصلة دارت قبلاً فى ماسبيرو
نظرت ندى فى ارتياع وقد تذكرت سلمى ..ليتنى لى نفس شجاعتكم
همس سامح وهو يقول درس تعلمناه هناك
هى موتة ولا اكثر..تكة ولن تشعر بشئ
&&&&&&&&&&
دخلت ندى منزلها وجدت عامر يقلب قنوات التلفزيون بفتور
قال بسخرية وهو يراقب شقيقته التى جلست بخمول
لو جلست امام التلفزيون يا ندى ستخرجين بيقين ان سلمى قتلت نفسها ..اخذت منه ندى الريموت واغلقت التلفزيون بهدوء
عامر الا تفكر فى الرحيل
قال بفضول الرحيل.
ردت نعم نبيع كل شئ ..نرحل إلى بلد اخرى
بالمناسبة اتصلت داليا ..استقرت فى بيت الناغى ..تقول ان محمد الناغى تعرض لانتكاسة صحية شديدة بعد ان علم بامر ابنه..لكن حماتها ترعاه وترعى معها رائد وان هناك امل كبير فى الشفاء لرائد وانها ستستقر فى المانيا ..لذا طرأت فكرة الهجرة..ما رأيك
ضحك عامر وهو يعاود فتح التلفزيون
السفارات كلها مغلقة..ثم عاود التعليق على صريخ احد المذيعين وبنر مصر تحارب الارهاب مكتوب باللغة الانجليزية والعربية هل سمعتى عن مشروب جديد اسمه ميرندا برسيم
&&&&&&&&&&&&&&&
دخلت ليلى بهدوء
قالت بصوت هادئ
ديان قد عدت ..مدت ديان يدها لها وعيونها مغرقة بالدموع
لقد مات يا ليلى
تجاهلت ليلى يدها وذهبت لصورة خالد
اتعنين خالد وردت بهدوء اكثر ..اه بعثوا لى بخطاب مثلك
جلست قبالتها
ويائيل تنظر لها غير مصدقة
ألست حزينة ليلى
ردت ليلى
حزنى سيدنس خالد..انه اطهر ان تبكيه اماً مثلى او زوجة مثلها ..نظرت لها ديان بارتياع
ليلى ..لم اكن اعرف ما افعله..انا غبية حمقاء..قد يكون خبر موته اكذوبة
نظرت لها ليلى نظرة خاوية بل كلانا يعرف ما نفعله ديان
نظرت لهما يائيل بغيظ
ديان تركت شريحة هاتفك هنا..فتحتها من باب الفضول..هناك رسالة وصلت منذ اسبوع لك ارسلها خالد عن طريق احدهم
مدت ديان يدها لها
وهى تردف ساصنع لكما بعض العصير ..اعتبراه هدية منى فأنى راحلة بعدها
مسحت ديان دموعها بسرعة وهى تقرأ الرسالة
ديان حبيبتى..لا اعرف كيف انت..احبك ديان..تمنيت ان يكون لنا طفل..سنفعل ديان..بعض السجناء هنا نجحوا فى اخراج نطفة منهم ..العملية شديدة التعقيد ولن احكى التفاصيل.. المهم ان عملية نقل النطفات وزرعها فى ارحام اربع زوجات نجحت.....اتمنى ان نفعلها ديان وان تحملى طفلى .ساعود يوما ديان..لاجد ابنى قد كبر..وان لم اعد اتركى هذا البلد..اذهبى به لابى ..هو رجل طيب رغم كل شئ..من حقك ان تعيشى عيشة افضل من هذه ديان..ساعاود الاتصال بك
القت ديان الموبيل وهى تصرخ وتتكور على نفسها..اه يا خالد
اتت يائيل على صراخها
وهى تضربها على وجهها عدة ضربات
اهدئي ديان ..لن يعيد شئ خالد..كما لن يعيد شئ اورى تألمى ديان وابقى واقتصى من روحك بقية عمرك..نظرت لليلى ستعيشين سواداً تلو سواد
توقفت دموع ديان فجأة وهى تنظر لليلى التى جلست بصمت..تناولت من يد يائيل العصير وهى ترقب بخوف ليلى التى اخذت هى الاخرى العصير ..شمته اولا ..قالت يائيل بحبور
كنت اود ان اضع لكما السم فيه..لكنما تستحقان اكثر من هذا..الافاعى تعيش حتى التعاسة ..سيخفف من كرهى لكما قليلا ان اتمنى لكما ميتة شارون
اشربى ديان اشربى ..

والان سارحل .وداعاً ديان..وداعاً اسرائيل ..وداعا كل دنس فى حياتى ..حملت حقيبة خفيفة لتذهب فى اتجاه المطار..
شربت ليلى العصير بعمق وهى تقهقه
الدماء العربية تجرى فى جسد هذه الفتاة..ميتة شارون يا لها من شريرة
وضعت ديان الكوب بعد ان شربته وهى تهمس
ليتها وضعت بعض السم لنا ..ميتة شارون يا لها من شريرة
سمعت صوت صرير سيارة بالاسفل وصوت يصرخ.. نظرت من النافذة وجسد يائيل قد تهشم تماماً والسيارة الفان الكبيرة التى لا تحمل اى ارقام تبتعد
صرخت فى ليلى ..قتلوا يائيل..قتلوها ..قتلوها
قهقت ليلى وهى تغنى وترقص ببطء وترسم دوائر بيدها وتمزق بعض من شعرها ثم تطيره فى الهواء
قتلوا الصبية ..قتلو الصبى ..والافاعى احياء
ثم توقفت وقد عاد اليها شئ من عقلها
اتعلمين ديان..ان الافعى حينما تلد تترك صغارها لمصيرهم..ثم اردفت والزبد يتطاير من فمها لكنى افعى شريرة اعدت ولدى ليتذوق سمى ..انا افعى شريرة وعادت لرقصها وتمزيق شعرها
صرخت ديان وهى ترقب يائيل بدمائها اسفل البناية..وليلى التى فقدت عقلها..نظرت لصورة خالد ورسالته الاخيرة..مرت يدها على بطنها وصرخت الماً..لقد وضعت لى يائيل السم لى انا ..وقفت بصعوبة وليلى مازالت فى صخبها ..امسكت الستائر ..شعرت ان صدرها يتمزق وان النار تأكله ..كان خالد يترائ لها من بعيد بابتسامته الرائعة وسنته الجانبية المكسورة..نادت خالد..لكنه تجاهلها وهو يمسك يدى يائيل ويتلاشى كالسراب.
&&&&&
تمت بحمد الله

قديم 12-08-2013, 11:47 PM
المشاركة 42
نادية العتيبي
سمـو القـلــم
  • غير موجود
افتراضي
الرواية اتسمت بخيال ضخم وجهد جبار في السيناريو

راقت لي الرواية بكل مضامينها وسردها

اشكرك ي الكاتبة المحترمة روان عبد الكريم على امتاعنا فلا تحرمينا يا ود

دمت برعاية المولى

قديم 12-09-2013, 12:46 AM
المشاركة 43
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الرواية اتسمت بخيال ضخم وجهد جبار في السيناريو

راقت لي الرواية بكل مضامينها وسردها

اشكرك ي الكاتبة المحترمة روان عبد الكريم على امتاعنا فلا تحرمينا يا ود

دمت برعاية المولى
اسعدنى مرورك

انها نوع من الروايات التى تكتب نفسها
الوم لى نفسى انى فقدت الدفة فيها
والحيادية

دمت بود

قديم 12-09-2013, 02:25 AM
المشاركة 44
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


هي رواية قوية في الصياغة ، هذا التوليف العبقري بين الشخصيات والأسر ، هذه القدرة العالية على التوغل في عمق الشخصيات و الفقه بمختلف الأنماط البشرية ، هذا الترابط بين الأحداث و تسلسلها الزمني ، هؤلاء الأبطال الذين عايشنا حياتهم وألفنا صحبتهم ، و تمنينا لو استمرت الأحداث أكثر ، تستحقين أكثر من مجرد تهنئة بسيطة ، و أتمنى أن نجد الرواية يوما في المكتبات .

هذا الربط بين القضية الفلسطينية و التحولات المصرية ، و التخبط العربي الذي صار مقلقا ، هذا الخلط للأوراق الذي تنتهجه الدول المتحكمة في الشرق الأوسط ، هذا الاستغلال للخلافات العربية ، هذه الحدة بين الفرقاء التي تسمح بتوغل المتؤامرين بسهولة و يسر في بعثرة الآمال .

هي صرخة عميقة تقول لا و لا لهذا الذي يحدث .

ملحوظة : لم أقصد يوما أن تكوني محايدة مع الأعداء ، وخصوصا أن الصراع العربي الصهيوني ، لن تجد عاقلا يوصي فيه بالحيادية ، بل أقصد التدافع بين الفرقاء المصريين حول السلطة ، فحتى على المستوى المنهجي هنالك لاعبين إقليميين عليهم ما عليهم في إذكاء الصراع المصري الداخلي ، و هناك صراع إقليمي طاحن حول من يستطيع الركوب على الضعف العربي في المنطقة ومن تكون له الحظوة الأكبر ، ليضيف إلى رصيده نقاطا ودائما على حساب الحلم المصري " العربي" و لأنه لا يمكن حتى استئصال الانتفاضات العربية عن سياقها الحقيقي .

من حيث اللغة أرى النص موفقا للغاية في توظيف لغة مرنة سلسة قريبة من العموم و فيها ومضات أدبية جميلة .

تحياتي





قديم 12-14-2013, 02:21 PM
المشاركة 45
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي


هي رواية قوية في الصياغة ، هذا التوليف العبقري بين الشخصيات والأسر ، هذه القدرة العالية على التوغل في عمق الشخصيات و الفقه بمختلف الأنماط البشرية ، هذا الترابط بين الأحداث و تسلسلها الزمني ، هؤلاء الأبطال الذين عايشنا حياتهم وألفنا صحبتهم ، و تمنينا لو استمرت الأحداث أكثر ، تستحقين أكثر من مجرد تهنئة بسيطة ، و أتمنى أن نجد الرواية يوما في المكتبات .

هذا الربط بين القضية الفلسطينية و التحولات المصرية ، و التخبط العربي الذي صار مقلقا ، هذا الخلط للأوراق الذي تنتهجه الدول المتحكمة في الشرق الأوسط ، هذا الاستغلال للخلافات العربية ، هذه الحدة بين الفرقاء التي تسمح بتوغل المتؤامرين بسهولة و يسر في بعثرة الآمال .

هي صرخة عميقة تقول لا و لا لهذا الذي يحدث .

ملحوظة : لم أقصد يوما أن تكوني محايدة مع الأعداء ، وخصوصا أن الصراع العربي الصهيوني ، لن تجد عاقلا يوصي فيه بالحيادية ، بل أقصد التدافع بين الفرقاء المصريين حول السلطة ، فحتى على المستوى المنهجي هنالك لاعبين إقليميين عليهم ما عليهم في إذكاء الصراع المصري الداخلي ، و هناك صراع إقليمي طاحن حول من يستطيع الركوب على الضعف العربي في المنطقة ومن تكون له الحظوة الأكبر ، ليضيف إلى رصيده نقاطا ودائما على حساب الحلم المصري " العربي" و لأنه لا يمكن حتى استئصال الانتفاضات العربية عن سياقها الحقيقي .

من حيث اللغة أرى النص موفقا للغاية في توظيف لغة مرنة سلسة قريبة من العموم و فيها ومضات أدبية جميلة .

تحياتي




اشكر لك قراءتك

اسعدتنى


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حافية على جسر طبرية -رواية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية كوخ العم توم عبد الكريم الزين منبر الآداب العالمية. 4 04-17-2021 05:14 PM
حافية في جنة شعري محمد حمدي غانم منبر شعر التفعيلة 5 04-25-2020 05:18 AM
رواية رديئة محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 4 02-24-2012 05:49 PM
إمرأة حافية محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 2 07-24-2011 05:11 PM

الساعة الآن 02:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.