قديم 01-12-2014, 07:00 AM
المشاركة 71
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إبراهيم العمري
هو أبو يحي إبراهيم بن يحي بن إبراهيم العمري من مواليد قرية الفَرِيق بوادي حلي بن يعقوب بمحافظة القنفذة التابعة لأمارة مكة المكرمة شرفها الله ، من مواليد 1392 للهجرة درس تعليمه العام بمدارس حلي ثم انتقل لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة و أخذ البكالوريس فيها في العلو الشرعية و له إلمام و اطلاع بعلم النفس و علم العروض ، له ثقافة شاملة ،و هو شاعر و أديب أريب ، يعمل وكيلا بمتوسطة الأمير ماجد بن عبداعزيز بقرية كِيَاد بوادي حلي ،
من أعماله:
ذكريات الغرام

سئمت الحياة وزيف الأمل=خليُُ دعيُُ وحبُُ رحلْ
وليل الغرامِ بلا غاية=كليل الشريد بقفرٍ نزلْ
يخاف الهدوءَ ويبكي الظفر=ويبني الأماني برمل الوجلْ
أيا غادتي أنتِ قطر الندى=وأنتِ الحياة وأنتي الأجلْ
وأنتِ الربيع بكلِ الفتونْ=وأنتِ الخيال وكأسُ الثملْ
وأنتِ النسائمُ في خافقي =ضئيل سواكِ وأنتِ الجلل
وأنتِ الجميلة في ناظري=وغيركِ مسخُُ بغير الحللْ
وأنتِ السماء وأنتِ المطر=وأنتِ الملاكُ الذي لم يزل
فديتُ العيون وذاك النحول=فديت ابتساما على الثغر طلْ
نسجتُ القصائد في عشقها=فنادى اشتياقُاً وفي القلب حلْ
تعالي فإني قتيل الهوى=وأنتِ طبيبي ومن بي فعلْ
أجيبي فؤادي قبيل الرحيل=وشدي جراحي فعمري أفلْ.

هذا هو الليل

ليل وطيف الحب نوارُ=ولكم سرت بالليل أخبارُ
ولكم بكت عين مسهدة =لاحت لها صُفُدُُ وأخطارُ
ولكم تفطر قلب عاشقة=حكمت لها بالعدل أقدارُ
أمُُ تقلب جثة طرحتْ=لصبيها والدمع مدرارُ
وهناك من يحيا على وهمٍ=وكذا أرقاءُُ وأحرارُ
وهناك أرواح معذبة=لعذابها لغز وأسرارُ
وهناك أفواه مكممة=رُدمتْ بها ياليل أحجارُ
هبني تخطيتُ الوغى جدلاً=أيظل لي نوء وإعصارُ
إني سئمتُ الصمتَ في زمنٍ=عصفت به فتنُُ وأوزارُ
هذا هو الليل الذي نسجت=أثوابه بالظلم أشرارُ

عندما... يقتل الحلمُ الأمل


وسنلتقي
رغم الضياعْ
رغم احتجاجات البشرْ
وسنلتقي
عند الصباحْ
عند اهتزازات الزهر
وسنحكي
عن قصص الطفولةِ
وابتسامات الصورْ
أنا يا حبيبتي
في دمي يسري الوهمْ
كالليل يبتلعُ النهارَ
وفي فمي
بعض الرثاء ِ
على ضريحٍ مندثرْ
هيمانَ
اقتلع الخطى
واليأس ملءُ جوانحي
أترقب الأحزانَ
من كف القَدَرْ
والغربة الشوهاءُ
تجرح خاطري
أفٍ لها
ما كنتُ أحسبها خطرْ
وحسبتُ أن لغربتي
حدُُ
ويبتسم القدرْ
لكن أحلام الصبا
رفضتْ تعاليم البشر.


رمضان ... وأمتي

رمضان فيك طهارة تتجددُ=وتقىً نقياً دائماً نتزودُ
رمضان يا فرح الطفولةِ شدني=شوقُ إليك وشقوتي تتبدد
رمضان يا لحن الوجود وروحه=يا رحمة الباري هنا تترددُ
حمداً لمن سمك السماء وشدها=حمداً لربٍ واحدٍ وأرددُ
رحماك يا ربي وعفوك أطلب= لجلال وجهك في البرية نسجدُ
ها أنت يا رمضان تأتي وإنما= الجرح ينزفُ والأسى يتجسدُ
ولأمتي في الخلق ألف شكايةٍ=وبنُوها في خطرٍ ولم يتوحدوا
رقصوا على وترِ العدوِّ وسبحوا=لجلاله حباً ولم يترددوا
أين المآثر والكماة وصولها= أين الجسارة والعدا تتهددُ
طفلُُ يطير مع الشظايا كأنه=لا شيء في معنى الوجود يجسدُ
وصبية تدمى، يمزق عرضها=وبدارنا راح العدو يعربدُ
رمضان عدتّ ولم يزل بقلوبنا=جرح عميق دائماً يتجددُ
أنا لا يطيب لي الزمان وشعبنا=في كل أرضٍ يستضامُ ويجلدُ
وسأبقى في زمنِ الجحود مدافعاً=عن أمتي ولأمتي أتزودُ


( إيهِ يا ظبية قلبي )

لا تلومينــــي فإني ***** ألمح الفجــر اكتئابـــــــا
وعذاباتٍ ودمــــعاً **** يخنق اليوم الجـــــوابا
كم شكا فيه جـــريحُُ **** ناعس الطـرف وغابا
إيهِ يا ظبية قلبـــي **** لا تسومينـــــــــي عذابا
ودعيني وجراحـــي **** ملهب الروحِ مـــــــابا
هل أنا في الناس وحدي ****من طوى الحـب وهابا
أم أنا في السرب فردُُ **** ثائرُُ يهوى اليبابـــــــا
أم أنا بائع حـــرفٍ **** يأسر الغيدَ العذابــــــا
لست أدري من أنا مـنْ ***هل غدا أمري عجابــا
لا تقولــــي بث فينا **** أحرفاً تجري رُضـــــابا
وسليني عن فــــؤادٍ **** بات في جوفي شعابـــا
وسليني عن عيـــونٍ *** تبعث اليــــومَ العتــابا
كان لي قلـــبُُ سعيدُُ **** يلفظ اليأسَ ويابــــــــــا
فاستوى فيـــه شقاءُُ **** وانثنى السعدُ وغـــابا
إيهِ يا ظبية قلبــــي **** لا تسومينـــــي عذابا



( ما أجملك )

ما أجملك
الورد يرقصُ
منك لكْ
ما أروعكْ
هل أنتَ
في الدنيا ملكْ
كل النساءِ
بلا ثمنْ
لا شيء
في بنك الزمنْ
أنتِ الرصيدُ
بلا حدوْد
وأنتِ
أثمنُ من ثمنْ
كل النساء
بلا جمالْ
لا شيء
في دنيا الحسانْ
وأنتِ
أنتِ الحسنُ قانْ
وبلا مثالْ
أنتِ الجمالُ
وأنتِ
أحسنُ من خيال
ما أجملكْ
ما أروعكْ
قلبي معك
هل أنت
في الدنيا ملك.


( أ عصفورتي)
إليكِ حثيثاً دفعت الخطى = بقلب رقيق كقطر الندى
وخلت الزمان بغير الهوى= كقبر ينادي كفيح اللظى
حرام عليك أتستعذبينْ = نذور التنائي،ورعد الجفا
حملت إليكِ فؤادي الشقي = أسيفاً ملئياً بحب الوفا
فياسلوتي علميهِ االخيالْ = وفن الحديث وطهر الرؤى
أعصفورتي من أناجي هنا= سوى ذكرياتي وبعض المنى
إذا طلَّ يوم نثرت الدموعْ = لذكرى حبيب عفى وانتهى
وإن غنَّى يوماً على شرفتي= حمامُ تنامى بروحي الجوى
وإن صاح ليلاً مضيُّ الزمنْ= ملأت الفضاء بنشج البكى
لأني أحب صداكِ الحزينْ = وأخشى مراراً سهام النوى
لأنكِ قلبُ طهور المرامْ = شروق بحب شديد السنا
أعصفورتي هل يلام الزهر= إذا النحل يوماً إليه ثوى
فما ذنب قلبي أيا سلوتي = إذا سال منه رحيق الهوى
وما جرم عين هفت للجمالْ= وما إثم روح هوت في الورى
إذا كنت يوماً عشقت الحياة= فمن بعد عشق لكِ قد سرى










وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-12-2014, 09:16 PM
المشاركة 72
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحمد عطية
هو الشاعر السعودي أبو شادي أحمد بن محمد بن علي عطية آل عطية ،ولد في حوالي عام 1385 للهجرة ، حاصل على شهادة البكالوريس
من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فرع أبها _ سابقا _ حيث اسمها اليوم جامعة الملك خالد بعد دمجها مع فرع جامعة الملك سعود ،تخرج في قسم السنة وعلومها ،تتلمذ على يد الشيخ الفاضل والداعية الشيخ عائض بن عبدالله القرني مدة دراستي بالجامعة ، و درس القرآن الكريم على يد الشيخ عبيد الله الافغاني رحمه الله بأبها وأخذ الإجازة بقراءة حفص وشعبه ، و من شيوخه في ا
لقرآن الشيخ عبدد الصبور السعدني
من المراقبين القدماء للمصحف الكريم بجمهورية مصر العربية واسمه كان مكتوبا في المصاحب القديمة كمراجع لها وهو من المهرة في القراءات العشر وقد توفي رحمه الله وقد تعلم الشيخ عائض بن عبدالله القرني علي يده كذلك

تعرف على الشيخ ظهير أحمد صديقي من دولة الهند ويعتبر علما بارزا في الدعوة الى الله هناك وقد تقلد مناصبا عليا
وهو ممثلة دولة الهند في قافلة نصرة بيت المقدس
.
يعمل حالياً معلماً .
للأستاذ أحمد نشاط ثقافي في المراكز الصيفية التي تجمع الشباب و تهذب أخلاقهم
و له نتاج شعري في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) و خاصة بمنتديات منابر الثقافية التي يملكها الأستاذ حاتم الحمد وفقه الله ، من شعره:


زارني الشوق بعد طول سكـوني

زارني الشوق بعد طول سكـوني
ورماني بسهمه في العيــــــــو ن
طال ليلي والشــــــوق فيه يغني
يعزف اللحن يرتمي بجفونـــــــي
قلت مهـــلا فهــل ترى فيك سقما
قال كلا ولست أخفي جنونــــــي
أنت أدرى بمـــن عشقــت وفيــه
حار فكري وصدقتــه ظنونـــــــي
البهـــــــاء كل البهاء تجــــــــلى
والسنـــــــــــا لقيته في يمــــينـي
فيك ألقى يامكـــــة الحـــب رمزا
من معين شربت أحلى المعيـــــن
حبنـــا في الله يبقــــــى وفيــــــه
نبذل الروح قبل همس الجفــون
احمليني مراكب الشوق هيــــا
ودعينـــي أبث شجــــوى السنين
قدوتي في المعالـــــــــــــيَ تبقى
نهـــــــر حب وزورقـــــي لليقين
لست أرضى من الحياة عبـــــيرا
لست ابغـــــي مفاتن المفتـــــون
قد عشقت الزمان حتى تـــــــولى
طيف حلم ٍ قد زارني بالشــــجون
طيف حلم يمر والنفس تجــــري
خلف وهم مكبل في السجـــــــون
يا الهي اعد إلينــا نفوســــــــــا
ريحهـــا الورد داعبتها غصوني
من سناها تحدر النـــــــور حتى
أنور القلب بالهـــــــــدى واليقين
ربي بارك فعالها وهي تبـــــــقى
نور روحي وخافقــــــي وعيوني

و قال في قصيدة أرسلها لأحد أصدقائه يدعوه للتصافي:

حًجبُ الهوى تعلو هناك وتظهرُ
والقلب ُ ينعي همه ويبعثرُ
في قلبك المعلولُ ألفُ حكاية
وسهامُ غدر باللهيب تُسعرُ
قف ياهوى عن أمنيات حزتها
وأعلم بأنك في الغواية تهذر
لا ترتجي مني الوصال حُرمته
ولى زمانُ لا يعودُ فيُزهر
جفت ينابيعُ وأنت قطعتها
كانت لنا ذكرى وكانت تمطر
أنا ما غويتُ وما رغبتُ غواية
حتى أتي منك الكلام يُسعر
هلا أتيتَ لكي نُصحح ما مضى
ماكان في زمن نراه ونغفر
أما إذا كانت هناك مسافة
للبعد فادفن ما يكونُ ويخطر
لاتترك الأحقاد تفعل بيننا
فعل الوحوش تناحر وتدابر
إني أراك ونظرتي بك حلوة
فانظر اليَ بعين ودِ أنظر
أغراك شيطن وكنت مبجلا
عما يشين فأنت أنت الأخطر
إني عفوت وللخصام زجرته
رمضانُ شهرُ للتصافي مَعبر
هلا أتيت وللتاسمح بيننا
ذكرى تكونُ بخيرها نتدثر

ارحل
ارحل كما رحل الدخان الى السما
من غير عودته تكبر واحتمى

ارحل فقد آذيت قلباً خلته
عبداً يطيع أوامرا لك سُلما

تُلقيه في بحر الهموم وتختفي
ليعيش وهماً بعدكم وتهكما

تُهديه من لهب العتاب سعيره
تشوي الفؤاد بضحكة وتبسما

تلقاه في كل المحافل ساخراً
أو تدعي حباً وتسقي علقما

إن المحبة أن تكون مسالماً
وتُطيع قلبا في هواك متيما

وتذلل الصعب العسير وتقتفي
خلق الكرام وتبتني لك معلما

وتقدم الإخلاص دستورا له
تبقى كما بقي الضياء مُخيما

تبقى كماء الورد فواحا به
علُقت نفوس العاشقين ترنما

تهدي الجميل بخفة وتذلل
وتُعيد وصلاً قد خبى وتصرما

وتُجاهد النفس الأبيه إن أبت
وتُعيدها رغم الفراق الى الحمى


كلما جفت عيوني من بكا

هزني الحزن وأبلاني الندم


وتوارى السعد يحدوه سأم


وتوالت ذكريات كلها


تتعب القلب وتبقيه صنم


آه ما أشقى فؤادي كلما


طاب جرح نكأ الجرح قدم


كلما جفت عيوني من بكا


هيج الشوق بها ألف ورم


قسما بالله ما عدت أرى


غير هم وبلاء وسقم


ترحلُ الأفراح عن عالمنا


ونذوق الحزن ممزوجا بدم


إن رحلتم يا أحبائي فما


بعدكم يحلو ويشجوني نغم


سوف أبقى هائما في حبكم


ولكم مني دعاء في الظُلم


كتب عن قطٍّ (هرٍّ) على شاطئ البحر:
هادىء الطبع قليل الحركه
ناظر للبحر يبغي سمكه
ساقه التفكير في الموج له
أمنيات ساميات مهلكه
شارد التفكير يُمضى وقته
بين تخطيط لبدء المعركه
ناظر للبعد في وثبته
سرعة البحار يُلقي شبكه
لاينام الليل يبقى هائما
يطلب الله تزيد البركه
الضجيج المر لايزعجه
لايُعير الناس أدنى حركه
إن تقدمت له تُوقظه
تتعب الروح معاه تتركه .


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-12-2014, 09:19 PM
المشاركة 73
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبيدالله الأفغاني

هو عبيد الله بن عطا بن محمد أفغاني الأصل سعودي الجـنـسـية .. من مواليد 1351هـ بمنطقة كوهستان محافظة تكاب شمال كابل ،مربوع القامة .. عريض الوجه .. أبيض مشوبٌ بحمره .. كث اللحية غلب عليها البياض .. يخضبها بالحناء امتثالاً للسنة الشريفة .. غزير الشعر ، ولم يكن يحلق رأسه إلا في عمرة أو حج

و كانت أهم مراحل الشيخ و ابتداء شهرته في مدينة ابها جنوب غرب المملكة العربية السعودية :

في الثمانينات بعد الثلاثمائة وألف زار أبها وفد من مكة المكرمة ويتكون من كل من الشيخ ( أحمد القحطاني ) ، والشيخ ( محمود سيتي ) هندي الجـنـسـية ، والطبيب الداعية (مصطفى غلام ) سعودي من أصل باكستاني .
لعرض فكرة تأسيس مدارس تحفيظ القرآن الكريم بطريقة تعاونية تكفل تأمين رواتب المدرسين ، فيكون ثلثاً على الأهالي ، وثلثاً على جماعة المسجد ، وثلثاً على نفقة الشيخ ( محمود سيتي ) عن طريق جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة .

وتمخضت زيارة هذا الوفد لمدينة أبها عن تأسيس مدرسةٍ لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد برزان في أبها . وقد بدأ التدريس فيها إمام المسجد فضيلة الشيخ ( ناصر عبد الجبار ) ثم تلاه ( محمد البار كندي التركستاني ) ولكنه لم يلبث أن أعتذر .

وكان ذلك بإشراف ومتابعة كل من الشيخ ( سليمان بن فائع ) أميناً للصندوق وعضوية كل من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ( عبد الله العواد ) والشيخ ( محمد بن محمد البشري ) و ( يحي بن حسن بن مستور ) . أما الموجه للجميع والمشرف العام على جهود الدعوة والدعاة وتحفيظ القرآن الكريم فهو سماحة الشيخ ( عبد الله بن يوسف الوابل ) رئيس محاكم منطقة عسير ألسبق رحمه الله . ونائبة فضيلة الشيخ إبراهيم الراشد الحديثي ) رئيس محاكم منطقة عسير السابق .
رأي المشايخ في مدينة أبها ضرورة التخاطب مع معالي وزير الدولة المشرف على عمارة الحرمين الشريفين ورئيس جماعة تحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة الشيخ ( محمد بن صالح قزّاز ) لضم مدرسة أبها لمدارسهم من حيث المصاريف والنفقات وتأمين مدرسين أكفاء .

فصدرت موافقته وتم بعث الشيخ عبيدالله الأفغاني إلى أبها ومازال الأمر كذلك حتى تم الانفصال عن مكة وباستغلال بإدارة خاصة تشرف على مدارس التحفيظ بابها . ولما يتميز به الشيخ عبيد الله الأفغاني من خلق وعلم ، حرص الطبيب مصطفى غلام على حث الشيخ على الخروج إلى أبها لما لمس فيه من قدرات وأنه الرجل المناسب لتلك المنطقة .

وأستطاع في النهاية أقناعة بعد أن كان يرفض بتاتاً الخروج من مكة المكرمة مهما كانت المغريات وكان أساس خروجه على أن يبقى في أبها فترة الصيف فقط ثم يعود بعد ذلك إلى مكة المكرمة فحظر إلى أبها ومعه زوجته أم عبد الله وأبنائه الصغار .

وصل الجميع إلى أبها وكان في استقبالهم المشرف على مدرسة مسجد برزان الشيخ الفاضل ( سليمان بن فائع ) وزملائه كل من الشيخ سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني والشيخ أحمد بن حسن بن محمد وأسكنوهم في نزال المسجد تحت المأذنة تمهيداً للترتيب لسكنهم .
وقد احتفى بهم جميع السكان وأكرموهم وفرض الشيخ احترامه على الجميع من أول لقاء بما يظهر عليه من السمت والوقار .

ثم بدأ بترتيب السكن له وقد أنتقل في مساكن متعددة طوال أقامته في أبها وكان يعقد حلقات التدريس في مسجد برزان ويقوم بمساعدته الشيخ سليمان بن فائع بضبط الطلاب وتأديبهم إلا أنه لم يكن في الأساس يريد تدريس الصغار بقدر ما كان حريص على تدريس الكبار ، ولكن وفقه الله في تدريس الصغار والكبار .

وفي يوم من الأيام بعد أن عقد الحلقة لاحظ الشيخ أنه لا يجلس فيها إلا صغار السن فوجه سؤلاً إلى الشيخ سليمان بن فايع لماذا لا يدرس الكبار ؟ فقال : من تعني من الكبار ؟ قال : طلاب العلم من أمثالكم قال : قد سبق لنا دراسة القرآن الكريم في المدارس ولدى المشايخ . فقال : ولكن أريد أن تدرسوا القرآن الكريم بالتجويد . فكان أن استجاب له الشيخ سليمان .

وأجتمع معه عدد من طلاب العلم من أمثال سعيد بن مسفر وأحمد بن حسن محمد وأحمد الشهري وأحمد سيف الدين التركستاني وكان هؤلاء هم أول دفعة تدرس عند الشيخ دراسة متخصصة برواية حفص وشعبه وقالون ومنحهم إجازات علمية وربطهم بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم أعقبهم دفعات أخرى أمثال يوسف بن إبراهيم القبيعي ، وسعيد بن مداوي ، وأحمد العوسي ، ومهدي بن عبد الله بن علوان ، وحيدر بن أحمد الصافح ، عبد الله الرضفي ، وصالح بن حيان ، وحسين بن يحيي بن مسفر ، وحسين ميسر .. ومزال يتوافدون على حلقة الشيخ حتى عدوا بالعشرات ثم بالمئات في فترات لاحقة .

الإستقرار في أبها
وكان من المتوقع أن يبقى في أبها فترة الصيف ثم يعود إلى مكة المكرمة ولكن بعد أن رأى أنه مكث إلى مكة طيلة 16 عاماً ، لم ينتفع بعلمه أحد ورأى هذا الإقبال المنقطع النظير في أبها من طلبة العلم فاستجدت لديه الرغبة ألأكيدة لبقائه في أبها .
فما كان منه إلا أن عرض رغبته على زوجته أم عبد الله فذكرت له أن الاتفاق بينهما في مكة على أن يمكثوا فترة الصيف فحسب فذكر لها مميزات التي وجدها في المنطقة وأهلها وأنه يريد أن ينشر علمه ويبلغ هذه الأمانة التي حملها ، فقالت أما أنا فلا أرغب البقاء فيها .. وأصرت على العودة إلى مكة المكرمة وأصر الشيخ على البقاء .. فاختارت الفراق على البقاء معه ..فكان لها ذلك .

هكذا ضحى الشيخ بحياته الخاصة واستقراره الأسري مقابل أن ينشر ما تعلمه من علم في نفع الناس في هذه البلاد النائية .. ولعمري أن هذا غاية البذل فمن ياترى يصنع مثل هذا ؟ مع علمه بما سيترتب على ذلك القرار من تبعات ينوء على حملها .

وبقي أولاده وبناته بصحبته في أبها وكان إذ ذاك صغاراً بعضهم في سن الرضاعة وكان الشيخ له نشاط وحيوية وقوة فاستطاع أن يجمع بين التدريس في أكثر ساعات الليل والنهار في المسجد والبيت بين تربيته وحضانة الأولاد وتدبير شؤون المنزل الأخرى .

وأستمر على هذا الحال سنوات جاهد فيها جهاداً مريراً وصبر فيها صبراً عظيما .. ومن يراه وهو يحتضن طفلته الرضيعة في حجره يلاعبها ويناقيها والبقية من الأطفال من حوله منهم المريض ومنهم النائم ومنهم المستيقظ ومن حوله طلاب العلم ويدرسهم ويلقنهم .. علم علماً يقينا أنه من المجاهدين العظماء .

وقوف أهالي أبها مع الشيخ في محنته
وبعد مده قدم أحد جماعته من مكة المكرمة ورأى تلك الحال التي يعيش فيها الشيخ فرق له وقال أنا آخذ هذه الطفلة الصغيرة إلى مكة وستقوم زوجتي برعايتها فأعطاه إياه وكان الشيخ ينزل لزيارتها كلما ذهب لأداء العمرة أو لأداء الحج .

ومضت السنون وكبرت البنت ، فلما بلغت تسع سنين ذهب الشيخ إلى مربيها هذا وقال : جزاك الله خير البنت كبرت وأريد آخذها لأعلمها وأربيها . فقال : ليس لك عندي بنت !! فأنا الذي قام على تربيتها هذه المدة الطويلة وأنا لن أدفعها لك هكذا إلا أن تدفع لي قيمة مصاريفي عليها هذه السنين الطويلة .

وكان الشيخ فقيراً مستور الحال ليس له من المال إلا ما يقوم بمصاريفه وبيته . فعاد إلى أبها وبلَغ ذلك تلاميذه وجيرانه ومنهم الشيخ أحمد بن مسفر فتشاورا ورأوا أن يخبروا الشيخ ( صقر المدرع ) مدير فرع وزارة العدل بعسير بهذه القصة لعله يجد مخرجا .

فلما علم بهذه القصة قام جزاه الله خيراً بإشعار أحد المسؤلين في مكة بمتابعة قضيته وأتي بهذا الرجل فأعترف أنه قام بتربيتها ، ولكنه رفض التنازل عن مصاريف التربية فحكم القاضي له بخمسين ألف ريال . يُدفع له منها النصف حالاً والباقي إلى أجل .

فعاد إلى أبها بغير أبنته وتسامع الناس بقصته هذه المحزنة فما كان من أحد طلبته إلا أتى بذلك المبلغ وقدره خمسة وعشرون ألف ريال في ليلة من الليالي بعد صلاة المغرب في شيك .

فشكره الشيخ وقبل المبلغ وكتب معه خطاباً وأرسله إلى ذلك الرجل إلى مكة ، فلما وصله مع المكتوب كان الرجل أحس بتأنيب الضمير وبسوء صنيعه مع الشيك فأعاد الشك ومعه رسالة أبدى فيها أسفه واعتذاره ومما ذكر فيها " لو استطعت أن أكتبها بدمي لفعلت "

شاع الخبر بين الناس وعلم بعض المحسنين في أبها بذلك فقدم على الشيخ في مسجده بالمبلغ كاملاً وقدره خمسون ألف ريال .
فقال الشيخ : قد قضى الله حق الغريم .
ولكن أن رأيت أن تتبرع به للمجاهدين كان هذا أحسن فوافق المحسن على ذلك
وقال : هي لك أصنع بها ماشئت ، فما كان من الشيخ إلا أن ضمها لتبرعات المجاهدين التي كان يجمعها لهم في كل عام طوال سني الجهاد الأفغاني وذهب بها وسلمها إليهم .

البحث للشيخ عن زوجه
هكذا مكث الشيخ بعد طلاقه لزوجته الأولى مدة من الزمن ، يعاني ثقل حمل المسؤولية في تربية أبنائه ، والقيام بمهام تدريس طلابه ليلاً ونهاراً مع ما يعانيه من العزوبة والقيام بشؤون البيت .
عندها أدرك طلابه مدى حاجته إلى زوجه له هنا وهناك ، وطرقوا لذلك أبواباً كثيرة ، وكان الجميع يرحبون بالشيخ ويعلنون عن رغبتهم في تزويجه ولكنهم يبدون تخوفهم من فراقهم لأبنتهم عندما يسافر الشيخ خارج هذه المنطقة ، أو تقتضي الأمور عودته إلى بلاده .

ومازالت هذه التخوفات عقبه في طريق إنجاز هذا الموضوع حتى أعلن أحد الصالحين من طلاب الشيخ ومحبيه استعداده لتحديّ العادات والتقاليد حتى لو ذهبت معه أبنته إلى شرق الدنيا أو غربيها .
وعندما كادت الأمور أن تتم ، إذ بأخي الشيخ ( عبد المنان ) يبعث للشيخ برسالة من بلاده أفغانستان ، يطلب فيها منه إرسال وكاله تخول له النيّابة عن الشيخ في عقد زواجه بامرأة من بلادهم ، فكان أن أرسل له بالوكالة وما لبثت أن جاءت الزوجة بعد فترة مع أحد محارمها ، ولاتزال معه إلى الآن ورزق منها عدد من الأبناء .

مساعدته في إيجاد السكن
لم يكن للشيخ عندما قدم إلى أبها سكن خاص ، إذا أمضى قرابة خمس سنوات يتنقل فيها من بيت إلى آخر ، في عدة أحياء في ( الخشع ) و ( النمصاء ) و ( وشمسان ) وانتهى به المطاف إلى تمليك بيت في حي ( النميص )وبيت آخر في حي ( مشيع ) .

وذلك أن تلاميذه وبعض جيرانه رأوا أن يبحثوا له عن أرض ليبنوا عليها مسكناً حتى يستقر من عنا التنقل .
فكان لهم ذلك إذ تبرع له أحد المحسنين بقطة أرض في ( مشيّع ) وذلك في عام 1395هـ وبدأ تلاميذه فجمعوا له وبنوا له بيتاً متواضعاً حوى مكتبته ومجلساً صغيراً متواضعاً وغرفاً لنومه وأسرته .

وبعد مدة وزعت أراض بالنميص فمنح أرضاً . وقام الشيخ إبراهيم الحيي ( جزاه الله خيراً ) فاستحصل له قرضاً وبنى له بيتا وتم تأجيره بعد ذلك فكان يدر عليه دخلاً أعانه على أسباب العيش .
هكذا كان الشيخ محفوفاً بعناية الله ، ما ضاقت عليه إلا فرجت ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، وطرح الله البركة على رزقه على قلته .

وهكذا لبث ساكناً في منزله الخاص بحي مشيع إلى تلك السنة التي سافر فيها ، ثم أنه اضطر إلى بيع البيت ليستطيع شراء بثمنه بيتاً آخر في المدينة المنورة ، وشرى بثمنه بيتاً في حارة ( نزلة الجبور ) وبيت متواضع لكنه حوى أسرته الصغيرة ومكتبته على صغر حجمه وقلة غرفه .

الشيخ يناسبه أهل المنطقة
وقد حرص على تزويج بناته إلى أناس صالحين ، فزوّج إحداهن الشيخ ( عبد الكريم أحمد بانه ) وكان إماماً لمسجد جامع العزيزية وزوج الأخرى للأستاذ ( أحمد بن سعيد بن سعد عسيري ) أحد الرجال الصالحين المحبين للقرآن وأحد مدرسي اللغة العربية في التعليم العام ورزق منها ذرية صالحة .

حصوله على الجنسية
وهكذا أستوطن الشيخ عبيدالله أبها ، وألتف الناس حوله وأحبوه ، وتوافد عليه طلاب الثانويات والمعاهد والجامعات وعدد كبير من المشايخ ، وأساتذة الجامعات يصححون قراءتهم على يديه ، ويزدادون من علمه وفقه .
ومن المحطات المهمة في حياته قصة حصوله على الجـنـسـية السعودية وذلك في منتصف التسعينيات هجرة عندما زار الملك خالد رحمه الله منطقة عسير ، إذا أعد العلماء خطاباً يعرضون في حالة الشيخ وجهوده ويلتمسون فيه أن يُمنح الجـنـسـية ، وعهدوا بهذه المهمة إلى سماحة الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل .

وفي مناسبة الحفل الكبير الذي أعد للملك في ( ساحة البِحار ) توجه الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل والشيخ إبراهيم الراشد الحديثي ومعهم الشيخ عُبيدالله الأفغاني وعدد من طلبة العلم للسلام على الملك ، وقام الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل بتعريف الملك بالشيخ عبيدالله الأفغاني ، ثم ناوله الطلب وبين فحواه فما كان من الملك خالد رحمه الله إلا أن أوعز لصاحب السمو الملكي نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية باعتماد منحه الجـنـسـية السعودية .


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-12-2014, 10:38 PM
المشاركة 74
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وبعد فترة يسيرة من جريان المعاملة في القنوات الرسمية منح الجـنـسـية ، وكان الذي بشره بذلك الشيخ أحمد بن مسفر الذي كان حينذاك مديراً لأحد المدارس ، فأتصل به أخوه من الرضاعة الشيخ ( محمد بن حسن الشهراني ) مأمور الجـنـسـية وأخبره بأنهم تبلّغوا بمنحه الجـنـسـية ، فأتاه مسرعاً وبشره بالأمر .

التحاقة بالتدريس بجامعة الإمام
وبعد ذلك تم له الالتحاق عام 1396هـ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معلماً للقرآن الكريم في المعهد العلمي في أبها بطلب من مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( آنذاك ) الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، وأمضى في المعهد العلمي أثني عشر سنة ثم أنتقل إلى كلية الشريعة عام 1408هـ فبقي فيها معلماً للقرآن الكريم إلى سنة 1414هـ إذ طلب الانتقال من أبها إلى المدينة المنورة .

وقفات من حياته
وكان ذا علاقة وطيدة بالشيخ عبد الله بن يوسف الوابل ، وكان الشيخ يحبه وفي أية مناسبة يحضرها كان يأخذه إلى جانبه . كذلك كان الشيخ إبراهيم الحديثي يفعل وكذا ابنه الشيخ محمد جميعاً يقدمونه ويجعلونه في صدر المجلس ، لأنه جدير وأهل لهذا ، لما له من الوقار والسمت واحترامه للمتحدث وبحثه عن الحق .

ولم تقتصر محبته على الكبار ، بل أحبه الشباب حباً منقطع النظير ، فلا تراه إلا بينهم يُفتيهم ويوجههم ويجيب عن تساؤلاتهم ويحل مشاكلهم ، وكان يذهب معهم إلى القرى والأرياف يزورهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ولا يضيع شيئاً من الوقت .

وكان يعقد لطلابه المسابقات العلمية ويشاركهم بنفسه في بعض فنون الرياضة كالجري والقفز وحمل الأثقال والرمي بالحجر .
وكان يغلبهم في كل ذلك لأنه كان يتمتع إذا ذاك بالحيوية وقوة البنية والنشاط .

وكان إلى جانب تدريسه للقرآن الكريم يقوم بالإمامة والخطابة ، فقد أم الناس في عدة مساجد ، ومن آخرها جامع ( مشيّع ) الذي استقر خطيباً فيه إلى حين انتقاله إلى المدينة المنورة ، إلى جانب قيامه بخطابة العيدين والاستسقاء في ( مصلى المنهل ) .

وكان مهيب الطلعة ، ظاهر السمت ، يوثّر في كل من رآه تكسوه هالةُ الإيمان ونوره .
إذا وقف على المنبر تتعجب منه ومن منظره ، ومن صدقه في كلامه وفصاحته رغم أنه أعجمي . وانتفع الناس بتوجيهاته لما يرون من صدقه وإخلاصه في دعوتهم ونصحهم .

وجميع الذين درسوا عليه مسددون وقراءتهم محكمة ، ومن مزاياه في التلقين أنه يصبر لكبار السن الذين يعانون الثقل في اللسان فممن تعلم على يديه من كبار السن وأتقن القراءة الشيخ ( عبد الله بن يحي الرضيفي ) جلس عنده فترة طويلة وكان أمياً وفي لسانه ثِقل بحيث أنه ما كان يحسن الفاتحة فصبر عليه الشيخ حتى تعلم .

ومن أبرز تلاميذه الداعية الفاضل الشيخ سليمان بن فائع العسيري والشيخ سعيد بن مسفر القحطاني والشيخ أحمد بن عبد الله بن ناصر قاضي محكمة أبها سابقاً وهو الآن عضو مجلس منطقة أبها . والدكتور عوض القرني والدكتور مناع القرني والدكتور عائض القرني .

وعنده سعة صدر عجيبة لا ترى عليه أثراً للكآبة والملل عليه !! الطالب الأخير كأنه الأول ، ولا يمكن أن يقدم طالباً على آخر مهما كان إلا يأذن له من قبله .

وقد ترك أثراً بالغاً في مسيرة الدعوة في هذه المنطقة بما خلّف فيها من تلاميذ ودعاه ، جاوزوا بدعوتهم وجهودهم حدود هذه المنطقة إلى شتى مناطق المملكة ، بل بلغت دعوتهم وجهادهم جميع أصقاع المعمورة .
ومما يميز الشيخ حسن الخلق وسلامة الصدر ولا تسمع منه كلمة نابية اللهم إلا إذا غلب عليه شيء قال ( الله يكفينا شرك ) وقد أصبحت هذه الكلمة معروفه عنه .

يعتم بعمامة بيضاء يكورها ولا يدعها ، حتى أنه عند منحه الجـنـسـية وأرادوا تصويره قالوا: لو غيرت هذه العمامة ولبست غترة لغرض التصوير فقط لكان أحسن فرفض وقال : هذه سنة وأنا لا استطيع أن أغيرها وقد الفتها طوال عمري .

إنتقاله إلى المدينة المنورة
وهكذا استمر الشيخ في عمله الرسمي بالجامعة وقيامه بجميع هذه المهمات طيلة مقامه في أبها .
وبعد أن أحس بكبر سنه وضعف قواه عاوده الحنين والشوق إلى المجاورة بأحد الحرمين ، فأراد أن يختم حياته في المدينة المنورة لشرفها ولفضل الإقامة فيها ، فطلب الانتقال لفرع جامعة الإمام معلماً للقرآن الكريم في كلية الدعوة والإعلام .

فكان أن ودع الشيخ عبيدالله الأفغاني أبها ، وودعه أهلها كباراً وصغاراً بالدموع ، وخلّف وراءه ذكريات لا تُنسى ، عن أهل تلك البلاد الذين كانوا له الأهل والعشيرة ، وأنزلوه سُويداء قلوبهم ، وأكرموه غاية الإكرام ، وكانوا أعواناً له لنشر رسالته في تعليم كتاب الله عز وجل ، وتبليغ أمانة الدعوة إلى الله وسعوا في منحه الجـنـسـية ووفروا له السكن وساعدوه على مصاعب الحياة ، فتفرغ لما وقف له نفسه من العلم والتعليم.)
توفي في يوم الثلاثاء الرابع من محرم لعام 1433للهجرة بعد صلاة المغرب في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و دُفن في يوم الأربعاء بعد صلاة العصر.
و كان الشيخ قد طوّف كثيرا من بلاد المسلمين قبل وصوله للبلد الحرمين فقد زار الكويت و بلاد الشام و سواحل الخليج العربي وله أخبار في أسفاره كثيرة يطول .
و سبب قدومه للديار السعودية ما ذكره الشيخ عائض بن عبدالله القرني و أظنه أخذها من كتاب ( العالم الرباني الشيخ عبيدالله الأفغاني ) الذي ألفه الدكتور / يحي بن عبدالله البكري الشهري و الذي عماد ترجمتي للأفغاني عليه :
قال الشيخ الأفغاني:
رايت في ليلة من ليالي الجمعة ، رايت أن أستخير الله في أمر السَّفر ، فصليت ركعتين و استخرت الله داعيا دُعاء الاستخارة ،و رقدت في المسجد نفسه ، على يميني مستقبلا القبلة ، و الطلاب في الغُرف ،فرأيت في المنام في السماء ( مكان الهلال ) يداً يُمنى إلي الرسغ تشع نوراً مفتوحة الأصابع ، و الناس ينظرون غليها و يقولون هذه يد الرسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و هي ذهبية تتلألأ في موضع القمر و انا أنظر غليها فقلت في نفسي : إذا ذهبت هذه اليد إلي الغرب فسأرحل إلي الغرب حيث بلاد العرب غربي بلاد الأفغان ، و إذا ذهبت إلي الشرق فسأرحل إلي الشرق ، و فعلاً اتجهت اليد نحو الغرب فرحل لمكة المكرمة.
قال عنه الشيخ عائض بن عبدالله القرني في محضر من الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني :
إذا دخل الشيخ عبيدالله السوق ضجَّ أهله بالتكبير و التحميد فالرجل يذكرك بسمت رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام.
و كان يدرس في التوسعة العثمانية القديمة بمسجد رسول الله ، و حين أحس بدنو أجله أكثر الجلوس في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان يأتي إلى المسجد مدفوعا على عربية ، ويجلس على مخدة لينة ويضع على رجليه لحافا صغيراً، ويخلع عمامته إذا جلس غالباً ويوضع له حاملا مصاحف خشبيين يتكيء عليهما على العمود الذي خلفه ، وبجانبه طيب يطيب به طلابه ومن يسلم عليه . و كانت الناس تتلمسه و تجلس إليه طلباً للعلم و التطبع بسمته . رحم الله الشيخ عبيدالله الأفغاني و أسكنه فسيح جناته و ألحقنا به على خير و هدى.آمين!
_____________

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-15-2014, 07:43 PM
المشاركة 75
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد جاد الزغبي
هو أبو هاجر شاعر وباحث فى التاريخ الإسلامى والمعاصر
حصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق جامعة أسيوط , وعلى درجة الماجستير فى الشريعة والقانون من كلية الحقوق ــ جامعة عين شمس بالقاهرة ، يقيم بالقاهرة .
مراكز ثقافية
* مدير منتديات العز رئيس تحرير مجلة العز الثقافية " إليكترونية " وهى متخصصة فى البحوث الثقافية
* عضو مجلس إدارة عدد من الشبكات والمنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت
بالإضافة إلى عدد من المنتديات والمجلات الإعلامية على شبكة الانترنت ينشر بها الكاتب
مثل موقع إسلام أون لاين ـ موقع الواحة ـ مجلة أقلام ثقافية الفلسطينية ـ شبكة ومنتديات بوابة العرب ــــ شبكة ومنتديات منابر ثقافية وغيرها
* اختارته شبكة منابر ثقافية وشبكة العز الثقافية كعميد لمثقفيها
* له موقع خاص
http://alzoghbe.free.fr/
* مؤسس ووكيل مدرسة إحياء الشعر العربي وهى مدرسة أدبية تنتهج النهج الأصيل فى الشعر العربي الموزون وتضم فى عضويتها عددا من أنبغ شعراء الوطن العربي وتنتشر فى عدة منتديات ثقافية على الشبكة العنكبوتية
* له زاوية خاصة بأعماله فى شبكة العز الثقافية ..
http://www.al3ez.net/vb/forumdisplay.php?254-سلسلة-تعلم-كيف-....؟
كتب مطبوعة :
* ديوان شعر مطبوع بعنوان " التراتيل الأولى " صدر عن دار إشراقة للطبع والنشر عام 2000 م
بتقديم ودراسة الشاعر والناقد شوقي أبو ناجى وتمت مناقشته ضمن فعاليات دار الأدباء بالقاهرة برعاية الشاعر الإسلامى محمد التهامى .. وكتب عنه عدد من النقاد الكبار بمصر مثل الأستاذ الدكتور بدراوى زهران ـــ رحمه الله ــــــ والشاعر مؤمن الهباء والناقد حزين عمر والدكتور فتحى عبد الفتاح والشاعر الوردانى ناصف والشاعر شوقي أبو ناجى رحمه الله
* الخريف الثانى ( قصة الثورة المصرية من خريف الغضب عام 1981م وحتى خريف الغضب الثانى 2011 ) تحت الطبع
* حدائق الإيمان فى حرب رمضان
( حرب أكتوبر بتحليل وتوثيق ونظرة جديدة ) تحت الطبع
* إبليس أعلن الإعتزال ( ديوان شعر )
بالإضافة إلى عدة مقالات وقصائد وتحليلات سياسية وتاريخية منشورة بالجرائد والمجلات التالية " جريدة الأخبار المصرية ـ جريدة الأهرام المسائي المصرية ـ جريدة المساء المصرية ـ جريدة الدستور المصرية ـ ـ جريدة الوفد المصرية ـ جريدة مايو المصرية ـ جريدة صوت الأمة المصرية ـ مجلة صوت فلسطين الفلسطينية ـ مجلة الكويت الكويتية ـ جريدة الأنوار التونسية "
* كتب إلكترونيه صدرت عن وكالة العز للنشر الإلكترونى وتم نشرها فى عشرات المواقع والمكتبات الإسلامية مثل موقع صيد الفوائد وطريق الإسلام والمكتبة الإسلامية الشاملة وموقع البرهان وموقع صوت السلف وشبكة أخبار السنة :
ــــ شرح تلبيس إبليس لابن الجوزى ــ الجزء الأول ( شرح تلبيس إبليس على المعتزلة والشيعة )
ــــ الخومينى ( كبيرهم الذى علمهم السحر ) ــ قراءة جديدة فى فكر الزعيم الشيعي الخمينى
ـــــ المناظرة الكبري مع الشيعة الإثناعشرية
ــــ يالثارات الحسين ( بحوث في العقيدة الشيعية وموقفها من أهل السنة )
ـــــ السيدة عائشة ( نورانية العفاف وقرآنية الإنصاف )
ـــــ ستون سؤالا بستين قضية
ـــــ سفراء جهنم ( الحقيقة وراء المرجعيات الشيعية المعاصرة )
ــــ " فن الإشراف وإدارة المنتديات الثقافية " دراسة من ثلاثة فصول بحثية تعد هى الأولى من نوعها فى هذا المجال خاصة بمعالجة سائر ما يتعلق بتنظيم المنتديات الثقافية على الإنترنت فنيا وإداريا تم اتخاذها كأساس للهيكلة الإدارية لعدد من منتديات الشبكة العنكبوتية
ــــــ تعلم كيف تكون مثقفا ـــ بحوث ثقافية متنوعة تضمها سلسلة ( تعلم كيف ... ؟ ) وهى سلسلة شهيرة للكاتب على شبكة الإنترنت وتضم 12 بحثا يعالج مختلف المشارب الثقافية والفكرية
ـــــ مجموعة شعرية بشبكة العز الثقافية ..
http://www.al3ez.net/vb/showthread.p...غبي-بشبكة-العز

* كتب إليكترونية تحت الإعداد
ــــــ شرح تلبيس إبليس لابن الجوزى ــ الجزء الثانى ( شرح تلبيسه على أهل الحديث والصوفية والإخوان )
ــــ فبـُـهت الذى كفر ( كتاب يضم مناظرات منوعة للكاتب مع الجانب الشيعي والجانب العلمانى فى قضايا العقيدة )
ـــــ الإعجاز العلمى والعجز العلمانى
( كتاب للرد على العلمانيين فى إنكارهم لوجود الإعجاز العلمى بالقرآن الكريم )
ـــــ شخصيات مصرية أسرت النبوغ
( كتاب للأثر الفكرى والوطنى لأشهر الشخصيات المصرية فى العصر الحديث )
ـــــ معلومات ثقافية خاطئة ... ومنتشرة
( كتاب يطرح أكثر من مائة معلومة تعتبر من المسلمات لدى العامة وهى خاطئة جملة وتفصيلا مع إيراد كافة الأدلة العلمية على خطئها )
ــــــ نظرات فى التاريخ السياسي لقضية الأقصي
( كتاب يؤسس لقراءة جديدة فى القضية الفلسطينية سياسيا وتاريخيا منذ أواخر عهد الدولة العثمانية وحتى حرب غزة )
ـــــ " المخابرات المصرية ــــــ قصة معجزة على النيل " دراسة مسلسلة تشرح تاريخ جهاز المخابرات المصري ودوره فى حماية الأمن القومى العربي من مصادر معتمدة وذكر سائر المعلومات الحقيقية الصريحة المتاحة لمن تولوا إدارة الجهاز وأشهر ضباطه وأشهر عملياتهم.

من شعره الذي اطلَّعت عليه في منتديات منابر ثقافية حيث ترافقنا :
وأعز قول يستميل جوارحى ..


وأعزُ قولٍ يستميل جوارحى ..
قولٌ يفجر فى الفؤاد مواجدى

هو قول من يــرنى .. فيمدح قائلا
أنى أشابه فى المحاسن والدى

ولئن ورثت صفاءه وصفاته ..
فلذاك أشرف ما أضم بساعدى

لكنه قد كان فردا مفردا ..
جمع المحاسن فى لواء واحد

هيهات أن يدنو إليه .. معلمٌ
ومحاربٌ بطلٌ .. بثوب العابد

كانت سماحته تفيض بوجههِ ..
حتى ولو كانت بـلــقـيـا حاسد

فأحبّـه حتى الذى عاداه فى
حب الرياسة .. فاحتواهم باليد

قد كان لى فوق الأبوة .. صاحبا
أدنى إلىّ من الأصابع فى اليد

فشربتُ من كفيه كل مواهبي
واليوم يتركنى .. بقلبٍ مجهد

ومنعت دمعى أن يغادر موطنا
فى العين أحجبه .. بوجهٍ صامدِ

حتى إذا نامت عيونى .. ليلها
فإذا الدموع تبل كل وسائدى

ذكراه تأبي أن تغادر خاطرى
رغم السنين وبعده عن مشهدى

إنى احتسبت فراقه .. عند الذى
إن شاء يجمعنا بيوم الموعد

فى صحبة الإيمان .. يجزينا به
حيث النجاة مصير كل موحّد

أنا لست أكتب للقمر
أنا لست أكتبُ للسمرْ
أو كان حبري للغوانى والسهرْ
قلمى الذى قد كان يكتب للقمرْ
وعيون صاحبه تلاحق ما يلاحقه البشرْ
قد جاء ينظر بالبصيرةِ
بعد أن خاب البصرْ

لا تنظروا قلمى بنظرة شاعرٍ جم الشعورْ
أنا لست أكتب للهواية والهوى
أو للمسامرة التى تهدى السرورْ
أنا أستثير بكل قلبٍ أن يعى
ما حولهُ
فيفيق للعمر القصيرْ
ويمد كفا ثائرا
قد علموه بأن يُـضام فلا يثورْ

قم من سباتك ..
لا يخيفك ما ترى
هذى القصور قوامها .. بعض الزجاجْ
قد أوهموك بأنها سكنى الصقور
وليس فيها غير أصناف الدجاجْ
خدعوك .. فانظر
كيف عشت مع الجموع تـُساق فى ركب النعاجْ ؟!

فكر قليلا ثم عدْ
هل أنت حرٌ فى بلادكَ
أم تراك بقيد عبدْ
ينهاك حاكمك التقي عن الحرامِ
وكلُ ما يجنيه يُوجب ألف حدْ !!
ويقول عدلا
غير أن الفعل ظُلمٌ لا يرد

لملم شتاتك قبل أن تُـقضي الحياهْ
وانظر بقلبك ما نهيت العين يوما أن تراهْ
عودت نفسك أن تطيعْ
وسكت مقتنعا كما سكت الجميعْ
وحسبتَ نفسك ناجيا
ونسيت أن الله لا يقضي على العبد .. الخضوعْ
وهو الذى أجراك حُرا من سماهْ
ودعاك ألا تبتغي ربا سواهْ
بالله قلي كيف تجرؤ أن تقوم إلى الصلاهْ ؟!


مسيرة ألف عام



ما كنتُ أشغل خاطرى


بدمٍ يسيل من الجراحْ


قطراته تروى التراب وإننى


مشغولُ فكرٍ بالضمير المستباحْ


ما عاد وقتى كافيا


حتى لصرخات الألمْ



هذا القلمْ


عودتـُه ألا يكون لغير رد العتمْ عن فلق الصباحْ


أما الجسدْ ..


والأهل والدنيا وصحبي والولدْ


عرفوا بأن العقل مأسور الجناحْ


لو كنت أملك فى يدى


بعض الدقائق أو بقايا الإهتمامْ


لمنحتها ..


لكننى ما عدت أملك لحظةً


حتى لأدفع عن فؤادى ما ينال من اتهامْ



هى بيعة الصدّيق .. إن شروطها


قد حرّمت للحر يوما .. أن ينامْ


فالحرب قائمةٌ على أوزارها


والناس تغفل عن حقيقة نارها


وعدوها يبدو على أسوارها



لولا رجال عاهدوا


منحوا الفداء وباعدوا


بين الحلال وبين أدران الحرامْ


أنا نحو لقياهم أسارعُ بالخطى


لو مٍـلْتُ منتبها لما ينتابنى


ما كنت أدركهم لأن طريقهمْ


يحوى مسيرة ألف عام



جاءتْ براءتها بوحي سماءِ
من ذا يُعادلها من العظماء ؟!


اللهُ يشهد أنها أمُ الرضا
والمؤمنون .. وزينةُ الخلصاءِ


زوج النبي وبنت أول مؤمنٍ
وفقيهةُ الإسلام والخلفاءِ

هى خيرُ آيات النساء طهارةً
وهى الفضيلةُ .. منبع الفضلاءِ

هى من تصاعد نجمها نحو العلا
وبدِينِها .. تسمو على الأنواءِ

ماذا يضيرُ النجم في عليائهِ ..
بتفاوتِ الأقوالِ والآراءِ

والله زيّن في السماء مكانه ..
كالشمسِ .. بين مفاوز الأضواءِ

تعلو .. ولا تسمو الغيوم لنورها ..
وتظلُ عنوانا .. لكل بهاءِ

لمّا أتى بالإفك .. قولُ منافقٍ
وانساب كالأفعى على ملساءِ

جاء الأمينُ من السماء .. مُنــزّلا
بالحق .. يفضح شبهة الدخلاءِ

جاءت براءتها بآيات الهدى ..
نورا يكلل وجهها .. بضياءِ

لا تحسبوا بالإفك شرا .. إنه
خيرٌ لكم .. والشرُ للأعداءِ

فإذا انبري بالإفك بعد بيانهِ ..
أحدٌ .. فتلك طبيعة الخبثاءِ

فدَعـُــوا الحسود لنارهِ وضرامهِ ..
ولنستظل بسيرة العَصْماءِ

والله يفصل بيننا .. عند اللقا..
يوم المساق .. إلى أجَلّ قضاءِ

ليري الأوائل والأواخر ما جنتْ ..
كفُ الحقود .. بحشمةِ الخلصاءِ

والمؤمنون يقودهم كف الهدى ..
في صحبةٍ .. سلبت عيون الرائي

هى صحبةُ البر التي وعدت بها
آيات وحىٍ .. صادق الإملاءِ

و بالجملة فالأستاذ محمد جاد الزغبي من الأقلام الواعية بالتأريخ القديم و المعاصر ، الساعي لنشر ثقافة الاعتدال وفق الكتاب و السنة في أوردة الأمة بالكلمة الحسنة .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-18-2014, 09:59 AM
المشاركة 76
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمر مسلط

هو الأديب و القاص عمر بن عثمان بن علي مَسلَط ( بفتح الميم واللام ) ،المولود في عام 1966 للميلاد في عمان - الأردن

و أصله من يافا في فلسطين .. ويقيم بالأردن حالياً .

ولادته وطفولته ودراسته كانت في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين ، وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة محمد إقبال في منطقة الأشرفية .

قال لي :

( تجربة المخيم كان لها أثر كبير في تشكيل شخصيتي ، ومن شوارعه الطينية ، بدأت أضع أول حروفي في عالم الكتابة وخصوصاً المقالة والقصة القصيرة ... بعد إتمام دراستي الثانوية عام 1986 كنت على وشك التوجه للولايات المتحدة الامريكية لدراسة الإخراج السينمائي .. لكن بعض الظروف حالت دون ذلك ، فتوجهت إلى العاصمة الفلبينية ( مانيلا )، حيث درست الادب الإنجليزي في جامعتها .. وخلال دراستي هناك أنشأت فريقاً لكرة القدم ،كما أنني أتقنت رياضتي المفضلة - كرة المضرب ( التنس ) على يد مدرب فلبيني محترف يحمل الجنسية الأمريكية ، وبعدها ، تمكنت وبفضل من الله من إحراز بطولة -

proj-8 للتنس عام 1990.


بعد تخرجي من جامعة مانيلا عدت إلى ارض الوطن .. وانهيت الخدمة العسكرية .. وتعينت بعدها في وزارة الإعلام ، حيث عملت في مديرية العلاقات الدولية / رئيس قسم التحليل الصحفي ، وما زلت على رأس عملي ...)


و الأستاذ عمر مسلط :



- حائز على مراكز أولى في كتابة المقالة والقصة القصيرة في عدة مسابقات أدبية عربية ...

- يكتب في المجالين الأدبي والرياضي ...

- سيصدر له قريباً إن شاء الله مجموعة قصصية بعنوان: ( شُرفة على البحر ) ...

- مهتم بالنقد الأدبي والسينمائي ...

- عضو في نادي الوحدات الأردني ...

- عضو الإتحاد الأردني للتنس الأرضي ...

- عضو في المركز الثقافي الألماني ...

- عضو في عدة ملتقيات ونوادي ثقافية ...

- مُشارك ومُنظم لعدة مؤتمرات إعلامية دولية ...

- بعض قصصه تمت ترجمتها للغة الفرنسية ...


نماذج من كتاباته :
- المقال الحائز على المركز الأول في إحدى المسابقات الأدبية :


خداع بصري

.. كثيرٌ ما يُساورني الحنين إلى زمن ما قبل الفضائيات ، بالرغم من أن مُعظم وقتي كان ينقضي في تصليح التلفزيون أكثر من مشاهدته ، ناهيك عن ضبط الهوائي ، الذي كنت كثيرا ما أتسلقه لمشاهدة عرس في الحارة المقابلة ، إضافة إلى استخدامه كمحطة " ترانزيت " من قبل حمامة تائهة ، أو مركز إستطلاع ، لعصفور يتربصه مئة طفل بأيديهم ألف حجر ...

منذ أن أطلقت مراكز الأبحاث الأميركية مصطلح " حرب الأفكار " ونحن نتعرض لقصف إعلامي يومي مرهق وعلى مدار الساعة ، حيث أصبحت هذه الحرب بديلا للحروب العسكرية الباهظة التكاليف ماديا وبشريا ، مع إعطائها نتائج أخطر بكثير من الحروب التقليدية ، التي تنتهي بانتصار أو هزيمة ...

حيث أنهم يسلطون الأضواء على الحدث والخبر الذي يريدون ، في الوقت والزمان المحددين ، فيصنعوا من خبر يحدث في مجاهل " الغابون " ، حدثا إعلاميا مثيرا .. بينما أنت لا تعرف ماذا يجري الآن في حديقة منزلك !! .

فنحن الآن أمام إعلام عابر للقارات ، توضع له إستراتيجيات دفاعية وهجومية ، ويمتلك منصات تطلق المعلومات بدقة متناهية ، ويُلقي قنابل ذكية ،قادرة على تغيير المفاهيم ، وإلغاء القيم ، ونسف الأخلاق ،جاعلا من الفضائية التي يريد ، طائرة موجهة بدون طيار ، معتمدا على تكتيك مرحلي لكل أزمة تعرضها الفضائيات ، حتى إذا تمكن من تعطيل رادرات المتلقي ، بدأ عندها بقصف عشوائي كثيف ... فإذا نجوت وانخدعت بلباس المذيعة الفسفوري .. فأنت مَحروق لا محال !

ببساطة أكثر .. لقد إستطاعوا الدخول إلى عقولنا وتفكيكها وإعادة تركيبها مرة أخرى ... بل لقد تمكنوا من القيام بطلعات فضائية وهمية ، إخترقوا خلالها النوافذ الخلفية ، وعادوا إلى قواعدهم من الشُرفة الأمامية .. واضعين " المطبخ " تحت إشراف دولي ، ومُعلنين غرفة النوم منطقة منزوعة السلاح ، بينما أنت منبطح تشاهد فضائياتهم ( ببنطلون بيجاما ) مرفوع إلى أعلى صدرك ، بعنفوانِ قائد حرر " جبل طارق " منذ لحظات ....

لقد أكَدت بعض الدراسات ،أن عمل الدماغ يختلف عند مشاهدتك لحدث ما يقع أمامك مباشرة ، وحدث آخر تشاهده من خلال التلفزيون ، ففي الحالة الأولى يكون الجانب الأيسر من الدماغ هو المسيطر ،وهذا الجانب هو مركز التفكير المنطقي ... أما في الحالة الثانية فيكون الجانب الأيمن هو الأكثر سيطرة ، وهذا الجانب هو مركز التفكير العاطفي .. أي أنك في الحالة الأولى تستقبل الحدث وتحلله منطقيا ، وفي الثانية تتقبله عاطفيا ... إضافة إلى أننا أثناء مشاهدة التلفزيون ، ينخفض نشاط الأجزاء العليا من الدماغ ، وينتقل إلى الأجزاء السفلية وتحديدا الطبقة الثالثة من الدماغ ، وهو ما يعرف " بعقل الزواحف " لأنه بدائي ، ويتحكم بالأمور العاطفية ، وأغلب الأخطاء المنطقية والتفسيرات غيرالدقيقة هي نتيجة عمل هذا الدماغ ، لأن المهم بالنسبة له ، مصلحة وسعادة الفرد ،والحقيقة تأتي لاحقا !!

أمام هذا الواقع ، لا يمكننا إلا أن نقول ، أن أسلحة الدمار الشامل ، ستكون مجرد ألعاب نارية ، إذا ما قورنت بهذا السلاح الخطير الكامن في كل بيت ... ولا تتعجب ... فالوحيد الذي لا يرى البحر ... هو الغارق فيه ...!!
*******************************

قصة قصيرة :


ذاكِرة الشِتاء


غيومٌ تملأ السماء ، الضباب بدأ يتكاثر ، أمطار خفيفة بدأت تتساقط ، نَظرت إلى ساعتها ، إنتهى وقت العمل ، إنتابها شيءٌ من القلق ، تناولت حقيبتها السوداء ، وضَعت وشاحها الخمري على كتفيها ، أغلقت باب المكتب ، نزلت إلى الشارع ، وقفت على حافة الرصيف ، أخذت تُراقب الناس المُسرعين تحت المطر ، لَمَحت الحافلة تقترب ، صَعدت إليها ، المطر يزداد غزارة ، جلست بجانب النافذة ، أخذها خيالها بعيداً ، ذكريات الشتاء لم تزل تُؤلمها ، صوت المطر المُرتطم بالنافذة يَعزف على جِراحها ، تأخذها الأحلام بعيداً ، يوقظها فجأةً صوتُ رسالة إلى هاتفها الجوال ، صوت الرعد بدا مُخيفاً ، ترتبك قليلاً ... تفتح الرسالة ... تقرأُها ... تُغلق هاتفها ... تتأمل الشجر الواقف وحيداً تحت المطر .. تَبتَسم .... تضع رأسها على النافذة ، وتَشعُر بِرَغبةٍ في البكاء ...




قصص قصيرة جداً :


سياسة


نام اشتراكياً .. استيقظ رأسمالياً .. في المساء ، كان في الصف الأول .. يُصلي خلف الإمام


جائزة


تسلَّم جائزة أفضل عمل روائي طويل .. عاد إلى بيته .. فأدرك ان حياته قصة قصيرة جداً ...


تصفيق


أدخلوه المدرسة .. علَّمه الأستاذ التصفيق ... مات الأستاذ .. وما زال الطفل يُصفق ...


اختيار


كان عليه أن يختار جهة ويمضي .. تأمل الجهات الأربع .. اختار جهة خامسة ومضى ...


هروب


في محاولتها للهروب من ظلها .. فقدت ذاتها ...



أمنية


مع قدوم أول أيام العام الجديد .. أدرَكَتْ أن أمنية العام الماضي لم تتحقق ...

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-19-2014, 01:40 AM
المشاركة 77
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد سرور الصبان

( محمد سرور الصَّبَان ولد في عام 1898 ميلادي و توفي في عام 1971 ميلادي ، و هو من مواليد مدينة القنفذة، ) * ثم انتقلت أسرته إلى جدة عام 1320ه وتلقى في كتاتيبها الدروس العربية والشرعية وعندما جاءت الحرب العثمانية - الإيطالية انتقل مع أسرته إلى مكة وهناك دخل مدرسة الخياط القديمة ثم اشتغل مع والده في التجارة، وقد عين مبكراً كاتب يومية بإدارة بلدية مكة في عام 1336ه ثم رقي إلى وظيفة محاسب فرئيس كتاب وعندما آلت الأمور في هذا البلد إلى الملك عبدالعزيز آل سعود عينه رئيس كتاب بلدية مكة المكرمة في عام 1343ه ثم سكرتيراً للمجلس الأهلي وترقى في الوظائف الحكومية حتى عين وزيراً للمالية بعد وفاة الملك عبدالعزيز، وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز عينه أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1382ه 1962م.
( يعتبر الصبّان من رواد وواضعي النوى الأولى لمؤسسات المجتمع المدني بالحجاز، والتي تحققت فاعليتها، ودورها الرمزي، في استقلالها عن المؤسسة السياسية، كمظهر مدني حديث سبق به الحجاز غيره في الجزيرة العربية مثل:
والصبان شخصية عرفت بالمناداة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي العام. وقد كلفته آراءه الصريحة، ومطالبه بالاصلاح، دخول المعتقل، والحبس لمدة اثنين وعشرين شهراً، قبل أن يعفى عنه.
يعتبر الصبّان من رواد العمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، بوصفه مؤسساً لعدد من الشركات الاقتصادية الكبرى، ذات الوظائف التنموية المرتبطة بتحديث المجتمع والدولة، تابعا في ذلك عمل الاقتصادي المصري الكبير طلعت حرب؛ مثل:
شركة الفلاح للسيارات، والشركة العربية للتوفير والاقتصاد، والشركة العربية للصادرات، والشركة العربية للطبع والنشر (عام 1935 والتي تولت امتياز جريدة صوت الحجاز من الشيخ محمد صالح نصيف)، وشركة ملح وكهرباء جازان، وشركة الزهراء للعمارة، وشركة مصحف مكة.
  • قال عنه أحمد زكي أبو شادي: "انه زعيم الحركة الادبية في الجزيرة العربية منذ نشأتها".
  • كما قال عنه د. علي جواد الطاهر: "للصبان منذ البداية أهمية كبرى في الأدب الحجازي لما شجع وعمل".)*
قال معجم البابطين أن الصَّبان توفي في القاهرة ، و أورد له نصوصا شعرية هي:



عاطفة النفس

جلَّ الأسـى وتتـابعَتْ زفَراتــــــــــــــي ___________________________________
ودنـا الـمشـيبُ فقـلـتُ حـانَ ممـاتــــــي ___________________________________
وطفقْتُ ألـتـمسُ الخلاصَ بحـــــــــــــيلةٍ ___________________________________
أيـن الـمفرُّ مـن القضـاءِ الآتـــــــــي؟ ___________________________________
يـا أيُّهـا القـدرُ الـمـوافـي إننـــــــي ___________________________________
بـادي الضَّنَى هلا تـرى نظراتـــــــــــي؟ ___________________________________
امـنُنْ عـلـيَّ بسـاعةٍ أقضـي بـهــــــــــا ___________________________________
حقَّ الـبـلادِ وخذْ ربـيعَ حـيـاتــــــــــي ___________________________________
إن كـان فـي الأجل الـمقـــــــــرَّرِ فُسْحةٌ ___________________________________
أَوَ لا فإنك نـافذُ الطَّعَنـــــــــــــــات ___________________________________
مـالـي إلـيك وسـيلةٌ أرجـو بـهـــــــــا ___________________________________
نـيلَ الـمـرامِ، فجُدْتُ بـــــــــــالعبَرات ___________________________________
وَيْحـي أيعتـرض القنـوطُ عزيـمتـــــــــي؟ ___________________________________
والـحـزمُ مـن طبعـي ومـن عـاداتــــــــي ___________________________________
والـدهـرُ طـوْعـي والزمـان مُصـادقـــــــي ___________________________________
والصـبر دِرْعـي والثبـاتُ قنـاتــــــــــي ___________________________________
ولقـد أكرُّ عـلى الخطـوب فتـنثَنـــــــــي ___________________________________
جزَعًا أمـام مُهـنَّدي وشَبـاتــــــــــــــي ___________________________________
ولقـد تـمـرُّ بـيَ الـحــــــــــوادث خُشَّعًا ___________________________________
ويصـيبـهـا خَوَرٌ حـيـال ثبـاتـــــــــــي ___________________________________
وإذا هَمَتْ كفِّي لطـالـب فـيْضِهــــــــــــا ___________________________________
غمـرَتْه بـالإنعـام والـحسنــــــــــــات ___________________________________
لكـننــــــــــــــــــي فردٌ، ولست بأمَّةٍ ___________________________________
مَنْ لـي بـمَن يُصغـي لِـحَرِّ شكـاتــــــــــي ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ نـابـهٍ متـيـــــــــــــقِّظٍ ___________________________________
ثَبْتِ الجنـان وصـادقِ العزمـــــــــــــات ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ عـالـمٍ متـنـــــــــــــوِّرٍ ___________________________________
يسعى لهدْم رذائل العــــــــــــــــادات ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ بـاسلٍ متحـــــــــــــــمِّسٍ ___________________________________
حتى نقـومَ بأعـظـم النهضــــــــــــــات ___________________________________
مـن لـي بشعبٍ لا يكلُّ ولا يَنــــــــــــي ___________________________________
يسعى إلى العـلـيـا بكلِّ ثبــــــــــــات ___________________________________
إن الـبـلادَ بأهلِهـا، فبِجهْلِهـــــــــــم ___________________________________
تشقى، وتلقى أعـظـمَ النكَبـــــــــــــات ___________________________________
وإذا تـوحَّدتِ الجهـودُ لخـيرهــــــــــــا ___________________________________
سعـدتْ ونـالـت أرفعَ الـدرجــــــــــــات ___________________________________

من قصيدة: إلى أبناء الغد

أيـهـا الأبنـاءُ سمْعًا إننــــــــــــــي ___________________________________
سـوف أتلـو لكـمُ ذكرى السنـيـــــــــــنْ ___________________________________
كـان لـي مـالٌ وجــــــــــــــــاهٌ وندًى ___________________________________
وسمـاحٌ فـوق وَصْفِ الـواصـفـيــــــــــــن ___________________________________
أجـمعُ الـمـالَ لكــــــــــــــــي أنفِقَهُ ___________________________________
فـي مـواسـاةِ العبـادِ الـبـائسـيـــــــن ___________________________________
فكأنـي حـاتـمٌ فـي قـــــــــــــــــومِهِ ___________________________________
أصرف الأمـوال فـي وَجْهٍ قـمـيـــــــــــن ___________________________________
يلهَجُ النـــــــــــــــــاس بشكري دائمًا ___________________________________
ويعـيشـون بفِعـلـي آمـنـيــــــــــــــن ___________________________________
غـيرَ أن الـدهـرَ عـادانـي ولـــــــــــم ___________________________________
أدْرِ مـاذا يبتغـي مــــــــــــنِّي الخَؤون ___________________________________
ورمـانـي بصروفٍ قــــــــــــــــــــوَّضتْ ___________________________________
وأمـادَتْ ذلك الركْنَ الركـيــــــــــــــن ___________________________________
أخذتْ مـالـي، وهدَّتْ قـوَّتــــــــــــــــي ___________________________________
وحنَتْ ظهـري تبـاريحُ السنـيـــــــــــــن ___________________________________
ثـم لـمـا عـلـم القـومُ بـمــــــــــــا ___________________________________
كـان مـن أمـري تـولَّوا مُعـرضـيـــــــــن ___________________________________
وانـبرَى الـبعضُ فأضحى قــــــــــــائلاً: ___________________________________
إنمـا هـذا جزاءُ الـمسـرفـيــــــــــــن ___________________________________
لا يُبـالـون إذا مـا أنفقـــــــــــــوا ___________________________________
أجُزافًا أم لـمدْحِ الـمـادحـيــــــــــــن ___________________________________
أم تـراث ورِثــــــــــــــــــــوه فجأةً ___________________________________
أم كـنـوز، وَيْحَ مـن لا يستبـيــــــــــن ___________________________________
لـيس هـمـي فـي الـذي قـالـوا، فـمـــــا ___________________________________
أبعـدَ الشكَّ عـلى أهل الـيـقـيــــــــــن ___________________________________
إنمـا قـد سـاءنـي أنهـــــــــــــــــمُ ___________________________________
أسقطـونـي مـن عِدادِ العـامـلـيـــــــــن ___________________________________
ورمَونـي بظنـونٍ تــــــــــــــــــــركتْ ___________________________________
بفؤادي غصَّةَ الـحـزنِ الكـمـيــــــــــــن ___________________________________
كلُّ ذا الـيـومَ لأنـي مُعســـــــــــــــرٌ ___________________________________
بعـد أن كـنـتُ زعـيـمَ الـمـوسـريـــــــن ___________________________________

وطني

أنـا لا أزال شقـيَّ حُبْـــــــــــــــــــ ___________________________________
ـبِكَ هـائمًا فـــــــــــــــــــي كلِّ وادْ ___________________________________
زعـم العـواذلُ أننـــــــــــــــــــــي ___________________________________
أسلـو وأجنحُ للرقـــــــــــــــــــــادْ ___________________________________
كذبـوا وحقِّك لستُ أقْـــــــــــــــــــــ ___________________________________
ـدِرُ أن أعـيشَ بــــــــــــــــــلا فؤاد ___________________________________
ولسـوف أصـبرُ للـمـصـــــــــــــــــــا ___________________________________
ئِبِ والكـوارِثِ والـبعــــــــــــــــــاد ___________________________________
ـــــــــــــــــــــــــحتى أراك مُمتّ
بـالعزِّ مـا بـيـن الـبـــــــــــــــلاد




________________________________________

* المصدر:http://www.marefa.org/index.php/%D9%...A8%D8%A7%D9%86

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-20-2014, 03:13 PM
المشاركة 78
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خميس لطفي
هو أبو يزن خميس بن لطفي بن حسن
حِزَيِّن (و تضبط حزين بحاء مكسورة و زاء مفتوحة و ياء مشددة مفتوحة) ،ولد الشاعر خميس في النصيرات وسط قطاع غزة من أسرة مهاجرة من فلسطين المحتلة عام 1948 .
قضى سنيّ طفولته الأولى في دير البلح ثم نزح منها عام 1968 إلى الأردن .
أكمل تعليمه الجامعي في أوروبا وحصل على بكالوريوس الهندسة الإلكترونية .
ععمل مهندسا للاتصالات في المملكة العربية السعودية ، توفي في عَمان عاصمة الأردن في عام 2010 للميلاد إثر نوبة قلبية و عمره سبعة و خمسون عاماً و دفن في مقابر القباب و و نشر موقع الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب (واتا wata) صورة بدا شاخص قبره ( لوح أبيض من حجر) و عليه هذا التأريخ ( 12 -9-2011م،
و أسفل منه التـاريخ 3- شوال - 1431هـ ) و لا أدري هل هذا تأريخ وفاته أم تأريخ دفنه ، رحمه الله.

له ثلاثة دواوين هي:"وطني معي" و"عد غداً أيها الملاك" و"فوق خط التماس" *
من شعره:
هذه القصيدة التي نشرتها مجلة ( العودة ):**
أنا الذي في شبابي، كنتُ ممتلئاً
زهْواً، وفي الأرض أمشي دائماً مَرَحَا
وكنتُ خلفكَ أجري دونما كللٍ
حتى انتبهتُ، فإذ بالعمر قد نزحا
نسيتُ نفسي، ولم أعملْ لآخرتي
وسيئاتي، بها الميزانُ قد طفحا
وها أنا اليومَ، أشكو من رُعاش يدي
إذا مددتُ بها كي أمسكَ القدحا!
أنا الذي باتت الأعصابُ تخذلني
أتيتَ تفسدُ لي ما فيَّ قد صلُحا
أنا العليلُ المعافى، كيف أنعتني؟
ولم أجد بعدُ، لي نعتاً ومصطلحا

قصيدة (هكذا تكلم الزعيم ) :
و لهذه القصيدة قصة ذكرها الأديب العروضي سليمان أبو ستة بتأريخ 30 - 12-2010 م في منديات (العروض الرقمي):

(هذه القصيدة رواها الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر في عموده اليومي بالأهرام هذا الصباح، ونسبها خطأ للشاعر أحمد مطر.)
ثم أورد الأستاذ خشان بن محمد خشان نص تعليق أبو ستة كما يلي:
(
هذه القصيدة للشاعر الفلسطيني خميس لطفي رحمه الله، وهي مثبتة ديوانه "وطني معي" بعنوان (هكذا تكلم الزعيم). ولم أسمع أن الشاعر أحمد مطر ادعى هذه القصيدة لنفسه، إلا أن السبب في هذا الخلط كان لأن له قصيدة بعنوان (هذا هو السبب). رحم الله شاعرنا خميس لطفي ، وأمد في عمر شاعرنا أحمد مطر وأبقاه مناضلا عربيا كبيرا.

ثم ردت الأستاذة زينب هداية و هي من العروضيين الرقميين سبب اختلاط الأمر على صلاح منصر هو تشابه لغة الشاعرين.
___________________
أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
يا أيها العربْ
سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ
والقدسُ ، في ضياعها ،
كنتُ أنا السببْ
نعم أنا .. أنا السببْ
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثلعيدان القصبْ
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ
Shut up
***
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم ياأيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ،غير الذي أقولهُ
فقد كَذبْ
فمن لأرضكم سلبْ ..؟
ومن لمالكم نَهبْ .؟
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟
أقولها
صريحةً
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ
وقلةٍ في الذوق والأدبْ
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ
ولا أخاف أحداً
ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلبْ.؟
أشنقهُ
أقتلهُ
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا
أو فاشربوا
“من بحر العرب“
ما دام لم يعجبْكم العجبْ
ولا الصيامُ في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ
وبعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
نعم أنا .. أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ
إن أردتم والخطبْ
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا
‘ تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ‘
قولوا بأني خائنٌ لكم
وكلبٌ وابن كلبْ
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ
يريد أن يسقطني بصوتهِ
وبالضجيج والصَخب
أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ،ظلَّ الذَنَبْ



أمن أجل هذا انتظرنا سنينا ؟!

كأنَّكَ ما عدتَ مِنَّا و فينا
كأنَّكَ أصبحْتَ منهم
و حارسَهم
و الذراعَ اليسارَ لهم ، و اليمينا
كأنَّ فلسطينَ ملكُ أبيكَ ، اشتراها
بأموالهِ ، من أبينا
فأصبحتَ أنتَ الوصيَّ الوحيدَ عليها
تُوَقِّعُ حيناً ، و تبصُمُ حينا !
لماذا انطلقنا إِذَنْ ؟
و انتفضنا
لماذا كتبنا الوصايا ، و متنا
و من أجل ماذا انتظرنا سنينا ؟
لماذا تعبنا ، و نحن نجوبُ البلادَ ،
و نبحثُ عن خيمةٍ تحتوينا ؟
و هِمْنا على وجهنا لاجئينَ ،
و هِمْنا على وجهنا نازحينا ؟
لماذا صبرنا على الذلِّ خمسين عاماً
و ذقنا مرارة طعم المنافي
و متنا مراراً ، و ذُبنا حنينا ؟
و قبل الأوانِ ، كبِرْنا و شِبْنا
و لم نكترثْ للهوى
و نسينا المواعيد و الياسمينا ؟
لماذا ، تركنا ، و نحن صغارٌ ، ملاعبنا
و حملنا الحجارة منتفضينا ؟
و أصبح ، مِنَّا ، المعافى معاقاً
و أصبحَ ، مِنَّا ، الطليقُ سجينا ؟
أمِنْ أجل أن تُسْقِطَ اليومَ حقَّ رجوعِ الملايين مِنَّا ؟
و تبني لنا ( بيديكَ ) الجدارَ ،
و تصنعَ هذا ( السلامَ ) المُهينا ؟!
أمِنْ أجل هذا انتظرنا سنينا ؟!
صَهٍ ، لا تُجِبْنا
فمن ذا الذي سَيُصَدِّقُ مثلكَ ،
يا ابنَ الـ ..
لذينا ....؟! ****


_____________
* ويكيبديا
** موقع مجلة العودة على اللشبكة : وهي مجلة فلسطينية شهرية - العدد الثاني والسبعون - السنة السادسة أيلول (سبتمبر) 2013 م - ذو القعدة 1434 هـ
*** العروض الرقمي ، رابط الموضوع: http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=4937
****http://www.drmosad.com/index263.htm

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-21-2014, 11:50 PM
المشاركة 79
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محسن شاهين المناور
هو الشاعر السوري أبو ناصر* محسن بن شاهين المناور ، المولود بالعشارة من دَيْر الزور في الثالث من يناير عام 1951م ميلادية ، يحمل الشهادة الثانوية العامة - قسم أدبي ، يعمل محاسبا و أمينا لصندق اتصالات العشارة ، عرفته في منتديات الواحة الثقافية ، و حين قامت الثورة السورية على نظام الديكتاتور بشار بن حافظ الأسد النصيري ،و قف بكل شجاعة و إيمان مع الثوار و سجل مواقفه شعرا ناصعاُ استحق أن يخلده المؤرخين في جملة القلائل من الشعراء الذين وقفوا مع مصالح أوطانهم ساعة العسرة،
و توفي في يوم الأربعاء 19 -4- 1435 هـ ، الموافق 19 -2- 2014 م على إثر جلطة قلبية عن(63) ثلاث و ستين سنة و شهر، و جاء هذا النعي في موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب ( واتا wata) .
و شعره رصين و جميل و هو قسمان شعر الثورة و منه:
قصيدة ( هاتي دنانك وانصتي لكلامي):
و سبب القصيدة أن بشار الأسد و جنوده هدموا جسر دير الزور الشهير الذي بناه الفرنسيون ، فقال:
هاتي دنانك وانصتي لكلامي=يادرة جبلت على الإكرام
هاتي دنانك واملأيها واسكبي =لاتعرف الصهباء كنه الظامي
هاتي معتقها فإني مغرم=والشعر يسرج خيله بمدامي
هيا أديريها ولا تترددي =شبح المعلق ماثل قدامي
صرح تعلق في شغاف قلوبنا=ونمت محبته مع الأيام
خال على خد الفرات بهاؤه=وشموخه في عزة وتسام
دونت أحلى الذكريات بقربه=ونسجت فوق حباله أحلامي
يتسامر العشاق في جنباته =يهدي السراة بليلة الإظلام
بالأمس كم غنت عليه بلابل=مسرورة بعذوبة الأنغام
واليوم صوت النائحات يهزني=في غمرة التقتيل والإجرام
أرداه تجار الردى بقذيفة=قد حولته بلحظة لركام
شلت أيادي من تجرأ واعتدى=ويمين من أومى وكف الرامي
ديرية القسمات لا لا تحزني=لاتنفقي الأوقات بالآلام
لاتقنطي ودعي التألم والاسى=وتأملي في صولة الضرغام
هي عصبة للشر تنفث حقدها=قد لفحت بالخبث والآثام
وصلت إلينا من سلالة حاقد=وتجذرت بتعاقب الأيام
قدهزني ألم المصاب وهدني=فخرجت عن روح المقام السامي
فنسجت قولي في بهاء خريدة=تهب الضياء لثغرك البسام
وكتبت رائعة المعلق من دمي=لأحد من وجعي العميق الدامي
لاتتركيني للحديث بقية =فإلى جوارك قد نصبت خيامي
وترقبيني في فصول قصيدتي =كي تدركي صور الوفا بكلامي
قد يمزج الشعراء في خلواتهم =بين الخيال وصهوة الإلهام
فالشعر موهبة عليك ثناؤها =ولهيب اشواق وشدو حمام
الويل والعثرات إن أهملتها =تمسي كمقدام بغير حسام
والمجد كل المجد بوح صادق =لقصيدة تمشي على الألغام
الشعر راودني وهذي خلوة =في ليلة ثكلى بغير نيام
شيطان شعري قد جفاني غائبا=لقطيعة مرت من الأعوام
صادفته عرضا بليل حالك=وغمرته بتحيتي وسلامي
وسألته عن حاله ومآله=أثنى علي مبالغا إكرامي
عاتبته عتب الصديق لخله =ومرافئ الذكرى تلوح أمامي
لاطفته ودنوت منه ناصحا=ودعوته جهرا إلى الإسلام
لبى ولكن كان يجذب حسرة=ممزوجة بمرارة الآلام
فأجابني والآه تخنق صدره =إن الذي تعنيه يسكن هامي
والله لوعلم الطغاة بقصتي=سيكون في ساح الردى إعدامي
هم جندوني مخبرا في صفهم=نزعوا حيائي أمسكوا بزمامي
سرقوا مزاجي واستباحوا عورتي=وتلطخت بسوادهم أيامي
لم ألتمس يوما حياة حرة=أوراحة أو لذة بطعام
ناهيك عن قصص يهول سماعها =ومشاهد لم تجر بالأفلام
هم علمونا كيف نحيا سذجا =بقيادهم كبهيمة الأنعام
يتملك الفرس المجوس زمامهم=وبخلفهم نفر من الأقزام
مابين حزب اللات وزع مكرهم=وموائد السفهاء بالآثام
بشار خادمهم نمت أحقاده=وشراذم من زمرة الظلام
ياصاحبي أولاء لامولى لهم=يستذكرون الله في الأوهام
قصفوا بيوت الله لم يترددوا= وتسابقوا للفتك والإجرام
قتلوا الأجنة في البطون وأوغلوا=في غيهم وتلذذوا بحرام
خاطبته ودع أذاهم وانصرف=وانشق عنهم والتجئ لمقامي
فرنا إلي بنظرة مكلومة =ودموعه مزن السحاب أمامي
غادرته والآه تنهش أضلعي=وقوافل الحسرات ملء عظامي
يارب سامحني وهون زلتي=يارب عفوك شدني إلهامي
فخرجت عن خط السراط لبرهة=كي يفقه النجباء روح كلامي
حتى الشياطين التي تغوي الملا=صارت تطاردها عصا الحكام
واعود أبحر سائلا متعجبا=هل من حكيم يبتغي إفهامي
هل أصبح الحكام أكثرسطوة=من شر إبليس على الأقوام
وطني حبيبي عزتي ومقامي=ياساكني في يقظتي ومنامي
الشام أرض الله نالوا طهرها=وتلفحت بالحزن والآلام
ضاعت مفاتنها وأجدب روضها=بين الرعاع وسطوة الأزلام
حاراتها قد غلقت أبوابها =وتغص بالثكلى وبالأيتام
ماذا يقول مخنث قد جاءنا=من حجر غانية ونسل حرام
ماذا جرى في الكون حتى أجدبت=كي ينصت الشرفاء لابن لئام
صارت بلادي ضيعة صفوية =عجمية الآمال والأحلام
يحيا بها الشهم الشريف بذلة=ورخاؤها للحاقد النمام
يتجول الفرس المجوس بعرضها=قد لوثوا بالعهر كل مقام
نقموا عليها شوهوا تاريخها=ملئت بآلاف من الأصنام
هبل هنا بشار يلثم خده=والجعفري بحضنه مترامي
وهناك رأس دحرجوه لحافظ=مابين مزبلة وكوم (صرامي)
ورأيت تمثالا لباسل مسندا=متهالكا ومزنرا بسخام
والحافظ المقبور أرسى صبغة=صفوية الأحقاد والآثام
ملأ البلاد نذالة وسفاهة=غرس الفساد بفكره الهدام
وتلاه بشار يخط لنهجه=صور الضلال بحقده المتنامي
من أربعين ولم تغادر طلقة=صوب العدو وعصبة الإجرام
قد دجنوا الأسد الهصور لنعجة=غربية الأطوار والإفهام
ناديت أهلي في عموم ترابها =أن أقبلوا فالساح طوع همام
فتفجر الغضب الدفين ملاحما=عربية البصمات والإبهام
من قاسيون شدوت حلوقصائدي=وأزحت عن سر البيان لثامي
أبحرت من درعا بطهر حدائها=وأطلت في حمص الوليد مقامي
وعرجت للشهباء ألثم تربها=لأبثها من لوعتي وغرامي
للاذقية والأحبة وجهتي=وبإدلب الخضراء صك هيامي
شرقا إلى الوادي الأغر وأهله=ومرابع الأخوال والأعمام
عانقت كل مدينة سورية=ورفعت فوق هضابها أعلامي
ونسجت حبا صادقا يمتد من =شط الفرات إلى دمشق الشام
ياللقصيد إذا تفجر صادقا=نفذت حروف بيانه كسهام
ياأيها التاريخ سجل ماترى=وثق سطور العز بالأقلام
اليوم معركة الفخار نخوضها=فيها أرى النصر المبين أمامي
راياتها الغراء تخفق عزة= مشفوعة بالفارس المقدام
وغدا سنقرؤها سجلا خالدا=عما مضى من غابر الأيام
للديرمنزلة بأرض الشام=كبرت على طهر بكل مقام
واحاتها الخضراء جنة خالقي=وبسفرها الموروث أرفع هامي
لكتائب شقت طريق نضالها=بين الصفوف بعزة الإسلام
لملاحم الأبطال في سوح الوغى=للفجر يلثم غرة الأنسام
يبقى المعلق شوكة بحلوقهم=ومنارة للحب والإلهام
سنعيده مجدا فراتي الهوى=للضفتين مطرزا بوسام
أطلقت للنصر المبين قصيدتي=وتزنرت بوشاحها أحلامي
شعري على الأوتارشدو عنادل =لكنه في الساح ضرب حسام
نبع أنا منه الحروف تفجرت =من فرحها وردا على الآكام
وعبرت آفاق المدى متألقا=بين النجوم وزحمة الأجرام
إني زرعتك وردة جورية=تتوسد الآهات بين عظامي
لليل عندي ألف ألف حكاية=كم كنت ألجأ للرقى لتنامي
ستون عمري لم تزل زوادتي =ألق الحروف وصبوة الأقلام
ونقوش بابل تزدهي بقصائدي=وبراعتي شمس على الأهرام
أنا شاعر الثوارحين أوارها =يشتد أدرك غايتي ومرامي
أنا إبن ترقا لافخار وإنما=روحي مجندة لأهل الشام
أوبعد هذا تسأليني من أنا=وأنا الذي طفح المودة جامي
هيا تمني يايراع بلاغتي=وتدللي وترفقي وتسامي
فغدا بأرض الدير تزهر جنة=وأنا وأنت بروضها المترامي


وطن يعذبني العبيد بحبه
.
.
وطني أحبك شاديا ومغردا=وطني عشقتك صامتا ومقيدا
ذهب ثراك لآلئ ومفاخر=ومآثر تسمو على طول المدى
غادرت منك الحضن طيراً حالما=علَّ الزمان يعيد ما قد أفسدا
ونثرت آمالي على أفق المنى=لكنما الحلم الأسي تبددا
أنفقت ريعان الشباب بغربةٍ=حمقاء ما فتئت تقض المرقدا
عانيت ما عانيت من عسف النوى=حتّى أتيتك بعد لأي مبعدا
في ليلة ليلاء يذهل وصفها=ضاعت نداءاتي إذ انحسر الصدى
أختٌ تودعني على حسراتها=من فرط لوعتها كرهت المشهدا
أودعت بعد الضرب في زنزانةٍ=أمست بها الآمال ليلاً سرمدا
زنزانة بصقت على سجّانها=يكفيك فيها أن تكون المفردا
سرقوا بقايا الضوء من جدرانها=عصف المصير وما سئمت تجلدا
أبصرت من شقٍ يلوح ببابها=قدراً يساورني وعبداً أسودا
إن أنت تعطسْ أو تهمََ بهمسةٍ=ُثنّى عليك تهكماً وتوعدا
ومحاضر يكفيك شر حديثها=يسطو بك الجلّاد حتى تفقدا
أفضوا إلى الجلاد أفصح قوله=فلعلّ بارقةً تلوح بما بدا
درج المسائل مسرفاً في ودّه=عذب المعاني مشفقاً متوددا
ألقى حبال الجرّ يجذب حسرة=وكأنّما أسدى حديثاً مسندا
جنّ الشقي وغادرت أحلامه=لمّا رآني صامداً متصلدا
أرغى وأزبد يستعيد غلاظةً=أشقى لساناً قد تحول مبردا
ثار الزناة على لفيف دفاتري=سفر من الآهات بات مهددا
لعنوا أبا الشعراء سابع جدّهم=حقداً يمارسه البغاة تعمّدا
زحفت بحور الشعر تنشد ثأرها=قد آن للزفرات أن تتوقدا
وقوافل الشعراء جرّت جيشها=وسط الزحام مقلدا ومجددا
أكبرتُ ناصية القصيد وهاجني=حبُّ الديار مؤملاً ومنددا
وسخرتُ من شعب يلوك مصيره=عبد على مضضٍ ليصبح سيدا
يا للقصيدة حين يصبح وهجها=سوطاً على جسد الطغاة معربدا
إهدل ملاك الشعر تخرج من دمي= طهراً نقياً للصلاة تعبدا
واسمع قصيداً لا يروق لظالم=ملأ الديار سفاهةً و تشردا
يا عابد الدولار في زمن الخنا=كم كنت للدولار كبشا للفدا؟
كم كنت تركع في الصباح وفي المسا؟=ليست لوجه الله لكن للعدا
أمسكت من طرف العروبة عروةً=لتلوذ فيها حاسراً متلبدا
ياللعروبة حين يُنسف ثوبها=خلفاً ليسترها العبيد تبلدا
إني ذكرتك يا دمشق وهاجسي=كان اللقاء وكنت أول من بدا
وذكرت دير الزور في أحضانها=كان الشباب مطرزاً وموردا
ولقد ذكرتك يا فرات مواسيا=في حرة الزفرات كنت الموردا
وهوى المعلّق في البعاد يشدّني=لعذوبة النسمات يلفحها النّدى
وذكرت أما في العناء سخية=من جوف محنتها تمد لي اليدا
ورأيت أطفالي كأسراب القطا=يستقدمون الفجر مثنى مفردا
وطني أتيتك والهموم تلفني=فأعدتني طير الضفاف مغردا
وطني وأي الشعر فيك أقوله=حسبي أراك مكرما وممجدا
مارف طير في البعاد وما همت=عين مسهدة تجوس ترصدا
إلا رأيتك حاضرا في محنتي=تثري قصيدي بالبيان وبالهدى
غزل المشيب خيوطه في مفرقي=فوهبتني عبق الشباب مجددا
وطن يعذبني العبيد بحبه=خسئ العبيد ولا يزال مخلدا



و شعر ما قبل الثورة و منه:


إلى امرأة لامبالية
.
هـذا بيـان للحقيقـــــــــــة فاشــــــهـدي=ضاق السبيل وقد ســـــــئمـت تجلـدي
ياغلطـة همـس الزمـــــان بسمعها=وطغـى الضــــلال بليلهــــــــا المتلبـد
نامي على الأضغان وافترشي الأسى=وتلحــــــفـي طيـف الأنـا وتوســـــدي
للغـــــافليـن وأنـت مـــــنهـم عــــــالـم=متـوحــــــــش كـــــفـؤادك المتـــــــأبـد
يامـن بأســـــــــيـاف العنـاد تـأزرت=وتوســــمت فـي هجمــــــة المتقصـد
ألفيت في لغـــة الحــــوار غضاضـة=إذ كـــــان لايجـــــــدي إليـكِ تـوددي
إن القلــــــوب إذا اســـــتبـدت أجدبـت=ونأى الهوى وتيبس الغصـــن الندي
طبع النسـاء كمـا خلقــــــن مـــــــودة=أوَ كان أبـــهى مــــــن حنـان الخُـرَّدِ ؟
أمــــــــــاً وأخـتـاً تــارة وحـــبيـبـــــة=بردائهـــــا زمــــــراً نـروح ونغتـدي
إني وإن ضاقـت صـــــــدور أحبتـي=صفحاً سأدفع مااســتطعت بمفـردي
وأغض طـــــــرفي عـن تطفـل حاقـد=وإذا جفوت براءتـي شــــــــلـت يـدي
لـون ابتـــــــساماتـي دواء حــــــاذق=إن أوغلت أولامســـــت قلبـاً صـدي
ولهيـب أقلامـي شــــــــعـاع خـارق=أنَّى انحنت فقـأت عيـون الحُسَّــــــــدِ
هذا زمــــــان فـي التوغـل مبهــــــم=فيـه الإمــــــاء تبَـزُّ صبـر الســـــيـد
يالفحة النـار المؤجـج ســــــــوطهـا=كونـي ســـــلامـا يافتاتـي وابـــردي

تأشيرة خروج من القلب
يامـن قتـــــلت الحــــب بالأعـــــــــــذار=هذا كتــــابي في الهــــوى وقــــــــراري
أنعـــــي لكم صــــــرح المودة بيـــــــننا =وختــــامـنا في آخـــــــــر المشـــــــوار
عامـــان مرا والجــــــراح عصـــــــــية=وأنا أضمـــــــد نزفــــــــــــــها وأداري
لكن من شـــــــغلت فـــــؤادي في الهوى=محـــــــتارة مشـــــــغولة الأفكـــــــــار
حتى ليالينــا المــــــــلاح قتلتــــــــــها=فتفجـــــــرت غضـــــبا مع التيـــــــار
وصـــــدى غــــــروري قد تملك خافقي=فظننت نفسي ســـــيد الشـــــــطــــــار
فحملـــــت جرحي فـــــوق راحي نازفا=وحملـــــت همي ليلتـــــي ونهــــــاري
ومشــــــــيت فـــــــوق النار أكتم أنتي=وطرقت بابك كي أفـــــك حصــــــاري
لكنني الغلــــــــطان أنــــدب خيــــــبتي=هل يســــــــتجير معـــــــذب بالنـــــار
اني ســـــــــــألتك والحقيقـــــــــة مرة=فقتـــــلت روح الصــــدق بالانكــــــار
ولقد نصـــــــحتك والنصـــــيحة ثروة=فرفضـــــت في عنـــد وفي اصـــــرار
مثلت دور العاشـــــقين ســــــفاهــــــة=وزرعـــــت روح الوهـــم في أفكاري
وتركتني ألقى مصــــــيرا مبــــــــهما=في ليــــل ســــجن محكم الأســــــوار
طوقتــــــني بالـــــــذل بعــــدتوهمي =أني المكــــرم والقـــــرار قـــــراري
فشربت كأســـــا في هواكم علقـــــما=ممـــزوجة من دمــــــعك المــــــدرار
وســــــكرت حتى لم أفـــــرق من أنا=وفقدت في عتم الســــــــــنين وقاري
وحســــبت أني في فؤادك ســــــاكن=والــدار داري والمــــزار مــــزاري
أنا ماقتلت الحـــــب اثــــر وشــــاية=أوخــــنت عـــهدا طيـــب التذكـــــار
والحـــــب عندي أحـــــرف ذهبيــــة=نســـــجت بليل مزهــــر الأقمــــــار
والحب عندك يافتـــــاتي سلعـــــــــة=معروضـــــة كبضــاعة العطــــــــار
أنا ماســــــئمتــــك انما انـــــت التي=كانــت تكــــحل وهمــــها بغبـــــــار
ان جئت يوما في هـــــواك معاتبـــــا=غاليت في زهــــــو وفي اســــــتكبار
في كل أمســــــية غـــــــــــرام زائف=وحــــــلاوة بتـــــنوع الأســــــــــفار
وغرائب الأعـــــذار تخــــتلقينـــــها=وأنا مللت ســـــــــخافة الأعــــــــذار
ياربــــة الخــــلق الغريب تكــــــلمي=لاتصمتي فالصمت للأحجــــــــــــار
هيا اخرجي من وسط رأسـي وارحلي=وخذي شباكك واكتمي أســـــــــراري
لاتــــذكريني في أحاديث الــــــــهوى=اني نســـــــيتك وانتهى مشــــــواري


و قد رثاه الشاعر محمد البياسي بقوله:
قُلْ لنا..
كيف بعدُ
أصبحَ مسكاً
ما جرى
فوق أرضِنا
من دمائِكْ ؟

قلْ لنا
كيف صار روحُك
مِن أشواقه
كالبُراقِ
عند ارتقائِكْ

قل لنا
كيف الحورُ؟
كيف الصبايا
كيف أنهارُ الخمر ؟
كيف الأرائِكْ ؟

قل لنا يا شهيدُ..
كيف هي الجنّةُ ؟!
كيف السماءُ؟
كيف الملائِكْ ؟
____________
*و كنيته أوردها الشاعر السعودي( نوار السلمي ) في ملتقيات رابطة الواحة الثقافية في يوم الخميس 20 -4- 1435 في صفحة نعي محسن المناور.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-21-2014, 11:55 PM
المشاركة 80
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صبحي ياسين
هو (صبحي بن سالم بن محمد آل ياسين )*، (ولد ونشأ في مدينة غزة عام 1945م وأتم فيها دراسته وصولا للمرحلة الثانوية ليلتحق بعدها كحال الطلبة الغزيين بالجامعات المصرية حيث حط به الرحال في جامعة الإسكندرية كلية الآداب قسم اللغة العربية ليتخرج منها حاملا شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1968 .
عمل مدرسا للغة العربية في الجزائر عام 1969ثم انتقل إلى البحرين فالجماهيرية الليبية، استقر فترة في دولة الغمارات العربية المتحدة، عاد إلي دمشق حيث الظروف الصعبة اليوم هناك . الشاعر صبحي متزوج و لديه أربعة أبناء وبنت، وله كذلك من دواوين الشعر المطبوعة سبعة دواوين.)**
جاء في معجم البابطين : ( أصدر خمسة دواوين هي: في وحي الحجارة 1988- دمعة في عين القدس 1989 - لن نركع 1991 - السراب 1992 - مخاض الهزيمة 1992.) و لم يذكر الديوانين الأخيرين لقدم المعلومات واسم أحد هذين الديوانين : (صهيل و هديل) فننبه على هذا .
تعرفت على هذا الشاعر الكريم على قلبي في منتديات منابر الثقافية في حوالي عام 2008 للميلاد ، و نشأت بيننا صداقة و زمالة الشاعر مع الشاعر، و من أعماله :

لن نركع
شموعُ الأرضِ يا جلادُ لا تركعْ
وإنْ تَفْقَأْ عيونَ الطـــفلِ أو تَقلعْ
فَخُذْ ما شِئْتَ من جسدي
وَكُلْ ما شِئتَ من كَبِدي
ومَزِّقْ طفلَنا إن شئتَ بالمدفعْ
فلن نركعْ
فإنْ مَرّتْ جَحافِلُكمْ
وإنْ زَخّتْ قَنابِلُكمْ
وإنْ ضاقتْ زَنازِنُكمْ
فلن "نَمْشي" على أربعْ
ولن نركعْ
فَمِنْ جرحي شموسُ الأرضِ يا جلادَنا تَسْطَعْ
ومن أَلَمي ورودُ الأرضِ يا سيافَنا تطلعْ
فإن تحرقْ وإن تَشنقْ
وإن تَقلعْ وإن تَقطعْ
فلن نركعْ

فَقُلْ ما شئتَ عن أرضٍ زرعناها
بأكبادٍ جَبَلْناها
حََفَرْنا -إسمَها- في جبهةِ الشمسِ
رسمناها.. كتبناها.. رصفناها
إلى بوابةِ القدسِ
فلو مرتْ سيوفُ القهرِ من حَلْقي
ولو دسّوا جحيمَ الكونِ في عِرْقي
فلن تَقْوى على حقي
لأن الحقَّ من أحداقِنا يَسطعْ
فلن نركعْ
لأنكَ نُدْبَةٌ في وجهِنا الأسمرْ
لأنك موجةٌ في بحرِنا الأكبرْ
لأنك شوكةٌ في حقلِنا الأخضرْ
فلن نركعْ
غريبٌ أنتَ عن تاريخِنا الأَرْوَعْ
وعن زهري وعن شجري
وعن شمسي وعن قمري
سترحلُ عندما نصحو....
على حلمٍ زرعناهُ
على قيدٍ كسـرناهُ
غداً يا أيها الجلادُ ذاكَ الحلمُ قد يُولدْ
غداً يا قصةً في ليلِنا تُسْرَدْ
لأن الأرضَ من أَثدائها نرضعْ
ومن ذَرّاتها أجسادُنا تُصْنَعْ
فلن ننسى.. ولن نركعْ

لأنك قادمٌ من كوكبٍ آخرْ
لأنك قصــةٌ من عالم آخرْ
سـترحلُ عندما نكبرْ
سترحلُ عندما نُزهرْ
ســترحلُ عندما نُثْمرْ
سترحلُ دون أن نركعْ.


أراهنكم
أُراهنُ كلَّ مَن رَكبوا جوادَ السـِّـلمِ وانطَلَقوا
أراهنُ كلَّ مَن حَرَقوا شِفاهَ القدسِ فاحترقوا
أراهنُ كلَّ مَن وَقَفوا ببابِ الوَهْمِ والتصقوا
أراهنهمْ
وسَوْطُ القَهْرِ فوق ظهورِنا يَعْصِفْ
أراهنهمْ
وجرحُ الأرضِ من أكبادِنا ينزفْ:
بأنّ حمائمَ الأوغادِ بالأحقادِ مَحْشُوّةْ
ودربُ السلمِ مرشوشٌ بماءِ الوردِ لكنْ
تحته قد عَمّقوا الهُوّةْ
وما أخذوهُ بالقوةْ
فلن يَرْتدَّ يوماً دونما قوةْ
لأنّ السلمَ في "التلمودِ" مرفوضُ
وبابُ الحقِّ في "ثوراتهمْ" بالحقدِ مَوْصودُ
لأن السلمَ موتٌ في شريعتهمْ
يُعَرّيهمْ- و
شريعتهمْ بأن نركعْ
عقيدتهم بأنْ "نمشي" على أربعْ

فيا طفلاً بماءِ الطهرِ يَغْتَسِلُ
ويا وطناً بِعُودِ السلمِ يَكْتَحِلُ
ألا شُلّتْ يمينٌ في جُيوبِ الطفلِ تَنْدَسُّ
ألا بُتِرَتْ شفاهٌ تَلْعَقُ السكينَ يا قدسُ
وَتُلْقِيها على الجرحِ الفلسطيني .


المصــــــــير
قل ما تشاء فإننا إخوانُ _________________________
قَدَرٌ يجمّع شملنا ولسانُ _________________________
فمن المحيط إلى الخليج أحسه _________________________
جسداً يوحد نبضه الخفقان _________________________
فإذا (الرباط) ترقرقت أحداقها _________________________
راحت تقبل خدها (جيزان) _________________________
وإذا الخليج تأوهت أمواجه _________________________
جاءته تسعى بالهوى (وهران) _________________________
والروح تبسم إن تبسّم نيلها _________________________
والقلب يبكي إن بكى (لبنان) _________________________
عشق تجسد فى الصدور وإنه _________________________
بين الضلوع يضخّه شريان _________________________
أنا يا جراح الأرض جئتُك حاملاً _________________________
قلباً تربع فوقه الإيمان _________________________
فإذا النوائب شتَّتتْ أرحامنا _________________________
يوماً سَيُدني نأيها الوجدان _________________________
يا رافعين الحرف سوطاً فوقها _________________________
صبراً عليها فالزمان رهان _________________________
لا تغمدوا سيف العداء بلحمها _________________________
يكفى دخيلٌ عضَّها وزمان _________________________
هي في مدار الشمس تحمل جرحها _________________________
وتمد كفاً فوقه الفرقان _________________________
هي كلما اشتد المخاض تبسمت _________________________
وتناغمت في صدرها الألحان _________________________
لا تحسبوا صمت الصخور مهانة _________________________
فالصخر تحت هدوئه البركان _________________________
فغداً ستولد من ثقوب جراحها _________________________
خيل يكبِّر فوقها الفرسان _________________________
الراكعون الساجدون وأمرُهم _________________________
شورى يشد زمامها الرحمن _________________________
الحافظون الدين بين ضلوعهم _________________________
قدراً تُدَقُّ برمحه الأوثان _________________________
أنا مؤمن بالليل تنحر عنقه _________________________
ليفر تحت ظلامه الطغيان _________________________
هي أمة مهما تناسل همها _________________________
يوماً سيرفع رأسها القرآن _________________________

_و ألفت انتباه القارئ الكريم إلي أن الشاعر صبحي ياسين غير صبحي ياسين المناضل الفلسطيني المتوفي في عام 1968 ميلادية بالأردن .
_____________
* معجم البابطين
** حوار أجراه معه موقع (شبكة فلسطين للحوار) بتأريخ: 16-6-2006 ميلادي.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 04:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.