احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3064
 
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


رشيد الميموني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
597

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
تطوان / شمال المغرب

رقم العضوية
9563
02-10-2012, 01:18 PM
المشاركة 1
02-10-2012, 01:18 PM
المشاركة 1
افتراضي الصفعة
الصفعة


[justify]الربيع قادم . لكنه مختلف عن سابقيه . أفقه داكن ، قاتم وعشبه مائل للسواد . شمسه باهتة الاصفرار. أما الناس فلم تتغير وجوههم ، كالعادة . جامدة كأنما قدت من صخر. كل شيء بقي على حاله من البشاعة ، فلم لا يأتي الربيع كذلك ؟
تخطو خديجة على غير هدى . تارة تنشد البحر، وتارة تتجه نحو سفح الجبل . تفكر في آمال ابنتها فتغزو ذهنها ذكريات جميلة ، وتتمثلها في حضنها أو على كتف أبيها أو ممسكة بيديهما معا. ضحكتها البريئة تجلجل في أعماق نفسها ، و تتراءى لها بزيها المدرسي الأنيق وكلها حيوية ومرح . ثم حزنها على وفاة الأب . رباه كم تغيرت جسدا وروحا منذ ذلك الحين ! لم تعد تلك الصبية التي عاشت في كنفها سنين . ترى هل كانت ستتغير لو لم تحصل الوفاة ؟ حزنها هي مضاعف . هل تتحمل ؟... وآمال ، بانعزالها شيئا فشيئا وهزالها تقض مضجعها وتزيد من ألامها فلا تدري أيهما أحق بالعناية . و الناس لا يفيدون في شيء . همهم استطلاع الأخبار والغمز واللمز و النصائح التي لا تجدي نفعا ، بل تزيد نارالفتنة التهابا .
في هذا الصباح ، لم تتلق التحية من آمال وتناولت فطورها وحيدة . لم تجد له طعما وامتزجت حلاوة القهوة بملوحة الدمع . لم كل هذا التحول ؟ كم كانت سعيدة قبل رحيل محمود ! كان كل شيء في حياتها . أحبت عنفوانه وحدته مثلما أحبت لطفه . كان حين يثور ، يكسر كل شيء يجده في المتناول ويصرخ ويرغي ويزبد فتصرخ هي الأخرى وتولول وتزعق ثم يخرج بعد أن يوصد الباب بقوة غيرآبه بنظرات الذعر في عيون آمال. لكنه يعود أشد لطفا ورقة محملا بالهدايا وبما لذ وطاب من المأكولات.
في هذا الصباح انسلت آمال كعادتها إلى بيت جارتها . صارت أشد التصاقا بها . ربما تقول لها أشياء هي عاجزة عن إيجادها لتسليها . في بعض الأحيان تنتابها الشكوك وتحس أن الفتاة تفلت منها لترتمي في أحضان الأخرى . لكنها تطرد عنها هذه الأفكار. فالمرأة صديقة عمرها على أية حال ومستودع أسرارها رغم اختلاف أفكارهما .
- آمال... أنا خارجة . هل تحتاجين لشيء ؟
ترنو إليها بنفس النظرة . ارتياب وشك . فيم تشك ؟ الكل يشك ويحدجها بنظرات ذات معنى ، بدءا من أمها وانتهاء بجارتها . حتى زميلاتها بنظارة الأوقاف لم تسلم من تلميحهن ... عيب على الأرملة أن تخرج وحيدة وتعود إلى المنزل بعد المغرب . أين تذهب ؟ وعند من ؟... قالت لها أمها إن هناك من يطلب يدها في الحلال . ألم يفهموا بعد أنها عزفت عن كل شيء و أن قلبها قد أوصد نهائيا وأن آمال هي دنياها الآن ؟
- برافو عليك . الزواج يقيد الإنسان وأنت لا زلت شابة . استمتعي بحريتك وحققي طموحك قبل أن تربطي مصيرك بإنسان يفرغ فيك نزواته وعقده...
تنظر إلى زميلها فتقرأ في عينيه معان لا تحتاج إلى توضيح . منذ مدة لم تعد تصافحه لأنه لا يترك يدها إلا بعد أن ينهي كلامه المشبع بالنصائح . بل ويشد باليد الأخرى على راحتها . ربما كانت تلك طريقته في الحديث ، لكنه صار في المدة الأخيرة يتمادى في الضغط على أناملها بينما عيناه تلمع وهو يزدرد ريقه بصعوبة . مسكين " المدونة "- هكذا صاروا يلقبونه لتحمسه الشديد للمدونة وكثرة حديثه عنها – لم يفق بعد من الصدمة حين نبهته إلى غفوته وهو يحضن يدها بشغف ولذة :
- ألست من الداعين لمحاربة التحرش يا " مدونة " ؟
كانت صدمة ، وكانت صفعة . لكنها تلقت أيضا ما يكفي من الصفعات . زميلاتها يعبن عليها قسوتها معه . فهو في آخر المطاف رجل سليم النية والطوية . أمها غاضبة لأن القيل والقال يسبب لها الغم والأرق . كم من مرة حاولت إقناعها بالسكنى معها بعد رحيل محمود . وفي كل مرة كانت ترفض . ففي كلا البيتين لها ذكريات . هناك الطفولة وشقاوتها وهنا أحلى سنوات العمر مع محمود و آمال . لكنها مرتاحة هنا أكثر ، في عشها مع ابنتها . أمها تثور وتنتحب ، وفي الأخير تكفكف دمعها وتختم بالدعاء : " اذهبي... الله يرضى عنك ."
في لحظات الصفاء تضحك طويلا حين تتذكر صاحب الدكان الأعشى الذي طلب يدها . قال إنه مستعد لتطليق زوجته وطرد عياله من المنزل- لأنهم كبروا – فيما إذا وافقت ، بل وكتابة ملكية الدكان والمنزل باسمها أو باسم ابنتها . آمال ؟ آه من آمال . لو تطلب ما تشاء . فقط ، لتحدثها وتكسر هذا الصمت الرهيب .
في بعض الأحيان تثبر حنقها فتهم بتعنيفها بالصراخ أو بأي شيء آخر علها تجد متنفسا لهذا الضيق الذي
يجثم على صدرها . لكن ، لا... صحة البنت لا تحتمل ، والطبيب أكد أن كل انفعال سيزيد الأمر خطورة . مالعمل إذن ؟ ... جارتها صارت هي الأخرى كتومة كأنها تتهرب من ملا قاتها. تدق الجرس فلا يفتح الباب ، وتنتظر ظهورها فتتعلل بالتعب وكثرة الشغل أو تتصنع الخروج ، بينما آمال تجدها دائما في انتظارها وفي أي وقت . يغلبها البكاء وتحاول إخفاءه عن البنت ، لكن دموعها تخونها ، فتنظر إليها الأخرى في دهشة وقسوة ثم تنهض وتدخل حجرتها .
- ماما... اتركيني و شأني . فأنا لم أعد صغيرة .
كانت هذه بداية التحول . أرادت فقط تنبيهها إلى أن قصر التنورة لا يناسب سنها . لكنها كانت تغالب الابتسام . أحست بشيء من الزهو . لقد كبرت ابنتها ، وعما قليل ستجعل منها صديقة تحادثها كما تحادث امرأة حقيقية و تبوح لها بأسرار لم تكن تجرؤ على كشفها. هل ينسيها ذلك ذكرياتها ؟ أبدا . بل على العكس ستكون فرصة لسردها ، لتعيشها من جديد . فالرجل باق في أعماقها وجذوره متمكنة من وجدانها. أما آمال ، فتعزية لها في وحدتها وربما تعويض عن غيابه .
- كم هي أفكارك متخلفة و متزمتة .
هذه المرة كانت صدمة ، لها وقع الصفعة . صاحت : " آمال !" فلم تجب وانسحبت إلى غرفتها. حاولت
اللحاق بها و تأنيبها لكنها أوصدت الباب معرضة عن توسلاتها واعتذارها..." يبدو أنني أخطأت و قسوت عليها ، فالزمن زمنهن ."
تصل إلى الشاطئ . لحسن الحظ أنه خال . الجو صحو، لكنه يبدو لها غير ذلك . ثمة كآبة تجثم على المكان ويبدو البحر كالغول . هو كذلك بالنسبة إليها منذ ابتلع أخاها الأصغر وهي لا تزال يافعة . تحس بالذنب و بعبء مسؤوليتها في ذلك لأنها لم تنتبه جيدا إليه و استسلمت للعب كالذكور... هكذا واجهها الجميع .
تعود للبكاء وتتلفت من حولها . يلذ لها نزع حذائها وحفر الرمال بقدميها فتحس بالانتعاش وبما يشبه الخدر يسري في جسدها . شتان ما بين الصيف والربيع . هنا كانت تتمدد الأجساد شبه عارية لتلفحها شمس يوليوز وغشت الملتهبة . وتتخيل نفسها كذلك فيقشعر بدنها .
- أنت معقدة يا أختي وستصيبين ابنتك بالعدوى .
جارتها صارت قاسية معها، بل ومتناقضة . فهي التي كانت لا تفتأ تحذرها من إطلاق العنان للبنت خشية خروجها عن الطريق وفساد أخلاقها ، وهي التي عابت عليها شراء أحمر الشفاه وصباغة الأظافر لآمال يوم عيد ميلادها ونعتتها ب"المفلسة"، شأنها في ذلك شأن الزملاء في العمل الذين يصفونها بالبليدة دون أن تدري لماذا . لكنها تعلم علم اليقين أن كل تصرف منها مآله الاستهجان والاستنكار، سواء في تزينها للحفلات أو اعتكافها للصلاة . فهي قليلة الحشمة ولا ترعى ذمة ولا حرمة وتستدرج الرجال بتصابيها. وهي أيضا تتستر بالصلاة وتدعي الورع والتقوى و"يا ما تحت السواهي دواهي". لماذا لم تتزوج ؟ أيعقل أن تظل أرملة شابة دون زواج منذ رحيل الزوج ، وما أطولها من مدة ؟ هيه... الناس أسرار . يقال إنها متعلقة جدا بابنتها ، وهذا من أسباب وفاة المرحوم . ومرض الفتاة ؟.. الله يستر."
الشمس تجري للمغيب . تحس خديجة بالبرد والجوع فتنهض متثاقلة . يبدو لها المنزل موحشا وتنفر منه نفسها، لكن أين الملا ذ ؟ وتنظر إلى ساعتها . السابعة مساء . سجى الليل دون أن تشعر به . ينبعث من حجرة آمال نور فترتاح نفسها وتشعر بشيء من الدفء . وتلتقي بالجارة فتبادرها هذه بانفعال ظاهر :
- خديجة ... مساء الخير. اسمعي ... لقد أصيبت آمال بوعكة ...
خفق قلبها بعنف .
- آمال؟...ما لها ؟ وأين هي ؟
- هي عندي . لقد صحبتها عند الطبيب... حالتها كانت حرجة و...
همت بالدخول فاستوقفتها المرأة هامسة :
- اتركيها ترتاح الآن .
- سآتي بها إلى حجرتها ، فهذا أفضل – قالت بحزم وحدة – أين هي ؟
- حسنا ، اتركيني أقنعها .
- تقنعيها ؟ بل مريها ... سأعد لها سريري لتبيت معي في حجرتي .
تعود أدراجها وهي كلها غليان ، وتنصرف الأخرى ممتعضة . ماذا تحسب نفسها هذه الدخيلة ؟ لكنها تهدأ بعض الشيء وهي تلمح البنت مقبلة في عياء. صمت رهيب يسود البيت .
- كيف حالك... ابنتي ؟
لا رد سوى همهمة... أحسن من لا شيء .
- هل أعد لك شيئا تأكلينه ؟
تهز رأسها مهمهمة مرة أخرى وتضيف أشياء غير مفهومة.
- آمال ابنتي... ما لك ؟
يتقلص وجه الفتاة و تبدو عليه من جديد علامات الاشمئزاز فتقول بصوت واهن :
- قلت لك لا شيء ... ألم تسمعي ؟
- لكن ... ما هذه اللهجة التي تحدثينني بها ؟ أسألك عما بك فتجيبينني بهذه الفظاظة .
- ومتى أهمك أمري ؟
يختلج فؤادها وتصطك ركبتاها . تحس أن الليلة تنطوي على أمر جلل . ليكن ، يجب وضع حد نهائي لهذا الموقف الشاذ والغريب .
- متى أهمني أمرك ؟... ومتى أهملتك ؟
- بل قولي متى أهملتنا – ترد الفتاة بنفس الصوت الواهن لكن بنفس القسوة .
- أهملتكم ؟... أنت و... من ؟
تنفخ آمال متبرمة وتجيب :
- كأنك لا تعرفين ... أنا وجدتي و ... أبي .
طنين وأزيز يصمان أذنيها كمن تلقى صفعة ، وشلل يدب في أطرافها، لكنها تتماسك .
- رحمة الله عليه . ماذا فعلت له ولجدتك ؟ ... هذه الجدة – لعلمك – هي أمي، وهي التي فضلت العيش وحيدة في بيت جدك .
- وأبي مات بسببك .
يكاد يغمى عليها .
- المجنونة ... هل تعين ما تقولين ؟ كيف تجرئين و... من قال لك هذا الكلام ؟
يلوح التشفي على شفتي الفتاة غير عابئة بقسمات وجه أمها المتقلص من الأ لم ونبرات صوتها الباكية.
- قولي ... من لخبط عقلك ؟... انتظري ... ألا تكون هذه الحية ...
- ليست حية ولم تقل إلا الحقيقة ... كانت طيبة معك رغم استحواذك على أبي وخطفه منها .
- الآن فهمت – قالت خديجة ضاحكة وباكية في هستريا- فهمت وكان علي أن أفهم منذ البداية .
تطرق قليلا ثم ترفع رأسها وتقول في هدوء :
- اسمعي يا آمال يا بنتي... لم يبق لنا هنا مقام . سنرحل... أنت مريضة ويجب عليك تجنب كل انفعال . لننس كل ما قيل و...
- لن أرحل ... لن أرحل . مرضي كان بسببك . تريدين قتلي كما قتلت أبي من قبل ليخلو لك الجو...
- اخرسي .
كانت صفعة مدوية حملت كل آلام الماضي وكل الصفعات التي تلقتها في حياتها . تنظر إلى الفتاة الملقاة على البلاط دون حراك فيقشعر بدنها وتميد الأرض بها..." قتلتها... الآن ، حقا، قتلتها ." ثم تختلط الأشياء والأصوات من حواليها فلا تميز بين الوجوه المحدقة بها لكنها تنتفض لنحيب آمال..." ياللفرحة !.. لا زالت حية !"... ثم لاشيء سوى السواد والصمت . سواد مغلف بتموجات غريبة ، ملفف بخيوط وجدائل تغوص في متاهات . هل هو الموت أم الراحة المطلقة ؟ أم هما معا ؟ مالفرق بين الوعي واللاوعي ؟ أحلام المنام . أحلام اليقظة . سيان . وجه غريب ينحني عليها ويتفحصها ، بينما يد تربت على جبهتها . لكن حين تنجلي الغشاوة ، تعرف أمها . تتعانقان وتنتحبان طويلا.
- لا داعي لإضاعة الوقت وتعالي نتفقد صحة آمال . لقد صحبتها الجارة إلى المصحة .
- من أذن لها بذلك ؟
- لنذهب . هيا بسرعة وكفي عن الكلام .
تنصاع لأمها كما كانت تفعل في صباها ، وتنساق لخطواتها الحثيثة فلا تلقي بالا لما حولها ولا تنتبه لخروج الجارة من المصحة مهرولة إلا حين تستوقفها الجدة مستفسرة ، فتتوقف لحظة وتحدق فيهما بعينين زائغتين ، و تزم شفتيها ثم تدور على أعقابها و تنصرف لا تلوي على شيء .
- اللهم يا لطيف الطف – تردد الأم بصوت متهدج .
- كنت أعرف أني قتلتها – تقول خديجة في هذيان .
- اخرسي ... ها هو الطبيب .
ترنوان إليه في ابتهال ، فيتقدم نحوهما وعلامات الحيرة تعلو وجهه الملتحي :
- أنت أم الفتاة ؟ لا بأس عليها . اجتازت مرحلة الخطر. شفاؤها شبه معجزة . أمر محير حقا . كان يجب عليها أن تنفجر باكية . على العموم اطمئنا وادخلا ، فهي تلح على رؤية أمها .
بياض الجدران والأبواب والأسرة يزداد نصاعة . وعبر النوافذ تلوح سماء مارس الصافية و شمسه الزاهية . تستند خديجة على كتف أمها وتهمس:
- ادخلي أنت . أحس بقواي تخونني . سأتمدد على هذه الأريكة لأستريح ثم ألحق بك .
وحين تستلقي ، تحس بشبه غيبوبة وتهيم في ذكريات موغلة في الماضي فتتنهد وهي تنظر إلى باب الحجرة المورب وتهمس :
- الآن أستطيع أن أستريح حقا... شكرا لك ربي ."[/justify]


قديم 02-10-2012, 04:38 PM
المشاركة 2
ريانة القحطاني
مملوءة جَمـَال
  • غير موجود
افتراضي
أ.رشيد الميموني
أخذتني لأبعاد الحكاية حيث يكمن تفكيري في أشياء كثيرة
دارت في خاطري وأنا أقرأ هذه القصة الجميلة
من تضحيات إلا أخطاء في القرارات إلا شرور الناس والكثير

أمتعت وأبدعت
ألف تحية تطوق يمينك

قديم 02-10-2012, 06:08 PM
المشاركة 3
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ.رشيد الميموني
أخذتني لأبعاد الحكاية حيث يكمن تفكيري في أشياء كثيرة
دارت في خاطري وأنا أقرأ هذه القصة الجميلة
من تضحيات إلا أخطاء في القرارات إلا شرور الناس والكثير

أمتعت وأبدعت
ألف تحية تطوق يمينك
الكريمة ريانة ..
شرف كبير لي أن تلقى هذه القصة إعجابك وسأكون سعيدا بتواجدك الدائم على متصفحي ليكون ذلك حافزا لي على مزيد من العطاء ..
شكرا لك من كل قلي على تجاوبك هذا .
ولك باقة ورد تليق بمقامك .

قديم 02-16-2012, 01:28 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشتغل النص على صفعتين و ليس صفعة واحدة
الأولى منهما كانت تذكيرا و عقوبة مع أنها كانت إلى حد ما معنوية و أشير إليها إشارة في النص أو فهمت من خلال السياق و الصفعة المادية المذكورة حقا كانت ترياقا و شفاءا و إعادة الأمور إلى نصابها
ففين استغلت الجارة الانسحاب العاطفي الذي عانت منه الفتاة إثر وفاة أبيها و هذا الانسحاب طبيعي جدا و متوقع خصوصا في عمر لا يعي حتمية الموت و حكمة الخالق بالشكل الكافي و غالبا الفاقد يبحث عمن يحمله مسؤولية غياب الآخر( موته )
هذه إحدى مراحل الحزن الخمس و التي عادة تنتهي بشكل طبيعي أيضا إذا لم تجد من يعوقها في مرحلة منها و يبني عليها و هذا ما حصل
الصفعة كانت ضرورية جدا إذا لأنها حركت ما يعيق المجرى لتصل بالحزن و إلقاء اللوم نحو نتيجته المنطقية
الصفعة التي تلقتها الجارة كانت الأصعب حين طردتها الفتاة
الحقيقة أن النص متميز جدا و خبأ ما بين السطور الكثير من القضايا التي يمكن معالجتها مثل نظرة المجتمع للأرملة، النفاق الاجتماعي، كيفية التعامل مع من يسمون في علم النفس " مستنزفو الطاقة" و هم كثر في حياتنا اليومية من أمثال الجارة ،المسافة القائمة بين الوالدين و أولادهم المراهقين
أ. رشيد الميموني
سعدت جدا بقراءة هذا النص
تحيتي لك

قديم 02-16-2012, 07:45 PM
المشاركة 5
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هل بصفعتها ايقظت ابنتها ..

واحست انها تهتم فعلا ...

نص جميل .. غامض قليلا

يدعو للتفكير, استمتعت به.

شكرا لك .. بورك القلم...

تحيتي واحترامي.

قديم 02-17-2012, 01:28 AM
المشاركة 6
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشتغل النص على صفعتين و ليس صفعة واحدة
الأولى منهما كانت تذكيرا و عقوبة مع أنها كانت إلى حد ما معنوية و أشير إليها إشارة في النص أو فهمت من خلال السياق و الصفعة المادية المذكورة حقا كانت ترياقا و شفاءا و إعادة الأمور إلى نصابها
ففين استغلت الجارة الانسحاب العاطفي الذي عانت منه الفتاة إثر وفاة أبيها و هذا الانسحاب طبيعي جدا و متوقع خصوصا في عمر لا يعي حتمية الموت و حكمة الخالق بالشكل الكافي و غالبا الفاقد يبحث عمن يحمله مسؤولية غياب الآخر( موته )
هذه إحدى مراحل الحزن الخمس و التي عادة تنتهي بشكل طبيعي أيضا إذا لم تجد من يعوقها في مرحلة منها و يبني عليها و هذا ما حصل
الصفعة كانت ضرورية جدا إذا لأنها حركت ما يعيق المجرى لتصل بالحزن و إلقاء اللوم نحو نتيجته المنطقية
الصفعة التي تلقتها الجارة كانت الأصعب حين طردتها الفتاة
الحقيقة أن النص متميز جدا و خبأ ما بين السطور الكثير من القضايا التي يمكن معالجتها مثل نظرة المجتمع للأرملة، النفاق الاجتماعي، كيفية التعامل مع من يسمون في علم النفس " مستنزفو الطاقة" و هم كثر في حياتنا اليومية من أمثال الجارة ،المسافة القائمة بين الوالدين و أولادهم المراهقين
أ. رشيد الميموني
سعدت جدا بقراءة هذا النص
تحيتي لك
[justify]تحليل ولا أروع .. ونقد ولا أبهى ..
الرائعة ريم .. شعرت أنني أنجزت فعلا عملا يمكن أن افتخر به أمام هذا الزخم من التعابير التي سبرت غور القصة و أحاطبت بالعديد من جوانبها .
كلمات الشكر لا يمكنها أن تفيك حقك من التكريم ..
أرجو ان تتقبلي مني باقة ورد تليق بمقامك و شخصك النبيل .
مع كامل مودتي و تقديري .
رشيد .[/justify]

قديم 02-17-2012, 01:33 AM
المشاركة 7
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل بصفعتها ايقظت ابنتها ..

واحست انها تهتم فعلا ...

نص جميل .. غامض قليلا

يدعو للتفكير, استمتعت به.

شكرا لك .. بورك القلم...

تحيتي واحترامي.
[justify]العزيزة ريما ..
أحيانا نكون في أمس الحاجة لصدمة مادية أو معنوية لكي نستفيق من صدمة أخرى .. والفتاة بكآبتها و حزنها وما اختزنه قلبها الصغير من غل وحقد على أمها ، كانت في حاجة إلى هذه الصفعة لتنفس عن قلبها .
أشكرك جزيل الشكر على هذا المرور العبق وأرجو أن تتكرر زياراتك لمتصفحي .
مودتي .[/justify]


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.