قديم 12-18-2013, 10:40 PM
المشاركة 11
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ومنها الردة بالشك:
عرضنا للردة التي تكون بالقول، والردة بالعمل، والردة بالعقيدة، أما الردة بالشك فمثل الذي يقول: أنا لا أدري هل الله حق أم لا؟ أنا شاك، هذا كافر كفر شك، أو قال: أنا لا أعلم هل البعث حق أم لا؟ أو قال: أنا لا أدري هل الجنة والنار حق أم لا؟ أنا لا أدري، أنا شاك.
فمثل هذا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافراً لشكه فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وبالنص والإجماع.
فالذي يشك في دينه ويقول: أنا لا أدري هل الله حق؟ أو هل الرسول حق؟ وهل هو صادق أم كاذب؟ أو قال: لا أدري هل هو خاتم النبيين؟ أو قال: لا أدري مسيلمة كاذب أم لا؟ أو قال: ما أدري هل الأسود العنسي - الذي ادعى النبوة في اليمن - كاذب أم لا؟ هذه الشكوك كلها ردة عن الإسلام، يستتاب صاحبها ويبين له الحق، فإن تاب وإلا قتل. ومثل لو قال: أشك في الصلاة هل هي واجبة أم لا؟ أو الزكاة هل هي واجبة أم لا؟ وصيام رمضان هل هو واجب أم لا؟ أو شك في الحج مع الاستطاعة هل هو واجب في العمر مرة أم لا؟ فهذه الشكوك كلها كفر أكبر يستتاب صاحبها، فإن تاب وآمن وإلا قتل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه)) رواه البخاري في الصحيح[24].
فلا بد من الإيمان بأن هذه الأمور - أعني الصلاة والزكاة والصيام والحج - كلها حق وواجب على المسلمين بشروطها الشرعية، هذا الذي تقدم هو القسم الأول من القوادح، وهو القسم الذي ينقض الإسلام ويبطله، ويكون صاحبه مرتداً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
أما النوع الثاني: فهو وجود القوادح دون الكفر، لكنها تضعف الإيمان وتنقصه، وتجعل صاحبها معرضاً للنار وغضب الله، لكن لا يكون صاحبها كافراً.
وأمثلة ذلك كثيرة منها: الزنا إذا آمن أنه حرام ولم يستحله، بل يزني ويعلم أنه عاص، هذا لا يكون كافراً وإنما يكون عاصياً، لكن إيمانه ناقص، وهذه المعصية قدحت في عقيدته لكن دون الكفر، فلو اعتقد أن الزنا حلال صار بذلك كافراً.
وهكذا لو قال: السرقة حلال، أو ما أشبه ذلك، يكون كافراً؛ لأنه استحل ما حرم الله، وكذلك الغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وأكل الربا وأشباه ذلك، كل هذه من القوادح في العقيدة المضعفة للدين والإيمان.
وهكذا البدع، وهي أشد من المعاصي، فالبدع في الدين تضعف الإيمان، ولا تكون ردة ما لم يوجد فيها شرك.
ومن أمثلة ذلك: بدعة البناء على القبور، كأن يبني على القبر مسجداً أو قبة، فهذه بدعة تقدح في الدين وتضعف الإيمان، لكن إذا بناها وهو لا يعتقد جواز الكفر بالله، ولم يقترن بذلك دعاء الميتين والاستغاثة بهم والنذر لهم، بل ظن أنه بفعله هذا يحترمهم ويقدرهم، فهذا العمل حينئذ ليس كفراً، بل بدعة قادحة في الدين تضعف الإيمان وتنقصه، ووسيلة إلى الشرك.
ومن أمثلة البدع: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي حيث يحتفل بعض الناس في الثاني عشر من ربيع الأول بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون، ولم يفعلها أهل القرن الثاني ولا الثالث، بل هذه بدعة محدثة[25].
أو الاحتفال بمولد البدوي، أو عبد القادر الجيلاني، أو غيرهما، فالاحتفال بالموالد بدعة من البدع، ومنكر من المنكرات التي تقدح في العقيدة؛ لأن الله ما أنزل بها من سلطان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) رواه مسلم[26]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته[27]، أي فهو مردود عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) خرجه مسلم في صحيحه[28]، وقال: ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[29]، فالبدع من القوادح في الدين التي دون الكفر، إذا لم يكن فيها كفر، أما إذا كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به وطلبه النصر صار شركاً بالله، وكذا دعاؤهم يا رسول الله انصرنا، المدد المدد يا رسول الله، الغوث الغوث، أو اعتقادهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو غيره، كاعتقاد بعض الشيعة في علي والحسن والحسين أنهم يعلمون الغيب، كل هذا شرك وردة عن الدين، سواء كان في المولد أو في غير المولد.
ومثل هذا قول بعض الرافضة: إن أئمتهم الإثني عشر يعلمون الغيب، وهذا كفر وضلال وردة عن الإسلام؛ لقوله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ[30]، أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية، وذكر ما جرى في مولده وغزواته، فهذا بدعة في الدين تنقصه ولكن لا تنقضه.
ومن البدع: ما يعتقده بعض الجهال في شهر صفر من أنه لا يسافر فيه، فيتشاءمون به[31]، وهذا جهل وضلال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة)) متفق على صحته، وزاد مسلم: ((ولا نوء ولا غول))[32]؛ لأن اعتقاد العدوى والطيرة والتعلق بالأنواء، أو الغول[33]، كل هذه من أمور الجاهلية التي تقدح في الدين.
ومن زعم أن هناك عدوى فهذا باطل، ولكن الله جعل المخالطة لبعض المرضى قد تكون سبباً لوجود المرض في الصحيح، ولكن لا تعدي بطبعها، ولما سمع بعض العرب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى..)) قال: يا رسول الله الإبل تكون في الرمال كأنها الظباء فإذا دخلها الأجرب أجربها، قال صلى الله عليه وسلم ((فمن أعدى الأول))[34] أي: من الذي أنزل الجرب في الأول[35]. فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى إذا شاء أجربها بسبب هذا الجرب، وإن شاء لم يجربها. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يوردن ممرض على مصح))[36] يعني لا توردوا الإبل المريضة على الصحيحة، بل تكون هذه على حدة وهذه على حدة، وذلك من باب اتقاء الشر والبعد عن أسبابه، وإلا فالأمور بيد الله، لا يعدي شيء بطبعه إنما هو بيد الله: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[37]، فالخلطة من أسباب وجود المرض فلا تنبغي الخلطة، فالأجرب لا يخالط الصحيح، هكذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الاتقاء والحذر من أسباب الشر، لكن ليس المعنى أنه إذا خالط فإنه سيعدي لا، قد يعدي وقد لا يعدي، والأمر بيد الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((فمن أعدى الأول؟)).
ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))[38]، والمقصود: أن تشاؤم أهل الجاهلية بالعدوى وبالتطير أو الهامة وهي روح الميت، يقولون: إنها تكون كأنها طائر حول قبره يتشاءمون بها، وهذا باطل لا أصل له، وروح الميت مرتهنة بعمله إما في الجنة أو النار.
والطيرة والتشاؤم بالمرئيات والسمعيات من عمل الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون إذا رأوا شيئاً لا يناسبهم مثل الغراب، أو الحمار الأسود، أو مقطوع الذنب، أو ما أشبه ذلك، فيتشاءمون به، هذا من جهلهم وضلالهم، قال الله جل وعلا في الرد عليهم: أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ[39]، فالله بيده الضر والنفع، وبيده العطاء والمنع، والطيرة لا أصل لها، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له، بل هو شيء باطل، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((لا طيرة))، ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به ألا يرجع عن حاجته، فلو خرج ليسافر وصادفه حمار غير مناسب، أو رجل غير مناسب أو ما أشبه ذلك، فلا يرجع، بل يمضي في حاجته ويتوكل على الله، فإن رجع فهذه هي الطيرة، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر، بل هي من الشرك الأصغر.
وهكذا سائر البدع كلها من القوادح في العقيدة، لكنها دون الكفر، إن لم يصاحبها كفر. فهذه البدع مثل بدعة الموالد، والبناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ومثل صلاة الرغائب هذه كلها بدع، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج التي يحددونها بسبع وعشرين من رجب، هذه بدعة ليس لها أصل، وبعض الناس يحتفل بليلة النصف من شعبان ويعمل فيها أعمالاً يتقرب بها، وربما أحيا ليلها أو صام نهارها يزعم أن هذا قربة، فهذا لا أصل له، والأحاديث فيه غير صحيحة، بل هو من البدع.
والجامع في هذا أن كل شيء من العبادات يحدثه الناس ولم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ولم يقره فهو بدعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، وكان يقول في خطبة الجمعة: ((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))[40] يحذر الناس من البدع ويدعوهم إلى لزوم السنة صلى الله عليه وسلم.
فالواجب على أهل الإسلام أن يلزموا الإسلام ويستقيموا عليه، وفي هذا كفايتهم وكمالهم، فليسوا بحاجة إلي بدع، يقول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[41]، فالله أكمل الدين وأتمه بحمده وفضله، فليس الناس بحاجة إلى بدع يأتون بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ))[42].
فليس الناس بحاجة إلى بدع زيد وعمرو، بل يجب التمسك بما شرعه الله، والسير على منهج الله، والوقوف عند حدوده، وترك ما أحدثه الناس، كما قال الله سبحانه وتعالى ذماً للبدع وأهلها: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[43].
وفق الله الجميع لما فيه الخير، وأصلح أحوال المسلمين، ووفقهم للفقه في دينه، وجنبهم أسباب الزيغ والضلال والانحراف، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[1] سورة آل عمران الآية 19.

[2] سورة المائدة الآية 3.

[3] سورة آل عمران الآية 58.

[4] جزء من حديث رواه البخاري (3442، 3443)، ومسلم (2365) (143، 144، 145) وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال في (مختار الصحاح): بنو العلات: أولاد الرجل من نسوة شتى، سميت بذلك لأن الذي تزوج أخرى على أولى قد كانت قبلها ناهل، ثم علَّ من هذه، والعلل: الشرب الثاني، يقال عَلَلُ بعد نهل ا. هـ. قال الحفظ ابن حجر رحمه الله: (معنى الحديث: أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع) انظر فتح الباري (6/ 489).

[5] سورة المائدة الآية 48.

[6] سورة الأعراف الآية 157.

[7] سورة الحج الآية 78.

[8] جزء من حديث رواه البخاري (335، 438، 3122)، ومسلم (521).

[9] سورة البقرة الآية 185.

[10] سورة الحج الآية 62.

[11] صحيح البخاري (8/ 139).

[12] صحيح البخاري (3017).

[13] صحيح البخاري (6923)، صحيح مسلم (1733، 15)، واللفظ هنا لمسلم في (باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها)، من كتاب الإمارة.

[14] صحيح البخاري (3017).

[15] المسند (5/ 346)، سنن الترمذي (2623)، سنن النسائي (1/ 231، 232)، سنن ابن ماجه (1079) من حديث بريدة رضي الله عنه.

[16] صحيح مسلم، كتاب الإيمان 35 ـ باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم (86)، ورواه الإمام أحمد بلفظ)) بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة)) المسند (3/ 389)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-19-2013, 08:46 AM
المشاركة 12
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الرد على شبهة كيفية نزول الله إلى سماء الدنيا

للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في شرح العقيدة السفارينية :272( وصفة النزول )
يعني من الأمور التي نثبتها لله ، وهي ثابتةٌ له من غير تمثيل صفة النزول وفيه عدة مباحث :
المبحث الأول : ما معنى النزول وهل الله سبحانه وتعالى ينزل بذاته ؟
النزول : يعني إلى السماء الدنيا ، وذلك لأنه تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو اشتهر اشتهاراً قريباً من التواتر أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ينزل - نزولاً حقيقياً ؛ بذاته إلى السماء الدنيا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له )).
وقائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن يجب علينا أن نؤمن بأنه أعلم الناس بالله ، وأنه أصدق الخلق مقالاً ، وانصحهم مقصداً ، وأفصحهم نطقاً ، فلا أحد أنصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم للخلق ، ولا أحد من الخلق أفصح منه ولا أبلغ ، ولا أحد من الخلق أصدق منه ، ولا أحد من الخلق أعلم منه بالله . وهذه صفات أربع يتصف بها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبها يتم الكلام ، وهي : العلم والصدق والنصح والفصاحة .
فإذا قال : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ، فإن مراده يكون نزوله تعالى بذاته ، وقد صرح أهل السنة بأن المراد نزوله بذاته ، وصرحوا بكلمة بذاته مع أننا لا نحتاج إليها ، لأن الأصل أن كل فعل أو اسم أضافه الله إليه فهو إلى ذاته ، فهذا هو الأصل في الكلام .
فلو قلت في المخلوقين : هذا كتاب فلان ، فإن المعنى أن هذا كتابه نفسه لا غيره ، وكذلك لو قلت : جاء فلان ، فإن المراد أنه جاء هو نفسه لا غيره .
وهكذا كل ما أضافه الله إلى نفسه من فعل أو اسم فالمراد إليه ذاته ، لكن على وجه لا نقص فيه ، فمثلاً ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) أضافه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذات الله فقال : ( ربنا ) فوجب أن يكون المراد نزوله بذاته ، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن المراد : ينزل ربنا بذاته سبحانه وتعالى .
والدليل على إجماعهم أنه لم يرد عنهم ولو كلمةً واحدةً في أن المراد : ينزل شيء آخر غير الله ، وهم يقرؤون هذا الحديث ، فإذا كانوا يقرؤونه ، ولم يرد عنهم أنهم قالوا : إن المراد : ينزل رحمة من رحمته ، أو ملك من ملائكته ، علم أنهم أثبتوا نزوله بذاته ، لكن لم يقولوا بذاته ، لأنه لم يظهر في زمنهم محرفون يقولون : إن المراد : ينزل أمره أو رحمته أو مَلك من ملائكته حتى يحتاجوا إلى قول: ينزل بذاته، لكن لما حدث هؤلاء المحرفون احتاج أئمة المسلمين إلى أن يقولوا ينزل بذاته، ولكل داءٍ دواءٌ يناسبه. إذاً ينزل ربنا إلي السماء نزولاً حقيقياً،والذي ينزل هو الله تعالى بذاته، لا رحمةٌ من رحمته ولا مَلكٌ من ملائكته، والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ينزل ربنا ) . فالله هو الذي ينزل .
المبحث الثاني : هل النزول يستلزم أن تكون السماء الدنيا تقله ، والسماء الثانية فوقه ؟
والجواب : لا يلزم ، بل نعلم أنه لا يمكن ، وذلك لأنه لو أقلته السماء الدنيا لكان محتاجاً إليها ، ولو أقلته السماء الثانية لكانت فوقه ، والله سبحانه وتعالى له العلو المطلق أزلاً وأبداً ، إذاً فليست السماء الدنيا تقله ولا السماء الأخرى تظله .
المبحث الثالث : هل إذا نزل إلى السماء الدنيا يخلو منه العرش أو لا يخلو ؟
في هذا ثلاثةُ أقوال لعلماء السنة :
•فمنهم من قال : إن العرش يخلو منه .
•ومنهم من قال : إن العرش لا يخلو منه .
•ومنهم من توقف .
فأما الذين قالوا : إن العرش يخلو منه ، فقولهم باطل ، لأن الله أثبت أنه استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض ، ولم ينفِ هذا الاستواء في الحديث حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ينزلُ ربنا إلى السماء الدنيا ) ، فوجب إبقاء ما كان على ما كان ، وليس الله عز وجل كالمخلوقات ، إذا شغل حيزاً فرغ منه الحيز الآخر ، نعم ، نحن إذا نزلنا مكاناً خلا منا المكان الآخر ، أما الله عز وجل فلا يقاس بخلقه . فهذا القول باطل لا شك فيه .
ويبقى النظر في القولين الآخرين ، وهما : التوقف ، أو أن نقول : إنه لا يخلو منه العرش .
فذهبت جماعة من العلماء رحمهم الله إلى التوقف ، وقالوا : ما لنا ولهذا السؤال أصلاً . ولا ينبغي أن نورد هذا السؤال ؛ لأننا لسنا أشد حرصاً على العلم بالله من الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا ، فنقول : هذا السؤال من أصله غير وارد ، ونقول لمن أورده : أنت مبتدع ودعنا من هذا .
وعندي أن هذه الطريقة أسلم طريقة ؛أن لا نسأل عن شيء لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم ، وأن نلقم من سأل عنه حجراً ، فإذا قال قائل : أنا أريد المعقول ، قلنا : اجعل عقلك في نفسك ، وفكر في نفسك ، أما في مثل هذا الأمر فلا تفكر فيه ما دام لم يأتك خبر عنه .
وللأسف فإن بعض الناس يجادل ويقول : دعوني أتصور النزول حقيقة حتى أتبين هل خلا منه العرش أم لا ؟ ، فنقول : سبحان الله ! ألا يسعك ما وسع الصحابة رضي الله عنهم ؟ اسكت واترك هذا الكلام الذي لم يقله الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهم أشد الناس حرصاً على العلم بالله ، وأعلم الناس بالله .
وذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يخلو منه العرش ، لأن الله تعالى ذكر أنه استوى على العرش حين خلق السموات والأرض ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا نزل خلا منه العرش ، فالواجب بقاء ما كان على ما كان ، فهو سبحانه استوى على العرش ، ولم يزل مستوياً عليه ، وينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ، والله على كل شيء قدير ، وهو سبحانه لا يقاس بخلقه.
كما إننا نقول جزماً : إنه إذا نزل إلى السماء الدنيا لم يكن نازلاً على المخلوقات ، بل هو فوق كل شيء ، وإن كان نازلاً إلى السماء الدنيا ؛ لأن الله لا يقاس بخلقه ، والى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن العرش لا يخلو منه. ولكني أميل إلى ترجيح القول الثاني وهو التوقف وألا يورد هذا السؤال أصلا ، وإذا كان الإمام مالك رحمه الله لما قال له القائل : الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى ؟ قال : السؤال عن هذا بدعة ، فإننا نقول في هذا : السؤال عنه بدعة .
المبحث الرابع : استشكل كثيرٌ من الناس في عصرنا : كيف ينزل الله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ونحن نعلم أن ثلث الليل الآخر لا يزال سارياً جارياً على الأرض وتحت السماء ، فيلزم من ذلك أن يكون النزول إلى السماء الدنيا دائماً ؟
والجواب على هذا أن نقول : ليس هناك إشكال في نزول الله تعالى في الثلث الأخير رغم استمرار تتابعه على الأرض ، ونحن نؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ينزل حتى يطلع الفجر )) ، فإذا كان كذلك فالواجب علينا ألا نتجاوزه ، فما دام ثلث الليل الآخر باقياً في منطقة من المناطق الأرضية فالنزول حاصل باقٍ ، ومتى طلع الفجر في هذه المنطقة فلا نزول ، وإن كان في الجهة الأخرى يوجد نزول ، والله على كل شيء قدير ، ولا يقاس سبحانه بالخلق ؛ فينزل إلى السماء في ثلث الليل الآخر في جهة من الأرض ، ولا ينزل بالنسبة لجهة أخرى ليس فيها ثلث الليل .
والحقيقة أن الإنسان إذا لزم الأدب مع الله ورسوله اطمأن قلبه ، واستراح من التقديرات ، أما إذا كان يورد على نفسه هذه المسائل فإنه ينتقل من مشكلةٍ إلى أخرى فيخشى عليه من الشك ، نسأل الله العافية وأن يرزقنا اليقين ، ولهذا يقول بعض السلف : أكثر الناس شَكاً عند الموت أهل الكلام ، لأنهم فتحوا هذه المشاكل على أنفسهم وعجزوا عن حلها ، لكن لو لزموا الأدب وقالوا ما قال الله ورسوله ، وسكتوا عما سكت عنه الله ورسوله ، لسلموا من هذا كله .
فمثلاً لو كان أحدنا في المنطقة الشرقية وقد أذن الفجر ، والآخر في المنطقة الغربية وهو في آخر الليل ، فإننا نقول : هذا وقت نزول ربنا عز وجل بالنسبة للذي في المنطقة الغربية ، ونقول للآخر : انتهى وقت النزول .
وليس في هذا إشكال ؛ فالذين هم في ثلث الليل يجتهدون في الدعاء لأنه وقت إجابة ، والآخرون انتهى عندهم وقت النزول ، ونسلم من هذه الإشكالات ، ونتشوف كل ليلة إلى ثلث الليل متى يأتي حتى ندعو الله فيه .
أما هذه الإشكالات التي تورد فهي في الحقيقة من سفه الإنسان ، وقلة رشده ، ومن قلة أدبه مع الله ورسوله ، والذي ينبغي لنا ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( اسلم تسلم ) . ونحن نقول أيضاً : اسلم تسلم ، لكن ليس المراد هنا الدخول في الإسلام ، وإنما المراد : استسلم للنصوص ، حتى تسلم .
المبحث الخامس : هل النزول من الصفات الفعلية أو من الصفات الذاتية ؟
والجواب : النزول من الصفات الفعلية ، لأنه فعل يتعلق بالمشيئة ، وكل فعل يتعلق بالمشيئة فإنه من الصفات الفعلية .
وقد أنكر بعض الناس صفات الأفعال ، وقال : صفات الأفعال لله باطلةً ، ولا يمكن أن نثبت لله فعلاً يتعلق بمشيئته إطلاقاً ؛ فلا ينزل ؛ ولا يجيء يوم القيامة ؛ ولا يتكلم بكلام محدث ، ثم عللوا ذلك بشبهة عظيمة تنطلي على طالب العلم الصغير ، حيث قالوا : إن هذا الفعل أو هذا الكلام ، إن كان صفة كمال ، وجب أن يتصف الله به دائماً ، وإن كان صفة نقص فإنه لا يجوز أن يوصف به ، لأن الله منزه عن النقص .
فكل فعل اختياري لله يجب أن ننكره بزعمهم ، ويقولون : إن الله لا تقوم به الأفعال الاختيارية ؛ لأن هذه الأفعال إن كانت كمالاً وجب أن يكون الله متصفاً بها دائماً ، وإن كانت نقصاً لزم أن لا يتصف بها أبداً .
والجواب على هذه الشبهة أن نقول لهم : إنها صفة كمال في محلها ، والحكمة لا تقتضيها في غير محلها ، فلو جاءت في غير محلها لكانت نقصاً ، أرأيت لو أن ولدك أساء فضربته لكان ضربك إياه في ذلك الوقت حكمةً وكمالاً ، لكن ضربك إياه وهو يطيع نقص .
فنقول : هذه الأفعال الاختيارية كمال لله في محلها الذي تقتضيه الحكمة ،وفي غير محلها لا يمكن أن يتصف الله بها ، لأنها في غير محلها لا تقتضيها الحكمة ، والله سبحانه وتعالى أفعاله مقرونة بالحكمة ، وبهذا تزول هذه الشبهة .
وليعلم أيضاً - وهذه فائدة مهمة - أن جميع ما يتشبث به أهل الباطل في إبطال الحق هو شبهات وليس بحجج ، لقوله تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْه)(آل عمران: الآية 7) .
ونظير هذا من بعض الوجوه قول من قال من أهل الفلسفة : الدعاء لا فائدة منه فلا ندعو الله ؛ لأنه إن كان قدر لنا شيئاً فسيحصل بدون دعاء ، وإن كان الله لم يقدره فلن يحصل ولو دعونا . إذاً لا فائدةَ منه وعلمه بحالي كفاه عن سؤالي .
ونرد عليهم بشيء يسير تعرفه العجائز ، فنقول : إن الله قدره بهذا الدعاء ، وجعل له سبباً وهو الدعاء ، وإلا فقل : أنا لن أتزوج ، وإن كان الله قدر لي ولد فسيخرج من الأرض ، وإن لم يُقدر لي ولد فلن يخرج ولو تزوجت مائة امرأة . ولا أحد يقول هذا الكلام .
كذلك الدعاء أيضاً ، فإن الدعاء سبب لحصول المطلوب ، فإذا وفقت للدعاء فقد وفقت للإجابة ، لقوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )(غافر: من الآية 60) وهذا نظيرٌ من بعض الوجوه لقول من يقول : إن أفعال الله الاختيارية لا يمكن إثباتها ، لأنها إن كانت كمالاً وجب أن يتصف بها أزلاً وأبداً ، وإن كانت نقصاً وجب أن ينزه عنها أبداً ، نقول : هي كمال في محلها ، وفي غير محلها لا تقتضيها الحكمة فلا تكون كمالاً . إذاً النزول من صفات الأفعال .
المبحث السادس : هل أحد من أهل القبلة خالف في تفسير النزول على ما قلناه ؟
الجواب : نعم ؛ فمنهم من قال( ينزل ربنا ) : أي تنزل رحمة ربنا . ومنهم من قال ( ينزل ربنا ) : أي مَلك من ملائكته ، وهؤلاء إنما قالوا ذلك لأنهم ينكرون النزول الحقيقي.
والرد على هؤلاء أن نقول :
أولاً : أن قولهم هذا مخالف لظاهر النص ؛ لأن ظاهره أن الذي ينزل هو الله عز وجل .
ثانياً : أن قولهم هذا مخالفٌ لصريح النص في قوله تعالى : (من يدعوني) إذ إن الملك لا يمكن أن يقول للخلق من يدعوني فأستجيب له ، لأن هذا لا يقدر عليه إلا الله ، ولو أن أحداً قاله من الخلق لقلنا إنه نزل نفسه منزلة الخالق ، والملائكة مكرمون عن هذا ، فالملائكة يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون ، ويتبرؤون ممن يدعون غير الله .
وأيضاً فإذا قلنا : إن الرحمة هي التي تنزل إلى السماء الدنيا ، فإن هذا من الغلط ؛ لأن رحمة الله ليس غايتها السماء الدنيا ، بل إن الرحمة تنزل إلى الأرض حتى تبلغ الخلق ، وأي فائدة لنا إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا ؟!
ثم إن الرحمة تنزل كل وقت ، ولا تختص بثلث الليل الآخر ، فإذا خصصناها بثلث الليل الآخر فمعنى ذلك أن يبقى الزمن أكثره بدون رحمة .
ثم إن الرحمة لا يمكن أن تقول : من يدعوني فأستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ؛ لأن الرحمة صفة من صفات الله ، ولو قالت هذا القول لكانت إلهاً مع الله ، ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله ، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك ، فلو قال يا قدرة الله اغفر لي . يا مغفرة الله اغفر لي . يا عزة الله أعزيني . فهذا لا يجوز ، بل هو شرك ، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف ، مدعوة دعاء استقلالياً وهذا لا يجوز.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( برحمتك استغيث ) ، فهذا من باب التوسل ، يعني استغيث بك برحمتك ، فـ(الباء) هنا للاستغاثة والتوسل ، وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أو استغاث برحمة الله ، لكن استغاث بالله لأنه رحيم ، وهذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معنى له.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-19-2013, 01:52 PM
المشاركة 13
الحسين الحازمي
شاعر وأديب سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما شاءالله تبارك الله ..
مدرسة من العطاء لا تنضب
وجهاد بالكلمة الصادقة لا يتوقف
آجرك الله بكل حرف
مع التحية أيها السامق


قديم 12-24-2013, 11:35 AM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سياسة الرموز اليهودية وقول الله تعالى : ( لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا..)
مقلة لـ/ عبدالرحمن بن معاضة الشهري
مدير عام مركز تفسير للدراسات القرآنية
أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود

نهى الله المؤمنين في القرآن الكريم أن يقولوا كلمة (راعنا) أثناء خطابهم للنبي فقال :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [البقرة : 104] . ومعنى الآية : يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا للرسول محمد : راعنا, أي: راعنا سمعك، فافهم عنا وأفهمنا; لأن اليهود كانوا يقولونها للنبي يلوون ألسنتهم بها, يقصدون سبَّه ونسبته إلى الرعونة, وقولوا- أيها المؤمنون- بدلا منها: انظرنا, أي انظر إلينا وتعهَّدْنا, وهي تؤدي المعنى المطلوب نفسه واسمعوا ما يتلى عليكم من كتاب ربكم وافهموه .
ونحن دوماً نشير في فوائد هذه الآية إلى قاعدة سد الذرائع المفضية لما لا يجوز ، فنمنع من قول (راعنا) مع دلالتها على معنى المراعاة المقصود ، لمجرد احتمالها الدلالة على معنى الرعونة غير المقصود . غير أننا نغفل مسألة أخرى متعلقة بطريقة اليهود في إظهار كرههم للنبي ولأتباعه ومنهجه بأساليب خفية ماكرة ، يخفونها وراء كلمات وعبارات ورموز يمكن أن تكون عبارة (راعنا) مجرد مثال لها .
فالدارس لتاريخ اليهود وكتبهم وشروحها ، وما تفرع عنها كالتلمود ، وكذلك للحركات اليهودية التي خرجت من رحمها كالماسونية وغيرها يجد منهج (راعنا) هذا منهجاً مطرداً في حياة اليهود أينما حلوا ، وحيثما توجهوا . وقد ذهلت عندما تجولت بصحبة خبراء في مدينة واشنطن العاصمة من كثرة الرموز الدينية اليهودية والنصرانية المتأثرة باليهودية فيها ، وحتى اليوم تظهر هذه المنهجية في كل مخططاتهم وفلتات ألسنة محلليهم وخبرائهم وسياسييهم ، حيث إنهم لا يملكون القدرة على كتمان هذا الحقد مصداقا لقول الله تعالى :
(قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) .
وهذا السلوك اليهودي المتجذر فضل من الله على المسلمين ، حيث إنهم لو أحسنوا استقبال هذه الرسائل التي تفلت من هنا وهناك في أقوال وكتابات ومخططات اليهود لأمكن الانتصار عليهم وإبطال كيدهم ، فوق أن الله تكفل بإبطال كيدهم ، وإطفاء حرائقهم كما قال : (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64] ، واتخاذ التدابير اللازمة لإبطال كيدهم وخططهم على وجه السرعة جدير بإبطالها وردها ، غير أننا في هذا الزمان إن فهمنا المخططات كانت ردود أفعالنا بطيئة جداً لا تتناسب مع سرعة المخططات وتسارع تنفيذها في بلاد المسلمين اليوم .
إنَّ هذا السلوك المتأصل في اليهود نقطة من نقاط ضعفهم في التكتم - مع حرصهم عليه - على خططهم في الإفساد الذي عرف به اليهود وأصبح علامة مميزة لهم أينما حلوا ، فهل ينتهز المسلمون هذه النقطة لصالحهم بالقدر الكافي الذي يؤهلهم للانتصار ؟

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-13-2014, 08:05 AM
المشاركة 15
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعلم كيف تمسك بالقلم
مقالة للأستاذ/ محمد جاد الزغبي
المستشار الثقافي لمنتديات منابر الثقافية


عندما يكون هناك أب حنون وفى نظر المجتمع أنه يستحق هذا الوصف ويحسن تربية أبنائه تكون مؤهلات هذا الرأى فى الغالب عبارة عن رعاية الأب لطفله وعنايته به صحيا وتعليمه آداب المائدة وحمايته من نفسه .. إلى غير ذلك من أمور ..
ولو فرضنا أن هذا الأب شاهد ابنه يتلاعب بنصل سكين فسيكون ردة الفعل الطبيعية أن يهرع إليه مانعا إياه ثم يعلمه كيف يستخدمها ويمسكها ويحسن العناية بها حتى لا تصيبه بأذى ..
ولكن مع الأسف الشديد ..
وعندما يكبر الطفل قليلا ويأتى موعده مع القلم لأول مرة .. لا نشاهد لأغلبية الآباء فزعة ولا حرصا .. بل يترك الغالبية منهم تلك المهمة للمدرسة التى يلتحق بها الطفل ولأمه غالبا ..
ويكتفي هو بالمتابعة من بعيد فرحا بطفله الذى عرف كيف اسمه واسم أبيه بالانجليزية !

بالرغم من أن الإمساك بالقلم أشد خطورة وتأثيرا على طفله الذى سيصبح شابا فيما بعد وربما كاتبا .. تأثيره يعادل مائة ضعف خطورة وتأثير نصل السكين لو لم يحسن الإمساك به ويحسن استخدامه بحقه ..
فعدم الاهتمام بهذا الجانب قد يؤدى إلى ضياع موهبة فذة فى الطفل الذى يفتقد أهمية ومقدار القلم وبهذا تذبح موهبته فى مهدها .. ومن الممكن أن تنطلق الموهبة فنيا دون إدراك لمعنى وأهمية القلم فيكتسب المجتمع كاتبا موهوبا نعم .. لكنه أخطأ الطريق فاستخدم أسلوبه فى الهدم لا البناء كمثال عشرات الكتاب الذين أعطاهم الله تعالى حرفية الإمساك بالقلم ومنعهم التوفيق فيها فجلبوا بأقلامهم عشرات القراء ضحايا فكر مهترئ أو فكر عدوانى أو أعمال أدبية تتجاوز حدود الأخلاق والقي والعقيدة فتصبح وبالا وكان لها أن تصبح فى الأصل عنوان رحمة وفضل ..
ويحق لنا أن نسأل الأب الذى علم ولده كيف يمسك بنصل السكين وأهمل تعليمه حرفة القلم ..
هل جرح إصبع طفلك أعمق خطرا من شرخ موهبته أو قتلها .. وهل قطع أحد أصابع كفي طفلك أشد وبالا من قطع وتر الإيمان فى شباب قد تقرأ له فكرا منحرفا فتتبعه ...

الإجابة يمثلها موقف لأحد كبار الأئمة والفقهاء عندما مر ذات يوم بصبي صغير على شاطئ بحر يحاول أن يملأ مسقاته فهتف به الإمام
" حاذر الزلل يا إمام .. "
وكان الصبي حصيفا ذكيا .. فالتفت إليه قائلا
" بل حاذر الزلل أنت يا إمام .. أنا إن زللت سقطت وحدى .. أما أنت فان زللت سقطت خلفك أمة بأكملها "

والإمساك بالقلم للكتابة سواء فى موهبة إبداعية كالشعر والقصة مثلا .. أو فى موهبة فكرية كالمقال والدراسة هو أمر له ضوابطه التى سقطت بسقوط العهد الذهبي لأهل القلم بعد أن صارت المطالعة رجس من عمل الإنسان فى هذه الأيام ..
فكل من أحب أن يكون كاتبا أمسك بقلم لا يدرى قيمة مداده وبأوراق لا يدرى أهمية صفحاتها وسودها إما بتافه الأفكار أو بزائل الكلمات .. فهانت قيمة الكاتب والكتابة ..
وعوامل السقوط كثيرة أكبرها افتقاد المعلم .. وأهونها ترك المطالعة ..
وأوسطها العجلة التى تحكم المواهب البازغة فتجعلهم سراعا إلى استنفاذ معين موهبتهم قبل اكتماله .. فيكتبون بأكثر مما يقرءون فتنفذ بضاعتهم المزجاة من اللغة وثروتها فيكون الضياع المؤكد
أما زوال هيبة الكتابة فهو ملحق بزوال هيبة العلم .. وسيكون حديثي فى هذا الموضوع مركزا على جانب الكتابة الفكرية بشتى نواحيها لأن هذا اللون من الكتابة أصابه الضرر أكثر من غيره
وأعنى بذلك المقالات الأدبية بأنواعها والنقد والتاريخ والتحليلات السياسية التراجم والسير وغيرها من القضايا التى ينظر المجتمع من كتابه أن يحملوا إليه عقدتها مع حلها فإذا بهم صاروا عبئا عليها تحت تأثير السطحية واستسهال أمر الإمساك بالقلم والإعجاب بالرأى فى أمور لا يقطعها الإعجاب بل تحسم أمرها الأسباب ..
هذا خلاف ما بليت به المكتبة العربية من مؤلفات محشوة حشوا بكلمات وعدد صفحات ضخم لا يجنى من المعرفة شيئا .. والعكس أيضا متحقق فتمتلئ أرفف المكتبات بمقالات أو دراسات بحثية لا تتجاوز الخمس صفحات وتحمل من العناوين ما يعجز عن الوفاء بتفاصيل موضوعاتها مجلدات كاملة ..

وكم صدق الإمام الشعراوى عندما قال أن عمره فى المطالعة انتهى عام 1940 إلا من القليل .. وعندما سؤل هل يكتب أجاب بأنه توقف فى العشرين سنة الأخيرة عن الكتابة وبرر السبب بقوله
" أنا فى أخريات عمرى الآن لا أكتب بل يكتب غيري عنى لأنى أعرف شرائط الكتابة وهى تستلزم من المرء جهدا يفوق قدرة الشيوخ أمثالى وبالتالى عدلت الآن عن الكتابة إلا فيما ندر لأنى حينما أكتب .. أفي للكتابة شرائطها ".
بالمثل كاتبنا العملاق محمد حسنين هيكل ..
وهو الوحيد الآن تقريبا الذى ينفذ الشروط القاسية لمعنى الكتابة ولهذا استحق مكانته العالمية الأسطورية على النحو الذى رأينا فيه كلماته توزن بالذهب فى دور النشر القائمة خلف نشر أعماله فى مختلف دول العالم ..
واستحق أيضا سمعته الغير عادية حين ينوى الدخول فى موضوع ما أو قضية فيناقشها .. ويكفي أن نعرف أنه بين أساطين الكتابة العربية مقولة شهيرة مؤداها أن من أراد أن يكتب فى الشأن السياسي يسأل أولا هل كتب به هيكل أو ينوى الكتابة فيه .. ؟!
فان كان الجواب بنعم أحجم الكاتب عن التأليف ففي هيكل الكفاية التى لا تجعل لأى قلم بجواره مكانا .. وكل هذا صنيعة ضوابط الكتابة الفكرية الجادة أيا كان مجالها ومعينها الثقافة المذهلة التى يتمتع بها عمالقتنا وتقف خلف سر هذا النبوغ .

وتعالوا نتعرف على ضوابط الإمساك بالقلم لنحاول أن نطبق بعضها على أنفسنا إن كانت فينا النية الصادقة لحمل صفة " كاتب "
ضوابط وشروط الكتابة للمفكر المسلم

" ملحوظة .. إن المفكر المسلم ليس معناه كما يظن السطحيون أنه الذى يتناول بالكتابة والتحليل شأنا إسلاميا فقهيا أو تاريخيا بل هو المفكر الشامل الإصلاحي فى شتى المجالات الفكرية "

الأول ..
أن تكون الكتابة ذات خلفية إسلامية أيا كانت نوعية الموضوعات وتصبح الشريعة الإسلامية والفكر الإسلامى النير هو المرجعية لكل قضية يثيرها الكاتب وينأى فى نفس الوقت عن أى انتماءات مذهبية تعطل قدرته الحيادية فى التحليل .. ومراعاته الدقة فى اختيار عنوانه لأن العنوان نصف الطريق إلى عقل وقلب القارئ
فالعنوان يجب أن يكون موفيا لما يحتويه الموضوع أو يقل عنه أما أن يكون العنوان أكبر من الموضوع فهذا من مسببات اتهام الكاتب بالسطحية
الثانى ..
أن يتميز الموضوع بمقدمة ثرية تحمل معلومات دسمة تقدم للقراء تمهيدا محببا من الثقافة والمعلومات خارج إطار الموضوع الأصلي الذى يثيره الكاتب على أن تكون المقدمة مدخلا لتلك القضية
الثالث ..
غزارة المعلومات فى صلب الموضوع والإحاطة بجوانبه التفصيلية بحيث لا يترك الكاتب للقارئ شقا غامضا أو غير مفهوم أو حتى غير مطروق فى القضية التى يتناولها بالشرح بحيث يكون القارئ على موعد مع قضية مستوفاه لا تحيله مضطرا إلى التماس مراجع أخرى فى معلومات تمس صلب القضية لأن القراء ليسوا كلهم على مضمار واحد من حب المطالعة والبحث وهذا مقرون فقط بذوى الهمة العالية فى التقصي والقراءة
الرابع ..
سلامة اللغة ودقة العرض باستخدام أسلوب الأديب أو الروائي الرشيق العبارة بحيث مهما طال الموضوع وتعددت صفحاته لا يستطيع القارئ انتزاع فقرة أو أكثر من الموضوع والمرور عليها مرور الكرام بل يكون شعوره الدائم التمنى بأن يزيد الكاتب فى موضوعه فلا تنتهى صفحاته
كما يجب للكاتب أن يوثق مصادره كتابة ـ إن كان الموضوع بحثا ـ وأن يكون واثقا من صحة معلومات مصادره فى غير ذلك
الخامس ..
ألا يتعرض الكاتب لقضية بالنقد والتحليل بالأسلوب البحثي ما لم يكن قد استوفاها من مصادرها قراءة أولا ثم أعطاها حقها فى التفكر والتفكير عن طريق مناقشة نفسه فى ذات القضية فيما يسمى بالنقد الذاتى .. وأيضا مناقشة المتخصصين ـ إن توافروا ـ
بمعنى أن يحدد الكاتب موقفه من القضية سلبا وإيجابا وعندما يتخذ موقفه يحرص تمام الحرص على قراءة وجهة النظر المقابلة بكل دقة والإستماع إلى حجتها وتفنيدها تفنيدا كاملا لكى يتسنى له بعد ذلك عند طرح تحليله أن يواجه مناصري وجهة النظر المضادة والدفاع عن رؤيته وفق أساسيات الحوار القائم على استنباط الحق

وكل تلك الضوابط التى تعد أساس إمساك القلم والتى غابت ـ مع الأسف ـ غيابا شبه تام عن أكثر الكتاب تعد هى الشروط اللازمة فى مجموعها ليخرج الكاتب قائلا أنه كتب ..
هذه فى مجملها الضوابط الفنية للإمساك بالقلم ولم أتعرض لبقيتها لكون موضوعنا يتحدث عن القيم الغائبة أما الأمور الفنية فى الكتابة المتمثلة فى قواعد اللغة وعلامات الترقيم وتقسيم الفصول فكلها متوافرة لكنها أشبه بالأعمدة التى تنتظر ظهور البناء السليم

ويتبع ذلك ضابط عام لا غنى عنها لأى مفكر أو مصلح إجتماعى يتمثل فى الاستقلال الفكرى
استقلال المفكرين والكتاب

المذهب الصحيح لأى كاتب منهجى جاد هو المذهب على استقلال المثقفين والمفكرين مهما كان تعاطفهم مع التيارات المختلفة إلا أنه يجب أن يظل تعاطفا وفقط لا يصل إلى حدود الإنتماء الحزبي أو الأيديولوجى اكتفاء بالمرجعية الإسلامية العامة
لأن المفكر لا يحتمل قيدا أيا كانت بساطة حلقاته أو حباله ..
والانتماء لحزب معين أو أيديولوجية معينة يقيده عن الإنطلاق حرا فى ميزان التوجيه العام عملا بحقيقة راسخة وهى أن المفكرين آباء الرأى العام ومبعث تفجره لدى عامة الناس .. وهذا يتطلب استقلالا سيكون عزيزا فى حالة الإلتزام بمجريات مذهبية معينة تفرضها الأجواء السياسية بطبيعتها من خلافات عنيفة وجارحة
لأن الخلاف بين أصحاب القلم يجب أن يظل فى إطار الخلاف العلمى حول السبب لكن الغاية هنا يجب أن تكون متفقة وهى الإصلاح الإجتماعى وهو ما يعرف باسم الخلاف الايجابي
ويعد الخلاف ايجابيا لا يخل بثوابت الغاية أو الحق لأن الحق ثابت .. أما الطرق إليه فتختلف طولا وعرضا
وقديما كان سقراط أستاذ الفلاسفة الإغريق .. على موعد مع الإعدام من نظام الحكم الغاشم وتقرر إعدامه بالسم فجاءه تلامذته ومريدوه بخطة محكمة لتهريبه فتأمل فيهم مليا ثم قال
" كيف تريدون منى أن أهرب ثم أتحدث بعد ذلك للناس عن فضيلة الشجاعة "
وأصر على موقفه وجاءت كأس السم فى موعدها المضروب فتأملها قليلا ثم ابتسم قائلا " انه دواء مر المذاق لكنه شاف لكل العلل "
ثم جاء بعد سقراط أفلاطون وأرسطو
وتكرر مع أفلاطون نفس الموقف واضطهده نظام الحكم وكاد يكرر معه الاعتقال والقتل ..
هنا اختلف أفلاطون عن طريق أستاذه ولجأ للفرار من البطش قائلا
" لن أترك اليونان ترتكب جريمة أخرى ضد الفلسفة "

والإثنان وجهة نظرهما صحيحة ..
فسقراط نفذ تعاليمه ودروسه كى لا تسقط .. وكان قد استوفي تعليمها لتلامذته فلم يأبه بالموت لعلمه الوثيق أن هناك بعده من سيحمل المشعل وأنه أدرى رسالته
أما أفلاطون فقد كان وقته لم يزل مبكرا لينشئ خلفه الجيل التالى له .. ومن ثم لجأ للفرار ـ وهو نقيصة ـ فى سبيل سد ذريعة أكثر ضرورة وهى فقد الفلسفة والمنهج الذى يحمله بفقده
هذا هو حق القلم .. فكم منا وفاه هذا الحق ..؟!
وصلي الله عليك وسلم نبي الله إدريس أنت ونبينا الكريم
كنت أول من خط به وأول من عرفت قيمته وجاء الإسلام بعد آلاف السنين منبها فى أول آياته نزولا على القراءة والكتابة ..

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-16-2014, 09:23 PM
المشاركة 16
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
سلام الله عليك ...
قضيت وقتاً لا بأس به هنا ,,
أحسنت الانتقاء ..
وأجمل ما قرأته ها هنا :
القرآن ... (لا يبلى جديـــدُه، ولا تنقضي عجائبــُـه).
رائع جداً أشكرك ....



تحية ... ناريمان الشريف

قديم 01-16-2014, 11:18 PM
المشاركة 17
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سلام الله عليك ...
قضيت وقتاً لا بأس به هنا ,,
أحسنت الانتقاء ..
وأجمل ما قرأته ها هنا :
القرآن ... (لا يبلى جديـــدُه، ولا تنقضي عجائبــُـه).
رائع جداً أشكرك ....



تحية ... ناريمان الشريف
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و شكرا لكريم المرور و ثمين الدعم، بارك الله فيك!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مقالات!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقامات كتابة... اسماعيل آل رجب منبر البوح الهادئ 2 06-27-2018 11:46 AM
مقالات حول قصة ست كلمات! (ق.س.ك) عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 20 12-26-2017 06:14 PM
و في ذلك.. ( مقالات ملفقة 1\3) محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 11-30-2015 08:38 PM
قل للمليحة .. ( مقالات ملفقة 31\2 ) محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 11-04-2014 06:17 PM
مجموعة مقالات ناريمان الشريف منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 06-15-2012 07:16 PM

الساعة الآن 03:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.