احصائيات

الردود
4

المشاهدات
5324
 
أسرار أحمد
( سارة )

أسرار أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
394

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Jan 2012

الاقامة

رقم العضوية
10741
01-29-2012, 10:09 PM
المشاركة 1
01-29-2012, 10:09 PM
المشاركة 1
افتراضي المعين في فن القصة
سلام الله عليكم آل منابر الكرام بعد أن إنتهيت من دراسة فن القصة وددت أن أضع بين يديكم هذه الدراسة المتواضعة و هي بمثابة لمحة عامة عن فن القصة.
المعين في فن القصة.
حبكة القصة:
هي سلسلة الحوادث التي تجري فيها، مرتبطة عادة برابط السببية.
و المقصود برابط السببية أن يكون كل فصل نتيجة الفصل السابق ( السببية ) أي الفعل وما ينتج عن هذا الفعل من أحداث تترتب عليه .
*** يجب أن تتتابع الحوادث و يعتمد الَّلاحق منها على السابق ، و يجب على الكاتب ألَّا يسهب و يستطرد في مكان و يختصر في مكان آخر.
*** تختلف طريقة الكاتب في ربط الأجزاء المنفصلة و إبراز المواقف المتباينة فبعض الكتاب يؤثر الإيجاز القائم على الإيحاء
و بعضهم يؤثرون الإطناب . و قد يجمع الكاتب بين الطريقتين في قصة واحدة. فالشخصيات هي التي تربط الأحداث وتتفاعل معها ويختلف عددها تبعا لنوع القصة ( رواية , قصة , أقصوصة)
واتجاهها الموضوعي فالقصة الاجتماعية مثلا تحتوى على عدد كبير من الشخصيات المتباينة ، فينشأ صراع بينها وتسري الحركة ، بينما يقل عدد الشخصيات في القصة النفسية؛ ليوفر للكاتب دراسة كل شخصية من خلال الأحداث ، فالتباين قد يظهر من خلال شخصية واحدة ، ومثال ذلك ما حصل لبطلة قصة ( الحلية ) للأديب الفرنسي / غي دو موباسان ، وهي ماتيلدا لوازيل فقد كانت في بداية القصة إنسانة تطمح أن تكون من الطبقة البرجوازية الثرية ، وتحب المظاهر ، فاستعارت عقدا ثمينا من صديقتها لتحضر حفلا ساهرا وتعجب الحضور ، لكنها أضاعته ، وتظهر في وسط القصة وفي خاتمتها إنسانة قد هدها العوز وهي تسدد الديون التي حملتها من أجل إرجاع العقد ،فهذا تباين في شخصية واحدة ، وقد يظهر الخلاف بين شخصيتين ، مثلما حصل في نفس القصة بين ماتيلدا التي لم تقنع بحياة الإنسان العادي وتتطلع إلى الغنى والترف وبين زوجها القنوع . وهذا التباين وهذه المفارقات كل واحدة منها جزئية تلعب دورا في تعميق الحدث وإلقاء الضوء عليه.
تنقسم القصة من حيث تركيب الحبكة إلى نوعين :
القصة ذات الحبكة المفككة:
تبنى القصة على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة
التي تكاد لا ترتبط برباط ما . ووحدة العمل القصصي فيها لا تعتمد على تسلسل الحوادث ، و لكن على البيئة
التي تتحرك فيها القصة، أو على الشخصية الأولى فيها أو على النتيجة العامة التي ستنجلي عنها الأحداث أخيراً
أو على الفكرة الشاملة التي تنتظم الحوادث و الشخصيات جميعاً.
بمعنى أن َّالحبكة المفككة) قصص ذات ( حبكة شخصية ) وتسمى أيضا قصة ذات حبكة فضفاضة أو (حبكة مفككة )
: وهي التي نرى فيها جملة أحداث تتصل بعدد من الشخصيات لكنها ترتبط فيما بينها برابط معين كعنصر المكان أو الشخصية الرئيسية في القصة أو حدث رئيسي. وهذه الحبكة تعتمد على الشخصية والجو الذي تتحرك فيه لصنع الحدث أكثر من اعتمادها على التسلسل المنطقي للأحداث ، ومثالها القصص النفسية الحديثة التي توظف تيار الوعي والتداعي الحر . وهي لا تعني الفوضى أو الثرثرة التي لا يحكمها قانون ، بل هناك تصميم خفي يشكل عناصر القصة ، ويختار اللقطات النفسية والألفاظ وينسقها ، بحيث تصبح هذه العناصر شكلا فنيا مكتملا ، هو القصة القصيرة ، ولنتذكر دائما أن الفن في لبه اختيار وتنسيق وليس ثرثرة مجانية.
و من الأمثلة على هذا النوع (أوراق بكويك) لدكنز و الشارع الجديد للسحار، وزقاق المدن لنجيب محفوظ.
القصة ذات الحبكة المتماسكة:
تقوم على حوادث مترابطة، يأخذ بعضها برقاب بعض ، و تسير في خط مستقيم ، حتى تبلغ مستقرها وهي ذات حبكة حدث ، وتسمى أيضا حبكة عضوية
وهي الحبكة التي تتصل أحداثها اتصالاً وثيقاً ، بحيث يكون كل فصل نتيجة الفصل السابق ( السببية ) أي الفعل وما ينتج عن هذا الفعل من أحداث تترتب عليه تبدو الحبكة متماسكة في القصة البطولية الفردية ومن بين أنواع القصة التي تبرز فيها الحبكة المتماسكة القصة البوليسية كقصص (أجاثا كريستي) و منها أيضاً (بداية و نهاية) و (دعاءالكروان)
. وتسير فيها الأحداث بشكل منطقي متسلسل ، فمثال ذلك السارق في القصة تكون نهايته الكشف عنه بعد التورط.
***الحبكة القصصية تنقسم من حيث موضوعها إلى نوعين: 1-
1- الحبكة البسيطة: القصة مبنية على حكاية واحدة.
2-الحبكة المركبة: القصة مركبة من حكايتين أو أكثر ووحدة العمل و التأثير في القصة تتطلب تداخل الحكايات المختلفة و اندماج بعضها في البعض الآخرو خير مثال
عليها قصة ( زقاق المدن) لنجيب محفوظ حيث استطاع أن يقص حكايات كثيرة، إلا أنه استطاع أن يربطها برباط خفي و هو الزقاق نفسه..
التوقيت و الإيقاع في الحبكة القصصية
القارئ يلاحظ أنَّ القصص التي يقرؤها تختلف من حيث سرعة تكشف الحوادث.فالقصة تبدأ بمقدمة هادئة مسترخية،
إلى أن تبلغ بداية تجمع العاصفة ، و يتلو ذلك اشتداد وطأتها و تأزمها حتى تبلغ الذروة. ثمَّ تنحدر قاطعة الطريق في
سرعة متناقصة، حتى تصل إلى مستقرها.
و كل كاتب يدرك بطريقة شعورية أو لا شعورية أهمية التنويع و التفاوت في القصة .و الذي يتأمل بناء إحدى القصص يلاحظ أنَّ هذا التفاوت ليس عملاً عفوياً اعتباطياً ، و إنَّما هو عنصر هام من عناصر التصميم القصصي و الكاتب يقدمه لنا على هيئة أمواج تتحرك بنظام خاص ، لتؤدي إلى تأثير معين يشعر القارئ معه بأنَّ القصة تسير وفق قانون مرسوم ، هو الذي يكسبها هذا الشكل الخاص الذي تجلت فيه و هذا التغير التموجي في القصة هو الذي يسمى بالإيقاع
و قد يبدو في بعض الأحيان خافتاً غامضاً و في البعض الآخر متحفزاً متسارعاً . و لكنه في أحسن حالاته يجمع بين صفات مختلفة في آن واحد، فيكون حرا أو منضبطاً ، متعسراً أو منساباً ، هادراً متوثباً أو خافتاً متعثراً في آن واحد .وسر الإيقاع المؤثر هو التنوع في الوحدة أو الوحدة المتنوعة. فالكتاب الرائع وحدة قائمة بنفسها ، تامة مقفلة ، و لكنها مع هذا تحوي من التنوع و التفاوت ما يحفظ للقارئ تحفزه و شغفه في التتبع و الملاحقة ولعل هذا هو الفرق الجوهري بين الأقصوصة و القصة أن الأقصوصة تبنى على موجة واحدة الإيقاع ،بينما القصة على سلسلة من الموجات الموقعة تتوالى في مدها و جزرها لكنها أخيراً تنتظم في وحدة كبيرة كاملة. .
والإيقاع القصصي يتمثل في حركة الشخصية المفردة ثم الشخصية الجماعية في المكان ومن ثم الإيقاع القصصي العام. والإيقاع الصوتي من حيث التجمعات الصوتية والتكرار والفواصل . والإيقاع الصوتي العام ،يحدث إما بالإفادة من جرس الألفاظ وتناغم العبارات لإحداث "التوافق الصوتي بين مجموعة من الحركات والسكنات لتأدية وظيفة سمعية والتأثير في المستمع.
ويعد الإيقاع القصصي "الصوت الداخلي مهما. كما يعد التنويع والتفاوت في القصة من عناصر التصميم القصصي الذي يقدم على هيئة أمواج تتحرك بنظام خاص لتؤدي تأثيراً معيناً يشعر القارئ معه بأن القصة تسير وفق قانون مرسوم يكسبها هذا الشكل الخاص. وهذا التغير التموجي هو الذي يسمى بالإيقاع. إذن الإيقاع القصصي "يضبط حركة الحدث والمكان والزمان والخط واللون وينظمها ويكسبها معنىً جديداً أو بعداً جديداً"
والفرق بين القصة والأقصوصة يتمثل في صغر حجم القصة ، فالكلمات تكون محسوبة على القاص ، والجمل فيها الاقتصاد ؛ لذلك يقل فيها التناغم الصوتي وما فيه من سجع ووقفات وسكنات ، ويكون الحدث بسيطا ، بينما في القصة يكون حدثا واحدا وقد ترفد هذا الحدث أحداث أخرى ثانوية تخدم الهدف الرئيس. ويجب أن تكون عناصر القصة من مكان وزمان وشخوص وصراع وحبكة وعقدة وحل متناغمة تماما ومنطقية. وهذه العناصر مجتمعة هي ما تسمى( الوحدة الكبيرة المتناغمة )
لننظر إلى نموذج بسيط في القرآن الكريم ونرى النغمات الصوتية : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانَاً شَرْقِيَّا، فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابَاً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوْحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرَاً سَوِيَّا، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيَّا ، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامَاً زَكِيَّا
******* يعمد الكاتب في رسم شخصيات قصته إلى وسائل مباشرة ( الطريقة التحليلية) و أخرى غير مباشرة (الطريقة التمثيلية) .
ففي الحالة الأولى يرسم شخصياته من الخارج ، يشرح عواطفها و بواعثها و أفكارها و أحاسيسها، و يعقب على بعض تصرفاته، و يفسر البعض الآخر. و كثيراً ما يعطينا رأيه فيها، صريحاً دون ما التواء.
أما في الحالة الثانية فإنه ينحي نفسه جانباً ، ليتيح للشخصية أن تعبر عن نفسها و تكشف عن جوهرها، بأحاديثها
و تصرفاتها الخاصة.
هنالك أيضاً نوعان متميزان من الشخصيات القصصية، هما الشخصيات المسطحة و الشخصيات النامية.
النوع الأول تبنى فيه الشخصية عادة حول فكرة واحدة أو صفة لا تتغير طوال القصة، فلا تؤثر فيها الحوادث
و لا تأخذ منها شيئاً.
أما الشخصيات النامية فهي التي تتكشف لنا تدريجياً خلال القصة، و تتطور بتطور حوادثها، و يكون تطورها عادة
نتيجة لتفاعلها المستمر مع هذه الحوادث.
و يقرب من هذا التمييز بين الشخصيات النامية و المسطحة التمييز بين الشخصيات الإنسانية ( الأفراد) و النماذج
البشرية. فالشخصية الإنسانية لها مشخصاتها الدقيقة و خصائصها المميزة، و قسماتها الفارقة و بهذا تختلف عن سواها
من الشخصيات. أما النموذج البشري فهو تجسيم مثالي لسجية من السجايا، أو لنقيصة من النقائص أو لطبقة أو مجموعة خاصة من الناس، و هو يحوي جميع صفاتها و خصائصها الأساسية.
طريقة عرض الحوادث أو تطويرها.
بإمكان الكاتب أن يلجأ إلى1- طريقة السرد المباشر و هي الطريقة الملحمية
أو إلى 2- طريقة الترجمة الذاتية
أو إلى 3- طريقة الوثائق أو الرسائل المتبادلة
4- أو إلى طريقة تيار الوعي أو المونولوج الداخلي.
و عمل الكاتب في الطريقة الأولى: هو عمل المؤرخ الذي يجلس إلى مكتبه وأكثر القصص التي نعرفها تنتمي إلى هذا النوع
و في الطريقة الثانية يكتب القاص قصته بضمير المتكلم و هذه الطريقة هي التي نجدها في (السراب) و (عود على بدء) للمازني و الحب الضائع (لطه حسين)
و في أكثر قصص محمد عبد الحليم عبد الله.
و في الطريقة الثالثة يعتمد الكاتب على الرسائل كما نرى في قصص رتشاردسون و في آلام فرتر
لجوتيه، أو على المذكرات كما نرى في مذكرات انطوان ركونتان.
أما الطريقة الأخيرة فتعتبر من أحدث التطورات في فن القصة مثال عليها قصة شاب باريسي دعى
احدى الممثلات إلى العشاء لا أكثر من ذلك و هي تسجل الخواطر التي جالت في ذهن ذلك الشاب و بذهن تلك
الممثلة في ذاك اللقاء، فهي إذن قصة خالية من الحوادث كل الخلو، قوامها الأفكار و الذكريات ليس غير.
بيئة القصة
بيئة القصة هي حقيقتها الزمانية و المكانية أي كل ما يتصل بوسطها الطبيعي ، و بأخلاق الشخصيات و شمائلهم و أساليبهم في الحياة.
و هكذا تعني البيئة القصصية الجو إذا تحدثنا بلغة الفن ، و المحيط إذا استعرنا مصطلحات العلوم.
في القصص التاريخية ، فإن الكاتب هنا يبحث عن بيئته في كتب التاريخ ، و حيث يلتقط أوصاف الملابس و أخلاق الناس
و عاداتهم في تلك الفترة ، و هو بطبيعة الحال لا يتقيد بها تقيدا تاماً ، إنما يستعين بها على تصور الفترة، و يترك لخياله
اللمسات الفنية الأخيرة التي تصهر هذه المادة و تمزجها مزجاً تاماً ، وتحيلها إلى مهاد ملائم تتحرك عليه الحوادث ، و تسعى فيه الشخصيات.
و لا بد للكاتب أن يقتصر على زاوية واحدة ينظر من خلالها إلى الحياة، و بهذا يحصر مجال القصة في بيئة معينة و يقصرها على نطاق محدود. أما البيئة الطبيعية ، فعناية الكتاب بها متفاوتة ، فمنهم من يؤثر الوصف المفصل الدقيق ،
،و إن كانت أحياناً لا تمت إلى الحياة الإنسانية داخل القصة بصلة . و هذا واضح في قصة زينب لمحمد حسين هيكل .
و منهم من يدخل الطبيعة في حسابه عاملاً مؤثراً في الحوادث و الشخصيات ، فيصطنعها للكشف عن عواطف الشخصية
أو أحاسيسها الداخلية تجاه موقف من المواقف ، فيكون المنظر الطبيعي حلقة في سلسلة تطور الشخصية أو باعثاً من البواعث التي تشكل نفسيتها.
و الفرق بين الحالتين أن الكاتب في الأولى يحاول أن يرسم البيئة و الشخصية وفقاً لهواه ، بينما هو في الثانية، ينزل الوصف في صلب النسيج الروائي ، و يترك الشخصية تكون نفسها بنفسها.
الأسلوب.
أسلوب القصة هو الطريقة التي يستطيع بها الكاتب أن يصطنع الوسائل التي بين يديه لتحقيق أهدافه الفنية،
و الوسائل التي يمتلكها الكاتب هي الشخصيات و الحوادث و البيئة ، و تأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة و هي
جمع هذه الوسائل في عمل فني كامل.
و الأسلوب التعبيري لا ينفصل عن المعنى بوجه من الوجوه، إذا أخذنا المعنى بمدلوله الواسع ، و هو الذي
قسمه الناقد ريتشارد إلى أربعة أقسام و هي:
المعنى و الإحساس و الإيقاع و القصد.
فالإحساس هو موقف الكاتب من المعنى الذي يريد نقله و الإيقاع هو وسيلته إلى الاتصال بالقارئ ، و القصد
هو الغاية التي يسعى إلى بلوغها.
الحوار جزء هام من الأسلوب التعبيري في القصة ، و هو صفة من الصفات العقلية ، التي لا تنفصل عن الشخصية
بوجه من الوجوه.و إذا تفحصنا بعض القصص ، وجدنا أنَّ الحوار يستعمل أحياناً في تطوير الحوادث، و استحضار
الحلقات المفقودة منها ، إلا أن عمله الحقيقي في القصة هو رفع الحجب عن عواطف الشخصية و أحاسيسها المختلفة
و شعورها الباطن تجاه الحوادث أو الشخصيات الأخرى، و هو ما يسمى عادة بالبوح أو الاعتراف، على أن يكون بطريقة تلقائية. تخلو من التعمد و الصنعة و الرهق و الافتعال.
يمكننا أن نلخص صفات الحوار القصصي الوظيفي الناجح بما يلي:
1- يجب أن يندمج الحوار في صلب القصة ، لكي لا يبدو للقارئ و كأنه عنصر دخيل عليها متطفل على شخصياتها.
و هذا يعني أنه يجب أن يحقق فائدة ملموسة في تطوير الحوادث أو تقوية عنصر الدراما فيها، و كذلك
في رسم الشخصيات و الكشف عن مواقفها من الحوادث.
2- بالإضافة إلى تغلغل الحوار إلى صميم العمل القصصي، و تضامنه مع العناصر الأخرى تضامناً عضوياً
يجب أن يكون طبعياً سلساً رشيقاً ، مناسباً للشخصية و للموقف. و يجب أن يحتوي على طاقات تمثيلية.
3- لا تدخل العامية في الأسلوب القصصي، إلا في المواقف الحوارية. من الكتاب من يستخدم اللغة العامية في الحوادث و منهم من ينوبون عن شخصياتهم في الحديث، و لا يبالون أكان هذا الحديث صادقاً معبراً أم مفتعلاً
مزوراً و هنالك فئة من الكتاب تؤثر استعمال العامية المفصحة أو الفصحى المبسطة.
الكاتب و القصة : القيم
عندما ندرس آثار كاتب من كتاب القصة ، يجب أن نلتفت إلى مسألتين هامتين:
الأولى: اتساع طاقاته و ضيقها ، و هذه قضية لها خطرها في الدراسات المقارنة. فقد يكون أحد الكتاب ضعيفاً
في إثارة الضحك ، بينما هو قادر على بعث عواطف الشفقة و الحزن.
الثانية: هي اتجاهه في كل انفعال من هذه الانفعالات فالإضحاك قد يراوح بين الهزل الرخيص و الفكاهة العميقة. و الحزن قد يختلف بين الإسراف في النوح و البكاء و التفجع و الحزن و الصمت العميق.
بقي علينا أن نقوم الكاتب تقويماً فنياً ، أي من حيث طريقة تفسيره للحياة و نقده لها و فلسفته فيها.
فمدار القصة كما نعلم هو الحياة بما فيها من رجال و نساء ، و بما يثور في أعماقهم من أحاسيس و عواطف
و ما يتألق في عقولهم من مثل و أفكار، فلا بد للكاتب
من أن يصور لنا موقفه الخاص من هذه الحياة ، بطريقة مباشرة واضحة ، أو بطريقة الإيحاء و التلميح،
و قد لا يعنى الكاتب بإبراز فلسفته و أفكاره البتة.
و مهما يكن الأمر فإن فلسفة الكاتب و اتجاهه الأخلاقي في الحياة، يظهران لنا على الوجهين التاليين:
قد يفسر الكاتب الحياة بطريقة عرضه لها في القصة . فهو يختار من زحمة الحوادث التي تحيط به
موضوعات خاصة ، يعنى بنخلها و تصفيتها و تنسيقها و عرضها . و هو يقدم لنا شخصياته الخاصة
و يسلط عليها نوعاً معيناً من الأضواء الكاشفة. و تطويره للحبكة ينم عن رأيه في القيم الخلقية و الإنسانية.
و عمل الناقد هنا يقتصر على جمع شتات هذه الآراء الخفية و الفلسفات الدفينة، المنثورة هنا و هناك ، و عرضها في نظام فلسفي خلقي متماسك واضح ، يصور لنا شخصية الكاتب ووجهة نظره العامة في الحياة.
و عندها يسعى الناقد إلى سبر أغوار مثل هذه الفلسفة، ليحررها و يبرزها عليه أن ينقب في القصة عن قيم
ثلاث ، هي :
الصدق و الإخلاص و الإنسانية.
و الصدق الذي نتوخاه في القصة ، يختلف عن ذاك الذي نتوقعه من العلوم.
إنَّ الصدق بالتاريخ و العلم هو الصدق بالواقع ، أما الصدق في الفن فهو الصدق بالإمكان.
الصدق بالواقع: يعني الصدق في أمر مضى و انقضى أو كاد. و هو ما يلبث أن يتداعى وينهار،
إذا ما اكتشفت وثيقة ضائعة أو نظرية جديدة.
أما الصدق في الأدب فهو الصدق لما يحتمل وقوعه دائماً في حياة الإنسان على وجه الأرض.
و الصدق بالإمكان أكثر شمولاً و أشد عمقاً ، لأنه يتناول الحقائق الإنسانية الخالدة، من دوافع خفية ، وانبعاثات أصيلة ، و انفعالات و عواطف و ميول و أهواء و مبادئ ، تلتقي جميعاً في النفس الإنسانية و تتفاعل و تتصارع ، لتوجهها أخيراً وجهة خاصة، هي ما نعرفه بالشخصية الإنسانية.
والكاتب القصصي، بعد هذا له ملء الحرية في تناول مادته، له أن يعيد ترتيبها و تنسيقها، و له أن يقدم فيها و أن يؤخر و له أن يحذف منها أو أن يضيف إليها من بنات
أفكاره، لتخرج في صورة جديدة مبتكرة . و لكنه مطالب لقاء ذلك بأن يتقيد بالصدق الفني،
أي الصدق بالإمكان و الاحتمال.
( و أول ما توحي به إنسانية القصة هو الصدق: صدق الإحساس و صدق التعبير، لا صنعة
و لا تزيد، و لا تقدير لأشياء يفرضها الكاتب على عمله الفني فرضاً، يبتغي بذلك أن تسلمه هذه
الفرائض إلى نتائج مقصودة متكلفة.)
و هذا الصدق لا بد له أن يعتمد على نفاذ البصيرة و ألمعية الفكر، فإنه لا سبيل إلى الإحساس الصادق و التعبير الصادق ، إلا إذا كان الكاتب مزوداً بقوة الفهم للنفس ، و بالقدرة على سبر أغوارها و بالحذق في تصيد خوالجها الباطنة.
فالصدق الفني هو أصالة الكاتب والشاعر في تعبيره ورجوعه فيه إلى ذات نفسه، فيكتب بما يؤمن به هو نفسه ، وبما يتطابق مع أفكاره ، وما تختزنه عواطفه دون تكلف بل على الفطرة والسليقة ، ولا يردد ما يقوله الآخرون، ولا يكرر العبارات التقليدية، بل يكتب على سجيته وطبعه ، والصدق الفني يتمثل في الإبداع الخلّاق وليس التقليد السقيم . بهذا يكون الأديب مبدعا وقد عبّر عمّا في خلجات نفسه وقد أتى بجديد.
الاتجاه الإنساني في القصة:
الاتجاه الإنساني في القصة ليس عنصراً دخيلاً عليها و لا مفروضاً عليها فرضاً من الخارج، و لكنه من طبيعة العمل الفني مهما تكن صورته. فإذا فهمنا الفن على أنه تفسير للحياة و اكتناه لأسرارها
فمعنى ذلك أنَّ الفني المبدع ، هو الذي يوفق إلى استبطان خوافي النفس الإنسانية، عنصر الحياة الأول فيها و إبرازها و التعبير عنها بقوة و صدق.
والأدب الإنساني ، فهو الأدب الذي يكتبه الأديب لخدمة البشرية جمعاء، ولا يتعصب كاتبه للون أو دين أو عرق ، صاحبه يحس ويشعر بألم الإنسان في هذه الحياة ، ويؤمن بذلك ويكون أدبه انعكاسا عما في نفسه وهو خدمة الإنسان وتخفيف معاناته في الكون.
والشخصية الإنسانية ، تلك الشخصية التي تمثل الإنسان أي إنسان بعيدا عن الظلم والطغيان والاستبداد ، تمثل الإنسانية جمعاء في أبهى صورها
طرق العرض و أنواع القصة.
هناك نوعين متميزين من القصة هما قصة الحوادث و قصة الشخصيات.
قصة الحوادث:
هي أبسط أنواع القصص، و فيها يسلط الكاتب عنايته على الحوادث ، و هو لا
يهتم بالشخصيات في ذاتها، بل يهتم بما سيحدث لها على صفحات القصة، و كذلك لا ترتبط الحوادث ارتباطاً وثيقاً بالأمكنة و المواضع التي تجري فيها.
و أكثر القصص البوليسية و قصص المغامرات و الرحلات الغريبة، ينتمي إلى هذا النوع.
وتنتهي هذه القصص في الغالب نهايات سارة سعيدة، و في مثل هذه القصص، يكون للحادث
التافه، أحياناً أثر عظيم، فإنه سرعان ما يتسع نطاقه، و تتشعب منه أحداث كثيرة، لا يحصيها
عدد أما الشخصيات، فإنها تسخر لتعقيد الحوادث و توليدها، و ليس لها قيمة خاصة في ذاتها.
و لا بد من أن يكون في هذه القصة، نوع من الهرب من الحياة و التنكر لها، و لكن هذا الهرب
يجب أن يكون مأمون العواقب.
و هي لا تستنكف عن التخلص من بعض شخصياتها بالموت أو الانتحار، وخاصة الشخصيات الشريرة، و ذلك ليتحقق التوازن الأخلاقي أو العدالة الشعرية، و ينتصر عنصر الخير على عنصر الشر، و قد يضحي الكاتب أحياناً ببعض شخصياته الخيرة.
و هذه القصة لا تعكس قيماً فنية أو أدبية خاصة، و لا يعنيها أن تتقيد بقيود الإنسانية.
و قد اتسع نطاقها حتى شملت الموضوعات التاريخية.
و يمثل هذا النوع من قصص (دوماس و سكوت) و (كرم ملحم كرم) و كذلك القصص التي ظهرت في السلاسل القصصية( كسلسلةالفكاهات)و ( النفائس) و غيرها.
و النوع الثاني من أنواع القصة هو قصة الشخصيات.
و ليس لهذه القصة بطل معين أو شخصية محورية تستقطب حولها الشخصيات الأخرى و الأحداث، و لا ينتظمها سلك واحد و لا يثيرها عمل خاص، تشترك في تأديته جميع العناصر الأخرى في القصة.
و هذا يعني أن السيادة فيها تكون للشخصية، على عكس قصة الحوادث التي تقدم الحديث عليها.
أما الحوادث هنا فإنها تتتابع لتوضح معالم الشخصية و لتنقب عما خفي من صفاتها، أو لتقدم لنا شخصية جديدة تدفع بها إلى مسرح القصة.
و هذا يعني أنَّ هذه الشخصيات تكون من النوع( المسطح) الذي يولد على صفحات القصة
بشراً سوياً تام القصة مكتمل الصفات.
و هذا شأن شخصيات القصة، فإنها تحتفظ بصفاتها الأصيلة ، خيرة كانت أم شريرة، من أول القصة إلى آخرها، و لا تترك منها شيئاً على قارعة الطريق. أما ما يتغير منها أثناء سير القصة قدماً ، فهو معرفتنا بها و الفتنا لها أو نفورنا منها.و قصة (سوق الغرور ) لثكري خير ما يمثل هذا النوع في الأدب الإنكليزي و من أمثلته في قصتنا(ثلاثة رجال و امرأة) للمازني.
و هنالك نوع ثالث من القصة ، تختفي فيه هذه الهوة الفاصلة بين الحوادث و الشخصيات.
فلا تكون الشخصيات خاضعة لبناء الحبكة ، و بالتالي لا تكون الحبكة إطاراً عاماً يحيط
بالشخصيات و حسب و لكن القصة نسيج محكم سداه الحوادث و لحمته الشخصيات .
و هذا النوع يسمى " القصة التمثيلية"
و هنا نجد أن صفات الشخصيات و عاداتها و أخلاقها، تؤثر في سير العمل القصصي،
كما أنَّ الحوادث تنيخ بكللها على الشخصيات، و تساعد على تطويرها و إنمائها، و تترك
أثرها فيها.
و هذا النوع يلتقي و المأساة الكلاسيكية في مشابه كثيرة، في حين أن قصة الشخصيات
أكثر شبهاً بالملهاة.
و قصة الشخصيات تعنى عادة بالسلوك الظاهري للشخصية، التي تتأثر بمواضعات المجتمع و عاداته، و هي تعنى بإبراز هذا السلوك و توضيحه، في حين أن الشخصية في حقيقتها، قد تختلف عن ذلك اختلافاً جوهرياً . هذا بينما لا تفرق القصة التمثيلية بين الحقيقتين و لذا تبرز لنا الشخصية الإنسانية متكاملة منسجماً ظاهرها مع باطنها.
و باستطاعتنا أن نجمل الفروق الأساسية بين قصة الشخصيات و القصة التمثيلية فيما يلي:
1- تكون الحبكة في قصة الشخصيات واسعة حرة، بينما تكون في القصة التمثيلية مركزة متماسكة.
2- يبدأ العمل القصصي في النوع الأول ، بشخصية واحدة أو بنواة واحدة ثم يتسع ليصبح
صورة للمجتمع ، بينما العمل في النوع الثاني لا يمكن أن يبدأ بشخصية واحدة، و لكن بشخصيتين أو أكثر، حتى تتوافر عناصر الصراع،ثم تتجه الأحداث نحو بؤرة واحدة تتجمع فيها ثم تبدأ في الانطلاق منها.
3- تكون الشخصية في النوع الأول ثابتة، و البيئة متحركة متنوعة و الأمر عكس ذلك في
القصة التمثيلية، حيث تكون البيئة ثابتة، بينما الشخصيات تتحرك وتتطور، بتأثيرها بعضها في الآخر ، و بتأثير الحوادث فيها.
و هذا يعني أنَّ القصة من النوع الأول، تكون حرة في المكان محدودة بالزمان، بينما تكون الأخرى محدودة في المكان حرة في الزمان، وذلك لتتوافر فيها عناصر الصراع المركز.
4- تعرض قصة الشخصيات نماذج و صوراً كاملة من الوجود بينما تعرض القصة التمثيلية صوراً وألواناً من الصراع و التجارب الإنسانية الحية.
*المجتمع هو ( القوة التنظيمية) في النوع الأول ، و القدر هو هذه القوة في النوع الثاني، و لكن الحياة ليست في حقيقتها، إذ أنها تضم كل شيء وتشمل كل قوة.
* هنالك نوع آخر من القصص، يحسب فيه حساب الحياة الإنسانية عامة، في تطورها و تغيرها الدائمين، ضمن إطار الزمن الحسابي.
و من الأمثلة على القصة التمثيلية( الكبرياء و الهوى) و ( مرتفعات وذرنج) و( بداية و نهاية) و ( النقاب) لعبد الحميد السحار.
و هذا النوع يدعوه النقاد بقصة الأجيال، و هو أشد هذه الأنواع حرية، و أكثرها تفلتاً
من أغلال الحبكة المحكمة المتماسكة.
و حوادثها تسير بطريقة عرضية اتفاقية، و إذا ما بلغنا النهاية وجدنا أنها تنحصر في إطار ضيق محكم، و تجري في حركة تطويرية تلقائية جبرية، في آن واحد و يجب أن تتوافر هاتان الصفتان في هذا النوع من القصة، إذ أنها حين تفقد الصفة الأولى، تفقد بالتالي شكلها و تصميمها، و كذلك حين تفقد الثانية تخسر حيويتها و صدقها و معنى ذلك أنَّ الصفة الأولى توفر لها الحقيقة الكونية العامة، أما الثانية، فإنها تبرز حقيقتها الخاصة.
مثال ذلك : ثلاثية نجيب محفوظ التي تصور ثلاثة أجيال : بين القصرين ، وقصر الشوق والسكرية ، فالقاص يصور ما كان يجري في كل عصر ، فحوادثها تسير بطريقة عرضية ، والكاتب لا يستطيع أن يغير في الأحداث لكنه يصفها وتظهر على وصفها بصماته ، دون أن يبعد الأحداث عن تطورها التلقائي ، لكنه قد يركز في زاوية ما ، ولا يهتم بالتركيز في زاوية أخرى ، فالقاص فنان ماهر فهو ملزم بتبين صراع الأجيال وتطورها من خلال الشخوص ، لكنه لا يستطيع إلغاء سمات بارزة في جيل منها ، فقد صور جيل الشباب وأبنائهم وآبائهم
و قد أشرنا سابقاً إلى ارتباط القصة التمثيلية بفكرة الزمان. و لكن الزمان فيها، ليس
سوى حقيقة نفسية تنبع من ذوات الشخصيات، و تتأثر ببطء الحركة القصصية و بسرعتها. أما الزمان في هذه القصة فهو حقيقة شاملة مسيطرة، تقبض على زمام الحوادث و الشخصيات.
و هنالك نوع من القصة، يحوي مشابه ظاهرية من قصة الأجيال، و قد عني به كتاب الجيل الماضي في أوروبا، و لكنه الآن في طريقه إلى الزوال، و هذا النوع هو ما يسمى بقصة الفترة الزمنية.وهذه القصص تختلف في غايتها و طبيعة بنائها الفني، عن القصص آنفة الذكر. فهي أقل شمولاً و أكثر تعلقاً
بالفترة الزمنية المعاصرة، و غايتها آنية عاجلة، و كاتبها لا يحاول تخطيط صورة للمجتمع تصلح لكل زمان و مكان، بل يكتفي بعرض قطاع من الحياة المعاصرة، و خاصة في فترات الانتقال.
و لكن قصة الفترة الزمنية، لا تحاول أن تقدم لنا مثل هذه الصورة، بل تكتفي بتقديم صورة لمجتمع ما، في
فترة من فترات تطوره، أما شخصياتها فإنها تكتسب حقيقتها الإنسانية، من تمثيلها لهذا المجتمع في هذه الفترة
الخاصة، أي أنها تجعل الأشياء نسبية و خاصة، و محدودة بالتاريخ.
وهذه القصة مسليةٍ جدا ، تشوق القارئ إلى معرفة النتيجة ، لكن قيمتها الإنسانية متواضعة ، ومن أمثلة ذلك القصص البوليسية ، وقصص المغامرات والرحلات الغريبة
و يمثل هذا النوع في أدبنا( عودة الروح) للحكيم، و شجرة البؤس (لطه حسين)و (في قافلة الزمان)للسحار، و (الرغيف) لتوفيق عواد.
القصة التاريخية:
القصة التاريخية هي تسجيل لحياة الإنسان، و لعواطفه و انفعالاته في إطار تاريخي. و معنى هذا أنها تقوم على عنصرين أولهما:
الميل إلى التاريخ ، و تفهم روحه و حقائقه، و ثانيهما فهم الشخصية الإنسانية ، و تقدير أهميتها في الحياة.
ثم تطور علم التاريخ، و أخذ طريقه نحو التشكل الموضوعي القائم على الحقائق المثبتة، و الأصول البينة الراسخة. و قد تلكأت قليلاً في سيرها، و لم تظهر قوية سليمة البنية إلا في القرن التاسع عشر، لأنَّ ظهور الشخصية الفردية و الاعتراف بقيمتها في الحياة، تأخر إلى هذا القرن و يمكننا أن نقسم الأطوار التي مرت
فيها القصة التاريخية، حتى أواخر القرن التاسع عشر، إلى ثلاثة:
1- طور الإيحاء التاريخي، أي تفسير التاريخ من الخارج ، من خلال الحملات و المخاطرات و المبارزات و الأسلحة و الملابس و المشاهد الطبيعية الفذة ، من بحيرات و جزر و جبال.
2- طور التفسير العقلي، و يمثله ليتون و ايبرس.
3- طور التفسير الإنساني العاطفي، أي تفسير التاريخ من الداخل، من خلال العواطف الإنسانية
الخالدة، و استمرارها عبر العصور. و خير من مثل هذا التطور ثكري.
كما شهد عصرنا هذا تطور مفهوم القصة التاريخية حتى غدت لوناً من ألوان التفسير الحضاري لنفسها التصرف في أحداث التاريخ ، و تقصر عملها على خلق بعض الشخصيات ، و إضافة بعض
الحوادث الثانوية التي تعين على ربط أجزاء القصة و إبرازها للقارئ.
يبقى بعد هذا القصة التاريخية هي قصة و ليست تاريخاً أي أنها عمل فني قوامه الخيال
لا الوقائع التاريخية المثبتة. و مهمة الكاتب هي الخلق و الإبداع لا النسخ و التحرير. و لهذا يحق للكاتب أن يجيل خياله في الذي يراه صالحاً لجلاء أفكاره و إبراز آرائه، و أن يتناوله
على زاويته الخاصة ، على أن يلتزم جانب الحقيقة التاريخية المسجلة دون تحوير أو تبديل.
فهي تستمد مادتها من التاريخ ، إما لتعليمه ، وإما لإحياء الماضي وتمجيد للسير على منواله ، وإما للتعبير عن إحساس وطني . والفرق بين القصة التاريخية والتاريخ ، أن هذه القصص ليست مصدرا للتاريخ ، بل القاص يركز على جوانب معينه مستخدما خياله دون تحوير التاريخ أو تزويره ، فمصادر الحوادث التاريخية هو كتب التاريخ ، ويستمد كتاب القصة التاريخية قصصهم من التاريخ العربي والإسلامي، و هي تدور حول البطولة والشجاعة والمثل العربية والإسلامية من وفاء وكرم وشجاعة ومروءة ، ومن كتّاب هذا النوع جورجي زيدان في رواياته التاريخية كما في مثل : ( فتاة غسان ) و ( فتاة الأندلس) ومن كتّاب هذا النوع أيضا ، محمد فريد أبو حديد في رواياته ( الملك الضليل امرؤ القيس) و (أبو الفوارس عنترة بن شداد ) ، وكرواية ( حياة محمد ) لمحمد حسنين هيكل
أما التفسير العاطفي الخيالي للتاريخ، فقد رأيناه في قصص نجيب محفوظ التاريخية، و في قصة ملك من شعاع لعادل كامل . و قد حاول أبو حديد أن يستغل التاريخ الأسطوري ، ليعكس بعض القيم الاجتماعية و الفكرية، و ذلك واضح في قصته (جحافي جانبودلاد") و " آلام جحا"


قديم 01-30-2012, 01:27 PM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة ، موضوعك الشامل المتكامل حول فن القصة ، ونشاطك الكبير ، وحبّك للعربية وعلومها ، وفهمك لدقائقها .
موضوعك رائع كروعة قلمك الجميل .ونرحب بك في منابر علوم اللغة التي هي بحاجة ماسة لقلم كقلمك الجميل .
بوركت ووفّقك الله.

قديم 01-30-2012, 02:14 PM
المشاركة 3
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نعم الأستاذة القديرة مجهود جميل وجبار ...

استمتعت بمطالعته, وإن شاء الله أستفيد منه عند كتابتي.

شكرا لك, ويعطيك العافية...

مودتي وتقديري.

تحيتي.

قديم 01-30-2012, 04:02 PM
المشاركة 4
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة ، موضوعك الشامل المتكامل حول فن القصة ، ونشاطك الكبير ، وحبّك للعربية وعلومها ، وفهمك لدقائقها .
موضوعك رائع كروعة قلمك الجميل .ونرحب بك في منابر علوم اللغة التي هي بحاجة ماسة لقلم كقلمك الجميل .
بوركت ووفّقك الله.
شكراً لك أستاذناالكريم تشجيعك لي و لكنني ما زلت أحبو على بساط الأدب أما هذا الموضوع فورده من
قلمك الكريم فبفضل إجاباتك الرائعة على موضوعي سؤال في فن القصة استطعت أن أكتب هذا الموضوع فالشكر موصول لحضرتك.
دمت بخير

قديم 01-30-2012, 04:04 PM
المشاركة 5
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
نعم الأستاذة القديرة مجهود جميل وجبار ...

استمتعت بمطالعته, وإن شاء الله أستفيد منه عند كتابتي.

شكرا لك, ويعطيك العافية...

مودتي وتقديري.

تحيتي.
شكراً لك أخيتي الكريمة مرورك الكريم و كلماتك الغالية على قلبي
دمت بخير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المعين في فن القصة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر -متجدد ياسر حباب منبر رواق الكُتب. 71 02-09-2024 10:59 PM
المعين في النحو لجميع المراحل - حسَن حمد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 09:53 PM
آخر ما سطره قلمي اللعين جبار دهر جبار منبر شعر التفعيلة 1 06-21-2013 01:58 PM
أفضال إبليس اللعين / بقلم عبدالأمير البكّاء عبدالأمير البكاء منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 14 01-05-2012 03:58 PM

الساعة الآن 05:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.