احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3343
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
01-18-2012, 05:02 PM
المشاركة 1
01-18-2012, 05:02 PM
المشاركة 1
افتراضي العرق .. دساس.. !
العرق .. دسّاس

استيقظت ترتعد هلعا، رأته ماثلا أمامها عملاقا متحللا، تقطر عيناه دما، يمد لها يده المتآكلة ويمسك السوط الذي كان يمزق به جسدها اللدن في الماضي، ناداها بصوت مرعد:
- تعالي يا فتاتي .. إني بانتظارك لا تتأخري..
استلقت تحاول النوم من جديد، مؤكدة لنفسها أن الذي تراه مجرد كابوس، لكنّه ما زال متجليّا أمامها بجثمانه المتحلل العفن، أغمضت عينيها بقوة لعل ذلك السادي يختفي..
داهمتها الذكريات..
- ها نحن أولاء حبيبتي وأخيرا حبنا سيرى النور في العلن. لا تخافي، سرّنا دفن مع أخي القاسي. لكم كرهته وأنا أسمعك تئنين تحت وطأة تعذيبه كل ليلة.
تعالي، اقتربي لا تبتعدي يا حياتي. أريد حضنك الدافئ، خصوصا الأولاد في بيت أبيك.. آه إنّني أشتهيك.
- ماذا.. ؟ ما هذا الصوت؟ إنّها ابنة الجيران، هل رأتنا معا؟ سأخنقها، هي بنت كبيرة وستفضحنا.
هتف بصوت عالي:
- ماذا تريدين يا فتاة؟ ماذا رأيت؟!
انقضّ عليها...
- لم أر شيئا، آآه.. أترك يدي أرجوك إنك تؤلمني، جئت من أجل "ساهدة" كي نلعب معا...
- إنها رنيم صديقة ساهدة لا ذنب لها.. واصلت المرأة حديثها معه بلغة لا تفهمها الطفلة، ثم التفتت إليها قائلة:
- عديني يا بنيّة نسيان الذي شاهدته الآن، فندعك وشأنك لكن حذاري من أن تخبري أحدا...
- لو همستِ لمخلوق فسآتيكِ في الليل .. هل تفهمين؟ فحّ الرجل، بصوت ينذر بالويل والثبور.
- نعم سيدي أفهمك جيّدا، أعدكما بأن لن أبلّغ أي انسان، سأنسى الأمر ولن أعود هنا. توسّلت الصغيرة خائفة.
وهرولت مبتعدة، غير مصدّقة تركهما لها تذهب بسلام..


تقلّبت في فراشها تتصبب عرقا، صحيح أنها تزوجت أخيه حال انقضاء العدّة، لكنّها ما زالت تحسّ طيفه يرافقها في حركاتها وسكناتها.
غفلت عيناها قليلا لكنّها استيقظت فجأة تتلوى ألما، كالسكاكين تقطّع معدتها...
- ساهدة ... أين أنت؟ ساعديني إنّني مريضة جدا، ماذا حدث لي؟
- ها أنا ذي، هل تتألمين؟ نسيت إخبارك عن رنيم يا أمي هل تذكرينها صديقة الطفولة؟ رأيتها اليوم وتعرفت عليي ولا أخفيكِ أنّها صارحتني بما حصل منكما منذ عشر سنوات، فضميرها استمر يؤرقها طيلة هذه السنين.

أردفت بصوت غريب متحشرج:
- لقد أكّدت شكي فعلا.. أنظري إلى الزجاجة في يدي، هي نفس الزجاجة التي رأيتك تضعين منها في طعام أبي خلسة. وعندما وجدتها مرمية بالقمامة ليلة وفاته عصفت بي الظنون فاحتفظت بها... أتذكرين؟ منذ ذلك اليوم المشئوم أرغمتماني على ترك المدرسة كي أصبح خادمة للعائلة الكريمة.
أضافت بقسوة عجيبة:
- وعمي الآن يتلوى أيضا في غرفتي... هل تدرين أنّ زوجك الحبيب في لياليك المليئة بالكوابيس منذ أن نضجتُ صار يأتيني وأنت نائمة.. همهمت بصوت لا إنساني:
- أمّاه.. وداعا وإلى الجحيم.. !
شخصت عيناها تنظر إليه هناك واقفا باسطا ذراعيه الإثنتين،، ينتظر..........!


مع تحيات


ريما ريماوي


قديم 01-27-2012, 10:49 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة ريما ريماوي المحترمة

مقاربات أدبية بوليسية ناجحة جداً . .
أما القصة . .
فتعطينا عبراً كثيرة أهمها . .
كما تدين تدان . .

أرجو تقبل تحيتي . .
دمت بخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 01-30-2012, 02:04 PM
المشاركة 3
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذ احمد فؤاد صوفي...

اهلا وسهلا بك, اسعدني حضورك وردك.

مودتي وتقديري.

تحيتي.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العرق .. دساس.. !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوم خزاز أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 11-05-2023 01:25 AM
انتفاضة جنوب العرق الى اين ؟!؟! ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 4 09-09-2018 08:37 AM
بيلي كولينز – فن الغرق عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 2 11-11-2013 11:14 PM
من وصايا حشاش سكير(الوصية الثانية ) وائل عبد الكريم منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 09-18-2010 03:20 AM
من وصايا حشاش سكير وائل عبد الكريم منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 09-17-2010 06:41 AM

الساعة الآن 11:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.