احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2669
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
10-21-2014, 01:56 PM
المشاركة 1
10-21-2014, 01:56 PM
المشاركة 1
افتراضي مكر تعلوب
قرب وجار تعلوب فسحة أرض معشوشبة
تعانقها الشمس مع إطلالتها على السهوب
ولاتفارقها لحظة إلّا بالغروب..
ولكن..!
لأنّها قرب وجار المفترس الماكر
لم تجرؤ مخلوقات الغابة على الاقتراب منها..
وظلّ تعلوب محروماً من الاستفادة من ملكيته لتلك البقعة..
وذات يوم ..
سقط مطر غزير
جعل فراء تعلوب يتبلّل ..والبردإلى عظامه يتسلّل..
فوثب إلى البقعة المشمسة وراح يجفّف تحت حزم الضياء الدافئة فراءه الكثيف
متلفّتاً حوله متأمّلاً صنعة الخالق المبدع الذي يعطي بغير حساب ..
ومتسائلاً عن أفضل السبل لزيادة فرص الانتفاع بملكية هذا المكان الجذّاب ..
وخطر له خاطر عجيب عندما رأى جاره النحيل ابن عرس يقترب منه وهو مبلّل أيضاً:
-قال ابن عرس: هل تسمح ؟
-قال تعلوب: تفضّل ..بيت الضيق يتّسع لألف صديق ..
-ومن يملك هذا العدد من الأصدقاء؟
-أنت لطيف ..ولو استأجرت هذا المكان وافتتحته كمنشر للغسيل
ومستراح لتجفيف الفراء لأصبحت مقصداً للأقرباء والبعداء..
قال:حلم جميل ..لاأملك سبباً لرفض عيشه إن استطعت..
قال :لن أطلب الكثير..
اسمح لي بفتح النافذة للاستمتاع بالمشهد من حين لآخر ..
وبتسجيل بعض البيانات عن زوّارالمكان
لا لشيء غير التأكّد من عدم إساءة استخدامه ..
قال ابن عرس:لك ذلك ..
ووافق السيّد تعلوب..ووقّع على عقد مكتوب..
وفي اليوم التالي..شوهدت في الغابة يافطة كبيرة مكتوب عليها:
منشر غسيل مجّاني ..بإشراف: ابن عرس.
وهكذا أصبح للجميع مكان ينشرون فيه غسيلهم كلّ على طريقته
مع فرص لتبادل الخبرات والمشورات والتذكارات..
متغافلين عن عيون المكّار التي راحت تحصي الحركات
وتراقب السكنات وتسجّلها في سجلّات ..
ومرّت الأيّام ..
ولم يستطع تعلوب الاستفادة من المشروع..
ففكّر وفكّر..واستقرّ رأيه على أن يرفض تجديد العقد لابن عرس
ويستعيد الإشراف على المنشر ..
حيث يمكنه استغلال التعلقّ الشديد بالمكان الذي ظهر على السكّان..
لفرض شروط معدّلة وطلب بيانات مفصّلة
تفتح آفاق الأستثمار وتغلق ثغرات البوار..
وفسخ تعلوب العقد ..وأعلن مااستجدّ ..
وطلب ماراب الجميع ..فرفضوا التوقيع..
وأمتنعوا عن تقديم أيّة بيانات طلبها الماكر..
وعندما أنذرهم بإغلاق المكان ..
سخروا من التهديد ..وأكّدوا ماسبق منهم كلّ توكيد ..
فثارت ثائرته ومسح كلّ الأسماء ..من قائمة النزلاء ..
فعاد مقفراً كما كان ..
ولكن ذكراه ستبقى في الأذهان !!..
----------------------------
مع تحيّات:عبدالحكيم ياسين


قديم 10-21-2014, 10:27 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ عبد الحكيم ياسين

جميل هذا النص . بلغته المعتمدة على السجع و اللعب على موسيقى الجملة .
كما أنه ينهل من أدب الأطفال الشيء الكثير .

تحية تقدير .

قديم 10-23-2014, 01:35 AM
المشاركة 3
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عبد الحكيم ياسين .
الحقيقة أنني هنا وقفت على حكاية تحاكي حكايات كليلة ودمنة .
موسيقا اللغة استطاعت أن تضبط إيقاع النص والفكرة ,وتضفي عليه مسحة جمالية تخفف من وطأة الحالة ,فالقصة باعتقادي تنتمي إلى الأدب السياسي وإن اكتفت بالتدليل دون التصريح ,على غرار كليلة ودمنة ,فالمساحة الدافئة التي هرب منها أو ابتعد أهل الغابة عنها بسبب غطرسة ومكر صاحبها ,عندما تولى أمرها الأكثر ثقة بعقد من الباطن أصبحت مكاناً ينشر فيه غسيل الناس جميعاً ,والحقيقه أنا أفهم نشر الغسيل بهكذا حالة هو حرية الرأي والقول بعيدا عن غطرسة المالك الذي عندما توجس منها أراد أن يؤطرها بما يراه خادماً لمصالحه فانفرط العقد وهجر الناس المكان بسبب القيد الذي أريد لهم أن يوضع في أيديهم ثمناً لأرائهم ....

الأستاذ عبد الحكيم ياسين ,أبدعت حيث أوصلت ما أردت بلغة رائعة ,سموها سمو فكرة النص الرائدة ..تقبل مني مروراً أرجو أن يليق بحرفك ,وأرجو أن تكون قراءتي قاربت رسالة أريد للنص أن يوصلها ...خالص التقدير

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-27-2014, 07:35 AM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اسقاط ممتاز و جلي عن خطة ثعلوب المكار الذي حول العالم الى قرية صغيرة
ا. عبد الحكيم ياسين ..
ارى ان ثعلوب استنتسخ نفسه في اماكن عدة و عندما يغلق مكان سيفتح عشرة امكنة اشد منه خطرا و يصبح الزلاء كالمستجير من الرمضاء بالنار
كنت قد ناقشت هذه الفكرة في تحقيق صحفي بعنوان ( ثورة الالعاب الالكترونية المزرعة السعيدة نموذجا)
تحيتي لك استاذي المبدع

قديم 11-03-2014, 09:43 PM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


مرحباً بك أستاذ ياسر علي
طريقتك في النظر إلى نصّي هي الجميلة
أمّا الموسيقا فهي مجرّد مهارة مكتسبة وعفوية كما أظنّ..
وكذلك الارتباط بالكتابة للطفل هي نوع من الاعتياد..
أرجو أن يكون ذلك مقيولاً لذائقتكم الراقية..
مع التحية والتقدير

قديم 11-11-2014, 10:06 PM
المشاركة 6
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ زياد قنطار:
الغسيل ..ثياب من كلّ الأنواع..وأغطية وبياضات..
الغسّالة..المسحوق..المنشر..الهواء..الشمس..الفسحة..
كلّها عناصرفاعلة في الصورة الظاهرة والخفيّة التي يقدّمها النصّ..
يضاف إليها المستفيدون..والمهتمّون بالغسيل والنشر..
وتعلوب..لديه الفسحة التي تقع عليها الشمس فيما تقع عليه
وتهبّ عليها الأنسام ..فهو لم يختر لها أن تكون مشمسة
ولامهبط أنسام..والحريّة..شمس وهواء..أراد تعلوب
اصطياد مايجده على الغسيل من دلائل تساعده على الإيقاع بالفرائس..
هذه الصورة..تشبه أكثر ماتشبه ..كلّ مساحة في الحياة يستطيع
الأفراد البوح فيها بمكنوناتهم..والدوافع تختلف..ومهما كانت صور البوح
مبدعة ورائعة فإنّها لاتلاقي الاهتمام إلّا عندما تخدم مصالح المهتمّ..
فقط..بعض رفاق الدرب قد يثنون على تنهيدة أو تغريدة أو قصيدة
وتموت الذكريات إن لم تجد من ينفخ فيها الحياة ..
سررت بقراءتك الراقية وبمرورك العطر..مع التحية والتقدير..

قديم 11-20-2014, 08:51 AM
المشاركة 7
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قراءة راقية نفذت إلى عمق المقاصد..
أ.ريم
سررت بمرورك العطر
ويسرّني ان أطّلع على تحقيقك الصحفي إن كان متوفّراً بنسخة نصّية
مع التحية والتقدير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.