احصائيات

الردود
7

المشاهدات
4171
 
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي


محمد حمدي غانم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
530

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10554
12-11-2017, 01:41 AM
المشاركة 1
12-11-2017, 01:41 AM
المشاركة 1
افتراضي عيناها (حوارية مُرصّعة بالشعر)
عيناها (حوارية مُرصّعة بالشعر)
ملحوظة: هذا النص يحتوي على أربع مقطوعات شعرية، وينتهي بقصيدة كاملة.. لهذا أرى أنه مناسب لقسم الشعر!


نظر في عينيها النجلاوين مشدوها وأغرق في الصمت.
سألته بخجل وحروفها السكّرية تتهشم على شفتيها بدلال أنثوي أخاذ:
- لماذا تنظر لي هـ...؟
قاطعها بوضع أنامله على شفتيها هامسا:
- اتركيني أستمع للقصائد التي تقولها عيناك.
أشرقت ملامحها بابتسامة دهشة، مخضبة بحمرة خديها، وحاولت أن تقهر جرأة عينيه بنظراتها، فأذهلها حبهما الجارف، ولم تجد بدا من الهرب بعيدا قبل أن تضيع في عالمهما بلا رجعة، فأسبلت ليل أهدابها على بدرَيْ عينيها بحياء آسر، وأطرقت على سر مذاع، فمس ذقنها بأنامله ورفعها برقة ليجبرها على النظر في عينيه من جديد وهو يقول معاتبا:
- لماذا تصرين على أن تخبئي أجمل قصائدك عن عيني؟.. دعيني أستمع وأستمتع.
نظرت في عينية بشغف، وسألته بدلال متلعثم بالخجل:
- فماذا تقول عيناي؟
- أنا سرُّ سرِّكَ، في فضولٍ تَشتهي عيناكَ بَوْحي
كفراشتينَ تُراودانِ تَوَرُّدي عن فَجْر فَوحي
دعْني فماذا تبتغي عيناكَ يا فَرْحي ونَوْحي؟
كيمامةٍ قلبي أصبتَ، فكيفَ هُنتُ وأنتَ دَوْحي؟
- عيناي تقولان هذا؟
- وأكثر.
- فماذا أيضا؟
- الحبُّ أحلامٌ وبعضُ غُرورِ
ومغامرٌ يجتازُ حدَّ عطوري
ويقبّلُ البدرينِ غيرَ مُذَمَّمٍ
ومُقدِّمًا في مقلتيهِ نُذوري
يا أينَ أهربُ من حصارِ فُتونِهِ
والشوقُ يأسرُ في سماهُ طيوري؟
- يا لعينيَّ من خائنتين!.. أتقولانِ كلَّ هذا؟
- وأكثر.
- فماذا أيضا؟
- لا تسألَنْ، أنتَ الإجابةُ، والسؤالُ كذاكَ أنتْ
ماذا يُفيدُكَ بَوحُ قلبٍ أنتَ في دَمِهِ سكنْتْ؟
أتُراه يُرضيكَ ارتجافي؟.. هلْ رفقتْ بقلبِ بنتْ؟
ما ذُقتُ قبلَكَ لوعةً، قالَ الهَوَى كوني فكُنتْ
- حكيمتان هما عيناي، فخذ بحكمتهما.
- ومراوغتان.
- إنهما تستعطفانِ أن تدعهما وشأنهما.
- ليتني أقدر!
- أهما بكل هذه السطوة؟
- هما كذلك يا مغرورة.
- أنت سبب اغتراري.
- أنا؟
- لا أحد ينظر لأنثى هكذا ولا تغتر.
- إذن فلن أنظر.
- هل نفدت قصائد عينيّ أم اكتفيت؟
- لا ولا.. ولكن كي لا أزيدك غرورا.
- سأزيدك أنا غرورا.. قل لي ماذا تقول عيناك؟
- ألا تسمعينهما؟
- بلى.. لكني لا أجيد لغة الشعر.. فترجم لي.
- الصمتُ أنّةُ عاشقٍ إنْ غِبتِ عذّبَهُ الجَوَى
سلواهُ بضعةُ أحرفٍ مِن فيكِ باحتْ بالهَوَى
أمسى لفرطِ تعلُّقٍ طفلا يخافُ من النَّوَى
فأرادَ ضمَّكِ، هلْ عذرتِ فؤادَهُ عما نوى؟
- يا له من قلب مسكين!
- يحتاج للعطف والحنان.. أليس كذلك؟
ضحكت بعذوبة، ثم سألته مراوغة:
- ما زلتُ أسمع عينيكَ تقولان شيئا.
- تقولان الكثير.
- فخبّرني ببعضه.
- منتهَى عشقي صراحةْ ... أنتِ للظمآنِ واحةْ
أنتِ للحيرانِ رُشدٌ أنتِ للملهوفِ راحةْ
لم يَعُدْ للقلبِ سِرٌ حينَ بالعينينِ باحَهْ
هكذا، ما احتاجَ شِعرًا أو بيانًا أو فصاحةْ!
مُذْ رأتْ عيناكِ قلبي قرّرَ الوجدُ اجتياحَهْ
واختيالُ الهُدبِ أضحى مُطلقًا صوبي رماحَهْ
تاركا دُنيايَ فوضى مُرسلا فيها رياحَهْ
يا إلهي!.. ما دهاني؟.. إن ذاتي مستباحةْ
كلّما أزمعتُ صبرًا أَبرمَ الشوقُ اكتساحَهْ
إن أرادَ العقلُ بُعدًا سفّهَ القلبُ اقتراحَهْ
وَيْكِ مَنْ أغويتِ قلبي: أطلقي حالا سراحَهْ
أو فضمّيني إليكِ الآنَ غنّي في سماحةْ
إنني سلّمتُ نبضي .. كلُّ أحلامي متاحةْ
خشعت أنفاسها مبهورة، وهي تهيم في عالم كلماته، قبل أن تسأله بدلال:
- هل لي أن أقول شيئا.
- نعم
نظرت في عينيه بجرأة، فغرق في جمالهما إلى أعماق سحيقة..
وصمتت..
وسمع..
سمع كل ما أرادت قوله..
وأكثر.
ولكن للأسف، عجز الشعر عن ترجمة ما سمع، فقد كان خارج حدود الكلمات!

محمد حمدي غانم
11/1/2016


قديم 12-11-2017, 12:11 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واوو أستاذ محمد غانم
هذا ربما يكون اروع نا قرات لك نثرا وشعرا.

"أشرقت ملامحها بابتسامة دهشة، مخضبة بحمرة خديها، وحاولت أن تقهر جرأة عينيه بنظراتها، فأذهلها حبهما الجارف، ولم تجد بدا من الهرب بعيدا قبل أن تضيع في عالمهما بلا رجعة، فأسبلت ليل أهدابها على بدرَيْ عينيها بحياء آسر، وأطرقت على سر مذاع، فمس ذقنها بأنامله ورفعها برقة ليجبرها على النظر في عينيه من جديد وهو يقول معاتبا".*

وهذا بعض مما تقوله عيناها :
أنا سرُّ سرِّكَ، في فضولٍ تَشتهي عيناكَ بَوْحي
كفراشتينَ تُراودانِ تَوَرُّدي عن فَجْر فَوحي
دعْني فماذا تبتغي عيناكَ يا فَرْحي ونَوْحي؟
كيمامةٍ قلبي أصبتَ، فكيفَ هُنتُ وأنتَ دَوْحي؟

قديم 12-11-2017, 03:10 PM
المشاركة 3
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سعيد جدا بتعليقك أ. أيوب.. هذا عمل أحبه جدا ويدهشني كلما أعدت قراءته بعد فترة.. أحيانا يفاجئنا ما نكتب، والحقيقة أنني انغمست في هذا الحوار وولد الشعر وأنا أكتب بطعم إحساسي بهذا النص
شكرا لتقديرك وحسن انتقائك
تحياتي

قديم 01-10-2020, 11:50 AM
المشاركة 4
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 01-10-2020, 12:23 PM
المشاركة 5
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: عيناها (حوارية مُرصّعة بالشعر)
قصيدة رائعة وكلمات جميلة استاذي الكبير محمد

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 01-10-2020, 01:53 PM
المشاركة 6
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 01-10-2020, 02:57 PM
المشاركة 7
خولة الرومي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: عيناها (حوارية مُرصّعة بالشعر)
روووعة يا استاذ محمد ... عجبتني كتير ...... يسعد مساك

قديم 01-10-2020, 04:35 PM
المشاركة 8
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي

  • غير موجود

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عيناها (حوارية مُرصّعة بالشعر)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالشعر أقـتلُ فاحذروا محمد جاد الزغبي منبر شعر التفعيلة 12 06-05-2021 11:55 PM
العطر الوردي في ارتباط الشاي بالشعر عندي عبدالفتاح الصيري منبر الشعر العمودي 7 02-18-2021 10:03 AM
حوارية الذات محمد بوثران منبر الحوارات الثقافية العامة 2 10-29-2020 05:33 PM
حوارية الظل بهناس علي منبر البوح الهادئ 5 06-07-2012 04:13 PM
هايل عزيزي وأحمد هيجه مساجلة بالشعر التهامي في اليمن هايل عزيزي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 0 01-19-2012 05:19 PM

الساعة الآن 02:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.