احصائيات

الردود
0

المشاهدات
511
 
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عمرو مصطفى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
417

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Nov 2014

الاقامة
مصر

رقم العضوية
13385
11-14-2023, 01:54 AM
المشاركة 1
11-14-2023, 01:54 AM
المشاركة 1
افتراضي قبل أن تزول..
إقامة الدولة في الإسلام وسيلة وليست غاية كما يظن الكثير ممن ينتسبون للإسلام. فهي وسيلة لإقامة الدين في الأرض بشكل جماعي منظم، يحافظ على الحقوق الشرعية للجماعة والفرد.. والإمام في ديار الإسلام له مهام عديدة مذكورة في كتب السياسة الشرعية وأعظمها هي حفظ الدين.. فولي أمر المسلمين يتولى بداهة أعظم أمر من أمورهم وهو دينهم. وهذا الدور هو أهم عامل من عوامل بقاء الدول وضده أهم عامل من عوامل هدم وزوال الدول..
وإن كانت الدول كالإنسان يبدأ صغيراً ضعيفاً ويكبر ويشتد عوده، ثم يبدأ في الانحدار، إلى السقوط الكلي.. فهذا التسلسل قدري كوني "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ " الروم (54) . لكننا نعني هنا بالزوال الذي يحدث للدول بسبب مخالفة الإرادة الشرعية، فكما أن البيوت تخرب بسبب مخالفة الإرادة الشرعية، فكذلك الدول بشكل أكبر، وسواء كانت المخالفة من الراعي أو من الرعية، فكما قال الأوائل: عمالكم أعمالكم.. وكما تكونوا يولى عليكم.. وقد عبر عن ذلك الإمام ابن القيم بكلام قيم حيث قال: " وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم : فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكلما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمّالهم ظهرت في صور أعمالهم . وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم . ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شابت لهم الولاة فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم ،وكل من الأمرين موجَب الحكمة ومقتضاها"
وكما أن العدل أساس الملك.. فالظلم هو السوس الذي ينخر في عظام الدول والممالك.. وكما تعلمنا من ابن القيم أن ظلم الراعي مترتب على ظلم الرعية بعضها البعض.. فتكون الرعية هى الأساس في زوال دولها..
فإذا رأيت الراعي يرفل في الترف والدعة ويجاهر بالفجور؛ فاعلم أن هذه هي صورة الرعية في الحقيقة قد انعكست على راعيها، " فلما شابوا شابت لهم الولاة" فهو منهم وبهم، فلا يلومون إلا أنفسهم إذا ما غير الله ما بهم من نعمة، بعد أن غيروا ما كان بهم من طاعة..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حفظ الله بلادنا ودولنا وسلمها من كل مكروه وسوء.
***



الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام..
حتى الظلام.. هناك أجمل فهو يحتضن الكنانة..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قبل أن تزول..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تسول....!! عبير المعموري منبر القصص والروايات والمسرح . 14 09-05-2015 10:44 AM
احزان قلبي لا تزول فريدة ذباح منبر البوح الهادئ 8 02-15-2011 06:56 PM

الساعة الآن 02:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.