احصائيات

الردود
7

المشاهدات
2983
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
04-23-2011, 10:05 PM
المشاركة 1
04-23-2011, 10:05 PM
المشاركة 1
افتراضي ** فهرسة الكتاب / التنسيق الأولي

فهرسة الكتاب / التنسيق الأولي

** المقدمة
بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم
والصلاة والصلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..وبعد ..
يجوبني الجمال بتؤدة .. يجوسني الحرف حتى يلتصق بوعيي ويهيمن على كل إدراكي ..
في سقوط مطر اليراع غالبآ ما تسودني الدقائق كحفنة من الوهج التي تضئ دواخلي بسراج معتق من العطاء الإبداعي المميز ..
أغيب رويدآ وبدون مقاومة إلى حقول تعج بأطياف تستبيح تفاصيلها بهاء الرحيل المترف بالخلود ..
وكنت كلما انزلقت درجة إلى سقف الصدور .. وجدت في حضرتي مئات السلالم التي قد تأخذني صوب الأقمار والنجوم .. إلى أفلاك ومدارات بلا حدود ..
حيث عوالم من الشعر والبوح الشفيف الذي يسافر بك إلى مدن خرافية وملونة بالخيال ونبض الأفئدة الكليمة ..
وفي تجربتي الباهرة في "منابر ثقافية " , كان ثمة حروف تتبختر رونقآ أمام الأحداق لما تحويه من سحر بياني ..
كانت الأرواح بين دهاليز المنتدى الصاخبة بالصمت , ترتدي أجنحة الخيال وتحلق في فضاءات لا متناهية من الروعة ولا طائل لها أو موعد عند جدار الغروب ..
سكب مدادي قد لا يتسع للإنتباهة المارة لأول وهلة , حيث يلزمها العبور مرارا لتشعر بأنك ارتويت من سلسبيل الحرف ..
هنا تشعر بأنك تقفز إلى دفتر الزمان الملئ بمداد سحري وأساطير تنسجها القلوب ..
وعلى متن الدهشة تبحر إلى شواطئ الشعور لتنهل من الحكايا الوجدانية ما استطعت ..
قد تعود فرحآ حينا بما ظفرت به من كنوز اللغة وروعة البيان وربما شئ من شواهد الحياة التي قد تلكز خاصرتك بواعز التجربة ..
وقد تأتي الليل تارة أخرى ملبد بأحاسيس القهر والحزن لأن الحروف قد لامست جرحك واستمطرت نزيفك الماكث زمنا على أعتاب قلبك ..
هذا ما انتابني وأنا أقرأ بإمعان لآل منابر أو لنقل بعضهم .. حيث لم يسعفني لا الزمن ولا المساحة لإدراج كافة الإبداعات التي اطلعت عليها حتى اللحظة ..
لذا أفردت هذا الكتاب لما منحني الوقت من سانحة لأظفر بأفضل السكب - وإن لم يكن جُلّها - , ووضعته بين يديك عزيزي / عزيزتي القارئة ..
لنمخر عباب النفوس التي ظللها ضباب التجربة ونكتشف الجداول الرقراقة والسواقي الشدية على روابي الحروف الباهرة ..
الجديد في هذا الأمر أنه يستند على واعز مضئ أو إن شئت فكرة جميلة كان الشاعرالمرموق عمر أبو غريبة قد أوحاها لي بجمع الموضوعات الأدبية والفكرية التي قمت بالتعقيب عليها,
ونشرها ضمن مطبوعة تحمل البصمة الأدبية وتنقشها جمالا على جبين الزمان ..
وعلى هذا الأساس لملمت ما استطعت الوقوف عليه من الإبداعات المبهرة في هذا الجراب الأدبي لنرحل معا إلى تلال القلوب المبدعة ..
فأرجو أن أكون وفقت في الطرح والإنتقاء .. مع بالغ التحايا والتقدير للكتاب والكاتبات والقراء والقارئات الأكارم
* سحر الناجي


قديم 04-23-2011, 10:15 PM
المشاركة 2
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* حقيقة الإنسان

بما أن حديثنا على الدوام غالبآ ما يدور حول الإنسان ودقائق تفاعله العجيب مع مجريات حياته .. قررت أن أبدأ بمقطوعة تتعلق به ..
حيث الكون بعظمته الشاهقة وكافة المخلوقات قد سخرت له وخلق معظمها لأجله ولخدمته .. فقد آن له أن يكتشف كنه تفاصيله ..
فما هو الإنسان أو .. من هو ذلك الكائن الذي يجر قامته على بقاع الأرض ويجوس الدروب في رحلة ملغمة بالعجائب نحو المجهول ..!
سؤال فلسفي يحاول الأستاذ حكمت خولي الإجابة عليه بحرفه الملون بالفكر العميق , من خلال الطرح التالي :


حقيقة الإنسان / حكمت خولي

(1)
أيها الإنسانُ الكئيبُ المكدودُ ما لي أراكَ دائمَ التَّذمُّرِ والشَّكوى والأنين؟
أُحسُّ بكَ وكأنَّكَ أضعْتَ ذاتَكَ فأصْبحْتَ هائماً تائهاً في صَحارى مُقْفرَةٍ جَدْباء .....
أُحِسُّ في أعماقِكَ صَقيعَ الوحدَةِ الموحِشةِ وكأنَّكَ تَقفُ وحيداً في خَضَمِّ الأهوالِ ،
تَتقاذَفُكَ أمواجُ اليأْسِ والضَّياعِ ......حُشودٌ من الخواطِرِ الجارِحَةِ تُدْمي نَفسَكَ بأشْواكِها اللاذِعَةِ ...تحاوِلُ أن تَفْلُتَ وتَفُرَّ منها ، فتَقْمعُها وتُخْفيها في أعماقِكَ السَّحيقَةِ وتَتخَيَّلُ ، وبكُلِّ بساطَةٍ ، أنَّها اخْتَفتْ وتَلاشَتْ ....ثُمَّ تُحاولُ أن ترْميَ كُلَّ
ثِقَلِها المكْبوتِ والمُؤْلِمِ على ظروفِ حياتِكَ المَعيشيَّةِ وعلى ما تُعاني من آلامٍ جَسَديَّةٍ
ونَفسيَّةٍ ....ألا ترى يا أخي أنَّ كُلَّ هذه المُحاولاتِ ليسَتْ سوى حيلٍ لِتُخْفي وراءها
حَقيقةَ مُعاناتِكَ ومَرَضِكَ ؟
فالإنسانُ كائنٌ عاقِلٌ يَعي ويُدْرِكُ ويَتساءلُ ويُحاولُ أن يُمَنطِقَ القَضايا والأُمورَ ،
ويُحِسُّ في أعْماقِهِ بتَساؤُلٍ وُجوديٍّ خَطيرٍ ومريرٍ ...من أنا في هذا الكون ؟ وما الهَدَفُ والغايَةُ من وجودي فيهِ؟ وهلْ أنا أقِفُ وحيداً مُنعزِلاً أمامَ أعاصيرِ الوُجودِ؟
حاوَلَ فِكْرُ الإنسانِ أن يُجيبَ على هذه التَّساؤلاتِ عبْرَ الزَّمانِ الطَّويلِ ومن خِلالِ
الأساطيرِ وآلافِ المذاهِبِ الفَلسَفيَّةِ والدِّينيَّةِ ... وكمْ شَهَدَ تاريخُ الفِكْرِ حروباً وصِراعاتٍ مَريرَةً ودامِيَةً من خِلالِ مُحاولاتِهِ الإجابَةَ عليها ...
فقَد نَجَحتْ بعْضُ المَذاهِبِ بإدْخالِ شيئٍ منَ الطَّمأنينةِ إلى فِكْرِ الإنسانِ وفَشِلَتْ
مذاهِبٌ كثيرَةٌ في أداءِها ....وأنا لا أُريدُ أن أغوصَ في هذا الخِضَمِّ المُرْعِبِ
والمُخيفِ ... صِراعُ الأفْكارِ .......


(2)
ولكِنَّني أتَساءَلُ هنا عنِ السَّبَبِ العَميقِ الكامِنِ وراءَ الشُّعورِ بالضَّياعِ وبعَبَثيَّةِ الحياة. وأعْتَقِدُ أن الجَّوابَ بسيطٌ ؛ ففقْدانُ الإحْساسِ بالغائيَّةِ والقَصْديَّةِ واسْتمْراريَّةِ
الحياةِ الفرْديَّةِ يَخْلُقُ عند الإنسانِ الشُّعورَ بالتَّذَمُّرِ وبتَفاهَةِ وعَبثيَّةِ ما يَقومُ به ويَسْعى إليهِ . فإذا لم يَشْعُر الإنسانُ بقصْدٍ وغايَةٍ وهَدَفٍ يَعيشُ ويَسْعى له ،وباسْتمْراريَّةِ
مفاعيلِ هذا الهَدفِ تُصْبِحُ كُلُّ أحاسيسِهِ عَبثيَّةً وسلْبيَّةً وكأنَّهُ يَقومُ بتَمْثيلِ دورٍ تافِهٍ
فُرِضَ عليهِ بدونِ قَناعَةٍ وقُبولٍ منهُ .
ومن هذا الإحْساسِ بالعَبَثيَّةِ والضَّياعِ ولا جَدْوى الحياةِ تَنْبُعُ كُلُّ المشاعِرِ السَّلْبيَّةِ الأُُخْرى .
يَقِفُ الإنسانُ أمامَ الموتِ مُتَسائلاً : لماذا أنا في هذا الوُجودِ ؟ لماذا جِئتُ وأعيشُ
وأتحَمَّلُ كُلَّ هذه العذابات ؟ أليسَ كُلُّ هذا ضَياع بضَياعٍ وتَفاهة بتفاهةٍ ؟
يَهرُبُ من كابوسِ هذه الأفكارِ فيقْمَعُها ويكْبُتُها ليعيشَ حياةَ التَّفاهةِ مُنغمِساً بشَتَّى
ألوانِ المِتاعِ الكاذِبةِ المُزَيَّفَةِ .
ما دامَ كُلُّ شَيءٍ سَيَنتهي إلى التُّرابِ فلماذا لا يَغْرُفُ من كُلِّ شَيءٍ وبلا حسابٍ؟
ما دامَ كُلُّ شَيءٍ إلى زوالٍ فمنَ المُحالِ أن يُبْقي الإنسانُ على شَيءٍ من القِيَمِ في أعماقِهِ .....يَضيعُ الإنسانُ ويَتيهُ ، يَهْرُبُ من فكرَةِ عَدَميَّةِ المَوتِ ليَذوقَ مرارَتَها
في كُلِّ شَهيقٍ وزَفيرٍ ......
هذه هيَ مُشْكِلَةُ الإنسانِ ككائنٍ عاقِلٍ واعي . يَبني القصورَ والقِلاعَ ويَجْمَعُ المال
يَشَيِّدُ الحَضاراتَ ويَتباها بالسُّلطانِ آمِلاً أن يَخْتَبيءَ وراءَها ويَفْلُتَ من فكرَةِ المَوتِ
فَفَهْمُنا للموتِ ومَفهومُنا عنهُ هو الدَّاءُ والدَّواءُ ...ومحْوَرُ تَفكيرِ الإنسانِ وبنْيَةُ


(3)
كَيانِهِ الدَّاخليِّ تَقومُ على عقيدَةِ الموتِ .هل الموتُ نهايَةُ كُلِّ شَيءٍ وبوَّابةُ العدمِ المُطْلقِ ؟ فإذا بَنى حياتَهُ على هذا المُعْتَقَدِ الدَّفينِ تُصْبِحُ جميعُ أحاسيسِهِ ومَشاعِرِهِ
سَلْبيَّةً وعَبَثيَّةً .....أم أنَّ المَوتَ حالَةُ تَحَوُّلٍ وانتِقالٍ من مستَوىً وجوديٍّ ما إلى
مستَوىً آخر يُتابِعُ فيهِ مَشْروعَ بِناءِ وهَيكَلَةِ ذاتِهِ ؟
وهنا أسألُ نفسي إذا كنتُ أعتَقِدُ فعلاً وحقيقةً بوجودِ كائنٍ إلهيِّ سرمَديٍّ لا يُفْهَمُ
الكَونُ ولا يَصُحُّ أو يَقومُ بدونِهِ .؟ ومن أنا وأينَ أنا من هذا الإلهِ ؟
إذا لم أكُنْ كائناً روحيَّاً خالداً فبماذا يَهِمُّني هذا الإلهُ وماذا يُخيفُني منهُ؟ ولكن ما
دُمْتُ أعتَقِدُ بوجودِ كائنٍ إلهيٍّ خالِدٍ وأعْقُلُ ضَرورةَ وحتْميَّةَ وجودِهِ فأنا بالضَّرورةِ
أحمُلُ شَيئاً منهُ وأُشارِكُهُ ديمومةَ البقاءِ
فضَرورَةُ وحتْميَّةُ وجودِ كائنٍ إلهيٍّ تُفضي إلى ضَرورةِ وحَتْميَّةِ وجودِ كائنٍ روحيٍّ
خالدٍ في الإنسانِ...وهذا الكائنُ يَأْتي إلى الوجودِ المادِّيِّ بمُهمَّةٍ قاصِدَةٍ واعِيَةٍ هادِفَةٍ
تُعْطي لحياتِهِ معنىً واضِحاً وهَدَفاً جَليَّاً ...يَأْتي الوجودَ كذَرَّةٍ روحيَّةٍ صافيَةٍ ليس لها
هُوِّيَّةً ذاتيَّةً ، ومن خلالِ الوجودِ المادِّيِّ المُعاشِ وبالإنصهارِ المُتتالي بآتونِ المِحَنِ
والتَّجارُبِ تُصْبِحُ له هُوِّيَّةٌ ذاتيَّةٌ فرديَّةٌ ...ولهُ الحَقُّ المُطْلَقُ والحُرِّيَّةُ الكامِلَةُ باخْتيارِها ........
وهكذا تُصْبِحُ الحَياةُ ذات معنى جوهري بل تُصبِحُ مشْروعاً لبناءِ الذَّاتِ الفرديَّةِ
المُصفَّاةِ من شوائبِ المادَّةِ لتَعودَ نوراً نَقيَّاً إلى منابِعِها الأصيلةِ ،بعد أن تكونَ قد
خاضَتْ غِمارَ الحياةِ وأصبحتْ ذاتَ شخصيَّةٍ مُتمَيِّزةٍ ...
فالإنسانُ كائِنٌ روحيٌّ سابقٌ للجَّسَدِ وهو باقٍ بعد الموتِ ولا يَقِفُ بمُفردِهِ في هذا


(4)
الوجودِ ؛ فهو ومضَةٌ منَ الكينونةِ الإلهيَّةِ النُّورانيَّةِ الخالدَةِ الَّتي تَرعاهُ في مَسيرَتِهِ
الذَّاتيَّةِ وتُقوِّي عُضُدَهُ ليَعودَ إليها بعد اكتمالِ الطَّريقِ وانتِهاءِ الإمتحان ..
فلو اعتبرنا من هذه النَّتيجةِ وأيقنَّا أنَّنا هنا في مدرسَةٍ نترقَّى فيها من مستوىً إلى
آخر لأصْبحَتِ الحياةُ جنَّةً نتسابقُ فيها لنيلِ جوائِزِ التَّرقِّي والصُّعودِ ، ولم يَبقَ لطاغوتِ المالِ والجَّاهِ والسُّلطانِ والشَّهواتِ أيُّ تأْثيرٍ علينا ..ثُمَّ تتلاشى كُلُّ الخواطِرِ والأفكارِ السَّلبيَّةِ في نفوسِنا عندما نُدرِكُ أنَّنا طُلاَّبٌ نجتازُ امتحانَ الحياةِ
وعلى كُلِّ طالبٍ أن يَكُدَّ ويتْعبَ ويُكافِحَ ويُعاني المَرارةَ وضَنكَ العيشِ ليَنالَ الفوزَ والنَّجاحَ ؛ فبقدرِ ما تَنْجَلي في أعماقِنا صورَةُ الله ِالحقيقيِّ وبقدر ما نَكْتشِفُ في ذواتِنا أنَّنا ومضاتٌ من هذا الإلهِ بقدرِ ما نُقَيِّمُ ونُقَدِّرُ ذواتَنا حَقَّ التَّقْييمِ والتَّقْدير ..
وهنا لم يَعُدْ الموتُ إلاَّ أمنيةً جميلَةً نَتشَهَّاها ونتمنَّاها لأنَّ الموتَ هنا نهايةُ غُرْبةٍ
قاسيةٍ ، مريرةٍ وطويلَةٍ نقضيها بالألامِ والدُّموعِ ؛ فما أجمَلَ وأحلى عودة المهاجِرِ
إلى وطَنِهِ الأصيلِ .
وهذا ليس شِعراً وخيالاً كما يَدَّعي من أقْفَلَ على عقلِهِ بالجَّهلِ وحَجَرَ فكرَهُ بِجحْرِ
المادِّيَّةِ والعبثيَّةِ والضَّياعِ ...فالعقْلُ أفسَحُ وأرحَبُ منَ الكونِ فكيفَ نحْصُرُهُ ونُحَدِّدُهُ
بكتلةٍ تافِهَةٍ منَ اللَّحْمِ هي تلافيفُ الدِّماغِ ؟ وكيف نُحاولُ أن نُخْضِعَ جوهَريَّةَ هذا
العقْلِ لمبْضَعِ جرَّاحٍ مغْرورٍ يَتصَوَّرُ أنَّ العقلَ الذي يُبرْمِجُ الوجودَ ويُنظِّمُ الكونَ
خاضِعٌ لمشيئةِ مبضَعِهِ ؟ والعقلُ بنوعيَّةِ جوهَرِهِ أبعدُ منالاً من أيَّةِ سيطرَةٍ مادِّيَةٍ ..
وهنا تبدأُ الحِكايَةُ : أنا العَقْلُ الإنسانيُّ خَلَقَني اللهُ وسوّاَني لأُشارِكَهُ خلودَهُ وبقاءَهُ
ولأَفْعَلَ معهُ في الكونِ إبْداعاً وخَلْقاً وتَرتيباً ..فأنا يَدُهُ الفاعِلَةُ المُنَفِّذَةُ في الوجودِ


(5)
المادِّيِّ ، وبقدرِ ما أعي مُهمَّتي بقدر ما أتحَمَّلُ مسؤوليَّةَ بناءِ وتطويرِ هذا العالمِ
لا هدمَهُ وتخْريبَهُ ........
وهكذا تُصْبحُ لحياتي على الأرضِ أسمى المعاني وأكمَلَ الأهدافِ ...فأنا قَبَسٌ
منَ اللهِ وعليَّ تَقَعُ مُهمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ وغايةٌ ساميَةٌ هي أن أعملَ في الكونِ وأُعَمِّرَهُ لأنَّني صورَةُ التَّجلِّي المادِّيِّ لقدرَةِ اللهِ اللاَّمادِّيَةِ الفاعِلَةِ والمُتَخَفِّيَةِ وراءَ الكونِ المادِّيِّ ....
حكمت نايف خولي

********

حكمت خولي ..
ليس سوى حفنة من تراب استحال إلى طين لازب ذلك الكائن المفضّل عن سائر المخلوقات ..
ولولا أن أكرمه الجليل بالنفخ من روحه وأسجد لأبيه الملائكة ..
لربما عاث في الأرض فسادآ أكثر مما فعلت قبائل الجن ..
هي الكينونة الضائعة مابين الظل والنور .. وما بين الاستقامة والإعوجاج ..
أهواء .. ومحن .. ومنعطفات .. وعواطف جياشة .. وانفعال متعدد متلون الظهور ..
وأضف إلى كل هذه العناصر إبليس وجنده وتمتمات الخير الصادحة بالحق ..
تجاذبات وتناقضات شتى .. ولا ينجو منها ويبصر الحقيقة إلا من شمله القدير برحمته ..
هذا هو الكائن البشري سيدي ..
دام تساؤلك متميزآ فلسفيآ ..
تقديري

قديم 04-23-2011, 10:32 PM
المشاركة 3
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* ما كان مثلك يبتعد ..

في زمرة الشعور , حين يباغتنا الفقد بدون مقدمات , يمسي للفاجعة مذاق الذكرى المشبعة بالحنين المر..
وقد أجاد الأستاذ الشاعر والمفكر الرائع محمد جاد الزغبي عميد المثقفين في منابر ترجمة هذا الجمال في قصيدته التالية :
حيث عقبت عليه بما يليق بحرفه السامق ..

ما كان مثلك يبتعد

زَعموا بأنَّكَ قد ذهبتَ ولم تَعُدْ
لا يا أبي ...
ما كان مثلكَ يبتعدْ
ما الموتُ إلا رحلةٌ مألوفةٌ ...
صِرنا نصاحبُها لأجلكِ دائما
بالأمسِ كنَّا نلتقي بنهارِنا
واليومَ تأتيني بليلي .. نائما
لا فرقَ أو قلْ لا فراقَ لأنَّنا ...
روحانِ في جسدٍ فريدٍ مُتَّحِدْ
ما كان مثلكَ يبتعدْ
* * *
كنَّا نعيشُ على شعورٍ واحدٍ
فإذا تألَّمَ خاطري أوساعدي
كنتَ المشاركَ من بعيدٍ في الألمْ
وإذا كتبتُ إليكَ تبلغُكَ الرسالةُ
قبل أنْ ...
يخطو على الأوراقِ سِنٌّ أو قَلمْ
لا فرقَ أو قلْ لا فراقَ ...
فقد بقيتَ بنفسِ عادتكَ الجميلةْ
لا فرقَ أو قلْ لا فراقَ ...
سوى التَّغيرِ في الوسيلةْ
فالرُّوحُ لا تحتاجُ تمثالَ الجسدْ
ما كان مثلك يبتعدْ
* * *
زعموا بأنَّك قد ذهبتَ إلى العدمْ
والحقُّ أنَّكَ قد مضيتَ إلى البقاءْ
كلُّ الذين تألَّموا
لم يُدركوا معنى النقاءْ
يبكونَ من أجلِ الفراقِ ...
وأنتَ أقربُ ما يكونُ إلى اللقاءْ
فالروحُ تسبحُ ليس يمنعُها أحدْ
ما كانَ مثلك يبتعدْ
* * *
أسندتُ رأسي نحوَ كفِّي مدركاً ...
ما نالني في عمرِكَ الممدودِ
وعرفتُ أنَّكَ في الوفاةِ تظلُّ لي
حبلَ العطاءِ ببرّكَ المعهودِ
يكفي رضاكَ لتستنيرَ جوانحي
ودعاءُ قلبي للسماء بريدي
يُبْلغْكَ عنِّي ... أنَّني
أهلُ الوفاءِ لقِبْلتي وعهودي
نَمْ مطمئنَّاً .. قد تركتَ لنا يداً
باللهِ تدفعُ كلَّ حقدٍ أو حسدْ
ما كان مثلك يبتعدْ

******


* محمد جاد الزغبي
رأيت بأم حزني سيدي شواظ من الألم ولملمت الحمم بأطراف وعيي .. حتى كدت أن أبكي ..
ما زال جرحي حيا .. ومثل حرفك قد ربت عليه فاستحال نزفا ..
وما برح أبي يطل إلي من نافذة الذكرى بوجهه المهيب .. وليته يفعل ويزورني كما كان دأبه ..
لأسترق شئ من همساته الحانية وأجهش بحزن وخيم ..
هنا .. وقفتُ على كرسي الذكرى أرمق فقيدك من خلف جدار الِبر ..
هنا .. ما كنت لأبرح لولا أن الحنين تعاظم .. والشوق تراءى بين طيات شعرك البهي ..
رحم الله ميتك سيدي وميتي .. وغفر للأحياء والأموات ..
شكرآ لهذه الإستفاقة العذبة للحنين
تقديري

قديم 04-23-2011, 10:40 PM
المشاركة 4
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بائعة الياسمين ..

قاسية هي الحياة .. جانية , حين تترك ضلع طازج مشرد على الطرقات ليغمر وجه الطفولة بالتراب ..
وكثيرة هي الحكايات التي تستثير تقززنا من قسوة الظروف الناسجة الهم على ملامح وجه صغير ..
الصديقة سهى العلي تحكي لنا في النموذج القادم إحدى هذه القصص المحزنة ..


بائعة الياسمين..

كُنت في طريقي للسوق بهدف شراء بعض الحاجيات.. عندما رأيتها, ولا أدري كيف أصفها..
فتاة صغيرة مُقعدة.. لم تتعدى ربيعها السابع.. تبيعُ أطواقَ الياسمين للمارة..
لا أردي ما الذي أصابني حينها.. لقد لامستْ نظراتُها فُؤادي.. فيها شيء سحري.. ربما هي البراءة التي تكبر قبل أوانها.
كانتْ شاردة.. عيونها كالمرآة تعكسُ ما بقلبها.. مظهرها يدلُ على طفلة لم تلمس الماء مدة طويلة..
اقتربتُ منها لأشتري
الياسمين.. وأنا أتمتمُ لبؤس حال هؤلاء الأطفال.. ما ذنبهم في ما يحدث بين الكبار.. على مسرح الحياة الدرامي..
رمقتني بنظرة غريبة.. لم أفهمها.. وكأنها تريد قول شيء ما.. ولكن حدثي القوي الذي يعود كوني مُدرسة أطفال.. أفهمني أنها تشكو بطريقة غير مباشرة عن سُخطها وغضبها لحالها.. أتصور أنها تتمنى في صميمها أن تلهو مع بنات جيلها, داخل بيتها, أو في ساحة المدرسة.
سألتها عن السعر.. لم تُجبني.. أمسكت عُملة معدنية بيديها الصغيرتين.. ثمّ نظرت إليّ وكأنها تقول: هذا هو سعرها..
يا الله.. إنها خرساء!
صدقاً لا أدري كيف أصفُ شعوري حينها..
انقبض قلبي.. شعرتُ برغبة عارمة بضمها.. لكن خفتُ أن أزيدها حسرة وألمْ.. فأنا مُجرد زائرة سريعة.. وسأغادر في الحال.
أعطيتها ضعف المبلغ.. أمسكتها بقبضتها وضمتها لصدرها.. نظرت لي وابتسمتْ.. بعدها عاودت الشرود..
غادرتُ المكان وعقلي ظلّ سارحاً في تِلكَ الصغيرة.. أين هي عائلتها؟ أول سؤال خطر على بالي.. رغبتُ بمحادثتها ومعرفة كُل شيء عنها.. لكن كيف سأحدثها ولا أعرفُ لغة الإشارة..
فجأة عادتْ ذاكرتي للوراء..
تذكرتُ صديقة طفولتي "ندى".. الفتاة التي حُرمت من السير.. سببه ثُقب في القلب منذُ الولادة.. يمنعها من بذل أي مجهود..
كيف كانت ندى تُحب الحياة.. دوماً تُغني لنا بصوتها الذي يُشبهُ عذوبة الناي..
كانت تجعلنا نبكي بأغانيها التي تحملُ بين طياتها الأمل.. لم نكن حينها نتعدى ربيعنا العاشر.. ننظر لأنفسنا.. كيف أننا نتأففُ من كُل شيء.. وهي غارقة ببحرٍ من الأمل والسعادة..
أذكر في صباح يوم مشئوم استيقظتُ فيه مذعورة. لم يكن هُناك سبب وجيه لخوفي..غادرتُ منزلي بسرعة.. وقصدتُ منزلها..
فجأة توقفتُ أما باب بيتها الخشبي الكبير.. سرتْ قشعريرة خوف في بدني كله. بقيتُ واقفة ومشدوهة لأكثر من نصف ساعة.. بلا سبب وجيه وملموس..
كانت أفكاري حينها تسرقني للحظات المرح واللعب مع ندى.. وكأنني لن أراها أبداً.
أذكُر كيفَ فُتِحَ البابُ فجأة على مصراعيه.. وأنا مغمضة العينين.. أغرقُ في بحر من الذكريات.. والهواء البارد يلفني غضباً.. وكأنهُ يسألني.. لِمَ أقِفُ هُنا..
فجأة علا صوتُ الأم من الداخل وهي تصرخ.. " ندى "..
عرفتُ أنها فارقت الحياة.. رحلت وتركتني وحيدة.. أبحثُ عن فُتات الأمل المُتناثر في بقاع الأرض..
كانت هي الوحيدة القادرة على بَثْ الأمل وحُب الحياة في روحنا.. قلبها الصغير المثقوب لمْ يحتملْ قسوة الحياة.. قرر الإضراب عن العمل..
أذكرُ حينها كيف أنني أضربتُ عن الطعام لثلاثة أيام.. كنتُ أريد اللحاق بـ ندى.. حتى نلعب سوياً.. يااه.. كم أفتقدها..
بعد تلكَ الذاكرة.. عرفتُ أنني أحببتُ تِلكَ الفتاة.. بائعة
الياسمين.. من كُل قلبي..
عدتُ للسوق مرة أخرى بهدف العثور على الفتاة الصغيرة..
توقفتُ في نفس المكان.. أطلقتُ نظري في كُل الاتجاهات.. لا أثر لها.. بدأ قلبي يخفقُ بشدة.. وعيناي تستعدان للسباحة في بحر دموعي..
وجدتُ صبياً صغيراً يبيع العلكة.. قريب من المكان الذي تواجدت فيه الفتاة بالأمس..
هرولتُ إليه سائلة.. أين بائعة الياسمين!.. نظر إلي بسذاجة بريئة.. قال بصوتٍ لا يحملُ أي معالم..
-ندى؟
جحُظتْ عيناي لجوابه..
هل قال ندى؟
سألته مجدداً عن اسمها..
"أجابني مُتعجباً..
- اسمها ندى..
ثُمّ استطرد بصوتٍ خفيض:
- لقد تركتني ورحلتْ..
قلبُها لم يحتمل قسوة الحياة.. فقرر الإضراب عن العمل.

***************
سهى العلي
هي كائن مزروع في تفاصيل أيامنا المتمطية على أسوار الزمن ..
على حين غرة تأخذيننا إلى عطر النهار الموشوم بوجه الصغيرة ..
وبين أزقة الحياة وتحت تحليق الحمائم يأتينا صوتكِ على جبين هذه الحكاية ..
ورغم حشرجة الحقيقة على حنجرة اليراع .. إلا أن الصغيرة أمطرتنا بالدهشة ..
تماما كما فعل حرفكِ الذي تظلل بحفنة وامضة من البهاء
سلام على روحك


قديم 04-23-2011, 10:44 PM
المشاركة 5
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


لا تسلبني قدمي

للشاعر الرائع دكتور زيد الحمداني رؤية ساطعة في حبكة التفاصيل المغرقة بالوجع ..
ففي قصيدته التالية قد تسيطر عليك فكرة العبور إلى واقع متخم فقرا .. وعناء ..
وقد ترجع من رحلتك وأنت ذاهل الحدق .. كسير الوعي ..

******
لا تسلبني قدمي
"الأمل لايهجرنا ابدا, بل نحن قد نهجره احيانا” جورج فينبرغ، عالم نفس امريكي
لا أملك دراجةْ
وكل أسواق مدينتنا بعيدةٌ بعيدةْ
أين سأبيع السلال التي صَنعتِها يا زوجتي الحبيبة؟
ومن سيُطعم أطفالنا الصغارْ؟
ويملأ قدورنا الفارغات ويوقد تحتها النارْ؟
آه لو عندي دراجة
سأُسابق بها الريح إلى المدينة القديمةْ
وهناك سأبيع سلالنا الجديدةْ
التي صنعتها بيديك الحبيبةْ
وسنُضيء قناديل بيتنا الصغيرْ
وأجلس والأطفال على الحصيرْ
نرقبُك وأنت تملأين قدورنا بالأرز والملح والزيتِ
سأدرك حينها بأني ربُ البيتِ

ولكني لا أملك دراجة
فسرتُ على قدمي
ماشياً إلى سوق السلالِ
و تمنيت لو يمشي بي الطريقُ
وتُطوى لي الارضُ
إلى السوق القديمِ

آه لو يسعفني الحظُ
وأملك دراجةْ
في غُبار الطرقاتِ
وفوق أرصفة حارتنا المنسيةْ
أبصرتهُ
وهو يَجُرُ بيديه نِصفَه الأعلى
ويعدو كخيلٍ عربيةْ
لا أدري كيف سبقني
وهو لا يملك دراجةْ
ولم يرزق إلا بيدين؟

آه لو أنزِع عنك قفازيك
وأقبلُ يديك
وأصرخُ في نفسي:
إلهي
لا تمنحني دراجةْ
فقط لا تسلبني قدمي

********

د . زيد الحمداني
بين شرايين الحقيقة سيدي نطق الدم بعنجهية الإنكسار ..
تسلقت بالفضول حرفك حتى وصلت إلى سقف الحكاية ..
والجدران المطلية بصرخة السقوط .. كاد اليراع أن يكتبها نزفا ..
ولعلي وصلتُ إلى خارطة الحياة في تضاريس الكينونة الملبدة بالشقاء ..
إصرار الخطوات على المضي لتركل حجارة الظلام .. كانت هنا قصة أخرى للفأل..
حبكتك في جعل الطيف ماثل في أحداقنا لهي شيمة المحترفين ..
تأملتُ هذه الرائعة مطولا .. ثم تنهدت ومضيت بصمت مندهشة ..
سلام على روحك

قديم 04-25-2011, 11:19 PM
المشاركة 6
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* تمتمات موؤدة ..

* حين تتحدث الشرفات من حولنا .. وتصرخ النوافذ لتهيج أحزاننا , فهو النذير بأن قلوبنا قد باتت على مقربة من الوجع ..
وليس هناك سوى الجحود والنكران ما يشعل حطب اللوعة على أرصفة أرواحنا ليحيلها إلى كومة من الحرائق اللظى ..
هذا ما حاولت أن تهمس به إلينا الرائعة أمل محمد من خلال نصها الآتي :


تمتمات ٌ موؤدة * أمل محمد

هناك ..
وفي زاوية ٍ ضيــّقة ٍ من حـُجرتي ألقيت ُ أوراقـًا متهالكة ً لطالما رتـّبتـُها ودمعتي تنسلّ
من بين أجفاني وتعانقها .. كـ أوراق ِ الخريف ِ صفراء هشـّـة بالية
اختفت معالمها ومحت السنون حروفها ..
لقد مل َّ منها صندوق ذكرياتي وتوســّل إلي ّ أن كفى !! فقد اختنقت ُ من تزاحمها هـُنا
أما آن َ لك ِ أن تـُـودِعِـيها تابوتـًا وتـُـلقيها في اليم ّ ؟؟َ!!
وتـُـشيـّعيها في مراسيم يغشاها أسى الكون ِ
ويرثيها قلبك ِ ويـُـوَدّعها للأبد !!
رِفـْقـــًا بي
فـ كيف َ ألقي بـ أوراق ٍ ملأتها تراتيل غرام .. وأغنيات عـِشق ٍ .. وزفرات فراق
وحنينـًا وأنينـًا سطـّـرته ُ الأيّام ُ دون أن يشعرون بـ شيء
وقناديل ُ أوجاع ٍ تشتعل ُ بين أضلعي
أنـّـى لي أن أطفِـئـها !!!
ورياح ُ البـَيـْن ِ تعصف ُ بـ ذكرياتي وتنثر ُ ما تبقـّـى منها
ورشفة ٌ من كأس ِ الجرح ِ يـُودي بـ روحي لـ مصرعها
أنصـِت ْ لي قليلا ً
كنت ُ كل ّ صباح أسطـّر فيها ذكرى
شوقـًا للقاء .. أو خوفـًا وقلقـًا على روح ٍ غائبة
وربـّما لوعة حنين ٍ .. وأنين
وحروف اشتياق للقاء ٍ يـُذيبني غرامـًا ويـُحلـّق بي وحدي في فضائه
ودمعات تستجديه أن عـُد ْ
ومع ذلك .. كانت الطمأنينة قصرًا أسكنه ُ بـ صـُحبتهم
نفترش ُ الهناء َ ونلتحف ُ الغرام َ ونتقاسم ُ لقيمات الهوى .. لا نفترق ..

وعلى الشـُرفة ِ يومـًا
وقفت حمامة ٌ على جناحيها طــُهْـر العالم ِ أجمع
وطرقت بـ لـُطف ٍ نافذتي
قالت .. اقتربي
ربـّما كان لك ِ هناك نــَغــَم
قلت ُ .. أخشى أن تــُدمـَى منــّي القـَدَم
وأصحو على أكوام ِ ألـَم
أنــّى لي حينها الهروب من رياح ٍ عاتية ٍ تقتلع ُ الهناء َ والصفاء
وتتابعت خـُطواتي دون أن ألتفت أو أتوقـّف
وإذ ْ بـ يد ٍ تمتد ّ لـ تقتلع معي جذور الألم ِ من أرضي
ونهر ُ عطاء ٍ تدفـّق بأوردتي حتى ارتويت
يد ٌ مسحت دمعتي .. وتفنـّنت في إسعادي .. ونفضت عن كاهلي غبار السنين الماضيات
وأغدقت علي ّ من نعيم ِ العيـْش أصنافـًا .. وأصنافا
حتى أقسمت اليمين
أن لا هـُجران َ .. و .. لا .. نـُكران
لم أكن أعلم ُ حينها أن ّ هذا النعيم سـ يصير ُ إلى جحيم
وذاك َ الهناء ْ .. سـ يبقى عنوان شقاء
هي فقط .. كلمات بـ لون الدم .. لا أكثر
لكن أي ّ كلمات ..!!!!
كلمات ٌ رمـَت ْ بـ حـُب ٍّ في غياهب ِ الجـُب ّ
لا أنيس َ .. ولا .. مــُنقـِذ
آهات ُ الجـِراح صارخة ٌ أن صبرًا
فـ سحابة ٌ في الأفق ِ قد تحمـِل ُ المطر
عـُذرًا .. يا قلب ُ .. عـُذرًا
فـ تلك َ اليد ُ أمسكت عن العطاء وودّعتك َ للأبد
قرّرت ُ حينها النهوض من جديد و [ الأمل ُ ] وحده ُ رفيقي
وجثوت ُ على ركبتي ّ بعد أن أرخى الليل سدوله وهجع الأنام ورفعت ُ كفـّي ّ بكل ّ رجاء
أن يارب ُّ هذا النداء
أتوق ُ للحظة ِ صفاء
بعد َ أن وُئدت ْ وردتي البيضاء ..
//
لـ قلوبكم جـِـنان وداد .
أمل محمد
شموخ القلم ~

****************
أمل ..
هناك ..تحت ظلال الزيزفون .. وفي عقر الوجع حيث الحنين يفترش الأوردة ..
ثمة أنين لليل على مناكبنا .. وعبرات السماء تسقط تباعا لتتحرش بالذكرى بين أرواحنا ..
فقط وجوم الأسطح ما يشيح عن بهجتنا ملامح الترقب .. وسطوة الإنتظار ..
في صمت الأمكنة , وعلى تمتمات الأرض تصرخ خطانا التي تركلها صفعات الشرود ..
كنا .. وكان الطيف / كنا وكانت أمانينا صيف .. لولا أن اجتاحها الفقد ..
فبتنا مجرد أغصان ممدة على رؤوس الخمائل .. والريح تلطم إنكسارنا ..
هذا النص يا مترفة الإبداع أيقظ الحزن في أعماقي الجافة والمتعطشة لضحكة الفأل ..
فسلام عليكِ كيفما شئتِ

قديم 04-25-2011, 11:33 PM
المشاركة 7
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


** حمامة الأمس
أبيات معتقة بالبوح الذي تفوح من أنفاسه روائح البهاء ..
وجوه للحقيقة .. وهمسات القلوب الصادحة بحديث الشموس ما توشم انتباهتنا بكمشة من أسراب الذهول ..
ولا يجيد استمالتنا ومكثنا على شواطئ الدهشة سوى الشاعر صلاح داود .. فانظروا نصه البديع القادم :


حمامة الأمس / الشاعر ... صلاح داود


مقدمة ....
..............
في اليومِ العالميِّ للشعر
إذا قيلَ لكَ يوماً يا شعرُ :
هل ما زلتَ مهمّاً ؟
ألا فقلْ بكلِّ تحدٍّ : نعم وألفُ نعم
وإلا فلِمَ يخاف المدجّجون بالدباباتِ..
والعساكرِ.. والبوليسِ.. وقنواتِ البثِّ..
من شاعرٍ بائسٍ حزينٍ ؟؟
أَلقيتُ القصيدةَ لأولِ مرةٍ في الدارِ البيضاءِ
في 19/3/2010
...................
(1)
بالأمسِ كانتْ ها هناكَ حمامةٌ
تختالُ في وَرْدٍ بهِ تَرميني
في حضنِها عَصَفَ الغرامُ كأنَّها
نَغَمٌ يداعبُ نفحةَ النسرينِ
وجَناحُها هِزَّاتُ عِطْرِ مُسْكبٍ
أو رقصةٌ مجنونةٌ تُغريني
مرّرْتُ كفِّي فوقَ همسِ عبيرِها
وأصابعي في شَعْرها تُجريني
شرَدتْ مع الريحانِ لم تتركْ صدىً
غيرَ الظنونِ تُقضُّني ... تُضْنيني
وتُميتُني في اليومِ كلَّ دقيقةٍ
وبُعيْدَ كلِّ مَماتةٍ تُحْييني
ومع الثواني الباقياتِ تُعيدُني
لعُيونِها في لحظةٍ تُرْديني
(2)
بالأمسِ كانتْ ها هناكَ حمامةٌ
صعِدتْ على رُكْحِ الهوى وتثنّتْ
كلُّ الأكفِّ تلهّبتْ وتوجّعتْ
وتوسّلتْ وتودّدتْ وتمنَّتْ
لمّا استبانَ السُّكْرُ في أرواحِنا
قفزتْ على قمَرِ السّماءِ وغنَّتْ
مِلْنا..ثَمِلنا.. لم نُصاحبْ عمْرَنا
وتحمْلقتْ منَّا العيونُ وعنّتْ
وحمامتي ليستْ هنا وحسبْتُها
هبّاتِ نَسْمٍ للشّرارةِ حنّتْ
وحسبتُها ريحاً دُخاناً ذُرْذرتْ .... ما وجدت ل (ذرذر أصلاً ) لو قال بُعثرتْ
فـوقَ اللهيبِ فمزّقتْه ورنّتْ
وسمعْتُ قلبي من رنينِ مِزاقِها
كالنارِ جنّنَها النُّفاخُ فجُنّتْ
(3)
بالأمسِ كانتْ ها هناكَ حمامةٌ
صوّرْتُ من تَحْنانها إيحائي
وطَفتْ لِحُبِّ العاشقين نوازعي
حمَلَتْ جوىً من تونسَ الخضراءِ
لمّا رأتْني راحلاً بمشاعري
قادتْ سفينَ الوجْدِ للميناءِ
للمغربِ الأقصى وسِحْرِ رباطهِ
لِجنائنٍ بمراكشَ الحمراءِ
وعلى شراعِ الشوقِ هِمْتُ بأحْرفي
صوْبَ الهوى في دارِنا البيضاءِ
فلنا هناكَ نوارسٌ وبلابلٌ
شقّوا القوافي الهُوجَ في الأنواءِ
وركبْتُ شِعري المستهامَ بطنجةٍ
ما أجملَ التّهويمَ بالشعراءِ!
(4)
بالأمسِ كانت ها هناكَ حمامةٌ
صادتْ صقورَ الشِّعْر بين شِباكيا
قبّلْتُها لم أدْرِ أنّي غيمةٌ
حتى لمسْتُ شفاهَها بشفاهيا
ومددْتُ رُوحي للسماءِ أَطالُها
ومرَرْتُ فوقَ ضيائها بلسانيا
فشعرْتُ أنَّ الضوءَ مجتذِبٌ دمي
وعلى الضفافِ النائياتِ نِدائيا
وهربْتُ من أحضانِها لزوابعي
فتطايرتْ فوقَ الجبالِ جباليا
وتعثرَتْ بين الشفاهِ قصيدتي
لم أدْرِ كيفَ أصوغُ عِقدَ كلاميا
لمْ أدْرِ أنَّ العمْر قد عتَّقْتُه
حتى عصرْتُ الخمرَ من أحزانيا
(5)
بالأمسِ كانت ها هناكَ حمامةٌ
عِشْقُ القوافي شَفَّها .. أَضناها
سَجَعتْ على أطلالِ خُلَّانِ الهوى
في عيدِ شِعرٍ بالوفاءِ رماها
عيدٌ يطرّزُ للإباءِ سبائكاً
في عِشقِ قُدسٍ قهْرُها أَبكاها
عيدٌ من الفرحِ المُضمَّخِ بالضنى
أرضٌ تنادي اِبنَها وأباها
جَولانُها تاقتْ رُؤاهُ حمامتي
فتعثّرتْ في غزّةٍ ساقاها
ها ها هناكَ هوَتْ تَمُوجُ حمامتي
في نجمةٍ وَجَعُ الأذى أَلقاها
رفّتْ بدمْعِ العِزِ عينُ حمامتي
فأبى البُكَا مِن ثِقْلِه شُفْراها
(6)
بالأمسِ كانت ها هناكَ حمامةٌ
في شارعِ المنصورِ تاهَ شَداها
هامَ الرشيدُ على الفراتِ بحِسّها
فتعشَّقتْ أمواجُ دجلةَ فاها
لمَّا رأتْ مِزَقَ المآذنِ في الثرى
من فِسْقِ مَلعونٍ طغَى ... آذاها
مِن مُسلمٍ باع الحِمَى لمُتاجِرٍ
ورخيصِ قَدْرٍ عانقَ السِّفاها
متأمْركٍ ذَفِرِ القفا حتى غثتْ
من فُحْشه أمعاؤهُ بقذاها
قفزتْ على وجهِ الصّفيقِ حمامتي
تَسقي الثرى من عينهِ بدِماها
ما همَّها غدرٌ تَرصّدَ طوْقَها
مِن ها هناكَ مُعمّمٌ أرْداها!
(7)
يا شِعرُ مزَّقَنا الكلامُ وإنّا
بين السطورِ وتحْتهنَّ دُفِنّا
خلْفَ الزمانِ تنوءُ تفعيلاتُنا
أسبابُنا انكسرتْ تنوحُ كأنّا
لا القدْسُ مسلوبٌ.. ولا بمحمَّدٍ
قد هوّنونا في الرسومِ .. فهُنّا
لا مزّقوا قرْآنَنا ..لا غوّطُوا
أشلاءَنا .. فتغوّطتْ ونتِنّا
لا اسْتفعلوا بنسائنا..لا احْدوْدبُوا
بإبائنا ... فاستخْونوهُ ... فخُنّا
* * *
نامي ولا تأسَيْ عَلَيَّ حمامتي
لِغرَامِنا زمَنُ المهانةِ غنَّى
نامي.. فلا نفْسٌ تتوقُ لثَأْرها
كلٌّ بِليْلِ الصّبِّ هامَ .. وجُنَّا

******
اللهم صلي وسلم على خير الأنام وسلم تسليما كثيرا
القدير صلاح داود ..
التبس على عبوري المكث برابيتك المتناغمة بالإخضرار سيدي , فسلمت حدقي لناصية البوح ..
وهديل حرفك كقطيع من الحمام الذي قام يرفرف في حواسنا ..
أجل .. لن أصفق للريح إذا ما لطمتني مجددآ أصابع الشمس , بل سآوي إلى جذع بوح شبيه بجذعك كي أحظى بالفئ..
ومدادك الراحل عبر أرصفة الألم ليس غير الحرف ما يصحبه إلى الدهشة حيث احكمت التمتمة ..
بلا ريب سأعاود الكرة في الحلول هنا .. وسألملم الروائح البهية وأدسها في صندوق ذاكرتي ..
كنتُ هنا .. لأن الحرف شبيه بعطور بيضاء .. ولأن الجرح قد استفز دهشتي ..
شكرآ لحروفك سيدي



قديم 04-25-2011, 11:50 PM
المشاركة 8
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* شعرها برائحة الدراق
حواسنا .. تلك المبهمة البهية التي تمتطي وعينا لتخبر الضلوع عن سر انتعاشنا ..
حبكة الأطراف المغروسة بالرعشات وتموجات من الليل تغمرنا ..
هنا باقة من القصص القصيرة التي نقشتها المبدعة محاسن سبع العرب ببصمة الأحداث الجلية

شعرها برائحة الدرّاق / محاسن سبع العرب


كان يحدثها طوال الوقت عن زهور دراق ليلكية تكاد تتفتح ..
ولما أثمر
الدراق .. وحان قطافه ..
كانا قد افترقا ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسرّت له :
ـ لما أنام .. أتوسّـدُ شـَــعـري

ذهب بخياله إلى البعيد ..
تخيّـلها نائمة تتوسد غيمة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ هل شعرُكِ طويل كما أشتهيه ؟

ـ هو تماما ً .. بطول أحلامي معك ..

بعد سبعة أيام فقط .. قصته إلى ما فوق كتفيها ..

*****************

محاسن سبع العرب
بين خصلات شعثاء من الأماني دس يراعك أنفه ليتشمم الحكاية ..
كانت الغيوم التي اكتنزنت على كتف خيالك مسرفة بالبياض ..
والبرق وحده يناكف المدينة الغافية على سفح وعينا ..
فجاءنا حرفك بحفنة مضيئة من المطر اللذيذ ..
جميلة هي رائحة الدراق هنا ..
سلام على روحك



 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ** فهرسة الكتاب / التنسيق الأولي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تدبرات في آي الكتاب الاثري رشيد منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-30-2023 05:07 AM
رون كيرتشي: حرق الكتاب عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 0 10-16-2016 02:17 PM
الكتاب ؟؟؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-06-2013 07:13 AM
مقهى الكتاب في جده علي الطميحي المقهى 6 10-27-2011 11:43 PM
الدعاء من الكتاب والسنة هند عبد العزيز محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 07-17-2011 11:39 AM

الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.