[TABLETEXT="width:70%;background-color:black;border:9px inset firebrick;"]
مرثية الرحيل...
وَكانَ الغُروب الأخير في عٌمري..
حينَ اقتربت منك أكثر وأكثر،،،
أفقتُ عَلى رَحيلك المُفاجئ عَن عَالمي،،،
وانتظرتْ،،
وطالَ انتظاري
تَركتُ العالم مِنْ حولي
وما كنت أعرف أن الزمن الحزين
سوف يسرقكَ مني إلى الأبدحيث لا لقاء لنا في هذا العالم
كانت دمعتي أقرب مني
قلت في نفسي :
هو رحيل مؤقت ليس برحيل أبدي
كنت أمني النفس وأنا أعلم الناس بحالي
اجتاحتني حالة من الهذيان
طَرَزت خُطاي َشوارع مدينتنا
وقفت طويلا
وأطلقت العـنان لنواظري لعلي أراك
واقتفيت أثر أملي
لعلي أعثر عليك في زوايا الجدران
وما بين أوراق الأشجار
أبحث عن طيفك بفرح الانتظار
وأسلم سمعي لكل همسة عابرة
علها تكون من همساتك
كم طرّزتُ من الأوراق بحروفِ اشتياقي لك
كم وَشيتها بِندى دموعي حزنا ًَ على غـيابك
ولوعة فراقك
بت والمساء سواء في الانتظار
إلا أن انتظار المساء لا يطول
فالفجر على قاب طلوع
لكن انتظاري ملحمة إغريقية
تستعصي على الختام
ولا ترسو على شط هناء
أصدقائي ...
يتهامسون فيما بينهم قبل أن يشدوا
عـليَّ وثاق سؤالهم
إلى متى تصهل حروفك بلا وصول.. ؟؟
إلى متى تكتبين ... وهو بمنأى عـنك ِ.. ؟؟
مـعـذورون هم
لا يصلون بتصوراتهم مهما حلقت إلى سمو حبي لك
لا يدركون أنك تَمد جَناحيك في جَنان الروح
وَتحملني عَلى أَطيافِ الحلم صباح مساء
وأنك موشوم على جبين ذاكرتي
وأن أحلامي كلها منسوجة على منوال محبتك
وأنكَ الغيث لقلبي كلما اشتد الجفاف.
ما بالك موغـل في السفر
متمرس بسفك دموعي لوعة وحنينا ً إليك
كلما جمح ندائي إليك
أدرك أنه لا بد عائد إليَّ صداه مخذولا مهزوما ً
وكلما فَتحت ذراعي قلبي للفرح
يفر مني إلى المجهول
أكتبُ إليك
وأعلم أنكَ لَن تقرأ حُروفي
فأخاف أن أهزم في أعماقي
وأن أتشظى بعـد انكساري بغـيابك
فأين أنت
يا من أتجرع بعدك في صحوتي وحلمي
وأتعـقب طيفك في الأرض والسماء
أنتظرك ...
فـعـُـد إلي ّ
قبل أن يشح َّ الصبر
ويداهمني الغـروب عـلى حين غـرّة.
| [/TABLETEXT]