احصائيات

الردود
1

المشاهدات
3992
 
محمد مهيم
من آل منابر ثقافية

محمد مهيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
5

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2009

الاقامة

رقم العضوية
7177
03-29-2012, 01:01 AM
المشاركة 1
03-29-2012, 01:01 AM
المشاركة 1
افتراضي رذاذ الذاكرة .... ( تتمة )
فلتوصيف تصييغات الحالة هاته les modulations d’étatــ في بعدها التجريدي باعتبارها إواليات entités تشكل نسغ الهوية ــ فقد تم تصريفها من خلال جمل إسمية دالة على العموم عبر صيغ التنكير ، مشكلة حقلا تشاكليا دلاليا سيمته séme ( 6) " الثبات والاستقرار "، متخلصة بذلك من إكراهات الزمن عامل التحول ، كما سيأتي في مقطع "ب الرحيل عد " . فالأنا تتكرر كجوهر ، لكنها تتنوع بناء على التوصيفات المرتبطة بقضايا الناس ، وهمومهم وانشغالاتهم وطموحاتهم . هكذا وعت الذات / " الأنا " هويتها كجمال ساحر يرتسم بسمة على الوجوه ، دمعة حرَّى محتجة على الحزن والحرمان ، وكفرحة تضيء الطريق أمام اليائسين والمكروبين ، " أنا " بصيغة المفرد لكنها ستستحيل كلا حينما تعانق أحلام الناس ... فهاء الغائب في هذا المقطع توصيف لحالات ال"أنا " الجوهر التي تشكلت منها هوية الذات حيث يستحيل الفصل بين الجوهر / " الأنا " والحالة :
أنا شوقها ... أنا وجدها أنا كلها ... أنا قلبها أنا حبها .. قل تكوينها
ب الرحيل عد : لكن حينما تم الرحيل ، رحيل " الأنا " بل رحيل المعنى عن عالم الاحتمال إلى عالم التحيين ثم التحقق فإن التركيبات التصييغية الواسمة للأنا تحولت إلى جمل فعلية معلنة عن وقوع تحول من الثبات والاستقرار ــ عبر استعراض الحالات كما سبق ــ إلى ملفوظات مجسدات للتحولات التي طالت الأنا ، فيتحول التبئير إلى الفعل بوصفه مؤشرا على تحول في الرؤيا مرة أخرى عبر تشكلها الدلالي سيمته séme" التحول والصيرورة " ، فالفعل احتل هنا بؤرة الانتشار الدلالي ، وتسريب الرؤى و ضمير الأنا يأتي ثانيا ، متصلا به ، لأنه استحال صورا إنسانية تعانق عالم الناس ، تشتهي قراءاتهم : صرت اشتياق صرت حروفا ترجو اللقاء صرت الحزين ( .....) فعشتها وندمتها وبكيتها فتبددت كل المشاعر من أجلها " صرت "، صوت ، يتكرر ، كتحول وصيرورة ، حيث المحمولات تجسد حالات تحول ال " أنا " الجوهر / المعنى . لاحظ كيف تحولت البسمة إلى اشتياق ، والحرف إلى حروف عبر صور إنسانية طافحة بالمعاني الراقية والتضحيات النبيلة . حيث يتم رحيل المعنى تعيشه الذات إحساسا مرهفا في عناق حميمي مع ذات أخرى جسدها ضمير الغائب " ها " معمول الأفعال ( عشت ــ ندمت ــ ..... ) ، بوصفه حامل للتجربة ، إنه ضمير القصيدة التي تأتي إلى المتلقي حاملة " لأنا الشعر " لأحاسيسه وآلامه ورؤاه الإنسانية من نبعها الأصيل ــ المستوى المجرد / عالم التجربة في صفائها ــ مانحة الحياة والكينونة ، والوجود للأشياء والكائنات ، أنا الشعر الأصيل لا أنا الافتعال والتقليد والتصنع :
وتركزت في قلبها وكأنها كلي أنا وكأني كلي لها ×
فالكاف حرف للتمويه وبحذفها يتضح التركيب والدلالة السياقية فيصبح : وأنها كلي أنا وأنا كلي لها فأنا الشعر والقصيدة كيان واحد ، قصيدة تمتح نسغها من التجربة الأصيلة للأنا / أنا الشعر ، ملأى بعوالم الاحتمال ، وليس عالم تحققها سوى جسرا للقراءة ، استمتاعا بجمالية الألق وحرارة اللقاء ، وتلذذا بأطياف هوية الشعر . لاحظ رد الأنا عن تساؤل ضمير الجمع / الضمير الموضوعي ، بعد اكتشاف هويتها : فلتقرؤا الحرف الحزين (.....) صرت حروفا ترجو اللقاء (.......) الحرف يخنقه السكون
نحن أمام تمثيل لقدرات ذات الحالة على المستوى المعرفي : الرغبة التي قادت ذات الحالة للبحث عن هويتها ومعرفة كينونتها و من تم اكتشاف قدراتها ثم الرغبة التي قادت الذات الموضوعية إلى مطالبة ذات الحالة بالكشف عن حقيقتها الوجودية ، نوعا من الاستنطاق لأنا زئبقية ، شفافة ، منفلتة ، متأبية عن التحييز والسكون لأن الحرف / الشعر يخنقه السكون نقيض الحركة ، السكون بوصفه تقييدا للحرية ، وتوجيها للإرادة ، تخطيطا للمسارات وشلا لحرية الرأي و الفكر . مما ترفضه هوية الشعر الأصيل لكن أيضا مايغضب ضمير الجمع / الموضوعي .... الضمير الذي يمثل المؤسسات الثقافية بمختلف أشكالها ، لأن ضمير الأنا / الشعر بالنسبة له عنصر مشوش ، مشاغب ، لابد من احتضان ، ومن ثمة تدجينه . وكذا بالنسبة " للقراء " الباحثين عن المستهلك ، المتاح ،والجاهز ، الرافضين " للقراءة " الجادة ، ل"أن النقد التبجيلي يضر الذات ويسكنها عوالم مخملية تنسجها أوهام قراءات تبحث عن السهل والمريح . فالقراءة التي تعطي للنص بغير حساب تحرمه في الآن نفسه من تأمل ذاته " ( 7 ) . إننا أمام أنا التحرر ، التشكل الذاتي ، الأصالة ، وصفاء النبع ،وأنتم الانقياد ، الخضوع ، التدجين الجماعي . لنصل إلى البنية التكوينية المشكلة لمسار العلاقات بين الأنا الغنائي / الشعر و الأنتم الموضوعي / الثقافي ، بين المنتمي إلى الحلم ، الغياب ، المشاعر المرهفة وبين المنتمي إلى الوضوح ، المكرس ، الجاهز والمستهلك ...
ال "أنا" الغنائي ................................. ال "أنتم" الجماعي
الثبات ( الشعر )............................ ( الثقافة ) التحول
لا تحول ( المعنى ) ........................... ( القصيد ة ) لا ثبات
إنها رحلة ، وقد أقول رحيل ، التواصل مع " جنس " أدبي ، حر ، أبي ، لا ينقاد للتدجين الثقافي ، وإن كان يتوسل هذا الثقافي أداة لخلق عوالم تشارك الناس أفراحهم غير أنه ينفرد بالأتراح شأن كل شعر نبيل وعظيم يصور مآسيهم ، يطهر أرواحهم ، فاللقاء معه أو الحديث إليه يتم عبر هذه الحروف التي تنسجها شاعرية حرون ، حيث القراء ة تنطلق من اعتبار هوية الجنس ــ ثبات جوهر المعنى الشعري ، الذي يتحول معاني وصورا إنسانية تجسدها القصيدة ممثلة لا ثبات المعنى (وكأنها كلي أنا / وكأني كلي لها ) يتم ذلك عبر توسط الأنساق الثقافية الحاضنة لتحولات رؤى الذات الغنائية لنصل عبر إلى المعنى . فأنت ترى ــ عبر البنية التكوينية أعلاه ـ أن رحيل " المعنى " يتم من الأنا الشاعرة إلى القصيدة ، وتلك حالة يكتنفها الغموض ، لكنها علاقة عشق وهيام ( ألا كم أحب حبيبتي / ألا كم أحب وصالها ) ، ثم تتوسط الأنساق الثقافية ، بوصفها ميثاقا للقراءة ، رحلة البحث عن " المعنى " ، من طرف المتلقي ، بين الأنا الشاعرة والقصيدة عبر إمكانيات التعبير والتصوير ، ... إننا أمام قصيدة ليس من السهل السباحة في مياهها ، وإن كان معجمها الشعري يبدو مألوفا ذي نفس سردي فإنها ذات رؤية عميقة نسجتها أحاسيس شاعر محاولا تصوير فسح مجال التعبير أمام "الأنا " الشاعرة . باسم عبد الحكيم ، شاعر يعرف بمهارة فائقة كيف يؤثث فضاء النص ، سواء على مستوى توزيع الصور الشعرية عبر الأبعاد التصويرية وتنويع الإيقاعات اللغوية والنفسية أو على مستوى تناسل الدلالة .....
فهل من المعقول مساءلة " أنا " الشعر هذه عن هويتها !؟ !
إذن ، فلا تسألوا الشعر ، الأصيل ، الحر الكشف عن هويته ، ذلك مطلب يُعجز الشعرَ نفسه ، لأنه حر في اختيار كينونته و معانقة الأحلام الإنسانية ........ فالتمسوا ذلك في تفاصيل الحياة وهي تنبثق عن برعم يتفتح أو شرنقة تتخلق تعلن ميلاد الحياة ، في بسمة بريئة مرسومة على ثغر مكلوم أحس طعم الحياة ......
ـ محمد مهيم
ــ إحالات :
× ــ القصيدة : " أنا من أكون " .
1 ــ أدونيس قصيدة مفرد بصيغة الجمع
2 ــ عادل الفريجات . المعرفة , العدد 17 ، فبراير 1979 ــ ص 139: .
3 ــ د . محمد مفتاح . دينامية النص . ط . الثانية . حزيران . 1990 . ص:
4 ــ د . سعيد بنكراد : علامات العدد 16 , 2001 , ص : 79
5 ــ د . مصطفى بيومي عبد السلام . عالم الفكر . المجلد 40 ، يوليو ــ سبتمبر . ص : 78.
6 ــ sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage . A . J . Greimas ;J . Courtés : p, 332 – 333 .
7 ــ د . سعيد بنكراد ، مقال بعنوان : الرواية المغربية وقضايا التشخيص السردي .


قديم 04-03-2012, 08:37 PM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا الجليل هذا الموضوع النقدي السامق ، ننتظر من قلمك أستاذنا محمد مهيم المزيد.
بوركت ، وبورك اليراع.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رذاذ الذاكرة .... ( تتمة )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ( تتمة ) سرالختم ميرغنى منبر مختارات من الشتات. 0 12-24-2020 09:31 AM
رذاذ الذاكرة محمد مهيم منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 04-07-2012 12:09 PM
الذاكرة عبد الرحمن محمد الخضر منبر القصص والروايات والمسرح . 0 10-13-2011 08:50 PM
لم يبق إلا رذاذ من رمق آمنة محمود منبر البوح الهادئ 8 01-19-2011 08:20 PM
رذاذ كلماتــــ///ــــنــــــا هوازن البدر المقهى 13 11-24-2010 06:15 PM

الساعة الآن 03:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.