احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3280
 
السيد علوان
من آل منابر ثقافية

السيد علوان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
8

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jan 2015

الاقامة

رقم العضوية
13521
01-14-2015, 04:03 PM
المشاركة 1
01-14-2015, 04:03 PM
المشاركة 1
افتراضي الفقير الغني ( قصة قصيرة )
الفقير الغني
في صباح يوم قارس البرودة ، شديد الرياح ، النهار يبحث عن فرصة يختلسها للظهور من بين ثنايا السحاب المتراكم كالجبال ، أسير في الطريق وكأني أحتاج لمكدافين حتى أستطيع عبور أمواج الرياح المتتابعة ، وها هو المطر بدأت قطراته تسلم على وجهي ورأسي ، أبعث نظرات عيني يميناً ويساراً لعلها تجد ملجأ أحتمي به من غزو الأمطار التي أصبحت أكثر إيقاعاً من الألحان الصاخبة ، وها هو الجدار الذي ألصقت ظهري به وكأنني أسلم عليه وأرجوه أن يحميني ، الشارع يكاد أن يكون خاوياً على عروشه اللهم إلا من بعض من هم على شاكلتي واستطاعوا هزيمة خوفهم من هذا الجو المرعب .
أسمع صوت الأمطار المتساقطة وهي تحتضن الطريق ، ولكن ما هذا الصوت الذي يختلط بإيقاع المطر ، هل فعلاً ما أسمعه ، إنه صوت صغير ولكن ليس من بني البشر ، إنه صوت كلب صغير يعوي ويصرخ ويكاد ينطق باستغاثة يملأوها الرعب من الهلاك ، ولكن أين هو ؟ أخرج من مخبأي وأرسل عيناي تبحثان عن هذا الصوت ، إنه في مكان غير معلوم ، الشارع أمامي تنساب المياه فيه كالأنهار ، كل شئ ظاهر للعيان ، إذاً أين أنت أيها الكلب الصغير ؟؟؟؟ .
أحاول أن أتحرك من مكاني ولكن أخشى أسواط المطر أن تجلدني فأعود مرة أخرى ولكن قلبي يكاد أن يخرج من صدري ليبحث عنه ، وأنا كذلك بين خوفي من العملاق الذي يضرب بسوطه ، وبين قلبي ومشاعري التي تكاد أن تقوم بثورة ضدي حتى أنقذ هذا الصغير ، أرى فجأة رجل لا هو بالكبير الهرم ، ولا هو بالصغير ، يرى على مظهره الفقر الذي يعلن عن نفسه من خلال مظهره ، يرتدي جلباباً بسيطاً ، ويضع على رأسه عمامة قديمة ، يرتدي نعلاً يكاد أن يشتكي مر السنين من هول ما يرى ، نظرت إلى وجهه فإذا الحياة قد رسمت على وجهه خريطة من معالم الأسى والفقر وإرهاق الأيام الغادرة ، وجدته يبحث عما كنت أبحث عنه ، ولكن كان أكثر رحمة وإصراراً من كل ما تعلمته خلال حياتي بل ومن كل ما سمعته وعرفته عن عالم المدنية ودعوات الرفق بالحيوان .
اتجه نحو الصوت اقترب أكثر وأكثر وإذا بالمفاجأة ، إنه كلب صغير محبوس في غرفة عميقة للمجاري ، ما بين ظروف الجو المهلكة و ضعف الجسد النحيل ، وعمق البئر المخيف ، وسألت نفسي ماذا سيفعل هذا الرجل ؟ هل يطرق الياس بابه مثلي والعذر موجود ؟ أم ماذا سيفعل ؟ وإذا به يرفع جلبابه ويخلع حذائه ، وينزل إلى أعماق المجهول مع هذا الكلب الضعيف ، وأنا أتلصص النظرات بين خجل من نفسي ، وبين خوفي على هذا الرجل المسكين ، وإذا بي أرى الكلب الضعيف يخرج وكأنه يقول ولدت من جديد ولدت من جديد ويجري وكأنه يريد أن يشاركه الجميع فرحته ، ولكن ما شأن الرجل ؟ أين ذهب ؟ ولماذا لم يخرج ؟ فعزمت أن أجري عليه لعلني أدرك شيئاً مفيداً أفعله ، وإذا بعمامته تظهر ، وكأنها تعلن عن عودته ، ثم يخرج البطل معلناً نجاح المهمة ، فينظف نفسه وينزل جلباب وكأنه يسدل الستار على هذا المشهد الرائع الذي يعلم البشرية كلها أن الرحمة في القلب لا تعرف المستوى الاجتماعية ، ورب فقير هو أغنى الناس برحمته ورفقه .

بقلم سيد علوان


قديم 01-14-2015, 05:28 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ السيد علوان

مرحبا بكم في منابر ثقافية ، و في ركن القصة والرواية والمسرح نسعد بمتابعة إبداعاتكم .

فأهلا وسهلا بك ، تقديري .

قديم 01-14-2015, 05:33 PM
المشاركة 3
السيد علوان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هذه إضافة لي أنا بالتأكيد لأتعلم من أهل هذا المنتدى ، وأتمنى أن يكون تواجدي مفيد للجميع


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الفقير الغني ( قصة قصيرة )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وأنا الفقير سام يوسف صالح منبر الشعر العمودي 3 02-22-2021 11:31 AM
مشروع قصة قصيرة كل اسبوع - شارك معنا في كتابة قصة قصيرة كل اسبوع ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 156 08-22-2018 02:54 PM

الساعة الآن 07:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.