القلم والعودة
=======
منذ زمن بعيد خمل القلم وركدت المشاعر وغارت إشعاعات العين
الراصدة في متاهات الرؤية الرابضة في الملكوت الغامض.
ثم يعود الماضي ..مبعثرا ً في عدمية الأشياء حولي ..أبحث عنه في
العيون العاشقة للكلمة ..في النفوس الراكضة المتلهفة في آمال ٍ تريد
مني مبتغاها ,,,
أنا العدمي العابث اللاهي اللامبالي أجوس في نفسي خيفة أن لا
أجد شيئا ً ...وربما لا أجد .
أعترك معها علها تتغلب علي أو أتغلب عليها أروضها من جديد ,
حتى تستعيد حلم الشباب الذي بنيته لسنين طوال وعندما مددت يدي
لأبحث عن أعمدة شيدتها بعناء اللهفة والشوق للمجد عن نتاج
أورثته كل صفاتي اللاهية لم أجده .
يد ٌ أخرى عبثت بأروقتي الخاصة ببهوي المحرم ونالت مني مرة
أخرى ...
رمت \ حطمت أعمدتي ورمت نفاياتها ...أحب نفاياتها ...في الضياع.
الغضب ..الكره...الخوف..اجتاحتني رعشة الأحاسيس
المضطربة.أعادتني إلى ملهاتي من جديد .
أصبحت أبحث عن أفكار ٍ كانت تدفع الشمس لزاوية الهبوط ..
تحرق القمر في دموع الشموع ..
لم أجدها طوع بناني كما كانت قديما ً
جمعت شملي المبعثر بأروقة ٍ أبنيها من جديد لم تكن كما كانت ,
أشعر بضعفها وغرقها في تلاويح القلم ...
أقرأ الماضي في قصائدي التي أنجدتها بعد عناء ,,,
أجد , كم من الضعف والغدر الذي ألمَّ بي كأنها مؤامرة حيكت في
الضياء ضدي ,,
أنا عاشق الظلمة والرماد والموت .
أنا شاعر الآهات والعدم ..
أراني في الوراء متباهيا ً وفي الأمام رحيقي بلا طعم ولا رائحة ..
أغني عندليبا ً شاديا ً والآن أنعق في غراب التشبث بالماضي ..
أين ذاك الكم من الصور والمشاعر فاضت وركدت وغارت في مدن
التعب والنصب وسرعة العبور للراحة . ؟
هل يستيقظ ذاك النائم منذ زمن طويل؟؟ ليبني الأعمدة ,,,,
ربما,,,,!!
==========
محمد عبد الحفيظ القصاب
13-9-2005 م