قديم 04-05-2016, 09:33 AM
المشاركة 2381
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]انكشاف حقيقة النفس [/marq]إن من أفضل منح الحق للعبد ، أن يكشف له الحق عن حقيقة النفس البشريّـة ، فيراها - كما يرى بدنه - بكل عوارضها وما فيه صلاح أمرها وفسادها ..
ومن المعلوم أن من عرف نفسه فقد عرف ربه ، لأن شأن النفس التي ( أزيلت ) عنها الحجب أن تتعرف على خالقها ، ضرورة استعداد الشيء لمعرفة من به قوامه حدوثاً وبقاءً ..ومما ينبغي معرفته في هذا المجال ، أن الحق ( يواجه ) النفس كمواجهته لكل عناصر الوجود ، فكان من المفروض أن ( تنعكس ) هذه المواجهة المقدسة على كيان العبد ، انعكاس النور في الماء الزلال ، ولكن وجود الموانع من الأكدار الداخلية والخارجية ، هو الذي يمنع ذلك الانعكاس ، رغم استعداد القابل وفاعلية الفاعل ..
فإذا انكشفت حقيقة النفس - بفضل الحق - عرف العبد داء نفسه ودواءها ، إذ أن لكل نفس عوارضها الخاصة بها ودواءها المناسب لها ، رغم العلم بكليات العوارض وعلاجها .

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-05-2016, 09:58 AM
المشاركة 2382
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]خداع المادحين [/marq]إن من أعظم سلبيات المدح هو ( التفات ) الممدوح إلى نفسه وانشغاله بها فيما لو كان واجداً لصفة المدح ، وإصابته ( بالعجب ) والغرور الكاذب فيما إذا كان فاقداً لها ..ومن هنا ورد الذم بالنسبة للمدّاحين لأنهم يصورون ما لا واقع له ، أو يبالغون فيما له واقع ..فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { احثوا التراب في وجوه المداحين }..وإن النفس بطبيعتها تركن إلى تقييم الآخرين ومديحهم ، فقد يصدّق الممدوح - بعد طول تكرار - ما لم يكن ليصدق به ..
ولهذا يرى السلطان نفسه واجداً لكثيرٍ من الكمالات الموهومة ، وذلك لكثرة من حوله من ( المتزلّفين ) الذين يصورون له السراب ماءً ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .

************************************************** ***********************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-05-2016, 10:13 AM
المشاركة 2383
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عدم الأنس بالقرآن [/marq]طالما يحاول العبد إلزام نفسه بتلاوة آيات من كتاب ربه العزيز ، إلا أنه يرى في ذلك ( ثقلاً ) مرهقاً ، يدعوه: إما للانصراف أو للتلاوة الساهية ..
ومن الملفت في هذا المجال أنه لا يستشعر مثل هذا الثقل في قراءة أضعاف ذلك من كل غث وسمين ، والحال أنه يبذل الجهد ( المتعارف ) للقراءة في الحالتين ، والذي يستلزم النظر بالعين ، والقراءة باللسان ، والاستيعاب بالقلب ..والسر في ذلك واضح وهو عدم وجود ( الأنس ) بين القارئ والمقروء ، للحجب الكثيفة التي أفقدته ذلك الأنس ، ومن المعلوم أن هذا الأنس شرطٌ لميل العبد إلى كل فعل ومنه القراءة والتأمل ..
يضاف إلى ذلك عدم إحساسه ( بالانتفاع ) الفعلي عند تلاوة القرآن الكريم خلافاً لقراءاته الأخرى ، والشاهد على ذلك أنه لا يزداد إيماناً عند تلاوته ..وعليه فكما أن ظاهر القرآن لا يمسه إلا المطهرون بظواهرهم ، فإن باطنه محجوب لا يمسه أيضا إلا المطهرون ببواطنهم ، التي ارتفعت عنها الأكـنّة ، التي يجعلها الحق على قلوب الذين لا يؤمنون .

************************************************** ****************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-06-2016, 08:08 AM
المشاركة 2384
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]نفور الخلق[/marq]من المناسب ان يسال الانسان من حوله حول طبيعته من جهة : الحدة او القسوة او جفاء الخلق ، فان الانسان قد يكتسب طبيعة معينة وهو لا يشعر بها ، وقد يكابر فينكر ان فيه تلك السلبية ، والحال انه هو السبب فى نفور الخلق منه ..
ولا شك ان تقييم الاخرين - وخاصة اذا اجمعوا - يعطي صورة ادق لواقع الانسان فى التعامل الخارجى ، كالناظر الى الوادى من شاهق .. فلنحذر الملكات السلبية ، فما السلوك السلبي فى الجوارح الا مرآة لما فى الجوانح!!

************************************************** ***************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-06-2016, 08:20 AM
المشاركة 2385
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تلقين الشوق.. [/marq]إن على الإنسان أن يعيش حالة من الترقب للصلاة، فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يصل إلى ملكوت الصلاة، لابد وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت، مترقبا للصلاة بكل شوق.. فيقوم بصلاة ركعتي تحية المسجد مثلا..
إن هذا بمثابة تدريب له، حتى لو سها أثناء الصلاة؛ فرب العالمين لا يؤاخذه على ذلك.

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
6 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-06-2016, 08:57 AM
المشاركة 2386
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]زيارة الله.. [/marq]
(أَلَا طُوبَى لِعَبْدٍ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي)!.. كلمة "طوبى"، كـ:"ويل".. الويل في العذاب، وطوبى في الثواب!..
قيل: إن "طوبى" شجرة في الجنة، وهي كناية عن النعيم.. بعض المؤمنين يتعمد الوضوء في منزله، لينطبق عليه هذا الحديث..

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
6 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-07-2016, 07:29 PM
المشاركة 2387
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]معاشرة الصلحاء [/marq]قد يوفق العبد لمعاشرة صالحٍ من العباد ، إلا أنه ينشغل بذات ذلك الصالح بما يجعله ( حجاباً ) بينه وبين ربه ، إذ يستغرق في حبه ، ويسعى لجلب رضاه وإن لم يكن بحق ، كما يستوحش من إعراضه وغضبه ولو كان لانحراف مزاج ، ويرى الابتعاد عنه كأنه ابتعاد عن مصدر كل خير ..
عندئذٍ يكون شأنه كشأن من ينظر إلى المرآة فيستحسنها ويستغرق في التأمل فيها ، لا شأن من ينظر بها ليستكشف من نفسه عيوبها وما فسد من أمرها ..
ولطالما تسول له نفسه ، فيرى ارتياحاً لمعاشرته وكأنه اتحد به وجوداً بملكاته الصالحة ، فيكون مَثَله كمَثَل من يسير في بستانٍ متنـزهاً فيظن أنه قد ملكها بما فيها ، والحال أنه سيفارقها بعد قليل ليعود إلى خلوته الموحشة ، وعليه فإن مجرد ( مصاحبة ) الصلحاء لا يكفي بنفسه لرقيّ درجات الصالحين .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
7 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-07-2016, 07:39 PM
المشاركة 2388
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]اختلاف المعاملتين[/marq]
إن من الواضح في علاقة الأب مع ( أبنائه ) ، قبوله منهم القليل ، وتجاوزه عنهم الكثير ، ولطالما يتحمل الأذى رادّا عليهم بالجميل ..
وهذا كله خلافاً لتعامله مع ( خادمه ) ، فإنه قد لا يغفر له زلّـة ، ولا يرضى منه إلا بإتيان كل ما تحتمله طاقته ..وموجب التفريق بين المعاملتين لا يكاد يخفى على أحد ، إذ أنه يربطه بالأول رابط الحب و( العلقة ) الضاربة بجذورها في النفس والبدن ، والثاني لا يربطه به إلا ( العقد ) الذي ينفسخ بعد أمدٍ ، طال أم قصر ..فلنرجع ونقول: إن علاقة الأولياء بالحق المتعال أشبه ما تكون بالعلقة الأولى ، في أنه يقبل منهم اليسير ، بمقتضى محبته الموجبة لسرعة الرضا ، إذ انهم من حزبه المنتسبين إليه ، خلافاً لغيرهم الذين لا تربطهم به ، إلا نسبة الخالقية والمخلوقية وما يرتبط بها .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
7 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-07-2016, 08:35 PM
المشاركة 2389
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] الفرق بين الكف والانصراف [/marq]
إن هناك فرقاً واضحاً بين (كفّ ) الصائم نفسه عن الطعام مع ميله الشديد إليه ، وبين ( انصراف ) نفس المفطر عن الطعام وعدم ميله إليه ..
إن الأول يعطى ثواب الصائمين دون الآخر ، إلا أن الثاني مقدمٌ على الأول في عالم الترويض والمجاهدة ..فلا يبعد أن يكون الأثر التكاملي لانصراف نفس المفطر عن الطعام المباح ، أشدّ من كف الصائم نفسه عن الطعام على مضَضَ وإكراه ..
لعل هذا هو السر في خروج خلق كثير من الشهر الكريم ، من دون كثير ( تغييرٍ ) في ذواتهم ، فهم يُقبِلون على الطعام ليلاً بأضعاف ما حرموا منه في النهار ، وينتظرون خروج الشهر مع ما فيه من البركات ، للتخلص من قيد إمساك النفوس عن لذاتها .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
7 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-08-2016, 12:26 PM
المشاركة 2390
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عبادة الحق كما يريد [/marq]طلب إبليس من الحق أن يعفيه من السجود لآدم (عليه السلام) ، مقابل عبادة لم يعبدها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، فكان جواب الحق كما روي عن الصادق (عليه السلام): { لا حاجة لي في عبادتك ، إنما عبادتي من حيث أريد ، لا من حيث تريد }وفي ذلك بيان لقاعدة عامة ، وهي أن العبادة المطلوبة للحق هي ما طابقت إرادة ( المعبود ) لا رغبة ( العابد ) ..
من هنا يكتشف العبد ضلالة سعيه إذا لم يكن مطلوبا للحق ، وإن وجد العبد سعيه حسناً ، مصداقا لقوله تعالى: { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً }.

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
8 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 08:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.