قديم 03-15-2016, 07:03 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا الخبر يؤكد ان الانسحاب لم يكن مخططا له ولم يكن متوقعا بل جاء مفاجئا ومزلزلا والدول المنتصرة لا تفعل ذلك ولا تنسحب بصورة وكانه هروب كبير :



أوامر مخابرات الأسد للشبيحة بعد قرار بوتين بالانسحاب
نشرت: الثلاثاء 15 مارس 2016 - 05:55 م

- : كشف الإعلامي السوري الشهير، الدكتور فيصل القاسم، عن أوامر أصدرتها مخابرات الأسد للشبيحة، خاصة أصحاب صفحات مواقع التواصل منهم، لنشر أخبار من شأنها رفع معنويات النظام ومؤيديه، بعد قرار روسيا المفاجئ بسحب قواتها من سوريا.
وقال "القاسم" في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك": "صدور أوامر من المخابرات السورية لصفحات الشبيحة لرفع المعنويات بعد الانسحاب الروسي المفاجئ، والتخفيف من شدة الصدمة والتركيز على صمود الجيش من دون الروس"، كما ورد بنص التدوينة.

قديم 03-15-2016, 07:48 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه اجتهادات اخرى تحاول تفسير ما جرى واسباب الانسحاب ...بانتظار رايكم حول الموضوع ولو انني بت اميل اكثر فاكثر الي راي أنور مالك والذي يقول بان ما دفع روسيا للانسحاب هو الموقف السعودي العازم والحازم على التخلص من راس النظام وبالتالي اعادة البلد الي حضن الامة العربية بعد ان ظلت لعقود في أحضان الاجنبي



خطوات روسيا بسوريا.. حسابات التدخل والانسحاب
مثلما قلب التدخل الجوي الروسي الذي بدأ في 30 سبتمبر/أيلول الماضي الموازين على الأرض، وساهم في تقدّم قوات النظام السوري في مناطق عدة على حساب الفصائل المعارضة؛ فإن قرار موسكو الانسحاب من سوريا سيغير أيضا المعادلة.

يفتح الانسحاب الروسي "المفاجئ" من سوريا صفحة جديدة في مسار الأزمة السورية، كما أنه يفتح باب التساؤلات على مصراعيه بشأن دلالة هذه الخطوة والهدف منها، بينما تتواصل الهدنة الهشة والمفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع.
القرار الذي أعلن عنه مساء أمس الاثنين بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد،*كان محل ترحيب من عدة أطراف، لكن الفرضيات والتفسيرات بشأنه بدت متباينة.
ففي تفسيره لهذه الخطوة، شدد بوتين على أنها تأتي في سياق تكثيف الدور الروسي في العملية السياسية لإنهاء الصراع في سوريا.
ومن جهتها، اعتبرت دمشق أن هذا القرار يأتي اتساقا مع "استمرار وقف الأعمال القتالية، وبما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية"، مقرّة بمساعدة التدخل الروسي لقوات النظام على تحقيق مكاسب عسكرية.
اتساق وترحيب
هذا الاتساق كان واضحا أيضا في ردود الفعل الدولية، فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رحّب -في اتصال هاتفي مع بوتين- بالقرار الروسي، وبتراجع العنف منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في سوريا.
ولم يقتصر الاتصال على ذلك، بل أكد الرئيسان على دعمهما تفعيل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية.
هذه اللهجة اتسمت بها تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي أكد أن الانسحاب الروسي خطوة إيجابية من أجل وقف إطلاق النار، اتخذها الروس لأنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة.
أما المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، فقد طالب بوتين بخطوة إيجابية أخرى تتمثل في الوقوف إلى جانب الشعب السوري لا إلى جانب دكتاتور سوريا، على حد تعبيره.

مقاتلات روسية في قاعدة حميميم السورية يوم 4 مارس/آذار الحالي (أسوشيتد برس)
فرضيات وأسباب
وخلف قرار موسكو المتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، تلوح عدة فرضيات عن الدوافع التي جعلت روسيا تنسحب "سريعا" بعد أن وضعت سقفا زمينا مفتوحا لتدخلها العسكري، يتراوح بين 12 و18 شهرا.
ومن الفرضيات التي يرى خبراء ومتابعون أنها دفعت روسيا للإقدام على هذه الخطوة: الوضع الاقتصادي، وهي فرضية يرجحها مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج*الذي أشار إلى أن بوتين ربما يريد الخروج من*التدخل بأقل الخسائر.
في حين يذهب آخرون إلى فرضية أخرى تقر بوجود اتفاق روسي أميركي، وهو ما يراه الكاتب والباحث السياسي محمد زاهد غل، الذي رجّح أن تسهم الخطوة أيضا في خلق توازنات جديدة في المنطقة*قد تقود إلى حل سياسي للأزمة السورية.
ومن الفرضيات الأخرى، سعي روسيا للضغط على الأسد من أجل تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
وهذا ما يراه الخبير في الشؤون السورية بمركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، في تصريحاته لمجلة فورين بوليسي الأميركية التي قال فيها "يبدو أن روسيا قد تراجع دعمها للأسد بغية الضغط عليه، ليقدِّم تنازلات في طاولة المفاوضات".
أما صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فاعتبرت أن انسحاب روسيا جاء بعد أن مكَّنت للأسد ورسَّخت أقدامه بما يجعله في وضع أفضل لاستغلال المفاوضات التي تنعقد بوساطة أميركية روسية.

طيارون روس أمام إحدى طائراتهم في قاعدة حميميم السورية (رويترز-أرشيف)
تأثير ومآلات
وأيا كانت الفرضيات فإن الانسحاب الروسي من سوريا سيكون له تأثير كبير على مسار الأحداث السياسية والميدانية على حد السواء.
وبحسب الصحافة الروسية، فإن ما عدته "نصرا سياسيا لموسكو" من شأنه إعطاء أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.
وطغت في معظم الصحف لغة حل الأزمة السورية سياسيا، والدفع قدما بعملية السلام والمساهمة في إنجاحها، مما مثّل -بحسب كثيرين- تمهيدا للتخلي عن الرئيس الأسد، وهو تفسير دعمه الخبير في العلاقات الدولية جوشوا واكر الذي أكد أن روسيا تدرك أن الأسد انتهى، وهو ما أكدته مجلة فورين بوليسي*حينما اعتبرت*أن الانسحاب قد يعني نهاية الدعم الروسي غير المشروط للأسد ويشيع فسحة من التفاؤل بحل دبلوماسي.
لكن حسابات أخرى ربما كانت وراء قرار التدخل والانسحاب من روسيا، حسابات خدمت روسيا وحدها وساهمت في كسر العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في أوكرانيا، بحسب تعليق صحيفة "كومرسانت" الروسية.
وفي السياق ذاته، يعلّق المحلل الروسي غيورغي بوفت بأن "موسكو منذ البداية لم تكن تسعى إلى إنقاذ نظام الأسد بأي ثمن، بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية وهذا ما تمكنت من تحقيقه". وهذا*ما يضيف أسئلة جديدة عن أهداف الدور الروسي في سوريا، بينما يبقى الغموض يلف مصير الأسد بعد انسحاب القوات الروسية.
المصدر : الجزيرة

قديم 03-16-2016, 03:27 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نريد ان نسمع رايكم فتعالوا نتحاور حول هذه القضية : لماذا انسحب الروس من سوريا في تقديركم؟

قديم 03-17-2016, 06:46 AM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أمريكا: لا نعرف الدوافع الروسية للانسحاب ومداه

واشنطن ـ «القدس العربي»: ما تزال الخارجية الأمريكية لا تعرف لماذا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب بعض قواته من سوريا، وقال الناطق باسم الخارجية الامريكية جون كيربي «انه من الخطأ التخمين لماذا قرر بوتين سحب قواته، حتى انها لا يمكن ان تؤكد صحة ما قاله وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان الروس سيسحبون نصف قواتهم الجوية من سوريا».

قديم 03-17-2016, 03:10 PM
المشاركة 15
عبدالله الشمراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
اشكر لك اخي الكريم مداخلاتك الجميلة في هذا المقال ..
احاول دائما يا اخي الكريم ان اتجرد من العاطفة في كل تحليلاتي ..
اتمنى بصدق مثلك اخي الكريم في كل ما قلته , ولكنه مجرد امنيات والواقع على الأرض يختلف تماما , فأنسحاب روسيا الجزئي من سوريا يعطينا دلالة شبة مؤكدة ان مؤتمر جنيف هذه المرة سوف ينجح في توحيد سوريا فيدراليا كما ربما تم الإتفاق بشأنه بين روسيا وامريكا والغرب , فروسيا لم تأتي بقضها وقضيضها لكي تنهزم وهو ما لم يحدث ولم تأتي لكي تترك سوريا في مهب الريح بعد هذا الكم الهائل من الدعم , روسيا يا سيدي حققت ما تريد وحددت حدود منطقتها في سوريا وامنتها عسكريا بموافقة كل الأطراف ولديها من الضمانات الدولية بعدم افشال مؤتمر جنيف ما يجعلها تتخذ خطوة تشجيعية لكل الأطراف بهذا الإنسحاب الجزئي ..
سوريا في طريقها الى ان تكون جمهورية فيدرالية تضم اربعة او خمسة اقاليم ذاتية الحكم , وروسيا لا يهمها من يحكم في سوريا طالما ان مصالحها ومصالح حلفائها الإيرانيين مضمونة ..

د/عبدالله عسكري الشمراني
قديم 03-20-2016, 09:06 AM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في ما وراء صفعة بوتين
بدرالدين عرودكي
Mar-19

بعيداً عن مبالغات وأوهام التفكير الرغبي الذي ساد عدداً من الكتابات العربية التي تناولت القرار «المفاجئ» بسحب جزء من المعدات الحربية الروسية من سوريا، هاهي تنجلي شيئاً فشيئاً مقاصد وأهداف هذا القرار الذي مهَّدت له مجموعة من تصريحات علنية متتالية أدلى بها كبار المسؤولين الروس منذ أن بدأ بشار الأسد، وقد أخذته العزة بالإثم بعد مباشرة الروس القتالَ إلى جانبه منذ 30 أيلول/سبتمبر الماضي، إطلاقَ تصريحات، ولا سيما في 15 شباط/فبراير الماضي، مفادها عدم إمكان «أن يكون وقف إطلاق النار كما يسمونه بلا هدف أو بلا زمن..» ونيته مواصلة القتال حتى «استعادة كامل الأراضي»، فضلاً عن تحديد معنى المرحلة الانتقالية باعتبارها تستهدف إعادة الاستقرار إلى البلاد؛ وإعلانه بعد ذلك الدعوة إلى انتخاب «أعضاء مجلس الشعب» في 13 نيسان/ابريل المقبل، وأخيراً إيعازه إلى وزير خارجيته التصريح قبيل اجتماع جنيف في منتصف شهر آذار برفض أي حديث عن انتخابات رئاسية في نهاية المرحلة الانتقالية التي يجب أن تقتصر في نظره على حكومة وحدة وطنية وانتخابات تشريعية ووضع دستور جديد من دون أن تطال «مقام الرئاسة»!.
كان طبيعياً أن يُستخلص من هذه التصريحات أن النظام الأسدي لم يقرأ كما تجب القراءة ما كان يجري على صعيد الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بصدد إنهاء «الأزمة السورية» أو طبيعة «الحل السياسي»، أو أنه قرأ وأدرك لكنه حاول المناورة ـ كما هو ديدنه ـ من أجل توجيه مسار المفاوضات بجنيف على نحو يفرغها من كل معنى طالما لم تستجب لما يريد. ولهذا جاء الرد الروسي مباشراً رغم لهجته الدبلوماسية من خلال ما صرح به فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، لصحيفة «كوميرسانت» الروسية بعد ثلاثة أيام من تصريحات الأسد، بأن هذه الأخيرة «لا تتفق مع جهود موسكو الدبلوماسية» مشيراً إلى أن «روسيا بذلت الكثير من الجهود في هذه الأزمة سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً» وأنه بالتالي يرجو «أن يأخذ الرئيس الأسد ذلك بعين الاعتبار». ثم بوجه خاص: «إذا ما حذت السلطات السورية حذو روسيا على الرغم من التصنيفات السياسية الداخلية وخط الدعاية السياسي التي يجب عليهم العمل بها، فسيكون لديها الفرصة للخروج من الأزمة بكرامة، لكن إذا ما ابتعدت عن هذا الطريق على نحو ما فسيكون الوضع صعباً للغاية بما في ذلك بالنسبة لها». مع التذكير الحثيث بأن «الجيش السوري لم يكن ليستطيع وحده الدفاع عن دمشق ودحر خصومه لولا العملية الجوية الروسية التي ساعدته في ذلك» وأنه «قد يتمكن هذا الجيش من تحرير حلب، وقد يقولون إنهم لم يعودوا في حاجة إلى الهدنة أو وقف إطلاق النار، وإنه لابد من مواصلة القتال حتى لحظة النصر، وهو ما يعني أن أمد الحرب سيطول كثيراً، وكثيراً جداً» مضيفاً: «إن نصف سورية وربما أكثر من النصف تحول إلى أطلال، فيما فرَّ ما يزيد عن نصف سكانها إلى الخارج، بينما يبحث النصف الآخر عن ملاذ آمن في الداخل».
لم يكن هناك مجال أن يخفف من دلالات هذه التصريحات والتي سارعت صحف العالم إلى نقلها حرصُ السفير الروسي على وضعها في عداد «التقديرات الشخصية». وعلى أن مختلف الدوائر السياسية قد أدركت أن صدعاً ما عميقاً استدعى مثل هذا «التأنيب» غير المسبوق، فإن النظام الأسدي سار غير عابئ بدلالاتها وأطلق على لسان وزير خارجيته التصريح الخاص بـ»مقام الرئاسة» بوصفه خطاً أحمر، والذي كان كما هو واضح «القشة التي قصمت ظهر البعير»! إذ سرعان ما تم الإعلان بطريقة دراماتيكية عن اجتماع بوتين بوزيري دفاعه وخارجيته من أجل الإعلان عن سحب جزء كبير من القوات الجوية الروسية من سوريا وأنه قد تم «إعلام الأسد بذلك» كما قال الإعلام الروسي، لا أن ذلك قد جرى «إثر اتفاق تمَّ بين..» كما نشر الإعلام الأسدي.
لم يكن القرار الروسي الذي اتخذ لأسباب عديدة أخرى اقتصادية ولا شك، ولأسباب سياسية أيضاً تتعلق بمشكلة القرم، والذي إريدَ إخراجه على نحو يفاجئ الجميع كما رأينا، إلا صفعة أريدَ منها تنبيه النظام الأسدي إلى ضرورة السير على خطى من ساعده في ترميم بعض صفوفه وأنقذه من سقوط محقق. ويبدو أنها صفعة إن كانت قد أدت وظيفتها فإنها لن تثني من تلقاها عن الاستمرار في عناده واستخدام كل ما يسعه استثماره من أجل عرقلة ثم إفشال فكرة الحل السياسي نهائياً. إذ سرعان ما قام بإرسال مبعوث خاص إلى إيران (فيصل المقداد) لبحث هذا الأمر على عجل، وإعطاء التعليمات لوفده بجنيف كي يستخدم كل ضروب المماطلات الشكلية التي تحول دون الدخول في صلب الموضوع. ترافق ذلك كله من جهة، مع تصريحات تقييم إيجابي لخطوة الانسحاب من ديمستورا الذي أثنى عليها مثلما أكد في الوقت نفسه على أن أول موضوع الفترة الانتقالية هو الموضوع الأول على جدول أعمال المؤتمر بجنيف، من دون أن يتراجع من ناحية أخرى عما سبق وصرح به بصدد الانتخابات الرئاسية في نهاية الفترة المذكورة التي رفضها وزير خارجية الأسد، ومن جهة أخرى مع تصريحات لافروف التي أثنى فيها على السعودية ودورها في جمع المعارضة السورية.
لم تكن هذه الصفعة تعني بأي حال إذن أدنى تغيير في مقاصد بوتين وأهداف تدخله أو في عناصر الاتفاق حول الحل الذي تم الاتفاق عليه بينه وبين إدارة أوباما، بل محاولة ضغطٍ تحمل النظام الأسدي على الإذعان لما تفرضه عليه التزاماته قِبَل من سارع إلى إنقاذه. ومن ثم فقد استمر المسؤولون الروس يؤكدون على المفاوضات وعلى ضرورة الوصول إلى حل سياسي، مع إحالة موضوع بقاء الأسد من عدمه إلى «إرادة الشعب السوري».
وإمعاناً في السير على الطريق ذاته، صدرت عن المسؤولين الروس تصريحات بصدد ما أطلق عليه الفيدرالية مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية من جهة، وضرورة وجود تمثيل للأكراد في المفاوضات الجارية من جهة ثانية، يمكن تفسيرها بوصفها بالونات اختبار أو من أجل الزجِّ بمثل هذه الموضوعات على مائدة المفاوضات بما يؤدي إلى تحقيق ما اتفق عليه أمريكياً وروسياً.
وهو اتفاق يحتاج من وقت إلى آخر إلى تأكيد أو إلى تذكير يستدعيه موقف هذا الطرف أو ذاك في المفاوضات إزاء أهمِّ المشكلات الخلافية، أي موضوع الفترة الانتقالية: هل المقصود مرحلة انتقالية بهيئة تتمتع بكافة السلطات دون استثناء كما ينص على ذلك بيان جنيف1 أم حكومة مختلطة من النظام والمعارضة كما يريد النظام الأسدي اختصار الأمر؟ سوف تبقى هذه النقطة العقبة الكأداء نظراً لأنها تمسّ في الواقع الموضوع الأساس الذي لم يتفق عليه راعيا المفاوضات من حيث المبدأ: مصير بشار الأسد. فالإصرار على بقائه يعني أن الحكومة الانتقالية لن تتمتع بالصلاحيات الكاملة، والإصرار على حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة يلغي بالضرورة أي دور للأسد ويجعل من بقائه بلا أيِّ معنى.
يعلم الجميع أن النظام الأسدي لن يقبل مثل هذا الحل، وأنه سيحاول بكل ما يملكه من وسائل العرقلة والمناورة والمراوغة و»الإغراق في التفاصيل» كما نبه وليد المعلم ذات يوم، لا أن يطيل أمد المفاوضات فحسب بل أن يفرغها من معناها شيئاً فشيئاً بما يؤدي في نهاية الأمر إلى تثبيت ما يطمح إليه سرّاً: سوريا المفيدة. قد يلائم ذلك حليفه الإيراني. ولأن هذا الحليف لن يستطيع الذهاب إلى أبعد مما يمكن أن يقبل به الراعيان، الروسي والأمريكي، على الأقل، فإنه سيكتفي بدعم مسعاه من وراء ستار. ذلك ما يحاول النظام التثبت منه حين التفت فور تلقيه الصفعة الروسية إلى إيران. لا يناور النظام الأسدي من أجل بقاء بشار الأسد خلال الفترة الانتقالية فحسب، بل يناور من أجل استمراره بعدها، إما باستكمال ما يعتبره الفترة الرئاسية الحالية وإما بإمكان ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة، أياً كان الموعد الذي يمكن أن يُحَدَّدُ لها.
على أن الضغوط لن تمارَسَ على النظام الأسدي فحسب كي يذعن لضرورات الحل السياسي، بل ستمارس كذلك، وبقوة، على الهيئة العليا للمفاوضات كي تذعن لما يريد الراعيان تحقيقه في هذا الحل والذي يتلخص في الإبقاء على بُنى النظام الأسدي المتمثلة خصوصاً في الجيش وفي الأجهزة الأمنية. ولن تستثني هذه الضغوط، على الأقل من جانب الطرف الروسي بالطبع، مسألة بقاء بشار الأسد كورقة ضغط، أو مسألة الفدرالية التي تعني الأكراد خصوصاً. لكن الهيئة تملك كل ضروب الشرعية لتقاوم هذه الضغوط جميعاً طالما استمرت دائمة الإصغاء إلى صوت الشارع السوري في الداخل وفي مخيمات اللجوء. من هذا الصوت وحده يمكن لها أن تستمد القوة كي تنجح فيما تصدت للقيام به .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: روسيا والصين في سوريا ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روسيا تستعجل اعلان الانتصار ووقف إطلاق النار...فهل اكتملت المهمة؟؟؟ ايوب صابر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 12-30-2016 11:42 AM
دعوة للحوار حول مقال رشاد ابو شاور : هل روسيا والصين إمبرياليتان؟! ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 3 10-18-2012 12:14 PM
سوريا أحمد لعبودي منبر القصص والروايات والمسرح . 0 05-08-2012 08:28 PM
شاعر الثورات والشجن خالدالفرج منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 4 11-07-2011 08:40 PM
بوشكين أمير شعراء روسيا/ سالم سيف الجابر ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 4 08-17-2010 09:40 PM

الساعة الآن 08:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.