قديم 11-03-2010, 08:40 PM
المشاركة 61
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (51)



متى ترقُّ ليَ السَّماءُ






لا صَحوةٌ تُرجى ولا أحلامُ
وقصائدي برِمتْ بها الأقلامُ

ما عادَ يحفِزُني الضياءُ ولا الدجى
فعلى عقاربِ ساعتي استِفهامُ

ماذا وراءَ الصبرِ في صَلَفِ المُنى
والعُمْرُ ينفَدُ والردى حوَّامُ

ماذا ؟ وتسألُني الدموعُ ولا أرى
غيرَ الفناءِ تجرُّه الأسقامُ

ماذا ؟ وأنتَ أسيرُ وهمِكَ مُتعَباً
تبني وخلفَكَ حاقدٌ هدَّامُ

ماذا ؟ ويهزِمُني السؤالُ ويَنبري
ليُجيبَ من كَبِدِ الأسى استفهامُ

وأعودُ للأحلامِ رُغمَ قناعتي
أنَّ احتمالَ وصالِها أوهامُ

وأَكادُ أسمعُ صوتَها مُتحدِّياً
أَقصِرْ فأنتَ على الوصالِ حرامُ

ويجوعُ إيماني ويَظْمأُ مَأْمَلي
وتموتُ أعوامٌ ويُولدُ عامُ

ويَجِفُّ يَنبوعُ الصباحِ ويَغْتَني
نهرُ الغُروبِ وترْكُضُ الأيامُ

وأنا بصحرائي أَلوبُ يشُدُّني
لَمْعُ السرابِ ولهفةٌ وضِرامُ

أَجري يُطاردُني الشقاءُ مُعربِداً
واليأسُ والإرهاقُ والآلامُ

وخيالُ منْ أهوى ورجْعُ صدى النوى
والغدرُ والحُسادُ واللوَّامُ

فمتى تَرِقُّ ليَ السماءُ وينجلي
عن جَفْنِ أحلامِ الشقيِّ ظَلامُ



20/8/2003

قديم 11-03-2010, 09:24 PM
المشاركة 62
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (52)


رُعْبْ



حِبْرٌ ودَمٌ ونِفاياتْ

صُورٌ تزهو

إعلاناتْ

مطرٌ يَهمي

وحكاياتْ

قَطَعَ الخوفُ شراييني

ومحا الليلُ

عناويني

رقصَتْ حوليْ

الجُّنيَّاتْ

* * *

حِبْرٌ ودَمٌ ونِفاياتْ

غُرفٌ تُظلِمُ

زَنزاناتْ

قِممٌ تسقطُ

في الطرقاتْ

أكلَ الصمتُ

قَرابيني

قَلَبَ النطقُ

مَوازيني

سخِرتْ منِّي

الأُمنيَّاتْ

* * *

حِبْرٌ ودَمٌ ونِفاياتْ

صَخَبٌ يكمُنُ

في الشرُفاتْ

خُطَبٌ تُلقى

في العَتَباتْ

هجرَ العدلُ

قوانيني

لزِمَ السُّخفُ

مَضاميني

كذَبتْ كلُّ

البرقيَّاتْ

* * *

حِبْرٌ ودَمٌ ونِفاياتْ

خَدَرٌ تحقُنُه

الشاشاتْ

مُقَلٌ تسكُنُها

العَبَراتْ

سكنَ الخوفُ

ملاييني

خشِيَ الحقُّ

سكاكيني

وَصَلَ الرعبُ

إلى الأمواتْ



9/7/2004

قديم 11-03-2010, 09:46 PM
المشاركة 63
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (53)




التَّوأمان



في تكريم الشاعر عدنان قيطاز

غِناؤكِ للزمانِ وللمكانِ *
ومُعجزةُ القريضِ على لساني

ونهرٌ طائعٌ عاصٍ تغنَّى
به الشعراءُ يجري في المَغاني

وأنفاسُ البَنفسجِ والخُزامى
وأنغامُ المَثالثِ والمَثاني

وترجيعُ الطيورِ على غُصونٍ
وأصحابُ البلاغةِ والبيانِ

تنادَوا للقاءِ بمِهرجانٍ
وتكريمِ المُغرِّدِ في الجنانِ

تُغرِّدُ بالبيانِ فكانَ أهلاً
لإجلالٍ وإعلاءٍ لشانِ

فيا ناعورةَ العاصي رُويْداً
ورِفْقاً بالمُتيَّمِ والمُعاني

رَضَعنا الشعرَ منكِ ومن كريمٍ
تباركَ في حِمانا المُرضِعانِ

وألهَمَنا البيانَ هواكِ شِعراً
فأبدعَ في هواكِ المُلهِمانِ

فصوتُكِ حين تختنِقُ السواقي
وصوتُ الشعرِ قَهْراً يَغفُوانِ

ونصحو في الربيعِ على نَماءٍ
يراوِدُنا فنصْدحُ بالأغاني

كلانا ساحِرُ النغماتِ وجْداً
تَحِنُّ إليه أعصابُ الكمانِ

ولستُ مُغالياً إنْ قلتُ جهْراً
بأنَّا يا حبيبةُ توأمانِ

قَبسْنا الحرفَ من ألقِ الدراري
كأنَّا في المجرةِ فرقدانِ

ويُنكِرنا الذي احترَفَ المَعالي
ويَزعُمُ أنَّه فرسُ الرهانِ

* * *
أخي عدنانُ : يا سيْفَ التحدي
وحِصنَ الضادِ والدرعَ اليماني

لهيبُكَ أخضرُ الصفحاتِ سهلٌ *
وممتنِعٌ على مرِّ الزمانِ

وذا ملكوتُ حبِّكَ خيرُ عِقدٍ *
فريدٍ بالفريدِ من المعاني

وأسفارُ ابنِ أيوبٍ عذارى *
تَبخْتَرُ في قلائدِ من جُمانِ

ووجهكِ مستَبِدٌ لا يُجارى
ولو سَرَحَ الخيالُ بلا عِنانِ

فخمرُكَ من كُرومِ الشعرِ أصفى
من العنَبِ المُعتَّقِ في الدِّنانِ

* * *
أخي عدنانُ : دُنيانا صِراعٌ
وقد عانيتَ قَبْلاً ما أُعاني

أتسمعُ أو ترى القَنَواتِ تُخفي
أموراً بادياتٍ للعَيانِ

هنالكَ من يرى صُوراً ويُصغي
لمغرورٍ يَروغُ كثُعلبانِ

أرى قَدَري كوجهي مكْفَهِرَّاً
أُدغدغُه ويُمْعنُ باحتقانِ

فأَرجِعُ غاضباً أَسِفاً حزيناً
أُعاتبُ من بلا ذنبٍ جَفاني

* * *
صديقَ العُمْرِ : يا فجراً مُطلّاً
بدنيا الشعرِ نحن النيِّرانِ

أَتذكُرُ في الطفولةِ كم رَتعنا
بأحضانِ " المُغيلةِ "* في أمانِ ؟

نُسابقُ ظِلَّنا نعدو خِفافاً
ونرجِعُ مُتعبيْنِ إلى المكانِ

لَهونا قَدْرَ ما نسطيعُ حتَّى
كبِرنا والعيونُ لنا روانِ

ولمَّا أنْ وَعَيْنا مُبتغانا
هجرنا اللهوَ سعياً للأماني

وسِرنا نحمِلُ الراياتِ حُمراً
على الأشلاءِ في ساحِ الطِّعانِ

إلى أن أقلعتْ عنَّا فَرنسا
فيا نيسانُ أقبِلْ بالتهاني *

* * *
وفاجأَنا الشبابُ وكان حتماً
علينا أن نَحِنَّ إلى الحِسانِ

نُصَرِّفُ كلَّ فعلٍ فيه شوقٌ
ونحن على المقاعدِ طالبانِ

وإنْ جمحَ القريضُ بنا أويْنا
إلى رُكنٍ به ناعورتانِ

تعانِقُنا الظلالُ بكلِّ غُصنٍ
وريفٍ من غُصونِ البيلسانِ

فكم لاحَ السرابُ وكان وهماً
تصوُّرُنا بأنَّا عاشقانِ

وكم من غادةٍ عبثتْ بقلبي
وقلبِكَ في التباعدِ والتداني

وكم صَدقتْ نَبوءتُنا بحبٍّ
غنيٍّ بالمودةِ والحنانِ

فتُسمِعُني قصيدةَ حبِّ ليلى
وأُسمِعُك المُتيَّمَ في "رزانِ "

تدغدغُنا تحيَّاتُ العَذارى
بأجفانٍ تبوحُ كتُرجُمانِ

إلى أنْ دارتِ الدنيا ودُرنا
وفوجئنا بأنَّا والدانِ

وداهَمَنا المشيبُ ومرَّ عهدٌ
قضى ألَّا أراكَ ولا تراني

قبعْنا في زوايا البيتِ كُرْهاً
وليس لنا بما يجري يدانِ

* * *
صديقَ العُمْرِ : حسبُك أنَّ بيني
وبينَكَ ما ينوءُ به بياني

على أنِّي أرى التكريمَ باباً
تَزاحمَ فيه هدَّامٌ وبان

فناعقةٌ تُولوِلُ في خرابٍ
تُشيرُ لها الأصابعُ بافتتانِ

وتُغرِقُها الألوفُ بلا حسابٍ
فتنعِقُ بالسخيفِ من الأغاني

وشاعرُ أُمَّةٍ يقضي فقيراً
وتطويهِ الدقائقُ والثواني

ونوْدعُه الترابَ وتَعتليهِ
حوافرُ أتقنتْ وأدَ الأماني

فليس له على الأسماعِ ذِكرٌ
وليس له صدىً في مِهرجانِ

يميناً يا أخي عدنانُ إنِّي
أقولُ وفي فؤاديَ حسْرتانِ

فواحدةٌ تَملْمَلُ في ضميري
وواحدةٌ تَغلْغَلُ في كِياني

هنالكَ في العراقِ ينِزُّ جُرحٌ
نُضمَّدُه بإصدارِ البيانِ

وفي الأقصى نُواحٌ مستمرٌّ
جرى الناقوسُ فيه مع الأذانِ

يمزِّقُ أضلعي نوْحُ الثكالى
وصمتُ النائمينَ على الهوانِ

فكم أَرهفْتَ يا وجعي صقيلاً
أُقاتل فيه مرتعِشَ البَنانِ

أخافُ إذا تزلَّفَ أو تمادى
بتدليسٍ يعاقبُني جَناني

وإنْ أقحمتُه بسدادِ رأيٍ
يطاردُني فحيحُ الأُفعوانِ

* * *
نديَّ الحرْفِ في كَبِدي حريقٌ
يُذوِّبُها ويخنُقُني دُخاني

كلانا جرحُه في الصدرِ باقٍ
يُحِسُّ لهيبَه في كلِّ آنِ

نَذْرنا الروحَ للأجيالِ شرْحاً
وإيضاحاً ونحن معلِّمانِ

ومرَّ الجيلُ إثْرَ الجيلِ يسعى
على أشلائِنا كالعُقْرُبانِ

ورُحنا نشربُ الكدرَ المُدمَّى
وسرُّ الصمتِ أنَّا شاعرانِ

نُكلِّمُ باليَراعِ الصمَّ منهم
ونحن لكلِّ همسٍ مُصغيانِ

ونظمأُ تارةً ونجوعُ أخرى
وأحياناً نثورُ بعُنفوانِ

فنمتشِقُ اليَراعَ ولا نبالي
وتصطبِغُ الحروفُ بأُرجوانِ

* * *
أَبيَّ الحرفِ لستُ أُذيعُ سرَّاً
إذا ما قلتُ دهري قد عصاني

تنكَّرَ لي وخلَّفَني طريداً
أُعاني في التشرُّدِ ما أُعاني

لقد أَطلقتُ صوتي حين ضاقتْ
بيَ الدنيا وغادرَني اتِّزاني

وقد أسمعتُ لو ناديتُ حيَّاً
ولكن لا حياةَ لمن قلاني

فآلامي وأحزاني كِبارٌ
على قدميَّ وهْناً يحمِلاني

إذا عزفتْ قوافي الشعرِ همِّي
يُعربدُ كلُّ موتورٍ وجانِ

فلا صحوي على الآمالِ فجراً
ولا أَرقي بليلي يَشفياني

يغالبُ مرضعاتِ السهدِ جَفني
فتغلِبُه ويشمخُ ناهدانِ

ويولدُ موجَعٌ ويموتُ شافٍ
وفي الحالينِ أكتمُ ما عراني

فلا تعتِبْ عليَّ لقد دعاني
إلى إفشاءِ سرِّي داعيانِ

نقاءُ سريرتي وجموحُ فكري
هما في قصرِ عدلِكَ شاهدانِ

* * *
فيا نَسراً يحلِّقُ باقتدارٍ
جناحاكَ الترفعُ والتفاني

أُحبُّكَ بل أُجلُّكَ يا صديقي
فلا تسمعْ لهاجٍ إنْ هجاني

فكم من حاسدٍ بالمَيْنِ يسعى
ونحن له بصِدقٍ ناصحانِ

نكذِّبُ كلَّ أفاكٍ أَثيمٍ
ونتركُه على خجلٍ يعاني

* * *
أخي يا صاحبَ العَطِراتِ إنِّي
سأُسرجُ للعُلى أبداً حِصاني

أَخوضُ به غِمارَ الشعرِ عُجْباً
وأتركُه يُغيرُ بلا عِنانِ

وأَرجِعُ غانماً دُرَرَ القوافي
لأنثُرَها بأقدسِ مِهرجانِ

لقد أسكرْتَنا شِعراً ونثراً
وفي الكأسينِ طابَ المُسكِرانِ

لكَ القلمُ المُجنَّحُ هامَ حبَّاً
به الثقَلانِ من من قاصٍ ودانِ

غزوتَ به فضاءاتِ المعاني
فطافَ بها وعادَ بصَولجانِ

أدِرْ صَهباءَه صِرفاً حَلالاً
على السُّمارِ وانعمْ بالتهاني


24/11/2004
* يخاطب الشعر الناعورة
* الديوان الأول للشاعر عدنان قيطاز(اللهب الأخضر)
* الديوان الثاني له (في ملكوت الحب)
* الديوان الثالث له (أسفار ابن أيوب الحموي)
* المُغيلة ... من أحياء حماة القديمة
* نيسان ... ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي

قديم 11-04-2010, 08:39 PM
المشاركة 64
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (1)



أعراسُ تشرين



أصغتْ إليكِ العُلى واختاركِ القدرُ
ورفَّ في ساحتيكِ النصرُ والظفرُ

وأزهرَ الحلْمُ في عينيكِ وائتلفتْ
على مُحيَّاكِ في ساحِ الوغى السورُ

وخاطبتكِ الأماني البيضُ راقصةً
بين الجوانحِ سَكرى نفحُها عَطِرُ

يا أمَّةً في سماءِ المجدِ ما برحتْ
كالشمسِ في أفْقِ هذا الكونِ تزدهرُ

كم قارعتكِ الليالي السود مُزجيةً
جيشَ الظلامِ وعند الفجرِ يندحرُ

وعشتِ في فلكِ التاريخِ سيدةً
لا تنطفي الشمسُ مهما طالتِ العُصُرُ

* * *
هذي سراياكِ فوقَ الماءِ عابرةً
بجُنحِ داجٍ إلى سيناء تنحدرُ

جلَّتْ عن الوصفِ فالأجواءُ راعدةٌ
والأرضُ هادرةٌ والماءُ مستعرُ

بحرٌ يموجُ من الفولاذِ يحمله
بحرٌ من الدمِ والأشلاءِ تنتشرُ

فلا ترى العينُ إلا الزاحفينَ إلى
دكِّ الحصونِ وما في الساحِ مستترُ

تحدو مسيرتهم في الشامِ أغنيةٌ
بشراك بالنصر جند الحق قد نفروا

من كلِّ أسمر يغلي الثأرُ في دمه
يوري الجحيم ومن أحداقه الشررُ

علا بروجَ دروع الزحف فاقتحمتْ
به المنون وفرَّ الموت يعتذرُ

لم يثنهم عن لقاء الله ذو حذرٍ
الله أكبر مات الموتُ والحذرُ

* * *
ولاح في الأفْقِ نصر الله وارتسمتْ
على جبين العلى آياته الغررُ

فكبَّر المسجد المحزون وانتفضتْ
أستار منبره واهتزت الجُدُرُ

وهلَّلتْ صخرة المعراج حاليةً
وأشرق المهدُ فالظلماء تنتحرُ

فديتُ " تشرين " يذكي الثأر في دمنا
فديتُ " تشرين " لا يبقي ولا يذَرُ

فديتُ " تشرين " أعراساً نزفُّ بها
روح الشهيد بثوبِ النصرِ تأتزرُ

فديتُ " تشرين " سيلاً عارماً ولظىً
ووحدةً وجسوراً فوقها عبروا

ورايةً في ذُرا الجولان خافقةً
ورايةً في حمى سيناء تنتشرُ

* * *
نفضتُ عن مقلتيَّ الوهم فائتلقتْ
في شهر تشرين من سفرٍ مضى صورُ

ورحتُ أشهد جيش الحق مندفعاً
ودولةَ الرومِ في " اليرموك " تندحرُ

وجند كسرى على الأسوار يحصدهمْ
سيفٌ بأمر رسولِ الله يأتمرُ

فاخضوضرتْ واحةُ الآلامِ وانتعشتْ
وازهوهرتْ تربةُ الآمالِ والشجرُ

ورجَّعتْ في رياض القدس صادحةٌ
وردَّد الناي لحن الأمسِ والوترُ

كأنما دارت الأيام دورتها
وعاد للدار ذاك الأنس والسمرُ

* * *
لكنني ودم الأبرار يهتف بي
يا شاعراً من كرومِ المجدِ يعتصرُ

سدَّتْ ينابيع أنهاري وما رويتْ
مساكب الفل لكن أينع الخطرُ

إني جريتُ لأروي الثأر وا أسفي
إن ضمَّكم وعدو الله مؤتمرُ

أقولُ والدمع من عيني منسكبٌ
وفي الجوانحِ قلبٌ كاد ينفطرُ

الله أكبرُ لم تغمدْ صوارُمنا
الله أكبرُ لا عجزٌ ولا خَوَرُ

حتى نسطِّر للتاريخ ملحمةً
من عهد آدم لم يسمع بها بشرُ

حروفها من دماءِ الخالدين على
مرِّ العصورِ ومن أكبادهم صورُ

الواهبين فما ضنُّوا بأنفسهم
على الحتوفِ وهم في شعبِنا كُثُرُ

والمانعينَ فما جادوا بعزَّتهم
على الدخيلِ وما هانوا ولا صغروا

تأرَّجَ الكونُ من أنفاسِهم وعلى
مدارجِ النصرِ ماجَ العطرُ والزَّهَرُ

ونضَّرتها على حبٍّ مقابرُهم
فكلِّ حبةِ رملٍ ريحُها عطرُ

* * *
يا حاملينَ لواءَ السلمِ لا سلِمتْ
يدٌ تُمَدُّ وخلفَ السهلِ منحَدرُ

تيقَّظوا واستعِدوا إنَّ شانئكمْ
يغريكُمُ بالوعودِ الخضرِ فاعتبِروا

لا تركنوا خلفَ أسوارٍ مؤرّقةٍ
والخصمُ دونَكُمُ كالنَّارِ يستعِرُ

تقاذفتْه يدُ الأهواءِ من هلعٍ
والخطبُ مزدحمٌ والجوُّ معتكِرُ

فاستلَّ تحت جناحِ الليلِ خنجرَهُ
واليأسُ يدفعُه والجبنُ والحذرُ

وانسابَ كالصِّلِّ مذعوراً وفي دمهِ
سمٌّ وخلف جدار الزَّيفِ يستترُ

وراحَ يطلبُ صلحاً في مساومةٍ
يندى لها خجلاً يا أمتي الحجرُ

كأنَّ " تشرينَ " لم يكتبْ ملاحمَه
شعبٌ أبيٌّ عريقُ المجدِ مختَبرُ

كأنَّ " تشرينَ " حلْمٌ ضاعَ آخرهُ
وباتَ تأويله كالحقِّ يحتضرُ

* * *
" كلا " سنكتبُها بالسيفِ من دمنِا
على ضريحِ شهيدٍ تربه عطِرُ

ونعقدُ الغارَ إكليلاً لأمتنا
غداةَ يرقصُ في آفاقِها القمرُ

فليس كالسيف تأويلاً لما حلمتْ
به العروبة إمَّا استفحلَ الخطرُ



حماة 24/12/1973

قديم 11-04-2010, 09:44 PM
المشاركة 65
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (2)




تشرينُ نصرٌ أحمر




مشتِ العصورُ على هُداكَ تبخترُ
فالأرضُ ريَّا والفضاءُ معطَّرُ

والنصرُ معقودٌ ترِفُّ بنودُه
نشوى يداعبُها الضياءُ فتسكرُ

وبنو الشآمِ مواكبٌ موصولةٌ
تهزا بوقعِ الحادثاتِ وتسخرُ

خلعوا على الأيامِ أثوابَ السنا
وتصدَّروا التاريخَ فهوَ منوّرُ

وبَنَوا صروحَ المجدِ من أكبادهم
فبكلِّ سامقةٍ دماءٌ تَقطِرُ

وسنا الجراحِ يضيءُ دربَ نضالِهم
والليلُ عند حدودِهم يتقهقرُ

زرعوا حقولَ الغارِ فوقَ ربوعِنا
أَلقاً يشعُّ على الزَّمانِ فيُبهرُ

وقضوا على وهجِ النضالِ قوافلاً
" تشرينُ " يذكرُ عهدَها ويُذكِّرُ

يا "شام" حسبُ الخالدين دماؤهم
يمضي بها سفرُ الجِّهادِ ويَمهرُ

* * *
حيَّيْتُ في " الجولانِ" كلَّ مُحلِّقٍ
يغزو سماءَ الخصمِ وهو يُكبِّرُ

ومسدِّدٍ خلف المدافعِ رابضٍ
ودماؤه تحتَ اللظى تتسعَّرُ

وعيونُه غضبٌ تعلَّقَ بالثرى
تهفو لأولى القِبلتينِ وتنظرُ

والجوُّ مكتئبٌ يشق عِنانَه
صوتُ المَدافع كالكواسر تزأرُ

والأرض من صَخَبِ الدروع كأنما
يوم القيامة فوقها والمحشرُ

والأفْقُ يحتضن النسور فتارةً
تخفى وأخرى كالكواكب تظهرُ

تتصيَّدُ الغربانَ فوقَ جبالنا
وتغير منها القاذفات وتُمطرُ

والبحرُ يلفظ للجحيمِ بوارجاً
أشلاؤها فوق الصخور تَبعثرُ

حتى تمخَّضَ ليل نصرك مذْ بدتْ
أهداب فجرك بالسَّنا تتقطَّرُ

واليأس خلفَ المرهفين عزائِماً
يلوي بها صلف العدا ويُدمِّرُ

فإذا روابي القدس تورق بالمنى
وبثالث الحرميْنِ يهتفُ منبرُ

* * *
يا " شامُ " عفوكِ لست أول شاعرٍ
يشدو بأعراس النضالِِ فيسكرُ

لكنني غَرِدٌ يرفُّ جناحه
فوق المروجِ المعشباتِ فتزهرُ

واليوم أغبط من يقولُ قصيدةً
عنوانها تشرينُ نصرٌ أحمرُ

فأنا لسان الحق لست مغالياً
تشرين من " ذي قار " يعرب أطهرُ

* * *
يا " شامُ " حسبُ المجد أنك ظئره
ودم الشهيد لبانةٌ تتفجرُ

أَرضعتِه شممَ الإباءِ ولم يزلْ
يهفو لثديكِ جائعاً يتضوَّرُ

لا تفطميهِ على وعودِ مخاتلٍ
فيها قبورُ المجدِ باسمك تُحفَرُ

ودعي السلامَ لعاجزين جهودهم
فوقَ المناضدِ في المجالسِ تُهدرُ

أَيُشرِّفُ النصرَ المبين تفاوضٌ
يرخي العنانَ لنابحٍ يتنمَّرُ

لن يستحيلَ دمُ الشهيدِ وثائِقاً
تُطوى على السلمِ الهزيلِ وتُنشرُ

* * *
يا " شامُ " يا زهوَ الزمانِ تبسَّمي
للغدرِ أيامٌ تطولُ وتَقصُرُ

يسقونَ حنظلها بكأسِ فعالهم
وبِكفِّ ساقيها تحفَّزَ خنجرُ

وبمقلتيهِ بدتْ حكايةُ أُمَّةٍ
بالغارِ ينسجها .. وشعبُك يضفرُ



حماة 8/4/1974

قديم 11-08-2010, 07:54 PM
المشاركة 66
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (3)




نفسي وكأسي



صفتْ كخمرةِ ربِّي إذْ يعتِّقُها
في جنةِ الخُلدِ للأبرارِ تُعتصرُ

وصبَّها كضياءِ الفجرِ خالصةً
من كلِّ شائبةٍ تبدو وتَستترُ

رقراقةً .. في كرومِ الغيبِ يانعةٌ
أغراسُها .. وبروحي الزهرُ والثمرُ

شَفَّتْ فما حجبتْ عني بواطنها
وأشرقتْ فأنا في نورِها بشرُ

نفسي وحسبيَ أني في غَوايتها
لا يعتريني بها حقدٌ ولا حذرُ

صعَّدتُها في سماواتِ الهوى سُحُباً
فأمطرتني شقاءَ العيشِ ينهمِرُ

على جبينيَ من أغوارِها أثرٌ
وفي عيونيَ من آفاقِها سُوَرُ

* * *
سموتُ حتى كشفتُ الحجْبَ واتَّضحتْ
ليَ الحقيقةُ .. فالأوهامُ تنحسرُ

ورحتُ أحسدُ أهلَ الجهلِ من ضجرٍ
وفاقدَ الحسِّ حتى ملَّني الضجرُ

فازورَّ عني أحبائي لجهلِهمُ
وفي دمي حبُّهم كالنارِ يستعرُ

لو يعلمون بما أُخفي لأَعجزَهم
في الناسِ من هو مثلي حين أُختبَرُ

* * *
هم ينكرون عليَّ الحبَّ يلهمني
وحياً يحنُّ إلى أنغامه الوترُ

منضَّداً من صباباتٍ مُجرَّحةٍ
تَرِفُّ جذلى على آياتِه الصُّورُ

وفي رياضِ الهوى والحبِّ لي كَبِدٌ
تهفو وتجرحُها الأهدابُ والحَوَرُ

أحيا بفضلةِ آمالٍ لو انقطعتْ
لم يبقَ في العيشِ من طيْبِ الرضى أَثرُ

أنا مُجرَّدُ إحساسٍ وعاطفةٍ
تندى بعالميَ الأحلامُ والفِكَرُ

لوَّنتُ في هدأةِ الأسحارِ قافيةً
من مقلةِ السحرِ نشوى .. سكبُها عَطِرُ

لمَّا تبيَّنتُ نفسي في مراشفِها
أدمنتُها فهي عندي الكأسُ والخَدَرُ

فضوؤها أبداً لا ينطفي وعلى
لألائها في النوادي يعذبُ السمرُ

وينتشي اللحنُ فالأنغامُ راقصةٌ
على شفاه الندامى من بها سَكِروا

كذا أنا فليمُتْ من عاشَ في حَذَرٍ
بهمِّهِ .. وليعشْ من خانه الظَّفرُ

* * *
ولي حبيبٌ بروحي راحُه امتزجتْ
أفديهِ بالعُمرِ لو يحظى به العُمُرُ

وكم أودُّ لو اَني أستحيلُ ندىً
أَحلُّ في كلِّ قلبٍ كاد ينفطرُ

آسو الجراحَ وأُحيي في كوامنِه
مُواتَ بذرةِ حبٍّ فيه تندثرُ

ولستُ صانعَ إحساسي أُبدِّلهُ
متى أردتُ .. ولكنْ صاغه القدرُ

وَزفَّهُ شاعراً يُدمي عواطفَه
شجوَ المعنَّى إذا ما شفَّه السهرُ

فالعيشُ عندي أمانٍ يستخفُّ بها
من لم يعانِقْه من بحرِ الهوى وَطَرُ

والشعرُ عندي تسابيحٌ أُرتِّلُها
في معبد الحبِّ حيث الكره يحتضرُ

في جنةٍ من خيالاتٍ مؤنقةٍ
تسمو بعالمِ إحساسي فيزدهرُ

هناكَ تبرأُ نفسي من شقاوتِها
فأزدري كلَّ آلامي وأَحتقرُ


حماة 3/6/1974

قديم 11-08-2010, 09:23 PM
المشاركة 67
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (4)



يأس




غداً إذا متُّ مات الحزنُ والألمُ
فلا شعورٌ ولا حِسٌّ ولا ندمُ

حسبي أغادرُ دنيا الناسِ مرتضياً
دارَ البقاءِ فأهلاً أيها العدمُ

أمضي لعالمِ أرواحٍ تهيمُ به
روحي .. وتنعدمُ الأعرافُ والنُّظُمُ

فلا خصامٌ ولا كرهٌ ولا مِقَةٌ
ولا رِياءٌ ولا بخلٌ ولا كرمُ

ولا شقاءٌ ولا خوفٌ ولا دعةٌ
ولا قصورٌ ولا يأسٌ ولا هِمَمُ

ولا جمالٌ ولا قبحٌ ولا غَيَدٌ
ولا صبيٌّ ولا كهلٌ ولا هرمُ

ولا نجومٌ ولا شمسٌ ولا قمرٌ
ولا سماءٌ ولا أرضٌ ولا نَسَمُ

* * *
لِمَ الحياةُ وعيشي كلُّه كَدَرٌ
وفي ضلوعيَ نارُ الصمتِ تضطرمُ

والفقرُ يأكلُ أعصابي يُمزِّقني
والسهدُ يفعلُ بي ما يفعلُ السقمُ

ولي حبيبٌ يؤوسٌ من مبادلتي
حُبَّاً بحبٍّ .. ولا حِلٌّ ولا حَرَمُ

وكلُّ ما بيننا في الحبِّ مختلفٌ
الخوفُ يرصدنا .. والشك والتُّهمُ

مات الرجاءُ ولم أبلغْ به أملاً
يا حسرةَ القلبِ بعدي سوفَ ينعدمُ

يا حسرةَ الشعرِ بعدي كيف يقرضُهُ
متيَّمٌ في دجى العينين مكتتمُ

إذا أشارتْ له جنَّتْ عواطفه
وأمطرته القوافي البكر تنتظمُ

فينتشي الكونُ من آياتِه طرباً
ويسكر اللحنُ والأوتارُ والنَّغمُ

* * *
فإن قضيتُ فزوروني على جَدَثٍ
وابكوا عليَّ ليرضى المجدُ والكرمُ

أنا الذي في حياتي كنتُ أمنحُكم
طيبَ الوفاءِ .. وحولي النارُ تحتدمُ

معلَّقٌ بخيوطِ الوهمِ .. مُحتكِمٌ
إلى الزمانِ .. وبئسَ الحُكمُ والحَكَمُ

أقتاتُ من صَلَفِ الأيامِ في حَذَرٍ
وأشربُ اليأسَ .. والأوهامَ ألتهمُ

وفي جحيمِ شعوري يكتوي أملٌ
يُدمي فؤادي .. وخوفَ اللومِ أبتسمُ

وجُلُّ من هو حولي حاقدٌ وقحٌ
تَزْوَرُّ عن نفسه الأخلاقُ والقِيَمُ

مُعَطَّلُ الحسِّ .. مغرورٌ يعيشُ به
وحشٌ تصول به الأحقادُ والنِّقَمُ

وبين جَنْبَيَّ يحيا الخيرُ مزدهياً
وفي ضميريَ ينمو اليأسُ والسأمُ

وآفةُ العيشِ أني شاعرٌ كرهتُ
نفسي الحياةَ .. وغيري جائعٌ نَهِمُ




حماة 29/7/1973

قديم 11-09-2010, 10:02 AM
المشاركة 68
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (5)



طريدُ الوهم




يا حبيبي فـي دجى عينيْـكَ تغفو كبريـائي
وبـجفيْكَ انصهاري واحـتراقي و وفنائــي
وعلـى خدَّيـك آيـاتُ سروري وشـقائـي
وعلـى نهديك آثـارُ اشـتعالي وانطفائــي
فاحملِ الحـب حبيبي لا تُضـعْ فيه رجـائي

* * *
يا حـبيبي أورقَ الحـبُّ ببستانـي وأزهـرْ
وأتتْ كلُّ عصافـير الهـوى تشـدو وتسـكرْ
وسرى جدول أحـلامي لنبـع الوصـل كوثرْ
وملأتُ الكـون مـن نفـخ اللِّقا مسكاً وعنبرْ
فاقتربْ مني وذوِّبْ في كـؤوس العمـر سُكَّرْ

* * *
أنت في صمتكَ تسقينـي الردى فاعطف عليَّا
كنتَ بالأمس حـبيبي والمنـى كـانت لـديَّا
عقني الشـعر ومـرَّ الأمـس حـلماً عبقريا
ملَّني حتـى شـعوري .. والأسى في جانحيَّا
أطفأَ الشـكُّ شمـوعـي وسجـى الليل عليَّا

* * *
هدأَ الليلُ وضجَّـتْ فـي الحنـايا ذكـرياتي
أيـن يـا ليلُ حبيبي .. أيـن أحلامُ حياتـي
أين أُسكوبُ هـوانا أيـن صحبـي وَلِـداتي
أين من يرعـى ودادي بين شتى المغريـاتِ
ضعتُ عن نفسي وضاعت في العشايا أغنياتي

* * *
أنا يا ليلُ طريـدُ الوهم قـد طالتْ دروبـي
حطَّـم اليأس أمانـيَّ ولـم يرحـم شحوبي
وهَفَتْ للمـوت نفـسي ودنـا وقت مـغيبي
ومضتْ شمـس حيـاتي نحو آفاق الغروبِ
فاتئـدْ يا ليـلُ واحملْ ذكرياتـي لحـبيبي

* * *
حدِّثِ الأجيـالَ عنـي أيـها الليلُ طويـلا
قلْ لهـم كـان محباً مرهف الحـسِّ عليلا
شِعرُه ذَوْبُ فـؤادٍ راح يجـري سـلسبيلا
أحرقَ العمـرَ ولم يسـعدْ ولم يـروِ الغليلا
ومضى يحـملُ قلبـاً طيِّبَ النشرِ أصيـلا



دمشق 10-8-1973

قديم 11-09-2010, 10:25 AM
المشاركة 69
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (6)


أشلاء الهوى


مزَّقتُ صورتَها وقلتُ لعلَّني
أجدُ السلوَ .. وراحةَ النسيان

وحملتها بيدي كأنِّيَ مجرمٌ
في الليل يبحث عن طريق أمانِ

أخشى ضياء الفجر .. أعثرُ بالحصى
ويدايَ واهيتان ترتجفان

أتلمَّسُ الجدرانَ ... أين أدسُّها ؟
وأحسُّ أشباح الظلام تراني

ووقفتُ أسمعُ .. والسكونُ مخيمٌ
صوتاً يردِّدُ : أنتَ ..أنتَ الجاني

صوتاً بأعماق الضمير تجاوبتْ
أصداؤهُ .. وسرى إلى وجداني

من أنتَ ؟ وانقطع الصراخُ وأرعدتْ
" الله أكبرُ " بدءَ كلِّ أذانِ

وتعالتِ الأصواتُ وارتحل الدجى
وغزتْ جيوشُ الفجر كلَّ مكانِ

وبقيتُ وحدي في الطريقِ مسمَّراً
والإثم ينهشني .. يهدُّ كياني

ربَّاهُ ... من لي بعد صورتها إذا
غمرتْ وجودي موجةُ الأحزانِ

ربَّاهُ .. من أشكو إليهِ صبابتي
وأبثُّه وجدي .. وغدرَ زماني

وقصائدي يا لهف روحيَ من تُرى
يصغي إذا أنشدتُها ويعاني

من ملهمي والشعرُ ذَوْبُ عواطفي
وحيَاً لآياتي ... لسحر بياني

ربَّاهُ ... وارتفعتْ يدي وفتحتُها
ولثمتُ أشلاءَ الهوى بحنانِ

ونثرتُها للريح ثم جمعتُها
بسذاجةِ الأطفالِ في هَيَجانِ

وهممتُ أُرجعها وأُسقط في يدي
لما خلتْ من بينها العينانِ

وبحثتُ عنها في الطريقِ فلم أجدْ
أثراً لها ... فصرختُ في هذيانِ

عيناكِ يا للهِ !!! كيف تولَّتا ؟؟
قبل الوصالِ ... وهاجتا أشجاني

عيناكِ أقداري سجدتُ بظلِّها
للحبِّ حيث أضلَّني وهداني

عيناكِ محرابي عبدتُ به الهوى
وعرفتُ ربي فيه بالهيمانِ

عيناكِ يا لفجيعتي أَلقُ الرؤى
كيف السلوُّ ؟! وكانتا سلواني

عيناكِ سرِّي وافتضاحيَ في الهوى
وربيعُ أيامي وصفوُ زماني

عيناكِ !! يا لجريمةٍ نفَّذْتُها
رَوَّضتُ فيها العقلَ بعد حِرانِ

وقتلتُ إلهامي وتلك قصائدي
مزَّقتُها فيدايَ آثمتانِ

فغدتْ جميعُ عواطفي مجنونةً
جمحتْ وشقَّتْ لي عصا الإذعانِ

وأنا البريءُ بكلِّ أعرافِ الورى
لكنْ بعرفِ الحبِّ كنتُ الجاني

* * *
غفران صورتك الحبيبةِ بعدما
أَلقيتُها مِزَقاً تروعُ جَناني

مِزَقاً كقلبي بعد هجركِ والنوى
ولظى الحنين وشدة الخفَقَانِ

وانسابتِ الآهاتُ تعصف بالمنى
وتعودُ بي للكبتِ والحرمانِ

ومضيتُ والندمُ المرير يهدُّني
وحبستُ إلا في القريضِ لساني



حماة 17-8-1973

قديم 11-09-2010, 10:36 AM
المشاركة 70
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (7)



اِحملوا عني هواها


اِحملوا عنـي هواهـا .... ساعةً يمضي العناءْ
سـحر عينيها بلائـي... وجنـى الثغـر شــفاءْ

* * *
يا طبيب الجسم دعـني ...بيــن يـأسٍ ورجـاءْ
فطبيـب الـروح أولى ...منك في وصف الدواءْ

* * *

قـدري بيــن يديـها ... كيفـما شـاءت يشـاءْ
وحيـاتي فـي هـواها ... بين غـدرٍ ووفـــاءْ

* * *

بلغـوهـا اليـوم أنـي ... مُدلجٌ يخـشى الضيـاءْ
ليس بـي مـسٌ ولـكن...قلـبُ مـن يهوى هواء

* * *



حماة 12-12-1973


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 07:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.