احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5758
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
02-11-2011, 03:09 PM
المشاركة 1
02-11-2011, 03:09 PM
المشاركة 1
افتراضي ++ قد يكون للسعادة أسباب خفية ++
++ قد يكون للسعادة أسباب خفية ++



يشعر بالضيق في صدره . . يركبه الهم . . ينشغل باله بكل شيء . لسبب أو بدون سبب . . يخاف دوماً من غده . .
تزوج حامد منذ ما يربو على عشرين سنة . . زوجته مضرب المثل في جمالها وتدبيرها . . تحبها حماتها كإحدى بناتها . . بل وتطلب مشورتها في كل صغيرة وكبيرة . .
رزقهما الله من الأبناء ثلاثة . . والبيت مستقر . . لا ينقصه شيء . .
بدأ حامد حياته العملية كمهندس مساعد في شركة كبيرة . . وبسبب جده وتفانيه في عمله . . فقد صار مديراً لأكبر قسم فيها . . بمدخول مرتفع . . ومزايا عديدة له ولعائلته . .
ولكن . . ومنذ أن تزوج . . فقد ركبه الهم والضيق . . وصار هذا الشعور ملازماً لحياته منذ أن يصحو من نومه . . وحتى يعود مساء لفراشه . . ولم يستطع خلال تلك السنوات الطويلة أن يغير من طبيعته . . ولم يقبل برأي زوجته ولا رأي والدته ونصائحها . . يكاد كل يوم أن يبكي من الضيق . . وزوجته ما تفتأ تنصحه وتذكره . .

**إننا بألف خير . . لا ينقصنا شيء . . المستقبل أمامنا مشرق . . اشكر ربك وتوكل عليه . .

ومع أنه كان ملتزماً ومواظباً على واجباته الدينية . . فإن شعور الضيق تلبسه تماماً . . ولم ينفك عنه أبداً. .
في أحد الأيام العادية . . وكان يسكن في الدور الثالث في عمارة كبيرة . . كاد شعور الهم والضيق أن يخنقه . . وقد تعود أهلوه على ذلك فتركوه لنفسه . . ولكنه اندفع بعد قليل وهو يصيح . .

** ألن ننتهي من الصياح والضجيج. . هؤلاء الجيران ليـس لديهم حس ولا ذوق . . إنهم لا يسـكتون أبـداً . . كيف أرتاح . . هل كتبت علي التعاسة الأبدية . .

وانطلق متوجهاً إلى شقة جيرانه في الدور العلوي . . وطرق الباب وهو متحفز للصياح وإعطاء العبر . .
فتح الباب وأطل منه طفل لا يجاوز التاسعة من عمره . . في عينيه بؤس شديد وحاجة . . يتطلع بفضول . .


**أين والدك . . !
**-------- . . !
**ألا يوجد أحد غيرك . . !
**... والدتي في الداخل . . !
**من هناك يا جمال . .
**إنه جــــارنا . . !
**دعه يتفضل . . !

وبين متمنع وموافق رغماً عنه . . دخل حامد الدار . . يتطلع حواليه والطفل أمامه . . البيت يحتاج إلى صيانة شاملة . . الأثاث قديم ويشكو من قلة النظافة . . أغلب مصابيح الإنارة مطفأة . . لا يدري لماذا . . يكاد الداخل إلى البيت أن يصطدم بأشياء متناثرة دون ترتيب . .
ووصلا إلى الغرفة الداخلية . . هنالك إمرأة ملتفة بحجاب أغبر . . تحمل في حضنها طفلة . . وتحت قدميها طفلة أخرى . . ويظهر على الجميع الضعف والمرض . .

**السلام عليكم . . !
**وعليكم السلام . . ! !
ثم نظرت نظرة فضول . . أن ماذا تريد . . !
*أنا جاركم في الدور الثالث . .
**----------- . . !!!
**أين جارنا . . !
**لقد مات بحادث سيارة منذ عامين . . !
** ... ! ! .. ؟ ؟ .... ! حسناً اسمحوا لي . . سوف أعود . .

لم يحر حامد جواباً . . بل أحس هذه المرة باختناق حقيقي . . واحتاج لاستنشاق الهواء بأي ثمن . . فخرج من الغرفة مسرعاً . . ولكنه لم يتجه إلى بيته . . بل خرج إلى الشارع وأخذ نفساً عميقاً . . حتى تهدأ نفسه . . ثم اتصل بصديقه وهو طبيب في نفس الحي . . عيادته قريبة . .

**دكتور مروان . . أنت تعرف بيتي . . جيراننا في الدور الأعلى يشـكون من المرض . . أرجـوك . . إذهب الآن وخذ ما يلزم من عقاقير . . افعل ما بوسعك . . ومهما تكون التكلفة . . لا تشغل بالك . . سأسدد كل التكاليف . . أرجوك لاتتأخر . . وستجدني وراءك . .

أسرع حامد إلى مركز التسوق . . واشترى لوازم وطعاماً . . وفي طريق عودته اتصل بزوجته . .

**ضعي عليك ثياباً مناسبة ولاقيني عند عائلة أبي جمال. .
**من هم عائلة أبي جمال . . ! !
**إنهم جيراننا في الدور الرابع . . أسرعي أكاد أن أصل . .

وفي خلال دقائق معدودة . . التقى حامد مع زوجته أمام باب شقة الجيران . . وكان لدى الزوجة فضول كبير أن تعرف ماذا يحصل . . ولكن الانفعال الواضح الذي وجدت زوجها فيه منعها تماماً عن سؤاله أو التكلم معه . .
دلف الزوجان إلى الشقة وبدآ العمل . . وأدركت الزوجة شيئاً فشيئاً ما تراه أمامها . . أما العائلة فقد تحلق الأولاد حول والدتهم . . يأكلون مما أحضره حامد لهم . .
في البدء كان أبو رشاد يكفكف دموعه تهمي على وجهه ولا تتوقف . . ولكنه انشغل بعد ذلك بالعمل وتركها تهمي على سجيتها . .
رأت زوجته ما يحصل وفهمت . . فتأثرت وفرحت وفعلت مثله دون إرادة منها . .
كان المنظر بديعاً . . يفرح القلب . . ويحيي الروح . .
استغرق العمل ساعات طوالاً . . وخرج الزوجان مجهدان . . ولكنهما يسبحان في سعادة قل نظيرها . . لم يتبادلا كلمة واحدة . . أحس كل منهما بالآخر . . ولم يرغبا أن يقطعا على نفسيهما هذا الشعور الطاغي بالألفة والقرب . .
ومن حينها . . لم يشعر أبو رشاد بالهم ولا انشغل باله . . لم يعبس . . لم يتأفف . . لم يسيء إلى أولاده . . لم يعتكف في غرفته . . فجأة صارت الحياة عنده جميلة . .
وبادر أبو رشاد زوجته . .

**أيتها الحبيبة . . لقد أنعم الله علينا بكل شيء . . أرجوك . . ابدئي منذ الصباح بتفقد أهل عمارتنا . . وأهلنا . . واحداً واحداً . . ثم ابحثي في الحي . . ثم ابحثي في أي مكان . .
هذا هو عملنا الآن . .
أرجوك . .
لا يحق لنا أن نقصر في ذلك أبداً . .


** أحمد فؤاد صوفي **


قديم 02-11-2011, 11:37 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بينما هو يرفل بأثواب السعادة ولم يكن يعرف قيمتها
رغم الحب والود الذي أحاطته به الوالدة والزوجة
إلا حين رأى أن ثوب السعادة قصير
وهناك من يرتدي ثوب الحزن والبؤس والشقاء
وسعادته عندما اقترب من الله وألهمه الهداية لتقديم الخير
ومد يد العون والمساعدة للآخرين


أخي العزيز الأديب الفاضل
أ.أحمد صوفي
قصة كالعادة هادفة ومعبرة
ولك بصمة خاصة بها
طابت أوقاتك بكل خير
جعل الله أيامك حافلة بالسعادة والبركة
دمت بخير

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-13-2011, 02:53 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
بالرغم من كل الرخاء الذي ينعم به اجتماعيا و ماديا و الاستقرار الذي يعيشه كان ثمة ما ينغص عليه حياته
النص هنا يحيلنا إلى شقين كل منهما جميل و متميز
يحيلنا إلى الحديث النبوي الشريف: لا يؤمن من بات شبعان و جاره جائع.. و يحيلنا إلى الطاقة السلبية التي تنشرها حالة البؤس التي يعيشها من هم في محيطنا مما يمنعنا من الاستمتاع بالمقدرات الموهوبة لنا من قبل الخالق ...هكذا يقول علم الطاقة .. تجتمع الجهتان في نتيجة واحدة تقول أن الإنسان المتمتع بإنسانية عالية جدا لا يستطيع أن يرتكن إلى الراحة إذا أحس ولو إحساسا مبهما بتعاسة الآخرين
جميل هذا السرد و متميز
أ . أحمد فؤاد صوفي
تحيتي لك

قديم 02-13-2011, 08:00 PM
المشاركة 4
عبد المجيد عامر محمد جابر
عضو
  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذ أحمد على سمو الهدف ،وجمال الوصف ،والألفاظ العذبة،وهناك بعض الملاحظات أرجو أن يتسع صدرك للاستماع إليها:
عند الحوار وأمام الشخصية نضع إشارة - مثال ذلك:

**أين جارنا . . ! = -أين جارنا ؟

**لقد مات بحادث سيارة منذ عامين . . ! = -لقد مات بحادث سيارة منذ عامين .
** ... ! ! .. ؟ ؟ .... ! حسناً اسمحوا لي . . سوف أعود . . = -حسناً ، اسمحوا لي . . سوف أعود .
وأرجو من حضرتك أن تصوّّب بعض الأخطاء المطبعيّة التالية:
إذهب = اذهب
واشتري = واشترِ
إمرأة =امرأة
بدآ = بدأا
بوركت أستاذي الكبير، وبورك يراعك.

قديم 02-13-2011, 09:48 PM
المشاركة 5
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب العزيز عبد المجيد . .

لا أقول أن صدري يتسع للنقد . .
بل أنا سعيد بك جداً . .

ولي عودة بإذن الله . .
تقبل تحيتي ومحبتي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-14-2011, 01:23 PM
المشاركة 6
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة

من أكثر مظاهر السعادة للبشر هي العمل على مساعدة الغير بدون هدف ربحي وإنما لوجه الله . .
وجزاء الله لعباده عن ذلك عظيم جداً . .
أحببت صياغة قصة عن هذا المبدأ الأخلاقي . .

عزيزتي . .
تقبلي من أخيك التحية الدائمة والدعاء بالخير . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-14-2011, 01:30 PM
المشاركة 7
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبة المنابر ريم بدر الدين المحترمة

ما أجمل تعليقك وما أحكمه ( أن الإنسان المتمتع بإنسانية عالية جدا لا يستطيع أن يرتكن إلى الراحة إذا أحس ولو إحساسا مبهما بتعاسة الآخرين)

هذا صحيح جداً ، كما أنه من المفترض أن يكون الناس جميعهم بهذا الاحساس ، لأنه إحساس فطرنا الله عليه ، ولكن الحياة المادية والحاجة بشكل عام منعت كثيراً من الناس عن الإلتفات إلى المبادىء . .

مرورك عطر المشاركة ورفعها . .
تقبلي تحيتي واحترامي . .
دمت بكل صحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-15-2011, 12:45 AM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ الكريم عبد المجيد عامر محمد جابر المحترم
تحية من القلب . .
لي بعض التعليق والاسفسار على ملاحظاتك القيمة ، وكما يلي :

**أين جارنا . . ! = -أين جارنا ؟ (هل تقصد أنه لا ينبغي لي استخدام إشارة (**) للدلالة على بدء الحديث وبأنني ملزم أن تكون الإشارة (-) وهل لذلك مرجع منهجي معتمد ! )

**لقد مات بحادث سيارة منذ عامين . . ! = -لقد مات بحادث سيارة منذ عامين . (هل لا يسمح لي أن أضيف معنى التعجب الذي قصدته للجملة بإضافة (. . !) وأنا أرى بأن حيوية المعنى قد زادت وأعطت الإحساس الذي أقصده ).

** ... ! ! .. ؟ ؟ .... ! حسناً اسمحوا لي . . سوف أعود . . = -حسناً ، اسمحوا لي . . سوف أعود . ( أردت أن أضيف للقارىء معنى التعجب الذي أصاب السارد قبل بدء جملته ، فهل هذا لا يجوز ! أنا حقاً متعجب ، ولو كنت مخطئاً ، فكيف أفعل لأعطي للمعنى الدقة التي أقصدها!)

وأرجو من حضرتك أن تصوّّب بعض الأخطاء المطبعيّة التالية:
إذهب = اذهب (طبعاً أنت على حق)
واشتري = واشترِ (الكلمة اشترى فعل ماضٍ وليست فعل أمر)
إمرأة =امرأة (طبعاً أنت على حق)
بدآ = بدأا (درجنا على استخدام ألف المد كبديل لمثل هذه الحالة ، ولا أدري هل ذلك جائز ، أم هو خطأ !).

والحقيقة أن لي مقولة قديمة تقول : إننا بالأدب نستمتع ولكننا بالنقد نرتقي .

عزيزي . .
تقبل من أخيك كامل الاحترام . .
دمت بكل خير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-17-2011, 08:48 AM
المشاركة 9
زكية نجم
كـاتبـة وقاصّـة سعـوديـة
  • غير موجود
افتراضي
أديبنا الفاضل .. أحمد فؤاد صوفي

يتقاطر الإبداع بين سطورك

فكأنما انهمرت غيمةٌ للتو

قصة ولا أروع

دام حبر القلم

قديم 02-17-2011, 09:27 AM
المشاركة 10
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة زكية نجم المحترمة

تعليقك المختصر أثلج صدري وأسعدني . .
وأحسست أن الدنيا ما زالت بخير . .

تقبلي من أخيك التحية والاحترام . .
دام يومك ربيعاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ++ قد يكون للسعادة أسباب خفية ++
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كاهن جبل حفيت سالم الجابري منبر رواق الكُتب. 14 07-17-2021 10:19 PM

الساعة الآن 02:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.