قديم 03-20-2016, 08:39 AM
المشاركة 2341
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]القلب موضع النظر [/marq]
إن النصوص الشريفة من القرآن ، أكدت على طهارة القلب وتزكيته بما لا تدع مجالاً للشك في أنه لا صلاح ولا نجاة ولا كمال للعبد ، من دون ( المراقبة ) الدقيقة والمبرمجة للقلب الذي إن صلح صلحت ( الجوارح ) كلها ..
ومن هذه النصوص التي تفتح آفاقا للسالكين إلى الحق ، ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) أنه قال :
{ قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله ، فمن طهر قلبه نظر إليه } وما قيمة القلب الذي لم ينظر الحق إليه ، وإن اشتغلت الجوارح ببعض الأعمال القربـّية ؟! .

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
20 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-20-2016, 08:57 AM
المشاركة 2342
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تمنيات الغافلين [/marq]قد يتمنى الغافل عن الحق ملذات المستغرقين في الشهوات ، كما تمنى الغافلون من قبل ما أوتي قارون من متاع ، إذ قالوا: { يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم }..
إن المطلوب في هذه الحالة الالتفات إلى حقائق تزهّده في تلك الأماني الباطلة: فمنها الاعتقاد ( بفناء ) الملذات ودفعيّـتها حتى في الحياة الدنيا ، ولهذا يستوحش أصحابها بمجرد الفراغ منها ، بل يصيبهم شعور بالملل والفتور كما هو واضح في شهوة البطن والفرج ..
ومنها أن إقبال أهلها عليها إنما هو ( فرار ) في حالات كثيرة ، لما هم فيه من الضيق والضنك في العيش ، ولهذا يلتجئون إلى ما ينسي واقعهم كالمسكرات وما يشبه ذلك من مزيلات اليقظة والانتباه ، فيرتمون في أحضان تلك الموبقات ، لعدم وجود بديل لهم يشفي الغليل ، والحال أن المؤمن لا يرى في حياته ما يوجب الهروب منه ، ليلجأ إلى الاستمتاع المجرد من الهدف ، فهو متزود من الدنيا لا مستمتع بها ..
أضف إلى ذلك كله ، وجود تبعات اللذائذ التي تلحق أهل المعاصي في الدنيا والآخرة ، خلافاً لأولياء الحق الذين جمعوا بين سعادة الدارين ، كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال :
{ المال والبنون حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة ، وقد يجمعهما الله لأقوام }.

************************************************** *******************
حميد
عاشق العراق
20 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-20-2016, 09:09 AM
المشاركة 2343
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التشبّه بالكفار [/marq]
إن من أعظم الذنوب هو الكفر والشرك ، وما ( يرتبط ) بهما من إنكار الضروري والتبرم من قضائه وقدره ، ولكن العبد قد لا ( يعتقد ) شيئاً من تلك المعاني ، ولا يُظهرها على لسانه ، ولكنه يتصرف - في مقام العمل - كمن يعتقد بتلك الأمور الموبقة ، فهو وإن لم يكن كافراً بمجرد ذلك ، إلا أنه ( متشبّه ) بهم وما أسوأه من تشبّـه ..
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال :
{ يأتي على الناس زمان يشْكُون فيه ربهم ، قلت وكيف يشكُون فيه ربهم ؟..قال يقول الرجل: والله ما ربحت شيئاً منذ كذا وكذا ، ولا آكل ولا أشرب إلا من رأس مالي ، ويحك!..وهل أصل مالك وذروته إلا من ربك ؟!

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
20 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-21-2016, 08:47 AM
المشاركة 2344
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الاسترسال بالأنس [/marq]إن مما يلاحظ في التعامل الاجتماعي ، أن العبد ( يسترسل ) في معاملة الخلق ، فيأنس بهم بدواعٍ ( شخصية ) : دفعاً للهم ، أو طلباً للمنفعة ، أو تأثراً بحبه لهم ..ومن المعلوم أن ذلك كله مما لا يمكن إسناده إلى دواعي القربة إلى الحق المتعال ، إذ لو كان الإنس بهم لوجه الحق ، لـما كان ينبغي الاسترسال المذهل عنه ، والذي ( يتجلى ) من خلال: الـهذر في القول ، والمزاح الممقوت ، وإطالة الجلوس بما لا نفع فيه ، والتورّط في معصية اللسان ، والانشغال بهم عن أداء الحقوق الواجبة للأهل والعيال .
************************************************** ***************************
حميد
عاشق العراق
21 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-21-2016, 08:59 AM
المشاركة 2345
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عقوبة العشق [/marq]
إن من أشد العقوبات التي يعاقب بها العبد وخاصة في المخالفات القلبية ، كالتعلق بغيره تعالى ، والغفلة عنه ، والمحبة المستغرقة لغير من أمِـر بـحبّهم: هو ( إعراض ) الحق عن ذلك القلب ، و( إيكال ) أمر ذلك القلب إلى صاحبه ليملأه بما فيه هلاكه ..وقد ورد في الأثر ، أن الله تعالى لم يضرب عبداً بعقوبة أشد من قساوة القلب ، وقد سُئل الصادق (عليه السلام ) عن العشق فقال : { قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حبّ غيره }..
إن من الملفت في هذا الخبر التعبير بـ ( أذاقها ) ، ومن ذلك يعلم إن بعض الأمور التي فيها إضرار بالعبد ، ينسبها الحق إلى نفسه ، مشعراً بالخذلان لذلك العبد المتمرد على إرادة الحق ، كقوله تعالى : { ليذيق بعضكم بأس بعض }و{ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض }و{ إنّـا أنزلنا الشياطين على الكافرين }و{نقيّض له شيطاناً فهو له قرين }..وفي ذلك منتهى الإذلال ، لشدة الاستحقاق التي جعلت الرب الرؤوف يُسند الإضرار إلى نفسه .

************************************************** *******************
حميد
عاشق العراق
21 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-21-2016, 01:28 PM
المشاركة 2346
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التوقيت في الأرض والحياة [/marq]إن من الأمور التي تعين العبد على تجاوز العقبات ، هو الالتفات الواعي والتفصيلي لصفة ( التوقيت ) للحياة على الأرض وما عليها ، كالتفاته إلى التوقيت للأرض نفسها ، بل لما حولها من شموس وكواكب ، وكيف أن العيش فيها بكل صخبها وحطامها ، كأنه اللّبث في ساعة من نهار ، بما فيها من سرعة الانقضاء !!..إ
ن هذا الإحساس الذي يرفده اليقين بصفة التوقيت - مع ما يقارنها من الاعتبار بالصور المادية المؤيدة لذلك كالأموات والقبور - يجعله ( يتعالى ) بشكلٍ غير متكلَّف عن الشهوات من جهة ، و( يتحمل ) الابتلاءات من جهة أخرى ، لعلمه أن ذلك كله زائلٌ كزوال أصل الحياة ..ومن هنا كان القرآن الكريم هدىً لمن آمن بالغيب ، وتيقّن بالآخرة ، ومن المعلوم أن الإيمان واليقين ، كلاهما يصبّـان في تعميق هذا المفهوم ، الذي من شأنه تغيير مسيرة العبد رأساً على عقب .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
21 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-22-2016, 08:09 AM
المشاركة 2347
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]النتائج بيد الحق المتعال [/marq]
لا شك في أن الله تعالى خلق الإنسان حراً في إرادته ، ولهذا حَسُن تكليفه كما حَسُن عقابه ..
إلا أن للحق تعالى فاعليته المباشرة في عالم النتائج والآثار ..فليعمل العبد ما يريد باختياره ، ولكنه لا يبلغ مُناه في كل ما يريد ، كالزارع الذي له اختيار الزراعة ( كفعل ) لا الزرع ( كحاصل ) ، إذ أنه منوط بأسبابه من الرياح والامطار التي لا دخل للزارع فيها ..
إن من المعلوم أن نسبة الآمال المتحققة في الخارج ، هي أقل بكثير من نسبة الآمال المنعقدة في القلوب ..ومن موجبات هذه الخيبة ، طلب الـمُنى بمعصية الحق المتعال ، فلا يُـحرم العبد ما يريد فحسب ، بل قد يُـبتلى بعكس ما يريد ..وقد ورد عن الأمام الحسين (عليه السلام ) أنه قال :
{ من حاول أمراً بمعصية الله ، كان أفوت لما يرجو ، وأسرع لما يحذر } .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
22 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-22-2016, 08:20 AM
المشاركة 2348
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين[marq="2;right;1;scroll"]ما لا يورث اليقين [/marq]إن من مصاديق إتباع الظن واقتفاء ما ليس فيه علم ، هو التأثر بما لا يورث اليقين : ( كالأحلام ) المقلقة ، و( احتمال ) ما قد يتوهمه العبد من السحر والكهانة ، و( تأثـير ) الأرواح الشريرة ، وغير ذلك مما يُبتلى به أصحاب الوهم الذين لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يركنوا إلى ركنٍ وثيق ..
إن على العبد أن يقيس الأمور بما يورث له العلم واليقين ، مستلهماً ذلك من الشرع وأهله .. وإلا فإن البلاء الذي يورده العبد على نفسه - بسوء اختياره - قد لا يؤجر عليه ، فتفوته بذلك راحة الدارين .

************************************************** ***************************
حميد
عاشق العراق
22 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-22-2016, 08:50 AM
المشاركة 2349
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]اللامحدود مقابل المحدود [/marq]لو عدّ العبد لحظات عمره المعدودة ، وقارنها باللحظات اللانهائية من حياة البرزخ والقيامة ، ثم المصير إلى الجنة أو النار ، لرأي ما يذهله أيما ذهول ..
إذ أن كل ( لحظة ) من لحظات حياته ، تساويها قطعة ( لا متناهية ) من الزمان ، ضرورة أن تقسيم اللامحدود على المحدود ينتج اللامحدود ..
إن مقتضى هذا البرهان القاطع ، أن الخير والشر في كل لحظة من العمر المحدود ، له أثره اللامحدود سعادة أو شقاءً .. فإذا استوعب العبد هذه الحقيقة المذهلة لجعله يتحرز من هدر أية لحظة من لحظات عمره ، بل لاشتدت حسرته إلى حد الحزن المفرط ، عندما يتذكر اللحظات التي ( أضاعها ) من عمره ولو فيما لا نفع فيه ، فضلاً عن هدرها فيما لا يحسن عقباه ، من المعاصي والذنوب العظام .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
22 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-23-2016, 07:24 AM
المشاركة 2350
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]ارتفاع الهوية الشخصية [/marq]
يبلغ المؤمن من البلوغ والسمو الروحي ، إلى مرحلة ترتفع عنده الحواجز ، حتى حاجز ( هويته ) الشخصية في تعامله مع الخلق ..بمعنى أنه يرى الجماعة المؤمنة كالوجود الواحد ، فحاجة أخيه كحاجته ، إذ لا يرى - في عالم الواقع لا التلقين - أولويةً لحوائج نفسه قياساً إلى حوائج غيره ، فإن نسبة العباد إلى الحق نسبة واحدة من جهة الخلق ..
ومن المعلوم أن هويته الشخصية من لوازم ( إنيّـته ) التي لا بد وأن يذيبها في مشيئة الحق وإرادته ، وعندئذٍ يتحول الإيثار عنده إلى حالة طبيعية غير منافرة لمزاجه ، فلا يرى معها عُجباً في نفسه ، ولا منّـة على عباده ..وهذه الحالة بحق من أعظم ( كواشف ) البلوغ النفسي ، الذي قلّـما وصل إليه الواصلون .

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
23 - 3 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 07:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.