احصائيات

الردود
8

المشاهدات
13932
 
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د. زياد الحكيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
380

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2008

الاقامة
لندن - بريطانيا - عضو اتحاد الصحفيين البريطانيين

رقم العضوية
5315
10-28-2014, 04:43 PM
المشاركة 1
10-28-2014, 04:43 PM
المشاركة 1
افتراضي قصة ساعة – قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان ترجمة د. زياد الحكيم


كان لا بد من عناية فائقة لابلاغ مسز مالارد بوفاة زوجها نظرا الى قلبها الضعيف.

كانت اختها جوزيفين هي التي نقلت اليها الخبر بعبارات متقطعة وتلميحات مبطنة كشفت بها الخبر نصف كشف. كان ريتشاردز صديق زوجها حاضرا ايضا بالقرب منها. وكان ريتشاردز في مكتب الصحيفة عند وصول نبأ حادث القطار، وكان اسم برنتلي مالارد على رأس قائمة القتلى. واخذ من الوقت ما يكفي ليتأكد من صحة النبأ ببرقية ثانية. واسرع لينقل الرسالة الحزينة قبل ان يسبقه بها صديق اقل حرصا وحذرا.

ولم تسمع الخبر كما تسمع كثير من النساء اخبارا مماثلة يعجزن عن فهم معناها. فبكت على الفور بكاء مرا بين ذراعي اختها. وعندما هدأت عاصفة الحزن توجهت الى غرفتها وحدها ولم ترغب في ان يلحق بها احد.

وهناك كان ثمة كرسي ذو ذراعين واسع ومريح قبالة النافذة المفتوحة غرقت فيه وقد اخذ منها الارهاق كل مأخذ وألمّ الاعياء بجسمها كله وبدا كأنه امتد فوصل الى روحها.

كان بامكانها ان تبصر الساحة الممتدة امام بيتها، ورؤوس الاشجار التي ملأها الربيع بحياة جديدة. وكان الهواء مفعما بانفاس المطر اللذيذة. وفي الشارع كان بائع متجول يعلن عن بضاعته بأعلى صوته. وتناهت الى سمعها انغام كان يترنم بها شخص من بعيد. وكانت طيور السنونو التي لا عد لها تزقزق وهي جاثمة على حواف الاسطح.

كان ثمة بقع زرقاء من السماء تظهر هنا وهناك بين السحب التي تلاقت وتراكم بعضها فوق بعض في الجهة الغربية في مواجهة نافذتها.

جلست ملقية برأسها على وسادة الكرسي في الخلف دون حراك باستثناء شهقة علقت في حنجرتها وهزتها مثل طفل بكى لينام ولكنه واصل تنهده في احلامه.

كانت في مقتبل العمر. وكان وجهها ابيض هادئا تتكشفت خطوطه عن هموم مكبوتة وعن قدر من القوة والتحدي. وكانت عيناها الان تحدقان بعيدا الى بقع من السماء زرقاء. ولم يكن في عينيها نظرة تأمل بل كان فيهما ما ينم عن فكر ذكي محدد.

كان ثمة شيء قادم اليها وكانت تنتظره بخوف. ما هو؟ لم تكن تعرف. كان شيئا رقيقا وماكرا بحيث يتعذر اطلاق اسم عليه. ولكنها كانت تشعر به. كان قادما اليها زحفا من السماء، يسير نحوها عبر شتى الاصوات والروائح والالوان التي تملأ الجو.

كان صدرها يتهدج بحالة من الاضطراب. أخذت تدرك هذا الشيء الذي يقترب ليقبض عليها وحاولت ابعاده بارادة ضعيفة بضعف يديها البيضاوين النحيلتين. وعندما استسلمت له انطلقت من بين شفتيها المنفرجتين قليلا كلمة مهموسة – همست بها مرة بعد مرة: "حرة، حرة، حرة." واختفت النظرة الخالية من اي معنى من عينيها كما اختفى الاحساس بالذعر. ولمعت عيناها باحساس باليقظة. وازداد نبضها قوة. وسخنت الدماء في عروقها فشعرت بحالة من الاسترخاء تعمّ جسمها كله.

ولم تتوقف لتتساءل عما اذا قد ألمّ بها احساس شيطاني بالفرح. فقد مكنها احساس واضح غريب من الاستخفاف بهذا التساؤل. كانت على يقين من انها ستنتحب مرة اخرى عندما ترى اليدين اللطيفتين الدافئتين وقد طواهما الموت، وكذلك الوجه الذي لم يكن نظر اليها الا بحب وقد امسى الان شاحبا وساكنا ولا حياة فيه. ولكنها رأت في اعقاب تلك اللحظة المرّة موكبا طويلا من السنين المقبلة سيكون لها وحدها فحسب. وفتحت ذراعيها ونشرتهما ترحيبا بتلك السنين.

لن يتعين عليها ان تعيش لاحد غير نفسها في تلك السنوات القادمة. ستعيش لنفسها فحسب. ولن يكون ثمة ارادة قوية فوق ارادتها كما في اصرار يمارسه الرجال والنساء لاعتقادهم بان من حق الواحد منهم ان يفرض ارادته الخاصة على رفيق له. في تلك اللحظة تراءى لها فجأة ان ايا من اللطف او القسوة في فرض الارادة على الاخر لم يكن ليغير من وقع الجريمة.

ومع ذلك فقد كانت تحبه – احيانا. وفي الغالب لم تكن تحبه. ولكن ما الفرق؟ ماذا يمكن للحب، ذلك اللغز الذي يستعصي على الفهم، ان يفيد الى جانب امتلاك ذلك اليقين الذي اكتشفت الان انه اقوى نبض في حياتها كلها؟

ومضت تهمس لنفسها: "حرة. حرة جسما وروحا."

كانت اختها جوزيفين راكعة امام الباب الموصد وشفتاها على ثقب المفتاح تتوسل لتسمح لها بالدخول: "لويز. افتحي الباب! ارجوك، افتحي الباب – انك تؤذين نفسك. ماذا تفعلين يا لويز؟ اكراما للسماء افتحي الباب."

- "اذهبي عني. فليس في ما افعله ما يؤذيني."

لقد كانت تشرب ما يغذي روحها من خلال تلك النافذة المفتوحة.

كان خيالها منتعشا بالايام القادمة. ايام الربيع. وايام الصيف. وكل صنوف الايام ستكون لها وحدها. وهمست بدعاء ان تكون الحياة امامها طويلة. وكانت بالامس فقط تشعر بالرعب لاحساسها بان الحياة قد تكون طويلة بالفعل.

ونهضت اخيرا وفتحت الباب امام توسلات اختها. وكان في عينيها احساس عميق بالنصر. ومشت كأنها الاهة النصر دون وعي منها. وامسكت بخصر اختها، ونزلتا على السلم معا. كان ريتشاردز بانتظارهما في اسفل السلم.

كان ثمة شخص ما يفتح الباب الخارجي بالمفتاح. ودخل برنتلي مالارد وقد بدا عليه تعب السفر، يحمل محفظته ومظلته. لقد كان بعيدا عن مكان الحادث. ولم يكن يعرف بوقوع الحادث اصلا. وقف مشدوها امام صرخة الذعر التي اطلقتها جوزيفين وامام حركة ريتشاردز الذي اسرع لاخفائه عن عيني زوجته.

وعندما حضر الاطباء قالوا انها ماتت بسبب قلبها المريض من فرحة قاتلة.


قديم 10-28-2014, 07:10 PM
المشاركة 2
مها مطر مطر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قصه جميله سلمت يداك

قديم 10-30-2014, 08:55 AM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مذهلة كيت شوبان
هذه القصة تعبر عما يعتمل في حيوات غالبية النساء في عصرها و كل العصور
الموضوع برمته توق للانعتاق من القيد و تنفس الحرية و لو لامد قصير
اذكر رواية للاديبة الفت الادلبي رحمها الله الرائدة في الرواية السورية عندما وصفت مشهد العزاء و الارملة الحزينة التي كانت ترقب ما يفعلنه النسوة اثناء مراسم العزاء من اخراج لحبات الشيكولاته و قطع الحلويات و كانت تتمنى ان ينتهي العزاء لتفعل ما يفعلن بكل حرية
كيت شوبان انثى قبل كل شيء و ارادت ان تقول ان للانثى حقا في تقرير مصيرها و لو بعد حين
الاجمل من كل هذا هو الانتقاء المميز للقصة و ترجمتها الى العربية باسلوب يفوق الاصل
د. زياد الحكيم
كلما قرات لك توقعت ان يكون القادم اجمل و لم يكن توقعي ليخيب ابدا
اشكرك من القلب
تحيتي لك

قديم 10-31-2014, 02:10 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ترجمة رائعة

وقد تبين لي ان القاصة يتيمة الاب في سن الخامسة ومات كل أخوتها وأخواتها وهم صغار كما تقول سيرتها الذاتية في وكيبيديا ، ولا عجب وهي يتيمة ان تكون قصصها استثنائية خاصة عندما تعالج تيمة الحياة والموت ويا لها من لحظة انقلاب حادة مزلزلة ويا هيك أتكون القصص يا اما ما أتكون

فبينما كنا قد نتوقع موت الزوج وبدأنا نحتفل بفرحة الحياة مع الزوجة التي بدى عليها انها تحررت بموت زوجها واذا بالآية تنقلب راسا على عقب وتموت الزوجة حينما يتضح بان الزوج لم يمت فعلا ، والعجيب انها ماتت هي من شدة الفرح حينما عاد زوجها وليس من شدة الحزن كما جعلتنا الكاتبة نتوقع في بداية القصة .



Kate Chopin, born Katherine O'Flaherty (February 8, 1850 — August 22, 1904), was an American author of short stories and novels. She is now considered by some to have been a forerunner of the feminist authors of the 20th century.

From 1892 to 1895, she wrote short stories for both children and adults which were published in such magazines as Atlantic Monthly, Vogue, The Century Magazine, and The Youth's Companion. Her major works were two short story collections, Bayou Folk (1894) and A Night in Acadie (1897). Her important short stories included "Desiree's Baby," a tale of miscegenation in antebellum Louisiana (published in 1893),[1] "The Story of an Hour" (1894),[2] and "The Storm"(1898).[1] "The Storm" is a sequel to "The 'Cadian Ball," which appeared in her first collection of short stories, Bayou Folk.[1] Chopin also wrote two novels: At Fault (1890) and The Awakening (1899), which are set in New Orleans and Grand Isle, respectively. The people in her stories are usually inhabitants of Louisiana. Many of her works are set in Natchitoches in north central Louisiana.

Within a decade of her death, Chopin was widely recognized as one of the leading writers of her time. In 1915, Fred Lewis Pattee[3] wrote, "some of [Chopin's] work is equal to the best that has been produced in France or even in America. [She displayed] what may be described as a native aptitude for narration amounting almost to genius."

Chopin and her children in New Orleans, 1877
Chopin was born Katherine O'Flaherty in St. Louis, Missouri. Her father, Thomas O'Flaherty, was a successful businessman who had emigrated from Galway, Ireland. Her mother, Eliza Faris, was a well-connected member of the French community in St. Louis. Her maternal grandmother, Athénaïse Charleville, was of French Canadian descent. Some of her ancestors were among the first European inhabitants of Dauphin Island, Alabama.

She was the third of five children, but her sisters died in infancy and her brothers (from her father's first marriage) in their early twenties. She was thus the only child to live past the age of twenty-five. After her father's death in 1855, Chopin developed a close relationship with her mother, grandmother, and great-grandmother. She also became an avid reader of fairy tales, poetry, and religious allegories, as well as classic and contemporary novels
.

قديم 10-31-2014, 02:36 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خبر الموت فتح أمامها نافذة الحياة التي استنشقت منها عبير الحرية وأحست أنها ولدت من جديد و بإمكانها إحياء قلبها الذي أنهكته الحياة الزوجية ورتابتها فكانت قاب قوسين أو أدنى من معانقة الموت .
النص سبك تمثال الحرية من ذهب وجعلها نافذة للحياة ، بل هي الضامن الوحيد للحياة . الانقلاب في النص من صدمة الموت إلى صدمة الحياة ، من ومضة حرية إلي ضبابية القيد جعل النص ذا وقع هائل .
نعم الاختيار الدكتور زياد الحكيم .
كل التحية

قديم 10-31-2014, 04:20 PM
المشاركة 6
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاساتذة مها مطر وريم بدر الدين وايوب صابر وياسر علي -
شكرا جزيلا للاهتمام والتعليقات الجميلة والغنية.

في الجملة الاولى من القصة
تبلغنا الكاتبة ان لويز مالارد تعاني من
قلب ضعيف. وهذه اشارة الى مشكلة بدنية وعاطفية
في آن معا. ففي خلال الساعة التي عرفت فيها
ان زوجها قد قتل في حادث القطار تستعيد نشاطها البدني والعاطفي:
لمعت عيناها باحساس جديد. وازداد نبضها قوة. وسخنت الدماء في عروقها
فشعرت بحالة من الاسترخاء تعمّ جسمها كله. . .
ومضت تهمس لنفسها:
"حرة. حرة جسما وروحا."
ولكن عندما يعود برنتلي تعود متاعبها الصحية الى درجة انها تموت في الحال.

والسخرية في نهاية القصة هي ان لويز لا تموت من الفرح
بعودة زوجها سالما كما يقول الاطباء ولكنها تموت من الحزن
لعودته سالما.
ذلك ان موت الزوج يعطيها املا في
حياة جديدة تنعم فيها بالحرية والانعتاق.
ولكن هذا الامل سرعان ما يتلاشى
ويحدث ذلك صدمة وخيبة تذهبان بحياتها.

والسؤال هنا هو:
هل تشعر الزوجات حقا – كما تشعر لويز مالارد –
ان الزواج قيد وعبودية ويفرحن بالفعل لموت ازواجهن؟
هذا سؤال يستحق وقفة طويلة للاجابة عليه.

قديم 10-31-2014, 08:39 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بيولوجيا يقال ان دورة الحياة الصحية للزواج هي اربع سنوات بعدها تتشكل رغبة دفينة بالتخلص من الشريك من قبل الطرفين وربما بنسبة اكبر عند النساء اذا كانت تزوجت غصبا عنها واتضح لاحقا انها أسيرة وليست زوجة. والمشكلة ان المرأة تفقد حريتها على الحركة واغلبهم يتظاهرن بالرضاء ويصبحن ممثلات بارعات . اذا كانت هذه المعلومة البيولوجية صحيحة فربما وجب إقرار قانون ينهي الزواح بصورة اتوماتيكية جبرية في عيد الزواج الرابع.

*

قديم 12-15-2014, 06:04 AM
المشاركة 8
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخ الاستاذ ايوب صابر - شكرا للمتابعة والاهتمام.

اذا كانت هذه المعلومة البيولوجية صحيحة وترتب على
ذلك انهاء اي زواج في عيده الرابع لتغير النظام الاجتماعي
البشري من اساسه ولتعين على الانسان ان يبحث من جديد عن نظام
آخر يحل محل الاسرة كما هي معروفة اليوم. قد يكون من
الاجدى ادخال تعديلات جوهرية على العلاقة بين الجنسين
داخل اطار الاسرة الواحدة بأخذ مصالح الطرفين
وحاجاتهما بعين الاعتبار.

قديم 06-20-2016, 03:08 PM
المشاركة 9
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيت شوبان
واحدة من اوائل الكاتبات اللواتي رفعن راية الدفاع
عن المرأة ومصالحها في الادب الامريكي.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة ساعة – قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان ترجمة د. زياد الحكيم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أقبل الليل بطيئا – قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان – ترجمة د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 3 09-01-2018 02:28 PM
ندم – قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان – ترجمة د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 10 06-20-2016 03:28 PM
نزهة في الصباح - قصة قصيرة للكاتبة كيت شوبان ترجمة د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 5 04-23-2016 08:30 PM
الضيوف – قصة قصيرة لهيكتور هيو منرو – ترجمة د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 9 04-05-2015 02:39 AM
فرح - قصة قصيرة للكاتب انطون تشيخوف – ترجمة د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 16 08-25-2014 12:19 AM

الساعة الآن 02:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.