احصائيات

الردود
9

المشاهدات
4451
 
اسامه الحجاوي
من آل منابر ثقافية

اسامه الحجاوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
23

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Apr 2014

الاقامة

رقم العضوية
12826
04-17-2014, 05:13 PM
المشاركة 1
04-17-2014, 05:13 PM
المشاركة 1
افتراضي وعد مع الطيور / بقلمي
وقف ينظر إليه , يتفحص نظراته الحادة , لم ينسى تلك النظرات , نظر إلى السماء , إذ بالطيور تطوف من حوله , ابتسم لها , فقد جاء تنفيذا لوعد قطعه على نفسه معهم . وجاءوا يشهدون تلك اللحظة .


كان لا يزال طفلا لم يتجاوز الخامسه , لم يفطن لما يدور من حوله , لايذكر سوى تلك النظرات القاسية , يومها فقد أبواه , فقد بيته , فقد جذوره , كان لا يستطيع الربط بين تلك النظرات وما حدث له , لكنها حفرت في أعماقه , هزت جسده النحيل , أرعبته , لكنه الآن لها بعد أن اشتد عوده , أصبح شابا يافعا قويا , لم يحسب صاحب النظرات الحادة حسابا لهذا اليوم .



لم ينسى ذلك اليوم , يومها كان يرتعد , زائغ النظرات , يجلس ضاما ساقيه إلى صدره محتضنها بساعديه , مفترشا الأرض , متخذ من الحائط مسندا , ينتحي احد أركان الفصل , فقد انضم لمدرسه الأيتام في أقصى الجنوب , اقتربت منه , جلست أمامه مبتسمة تهدئ من روعه , تمسح على رأسه , كانت فتاه جميله , حنونة رغم صغر سنها , فهي متطابقة معه في السن والظروف , ولكنها سبقته إلى المدرسة بعام , اعتادت فيها المكان , اتخذت منه صديقاً , أجلسته بجانبها , أصبحت محور حياته .


نظرت إليه مبتسمة وأشارت إلى النافذة , لم يفهمها , اتجهت إلى النافذة وأشارت له أن يتبعها , كانت تخرج يوميا من خلال فتحه في سور المدرسة الخشبي , تزيح اللوح المخلوع ثم تخرج وتعيده مكانه حتى لا يكتشف أمرها احد , لم يعرف سرها سواه , لأول مره لا تخرج وحيده , سابقا الريح بين أشجار الزيتون , تختبئ منه ويبحث عنها , تتعالى ضحكاتهما , يفترشان الحشائش , يستلقيان على ظهريهما , ينظران إلى السماء , يتابعان سربا من الطيور , شعرا وكأن الطيور تراقبهما , تحوم حولهم أينما ذهبوا , نظر إليها , طبع قبله على جبهتها , مد يده إلى وردة على غصن قريب , شعر وكأن الوردة تمد عنقها إليه ليقطفها , كانت أول هديه يقدمها لها , وكانت اغلي هديه أ مسكتها يديها .
أصبحت تلك الرحلة من مناسكهم اليوميه وكان من دواعي سعادتهم تلك الطيور التي تتابعهم , فقد بدأت تحط على الأرض من حولهم , أصبح بينهم ألفه ,واتسعت دائرة الصداقة


كانا في ذالك اليوم يتابعان المعلمة عندما شعرا بحركة غريبة خارج الفصل , تبعها صراخ وهرج ومرج , لم يفهما ما يحدث , لكن نظرات الرعب التي ارتسمت على وجه المعلمة سرت إلى بدنيهما , شعرا وكأن شيئا جلل يحدث , نظر إليها ونظرت إليه , فهمها , اتجه إلى النافذة وهى خلفه , فهم يعرفان السبيل للهروب , قفز من النافذة , مد يده ليجذبها , وما أن خرجت بنصف جسدها حتى سمع طلقات ناريه , ثم بدأت تسقط منه داخل الفصل , تشبث بيدها . محاولا رفعها لكنه كان اضعف من أن يستطيع ذلك , كانت تنظر إليه مبتسمة , تحاول أن تفلت يدها منه , تريده أن ينجو بنفسه , لازال ممسكا بها حتى خارت قواه , سقطت داخل الفصل , الدماء تحيطها , امتزجت دموعه بدمائها , قرر ألا يتركها , لولا أن رآه , نفس النظرات الحادة , واقفا , مصوبا تجاهه , بعد أن سلبه ماضيه جاء ليسلبه حاضره ومستقبله , فزع من تلك النظرات , اتجه إلى السور , خرج يعدو ولكنه اليوم وحيد, يقتلعه الرعب , يتذكرها تارة وهى تجري بجواره فتعتليه ابتسامه , ثم يتذكرها غارقة في دمائها , فتنهمر دموعه , حتى وصل إلى مكانهما , فوجد الطيور وقد جاءت تسأل عنها , أخبرهم بما حدث لها واقسم لهم ألا يترك ثأرها وأشهدهم على ذلك .

الآن وقد أصبح فتيا قويا يستطيع أن يصد النظرات . أن يقاوم , أن يثأر ,
نظر لصاحب النظرات الحادة , بينما كان يقوم بتفتيشه أمام إحدى نقاط التفتيش ومن حوله الزبانيه , ثم نظر إلى الطيور في السماء, ابتسم لها وجذب الفتيل,,,,,,,,,


قديم 04-17-2014, 06:49 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واو!! قصة رائعة الموضوع تعالج تيمة الموت والحياة وهي جيدة البناء فيها لحظة انقلاب حادة شديدة الدراميه ونهايتها مزلزلة .

مرحباً بك استاذ حجاوي *

قديم 04-18-2014, 01:33 PM
المشاركة 3
اسامه الحجاوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا" لك اخي الكريم
ادامك الله

قديم 04-18-2014, 09:46 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بصاحب القلم الأنيق الأستاذ أسامه الحجاوي

هو رد الصاع صاعين ولا شك ، لكن هل من طريقة لحفظ النفس لتستمتع بالنصر ، ربما هذا ما لا يتوفر لمن آمن بالتضحية .

شكرا على هذا النص الجميل .

قديم 04-21-2014, 07:27 PM
المشاركة 5
اسامه الحجاوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلا بصاحب القلم الأنيق الأستاذ أسامه الحجاوي

هو رد الصاع صاعين ولا شك ، لكن هل من طريقة لحفظ النفس لتستمتع بالنصر ، ربما هذا ما لا يتوفر لمن آمن بالتضحية .

شكرا على هذا النص الجميل .
شكرا" لزيارتك الكريمه
ولكنه لم يجد من يستمتع معه بنشوة النصر
فاّثر الذهاب معهم
شكرا" لك

قديم 07-15-2014, 01:41 PM
المشاركة 6
اسامه الحجاوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
كل عام وانتم بخير
رمضان كريم

قديم 07-16-2014, 03:04 AM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شدتني جدا اللغة التي استخدمت للسرد و اقتصادها لنعطي المعنى المكثف و رافق هذا إقفال ممتاز
أ. أسامة حجاوي
تحيتي لك

قديم 07-16-2014, 03:05 AM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شدتني جدا اللغة التي استخدمت للسرد و اقتصادها لنعطي المعنى المكثف و رافق هذا إقفال ممتاز
أ. أسامة حجاوي
تحيتي لك

قديم 08-01-2014, 01:01 AM
المشاركة 9
ابو ساعده الهيومي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ اسامه
قصه في منتهى الروعة
صاحبها مبدع
ولكن رسالتها تخبرنا عن حل سلاحه الغضب
ولا علم لي بان الغضب يقدم حل مفيدا لصاحبه

قديم 11-08-2014, 08:30 PM
المشاركة 10
اسامه الحجاوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ اسامه
قصه في منتهى الروعة
صاحبها مبدع
ولكن رسالتها تخبرنا عن حل سلاحه الغضب
ولا علم لي بان الغضب يقدم حل مفيدا لصاحبه
شكرا" اخي الكريم
ولكن عند الغضب لا يتفق الجميع في رد الفعل


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: وعد مع الطيور / بقلمي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هجرة الطيور أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 07-14-2022 04:58 AM
( عالم الطيور والحشرات ) حميد درويش عطية المقهى 258 01-17-2018 10:32 PM
قراءة في رواية جندي امريكي عائد من حرب العراق الطيور الصفراء ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-25-2013 12:03 AM
قبل أن تفنى الطيور عبدالعليم زيدان منبر شعر التفعيلة 18 08-30-2011 12:51 AM

الساعة الآن 03:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.