قديم 08-05-2014, 09:08 PM
المشاركة 101
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشبهة (11):عن المولد النبوي وتسويغهم له




يتعلق من يقيم بدعة المولد بشبهات منها :
1- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب عن ذلك أن نقول : إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، و ليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم. وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه.
2 ـ يقولون : إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب عن ذلك أن نقول : إحياء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بما شرعه الله من في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وقراءة سنته واتباع ما جاء به ؛ وهذا شيء مستمر يتكرر في اليوم والليلة دائماً ، لا في السنة مرة .
3 ـ قولهم : إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة ؛ لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم !
ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، ويقال أيضاً : لماذا تأخر القيام بهذا الشكر ـ على زعمكم ـ إلى آخر القرن السادس ، فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ؛ فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراً لله - عز وجل - ؟ حاشا وكلاَّ .
4 ـ قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته ؛ فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم مشروع !
والجواب أن نقول : لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه و إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع . وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ؛ فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص ، والمتابعة ، قال تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ( البقرة : 112 ) ، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله ، والإحسان هو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وإصابة السنة .
( ما سبق من كلام الشيخ صالح بن فوزان الفوزان )

-------------------
قال الدكتور لطف الله خوجه : ( ما من صاحب دعوة إلا ويحرص على تأييد دعوته بما يقدر عليه من جمل وألفاظ ودلائل، حتى يضمن قبولها ورواجها.. ولا نجد في أصحاب الدعوات من يحرص على صدق جمله وصحة دلائله، إلا إن كان يدعو إلى اتباع السنة وتقليد السلف، فهو الوحيد الذي يحرص على الصدق والصحة في كل ما يتلفظ به، يحرص أن يكون كما هو ظاهرا وباطنا..
بخلاف أهل الأهواء والبدع وأهل الفساد والتخريب، فإنهم:
يرفعون شعار الإسلام وهم يهدمونه..
ويرفعون شعار السنة وهم يخالفونها..
ويدعون اتباع السلف وليس كذلك..
وفي سبيل تدعيم مذاهبهم الباطلة الزائغة يوردون الكلام الكثير والأدلة المتنوعة، التي لا تصحح مذهبهم ولا تعطيه الشرعية..
يوردونها وهم يعلمون أنها ليست صحيحة، يوردونها لعلمهم بوجود طائفة كبيرة من الناس لا تفقه في الدين شيئا، وليس لديها العقل والفهم الصحيح للأمور، بل يغرها كثرة الكلام ومجرد تسويد الصحائف بالأحرف والجمل، فتظن بصاحبها الفهم وامتلاك الحجة الصحيحة..
فهذه الطائفة هي البيئة الخصبة لرواج ترهات وخزعبلات أهل البدع والأهواء، الذين يكرسون جهدهم في الرد والمناظرة والتأليف، بأي كلام كان، مع تتبع الشبه والسقطات من هنا وهناك من أجل التغرير بهؤلاء العامة وخداعهم، ونشر مذهبهم بينهم، فهم يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق..
وقد نجحوا في ذلك، وأضلوا أناسا كثيرين، ولبسوا على آخرين، ومن هنا فمن المستحسن على كل مسلم أن يتفقه في دينه، حتى لا يكون عرضة للضلال والانحراف عن دينه على أيدي أهل الأهواء والبدع..
وفي بدعة المولد مثال على ذلك، حيث نجد من الداعين إليه من يخلط في كلامه، ويتلاعب بالحقائق، ويتغابى عن الواضحات، ويجادل بالباطل.. فيورد لأجل نشر بدعة المولد في المسلمين أدلة غير صحيحة، من ذلك:

أولا: قولهم أن المولد بدعة حسنة.
يقسم بعض العلماء كالعز بن عبد السلام البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة، مندوبة، محرمة، مكروهة، مباحة، كمثل الأحكام التكليفية الخمسة، ويعتمدون في هذا على قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد: "نعم البدعة هذه"...
وهناك قول آخر: أن كل بدعة ضلالة، وليس في الدين ثمة بدعة حسنة، ودليلهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
فنحن هنا بين أمرين:
إما أن نتبع قول النبي صلى الله عليه وسلم أو نتبع قول الصحابي...
والذي لا ريب فيه ولا يختلف فيه اثنان، أنه إذا عارض قول الصحابي قول النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم..
وهنا إذا افترضنا أن عمر خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي يصف البدعة بأنها ضلالة، وقوله: "كل بدعة" نكرة في سياق العموم، يعم كل شيء، فكل محدثة في الدين فهي بدعة..
هذا وجه..
وجه آخر، عمر رضي الله عنه في الحقيقة لم يبتدع شيئا في الدين، بل صلاة التراويح مشروعة، وقد صلاها النبي صلى الله وسلم وأم فيها الناس ثلاث ليال، ثم ترك ذلك خشية أن تفرض، فلما مات وانقطع الوحي سنها عمر وأحياها، فهو في ذلك لم يأت بجديد، بل فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فأين البدعة هنا؟..
أما الجواب عن قوله: " نعم البدعة هذه".. فلها تخريجات عدة:
منها: أنه قصد البدعة اللغوية، أي أنها بدعة باعتبار إحيائها وإعادة العمل بها بعد أن توقف.
ومنها: أن هذا منه على سبيل الرد والمناظرة، ومعناه: إذا كان هذا الفعل بدعة، فنعم البدعة هذه، كأنه كان جوابا على معترض، وهذا مثل قوله تعالى: { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}.
ذلك من حيث قول عمر رضي الله عنه، أما من حيث الاحتجاج به على صحة المولد فيقال:
لا نسلم أن المولد بدعة حسنة، فكل بدعة ضلالة، بنص الحديث، وهو عام في كل محدث في الدين، والمولد محدث في الدين، ثم إن عمر رضي الله عنه الذي يحتج هؤلاء بقوله: "نعم البدعة هذه"، على وجود البدعة الحسنة، لم يحتفل بالمولد أبدا، فكيف يحتجون بقوله في البدعة الحسنة، ولا يحتجون بتركه للمولد؟..
وكيف يحتجون بفعله للتراويح الذي له أصل في السنة، على فعل المولد الذي ليس له أصل في السنة؟..

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-05-2014, 09:09 PM
المشاركة 102
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثانيا:
قولهم: لو كان المولد بدعة لكونه لم يكن في عهد النبي لكان كل شيء بدعة..

المجيزون للمولد يحتجون في بعض الأحيان بأدلة ليست بشيء..
فمثلا يقولون: إذا قلتم المولد بدعة لأنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يعني أن الفرش وإنارة المساجد بدعة، وكذا استخدام كل جديد..
فيقال لهؤلاء: هذا هو السبب في وقوعكم في مثل هذه البدعة، قلة العلم والتفقه في الدين، وعدم التفريق بين المتمايزات بسبب ذلك، فكل من له أدنى فهم في الكتاب والسنة يعرف الفرق بين الشيء المحدث في الدين الذي هو البدعة، وبين الشيء المحدث في الدنيا..
فالمولد من المحدثات في الدين ذاته، فهو عبادة يقصد صاحبها التقرب بها إلى الله تعالى بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم يعتقد أنه ولد فيه..
أما الفرش والإنارة ونحوها فهذه ليست من المحدثات في الدين، بل هي من المحدثات في الدنيا، فهي أمور دنيوية محضة، ويمكن تسخيرها في خدمة الدين، كأي شيء آخر، فإذن لا علاقة لها بالموضوع من وجه.. والبدعة تنقسم إلى لغوية وشرعية:
فاللغوية: هو الشيء الذي لم يسبق، قال تعالى: { بديع السموات والأرض}، أي مخترعهما على غير مثال سابق.
والشرعية: هو كل أمر محدث في الدين يضاهي الشرعية، يقصد فاعله التقرب إلى الله تعالى.

ثالثا:
زعموا أن سبب ترك الصحابة للمولد كون النبي صلى الله عليه وسلم حيا في ضمائرهم.

هذا جواب ليس بسديد..
فإن الصحابة كانوا أسبق إلى الخير في كل شيء، ولم يكونوا يتوقفون عن خير أبدا، فلو كان المولد خيرا لفعلوه ولو مرة واحدة، لكنهم ما فعلوه، لعلمهم أن ذلك من الإحداث في الدين..
ثم لو سلمنا لهم جدلا ما قالوه، أفليس غير الصحابة بحاجة إلى التذكير؟..
وقد علمنا أن زمن الصحابة استغرق القرن الأول بكامله، وقد حدث في هذا العهد تغير كبير، وتحول خطير في حياة المسلمين، دخل كثير من الناس في دين الله أفواجا، فتعسر توجيه وتربية كل هذه الأفواج، وبعد الكثير عن دين الله، حتى عمت الشهوات وكثرت الحروب لأجل الدنيا والتنازع فيها، كل ذلك ألم يكن داعيا وحاملا للصحابة أن يخترعوا المولد، لا من أجل أنفسهم، بل من أجل الناس الذين معهم وانعدم ذكر النبي صلى الله عليه سلم من ضمائرهم، فما عادوا يذكرون إلا دنياهم؟..
لقد بلغ من سخط الصحابة على الناس ما لم يسعهم السكوت معه، روى البخاري في صحيحه عن أم الدرداء قالت: " دخل علي أبو الدرداء مغضبا فقلت له: ما لك؟، قال: والله ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعا"..
وقال الحسن البصري: سأل رجل أبا الدرداء فقال: رحمك الله، لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، هل كان ينكر شيئا مما نحن عليه؟، فغضب منه، واشتد غضبه، وقال: وهل كان يعرف شيئا مما أنتم عليه؟.
وروى البخاري عن الزهري قال: "دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟، فقال: ما أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت".
وآثارهم في هذا المعنى متعددة، فالناس في زمن الصحابة كانوا بحاجة إلى التذكير، فلو كان التعليل في عدم فعل الصحابة للمولد أنهم ليسوا محتاجين إلى ذلك، فإن غيرهم ممن كان في عهدهم كانوا بحاجة، والصحابة مدركون لذلك، ومع ذلك لم يفعلوه..
ثم ما زال الناس في رقة من الدين قرنا بعد قرنا، والسلف يعاينون أحوال الناس ومع ذلك لم يخطر ببال أحدهم الاحتفال بالمولد تذكيرا وإحياء لسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى انقضى عهد السلف والقرون الثلاثة الأولى، وما أحدث المولد إلا في منتصف القرن الرابع..
ثم إن قولهم ذلك يفتح الباب لكل بدعة ويصبغها بالمشروعية، إذ يمكن لكل صاحب بدعة أن يحتج لبدعته - إذا قيل إن الصحابة لم يفعلوه - بأن الصحابة لم يكونوا بحاجة إلى ذلك لكمال إيمانهم، وأن الناس بحاجة إلى ذلك اليوم..
يمكنهم أن يقولوا ذلك في بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وشهر رجب وغير ذلك.
خلاصة القول: أن ما ذكروه ليس بحجة لا من حيث الشرع، ولا من حيث المنطق والعقل، ولا من حيث الواقع..
ثم التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكره في ضمائر الناس له طرق كثيرة وليس محصورا في الموالد.

رابعا:
قولهم أن الترك لا يقتضي التحريم.
هذه الحجة يدندن حولها كثير من المبتدعة، ويتخذونها غرضا لتثبيت بدعهم، فكلما قيل لهم: إنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، والصحابة من بعده، قالوا لك:
الترك لا يقتضي التحريم..
وينسبون مثل هذا الكلام إلى الأصوليين، بل ويبالغ بعضهم ويغلو عندما يزعم أنه إجماع..
ويقال في رد هذه الشبهة: نعم، الأصوليون لم يجعلوا الترك من أنواع التحريم، فالتحريم يكون بالنص ونحوه مما يدل على التحريم، لكن ههنا فرق لابد من التنبه له، هو سبب هذا الإشكال:
كلام الأصوليين إنما هو في العادات لا في العبادات..
فالأصل في العادات الإباحة، في الترك في باب العادات لا يدل على التحريم، فمثلا النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل الضب هل هذا يدل على تحريمه؟.. لا، لأن الترك لا يدل على التحريم، هذا في باب العادات، والنبي صلى الله عليه وسلم لم لم يأكل لحم الغزال؟.. لكن تركه لا يدل على التحريم، وهكذا كل شيء من المنافع الدنيوية الأصل فيها الإباحة، إلا إذا ورد ما يمنع، وهذا من التوسيع والرحمة.
وأما العبادات الأصل فيها التحريم إلا إذا ورد الإذن، وعلى ذلك فما تركه الشارع فهو محرم، إذ لو كان مشروعا لفعل، فالترك دل على عدم المشروعية، فكل ما نوقعه من عبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة كلها لم يكن لنا القيام بها لولا إذن الشارع، وهذا هو مقتضى التسليم وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله..
ولو كان لكل إنسان الحق أن يخترع عبادة كيفما شاء، لم يكن من داع لإرسال الرسول لتبليغ رسالة الرب إلى الخلق، بل يترك لكل قوم وكل إنسان أن يخترع ما شاء من العبادات، وهذا باطل.
والدليل على أن الأصل في العبادات المنع قوله عليه السلام: ( وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة). وعلى ذلك فالمولد هل من باب العبادات أو من باب العادات؟..
لننظر فيما يكون في المولد، إنه اجتماع لتلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة، ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد..
وهذا بلا ريب عبادة محضة، والأدلة على ذلك:
أولا: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليوم عيدا، والعيد هو ما يعتاد مجيئه في كل زمن، فالجمعة عيد، لأنه كل أسبوع، والفطر والأضحى عيد، لأنه كل عام، وعلى ذلك فقس المولد، فهو يحتفل به كل عام، وهذا تشريع، واتخاذ ليوم لم يأذن به الشارع أن يكون عيدا، ونحن نعلم أن المسلمين ليس لهم إلا عيدين يحتفلون فيهما، الفطر والأضحى، ولا يجوز لهم أن يتخذوا عيدا ثالثا ورابعا، والحاصل في المولد أنه صار عيدا يحتفل به، أي صار عيدا ثالثا في الإسلام، وهذه هي الضلالة.
ثانيا: أن الموالد ذكر، والذكر عبادة.
ثالثا: أن أهل الموالد يقصدون التقرب إلى الله تعالى بما يفعلون، والتقرب عبادة.
إذن الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: الأصل في العبادات المنع إلا بنص، ولا تدخل في باب: الأصل في العادات الإباحة إلا بنص..
ومن ثم لا يجوز الاحتجاج بقاعدة: " الترك لا يقتضي التحريم".. إذ هذه القاعدة يعمل بها في العادات لا في العبادات.
إن دعوى أن "الترك لا يقتضي التحريم".. هكذا بإطلاق يصادم النص النبوي: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة)..
فهذا النص لا معنى له إذا عمل بتلك الدعوى على إطلاقها دون تفصيل، فإن المحدثات هي التي لم تكن في عهد النبوة من العبادات، تركت فلم تفعل، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر منها، ويطلق وصف البدعة، وهؤلاء يقولون:
الترك لا يقتضي التحريم، وأنه يمكن لنا أن نفعل عبادة لم تكن في عهد النبوة..
فكيف نجمع بين القولين؟…
لا شك أنهما لا يجتمعان، فإما أن نأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو قولهم.. ولا ريب أننا ملزمون بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا بقولهم.

خامسا:
زعموا أن الموالد مثل المحاضرات والدروس والعلمية.

يجاب عن هذا بالاعتراض، فليست الموالد كالمحاضرات والدروس العلمية..
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، ويقرر لهم الدروس والخطب، وخصص يوما للنساء يعلمهن فيه، فإذن الدروس والخطب والمحاضرات مشروعة، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره: ( بلغوا عني ولو آية)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس ليخطب فيهم نادى بهم ليجتمعوا، فيجتمعوا، فيلقي عليهم ما أراد تعليمهم، والإعلان عن الدروس والمحاضرات هو من هذا النوع الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بمثل، سواء بسواء..

فأين هذا من المولد؟..
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين جواز جمع الناس لتعليمهم أمور دينهم، إذ لا يمكن تعليم الناس إلا بهذه الطريقة، أو قل هو طريق عظيم لتعليم الناس، لكنه ما بين للناس جواز أن يجتمعوا لأجل المولد، الذي في الحقيقة ليس فيه تعليم بشيء، إلا شيئا واحدا هو ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر إلى الغلو والمنكر..
وهذه الموالد حتى في حال خلوها من الغلو والمنكرات ليس فيها تعليم ولا تفقيه..
والدليل أنك تجد جل الذين يؤمون الموالد لا يفقهون في دين الله شيئا، وذلك أنهم لا يجدون في الموالد شيئا من العلم والفقه إلا المدائح النبوية الغالية والرد على الخصوم في جواز الاحتفال بالمولد...
أما قضايا الفقه والعقيدة وأحوال المسلمين فلا تجد منها شيئا، فكيف يكون طريقا للعلم؟، وكيف يصح تشبيه الموالد بالمحاضرات والدروس العلمية؟..
إن الذي يتابع ويحضر الدروس العلمية والمحاضرات تجده بعد مدة متفقها واعيا، مستدلا على طريق السنة، عارفا بحقيقة أحوال المسلمين، بخلاف الذي يؤم الموالد، لا تجد عنده شيء من ذلك، وهذا مما يؤكد الفرق بين الأمرين.
تلك أبرز شبه القوم، وقد علمنا بطلانها، وتبين لنا كيف أن القوم يحتجون بأي شيء، ولو كان مخالفا للدليل الصريح والعقل الصحيح، وكثير منهم يجادلون بالباطل، ويتبعون أهواءهم، ويكلمون بكلام كثير لا يقصد منه الوصول إلى الحق، بل تغرير عموم القارئين والمستمعين الذين يتابعون ما يدور من كلام.
وأخيرا.. فلا نجد المحتفلين بالمولد مقتدين بسلف الأمة، إنما هم مقتدون بالنصارى، حيث إن النصارى يحتلفون بعيد ميلاد المسيح، وهذا من جملة تحريفهم وابتداعهم في الدين النصراني، وهؤلاء يفعلون كما يفعلون، فقد تركوا التشبه بأهل الإيمان وصاروا متشبهين بأهل الكفر والتحريف.. ) .

المصدر : موقع الكاشف
http://www.alkashf.net/

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-06-2014, 09:51 PM
المشاركة 103
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لشبهة(2) : شبهة الرياضة ( المجاهدة ) وما فيها من جوع وصمت وخلوة ..الخ


[/COLOR][/SIZE]1- الخلوة:
ليست من العبادات الإسلامية، ولا خلوة في الإسلام، وهي بدعة محدثة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد أصحابه وتابعيهم وتابعي تابعيهم.

إنها بدعة محدثة في الإسلام، أما في الأمم الأخرى فهي قديمة قِدم الكهانة.

2- الصمت:
وهو مناقض للعبادة في الإسلام، إذ العبادة هي أقوال وأعمال معينة، علَّمها الرسول للمسلمين ليتبعوها ولا يتبعوا غيرها، (وإلا فما هي الفائدة من رسالته؟).

ولا يوجد أي نص يجعل الصمت من العبادة الإسلامية، فهو بدعة.

وهو موجود في كل الأمم التي بُنيت عقائدها على الكشف والإشراق.



· ملاحظة هـامة:

من أساليب القوم في المغالطة والمخادعة، قولهم: إنهم يتأسون، في الخلوة وتوابعها، بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كان قبل الرسالة يختلي أيامًا كثيرة في غار حراء.

هذه المغالطة، مثل غيرها، فيها جهل غبي، أو تجاهل ماكر؛ لأن الآية الكريمة تقول: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.. }.

ولم يصبح محمد «رسولَ الله» إلا بعد أن نزل عليه الوحي بالرسالة، أما قبلها فقد كان إنسانًا كبقية الناس على الإطلاق، لا يمتاز عنهم إلا بأخلاقه الكريمة، يقول سبحانه: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ }، وهذه الآية واضحة كل الوضوح، لا لبس فيها ولا غموض، بأن الفرق بينه صلى الله عليه وسلم وبين بقية البشر، هو الوحي.

ويقول سبحانه: { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُول }، ويقول: { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ.. }، ويقول صلى الله عليه وسلم : «أنا فيما لم يوحَ إليَّ كأحدكم».

ونعود إلى آية التأسي، إنها تأمرنا أن تكون أسوتنا برسول الله (الذي ينزل عليه الوحي)، وذلك لأن (رسول الله) معصوم بالوحي، أما قبل الرسالة فلم يكن معصومًا، لأنه لم يكن يُوحى إليه صلى الله عليه وسلم .

وفي واقع الأمر، إصرارهم على القول بالتأسي بمحمد قبل الرسالة، منبثق عن:

1-
أخيرًا..

المجاهدة، أو الرياضة، بكل عناصرها، ليست من الإسلام، ولا من عقيدة الإسلام، ولا من عبادات الإسلام، ولا من سنن الإسلام، ولا من مستحبات الإسلام، ولا من فضائل الإسلام، ولا من ممارسات الإسلام، ولا من عادات الإسلام، ولا من الأعمال المأجورة في الإسلام، ولا من الأعمال المشكورة في الإسلام.

إنما هي طقوس كهانية، مارستها وتمارسها الأمم الوثنية، تقود إلى الجذبة، لا إلى رضى الله تعالى.

( المرجع : الكشف عن حقيقة التصوف ، للأستاذ عبدالرؤوف القاسم ، ص 613 – 617 بتصرف يسير ) .

المصدر : موقع الكاشف
http://www.alkashf.net/
أ. عبده : أحببت لفت انتباهك لهذه الأشياء :

- من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يُؤذِ جارَه ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه
الراوي: أبو هريرة - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6475 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح] - المرجع : الدرر السنية



- موسوعة النابلسي :
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.p...=765&sssid=766

- (( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ: رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )) - المرجع : موسوعة النابلسي
- ولكنّ الخلوة من صلب الدين، يعرّفها بعضهم بأنها نوع من الاعتكاف، والنبي عليه الصلاة والسلام فعل أشياء كثيرة وتركها، لماذا تركها ؟ لئلا تكون فرضاً على المسلمين، ولكن الاعتكاف ما تركه إطلاقاً، الاعتكاف أن تنسحب من الحياة مؤقتاً، تتأمل، تذكر الله، تفحص أعمالك، تفحص نواياك، تقرأ القرآن، تستغفر، تذكر اسم الله الأعظم، تناجي الله عز وجل، هذا هو الاعتكاف، يعني أن تخلو مع ربك
- ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8)﴾ ( سورة المزمل )
التبتل: الانقطاع لله عز وجل

- و يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وإن حبسوني فحبسي خلوة (الموسوعة الشاملة لأبي أسحاق الحويني)
- أفضلُ المؤمنينَ إسلامًا منْ سَلِمَ المسلمونَ منْ لسانِه ويدِهِ، وأفضلُ المؤمنينِ إيمانًا أحسنُهم خلقًا ؛ وأفضلُ المهاجرينَ منْ هجَرَ ما نَهى اللهُ تعالى عنهُ، وأفضلُ الجهادِ منْ جاهدَ نفسَهُ في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1292 - خلاصة حكم المحدث: صحيح - المرجع : الدرر السنية .

لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه
قديم 08-18-2014, 03:15 PM
المشاركة 104
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
د. محمد
كونك متعاطفا مع هذا أو ذاك لا يمنع من سؤالك :
هل تراني جئت بكلام من عندي ؟
و إذا كان عندك مداخلة أو تعليق فأهلا و سهلا بك و برأيك فإن هديت لعلم شرعي قبلنا منك شاكرين ،و أن ذكرت لنا رأيا مستقيما مع الكتاب و السنة أيدناك عليه راضين ، و أرجو منك أن نبتعد عن ما يخرج عن أصول البحث المتعارف عليه . محبكم

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-19-2014, 12:34 AM
المشاركة 105
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ. عبده : أحببت لفت انتباهك لهذه الأشياء :

- من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يُؤذِ جارَه ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه
الراوي: أبو هريرة - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6475 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح] - المرجع : الدرر السنية



- موسوعة النابلسي :
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.p...=765&sssid=766

- (( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ: رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )) - المرجع : موسوعة النابلسي
- ولكنّ الخلوة من صلب الدين، يعرّفها بعضهم بأنها نوع من الاعتكاف، والنبي عليه الصلاة والسلام فعل أشياء كثيرة وتركها، لماذا تركها ؟ لئلا تكون فرضاً على المسلمين، ولكن الاعتكاف ما تركه إطلاقاً، الاعتكاف أن تنسحب من الحياة مؤقتاً، تتأمل، تذكر الله، تفحص أعمالك، تفحص نواياك، تقرأ القرآن، تستغفر، تذكر اسم الله الأعظم، تناجي الله عز وجل، هذا هو الاعتكاف، يعني أن تخلو مع ربك
- ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8)﴾ ( سورة المزمل )
التبتل: الانقطاع لله عز وجل

- و يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وإن حبسوني فحبسي خلوة (الموسوعة الشاملة لأبي أسحاق الحويني)
- أفضلُ المؤمنينَ إسلامًا منْ سَلِمَ المسلمونَ منْ لسانِه ويدِهِ، وأفضلُ المؤمنينِ إيمانًا أحسنُهم خلقًا ؛ وأفضلُ المهاجرينَ منْ هجَرَ ما نَهى اللهُ تعالى عنهُ، وأفضلُ الجهادِ منْ جاهدَ نفسَهُ في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1292 - خلاصة حكم المحدث: صحيح - المرجع : الدرر السنية .
د.محمد
أوردت في المشاركة رقم ( 103) عدة أمور سأجيب عنها تباعا بحول الله تعالى:
أولاُ : ذكرتني و من يمر هنا بكلام طيب و هو عدم تناول أحوال الناس وهو حق ولكن العبرة بوضعه في موضعه،فتحذير الناس من أهل البدع و تجلية حال المبتدعة واجب شرعا و من هذا الباب :
( قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (28\231 – 233) في ضمن جواب له عن الغيبة : " و اذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة و العامة مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد : سألت مالكا و الثوري و الليث بن سعد – أظنه – و الأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ ؟ فقالوا : بين أمره . و قال بعضهم لأحمد بن حنبل : انه يثقل علي أن أقول فلان كذا و فلان كذا . فقال :
إذا سكتَ أنت و سكتُ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟ ! .
و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب و السنة أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة
فان بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : اذا قام و اعتكف فانما هو لنفسه و اذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين هذا أفضل . فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله اذ تطهير سبيل الله و دينه و منهاجه و شرعته و دفع بغي هؤلاء و عدوانهم على ذلك واجب باتفاق المسلمين ...)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-وهو يتكلم عن(الاتحادية) (ويدخل في كلامه أيضًا أهل البدع كلهم):
((ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذبَّ عنهم، أوأثنى عليهم، أوعظَّم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أوكره الكلام فيهم، أوأخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هو، أومَنْ قال أنه صنف هذا الكتاب ؟وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلاجاهلاومنافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون فى الأرض فسادًا ويصدون عن سبيل الله، فضررهم فى الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق،وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ...)) اهـ
(مجموع الفتاوى-2/132-)

فإذا لا محابة لمبتدع شذ عن منهج القرآن و السنة و لا لمن يدافع عنهم .

ثانيا: رأيتك تستشهد بكلام محمد راتب النابلسي ، فمن هو النابلسي؟
ورد في سيرته أنه أديب و لا علاقة له بتخصصات الشرعية الإسلامية، وهو أشعري المعتقد صوفي الطريقة.
و ليتك حين نقلت عنه من موقع موسوعته نقلت الديباجة التي يؤمن بها و هي قوله:
(
التربية الإسلامية - موضوعات مختلفة - الدرس ( 094) :قواعد السلوك إلى الله1 - الخلوة - وهي إحدى طرق الوصول لله تعالى.لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1997-11-09
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون:
موضوع الدرس اليوم ينضوي تحت ما يسمى طريق الوصول إلى الله، أن تعرف أحكام الشريعة شيء وأن تصل إلى الله شيء آخر، أن تستمتع بأفكار الدين شيء وأن تكون بمعيّة الله شيء آخر، أن تضع على الطاولة خرائط بيت جميل جداً ؛ خارطة للأساسات وخارطة لأول طابق وثاني طابق والأبهاء والمداخل والمخارج شيء، وأن تسكن هذا البيت شيء آخر، الخرائط شيء والبيت شيء آخر،...)

فلنابلسي_ يا د. محمد !_ يقول :
[OVERLINE]إن الوصول إلى الله شيء[/OVERLINE] و الشريعة شيء آخر، و هذا هو من منطق المتصوفة الوجودية الذين يقولون ان الشريعة للعوام و الحقيقة للخواص أي السائرين و السلكين _ بحسب تعبيرهم _ و هي الصول لله شيء آخر فمن أول جملة تستبين منهج الرجل من منطقه.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-19-2014, 01:15 AM
المشاركة 106
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثالثا: مسألة الخلوة الصوفية:
كل أهل فن يستعذبون قولة:
( لا مشاحة في الاصطلاح)
و توافق الألفاظ لا يعني تطابق المعاني بالضرورة،
فقول الإمام أحمد بن تيمية ( أنا حبسي خلوة) فيه ما يرد على ما ذهب إليه، و يا ليتك أخي الحبيب تمعنت الكلام
فالإمام أحمد بن تيمية يقول: ( حبسي) (خلوة) فخلوته _ هنا_ قسيرة لا اختيارية أي أنها جاءت غصبا عنه لا باختياره، و مع هذا كان يكتب الكتب و يؤلف التصانيف و يجيب السائلين من قعر حبسه.
و أما استشهاد راتب النابلسي بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ: رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ))
فهذا رجل ذكر الله خلوا من أعين الرقباء فبكى من خشية الله ، فهل هذه الخلوة اليسيرة التي تحدث لكل مسلم ،هي الخلوة الصوفية المعروفة؟
و سأتحدث بالتفصيل عن الخلوة الصوفية من كلام أهل التصوف إن شاء الله!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-19-2014, 01:53 AM
المشاركة 107
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الخلوة الصوفية:
من أهم ركائز السلوك الصوفي الخلوة و تأني بعد أن يختار السالك الشيخ الذي يسير به و يوصله إلى الله ، فهي الركن الثاني من أركان التصوف.
تعريفها:
يعرفها الدكتور أحمد بن عبدالعزيز القصير في كتابه (عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية) بقوله:
(
الخلوة عند الصوفية هي انعزال الصوفي عن الناس و جلوسه في مكان معين لترويض نفسه و تفريغ قلبه من الخطرات المانعة من إدراك أسرار الطريق)
و يعرفها الدكتور سفر الحوالي _في موقعه _ بقوله:
( ... الخلوة هي: بعد أن يرتبط بالشيخ يُدخله في خلوة معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة، وهذه الخلوة ينقطع الواحد منهم فيها عن الجُمَع والجماعات، وعن سائر العبادات، ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص بالطريقة التي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ ويستحضر في قلبه أثناء الذكر، وأثناء تَرداده صورة الشيخ، ويستمر على ذلك حتى يحصل له الفتح!...)
و كعادة الصوفية التلبيس و التدليس على الناس فهم يلبسون بدن الباطل من ثياب الحق و في مسألة الخلوة فهم يقسمون الخلوة إلى خلوتين:
خلوة عامة و خلوة خاصة
فالخلوة العامة:هي لعامة الناس _ كما يزعمون_ و هي لمحاسبة المرء نفسه و الاختلاء بكتاب الله و تلاوته و تدبره و ذكر الله على الصفة التي نجدها في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ليست هي عند المتصوفة بشيء.
الخلوة الخاصة: وهي التي لا تكون إلا بإرشاد شيخ الذي يلقنه الأوراد و يزيل عنه الشكوك و يرفع عنه الحجب و يوصله من المُكَوَّن (أي الخلق) إلى المُكَوِّن( أي الله) تعالى الله عن بهتانهم علوا كبيرا.

و سنعرض هنا تعريفات أرباب التصوف و أولياء الصوفية للخلوة:
جاء في موسوعة الطريقة الكسنزانية ما يلي:



( ....
الخلوة


في اللغة

" خَلْوَةٌ : مكان الانفراد بالنفس يختلي فيه المتصوف للتعبد " .

في الاصطلاح الصوفي

الشيخ الحكيم الترمذي

يقول : " الخلوة : هي انقطاع من الخلق إلى الخالق ، لأن سفر النفس إلى القلب ، ومن القلب إلى الروح ، ومن الروح إلى السر ، ومن السر إلى خالق الكل " .

واضاف الشيخ قائلاً : " ومسافة هذا السفر بعيدة جداً بالنسبة إلى النفس ، وقريبة جداً بالنسبة إلى الله تعالى " .

الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري

يقول : " الخلوة : هي مصدر من مصادر العبادات ، ولا تصح إلا بعد وضوح علمها ، وفي وضوح علمها علم موجبها ، وفي علم موجبها علم الاجتماع بها أو الانقسام

وهو مبلغ علمها . فإذا بلغه العارف أسفر له مبلغ العلم عن الحكم به ، فرسخ فيه ودام به . ولا يبدو على علم حكم علم ، حتى ينتهي علمه إلى مبلغ ذلك العلم عن الحكم

ومبلغ العلم هو حقيقته التي لا ينتقل عنها ولا تنتقل عنه "
.

الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني

يقول : " الخلوة : عبارة عن التعري من حيث القلب عن جميع الأشياء ، يتعرى باطنك فيكون متجرداً ، بلا دنيا ، ولا آخرة ، ولا ما سوى الحق ـ عز وجل ـ في الجملة " .

ويقول : " الخلوة : هي المعنى " .

الشيخ الأكبر ابن عربي

يقول : " الخلوة : هي محادثة السر مع الحق حيث لا ملك ولا أحد ، وهناك يكون الصعق " .

الشيخ عبد الحق بن سبعين

يقول : " الخلوة : هي الفرار إلى الله " .

الشيخ ابن عطاء الله السكندري

يقول : " الخلوة : هي على الحقيقة محادثة السر مع الحق بحيث لا يرى غيره .

وأما صورتها : فهو ما يتوصل به إلى هذا المعنى من التبتل إلى الله تعالى ، والانقطاع عن غيره " .

الشيخ علي الخواص

يقول : " الخلوة ... هي حضرة خاصة بالحق تعالى لا تقبل أحدا من الخلق .
فلو أراد الإنسان أن يكون مختليا دائما لكفاه الاشتغال بما شرعه الله تعالى من الطاعات القولية والفعلية " .

الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي

الخلوة : هي الذهاب إلى الله ، كما في قوله تعالى : " إِنّي ذاهِبٌ إلى رَبّي سَيَهْدينِ " . وهي المحراب ، كما في قوله تعالى : " كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيّا الْمِحْرابَ " .

وهي الأربعين ليلة لموسى {عليه السلام} ، كما في قوله تعالى : " وَواعَدْنا موسى ثَلاثينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ " .. .

الدكتور علي شلق

يقول : " الخلوة : هي المقر الخاص عند المريد الذي يعتزل فيها أربعين أو أثنين وأربعين يوماً " .

الدكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني

الخلوة [ عند ابن سبعين ] : هي الانقطاع عن الخلق .

في اصطلاح الكسنزان

الشيخ الغوث عبد القادر المهاجر

يقول : " الخلوة : القلب " .

نقول :

" الخلوة : هي الابتعاد عن البشر ، والانقطاع إلى الله { عز وجل } للإجادة في عبادته والتفكر في آلائه وإحسانه وشكره .

" الخلوة : هي أن يستوحش المؤمن من الناس ويأنس بربه ولا يرى غيره متجرداً عن نفسه ، فيبتعد عن حديث الناس ومشاغل الحياة ومغرياتها ..

فيفرغ قلبه من الهموم وتصفو أفكاره ويجد في مناجاة ربه معلناً له أن قد ترك كل شيء وجاء إليه بقلب سليم من جميع الأدران التي تطغي على قلوب الناس..

فينزل النور على قلبه وتتنور بصيرته حتى تتفجر ينابيع الحكمة في قلبه ويستقر فيه ما شاء الله من علوم الغيب ....)



و كما ترون فالخلوة هنا بمعناها الخاص و هي المحادثة مع الله و معرفة الغيوب لا بمعناها العام و تأمل كلام الخواص:
(
" الخلوة ... هي حضرة خاصة بالحق تعالى لا تقبل أحدا من الخلق .
فلو أراد الإنسان أن يكون مختليا دائما لكفاه الاشتغال بما شرعه الله تعالى من الطاعات القولية والفعلية " .)
فالشريعة التي في القرآن و السنة تكفينا نحن العوام في خلوتنا و أما هم فخلوتهم هي الوصول للحقيقة أي الحضرة الخاصة بالحق تعالى.

أكمل في القريب القادم إن شاء الله تعالى!



وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 07:27 AM
المشاركة 108
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهميتها:
كتب الدكتور/ وليد خالد الربيع في موقع صيد الفوائد:
يقول القشيري في رسالته المشهورة في علم التصوف :
(إن الخلوة صفة أهل الصفوة، والعزلة من أمارات الوصلة، ولابد للمريد في ابتداء حاله من العزلة عن أبناء جنسه، ثم في نهايته من الخلوة لتحقق بأنسه<.

ويقول ابن أبي جمرة:
(الأولى بأهل البادية الخلوة والاعتزال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول أمره يخلو بنفسه).

والخلوة عند الصوفية طريق للتلقي عن الله تعالى وحصول الفتوحات الربانية والفيوض الإلهية، إذ إن الإلهام والكشف عن مصادر التلقي المعتبرة عند الصوفية التي خالفوا فيها منهج أهل السنة والجماعة وأصول الفقه الإسلامي التي تستمد منها الأحكام العقدية والعملية.

جاء في حقائق عن التصوف ص 261 وفي إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة ص85:

(قال أبوالحسن الشاذلي: ثمار العزلة الظفر بمواهب المنهج، وهي أربعة: كشف الغطاء!! وتنزل الرحمة، وتحقيق المحبة، ولسان صدق في الكلمة).

وقال زروق في قواعده عن الخلوة ص77: (والقصد بها تطهير القلب من أدناس الملابسة، وإفراد القلب لذكر واحد وحقيقة واحدة ولكنها بلا شيخ مخطرة وله فتوح عظيمة!! وقد لا تصلح لأقوام فليعتبر كل أحد بها حاله).
العدد رقم: 312 التاريخ: 9/27/2004

مدتها:
قسم الصوفية الخلوات عدة أقسام و جعلوا لكل خلوة مدةكما يلي:
(... 1- خلوة الأربعين يوماً التي تقدم ذكرها وشروطها.
2- خلوة فاتحة الكتاب، وكيفيتها أن تصوم أربعين يوماً وتحترز فيها من أكل الحيوان وما يخرج منه، وتقرأ هذا الدعاء.. إلى آخر ما يذكر، وهنا لا أظن أن الأمر يحتاج إلى اجتهاد في استكشاف نزعة التصوف الوثنية.
3- خلوة البسملة ومدتها تسعة عشر يوماً، ومن فاته سر بسم الله الرحمن الرحيم فلا يطمع أن يفتح عليه بشيء.
4- خلوة الفاتحة أيضاً وهي أن يلازم بقراءتها بالخلوة أربعين يوماً.
5- خلوة الياقوتة الفريدة، وخلوتها عشرون يوماً، تتلى كل يوم في الخلوة ألفي مرة.
وقال الفوتي بعد ذكر تلك الخلوات الخرافية: "انتهي ما أردنا ذكره منها، ولكل واحد منها ثمرات لا يمكن حصرها، منعني من ذكر بعضها الخوف من شياطين الطلبة" . ولعله يدرك أن هؤلاء الطلبة ربما لا يزال فيهم وميض من العقل والمعرفة، فأخر الأخبار بكل التفاصيل إلى وقتها.
ولعل الذي شجع الصوفية على هذا الخبط والاضطراب، ما هو مقرر عندهم في القاعدة الآتية: "أصحاب الفتح الأكبر لا يتقيدون بمذهب من مذاهب المجتهدين، بل يدورون مع الحق عند الله تعالى أينما دار" ، ولهذا فكل عمل يعملونه يعتبر من باب التشريع للأمة...)*
_______________
* موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/enc/firq/2073

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 07:35 AM
المشاركة 109
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صفة مكانها:
يقول الدكتور / أحمد بن عبدالعزيز القصير في كتابه ( عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية):
( ... وضع الصوفية مواصفات لمبنى الخلوة ،فاشترطوا أن يكون صغيراً جداً ، و مظلماً ، و بعيداً عن الناس.
قال ابن عربي:
( صفة البيت المخصوص بهذه الخلوة أن يكون ارتفاعه قدر قامتك ، و طوله قدر سجودك ، و عرضه قدر جلستك ، و لا يكون فيه ثقبٌ و لا كوَّة أصلاً ، و لا يدخل عليك ضوءٌ رأساً ، و يكون بعيد عن أصوات الناس ، و يكون بابه قصيراً ،
وثيقاً في غلقه ) ... و قد تكون الخلوة في بيت معد لذلك ، و قد تكون في بيت خرب ،أو مغارة في جبل ، أو مسجد مهجور ،
أو مقبرة دارسة ، أو سرداب تحت الأرض ، أو بئر قديمة ، ...،و إذا تعذر على الصوفي أن يجد خلوة مظلمة يمارس فيها رياضته ، فإن أئمة الصوفية يلزمونه أن يلف على عينيه ما يحجب الضوء عنها .
يقول حجة الصوفية الغزالي * :
( ... و ليس يتم له ذلك [ أي ضبط حواس الصوفي] إلا بالخلوة في بيت مظلم ، و إن لم يكن له مكان مظلم فليفَّ رأسه في جيبه ، أو يتدثر بكساء أو إزار) ....) أ.هـ

_______________
* صاحب كتاب ( إحياء علوم الدين) .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 07:54 AM
المشاركة 110
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شروطها:ِ
( ... ذكر الفوتي ستة وعشرين شرطاً لصحتها نذكرها باختصار، وللقارئ أن يلاحظ أثناء عرضها مدى تغلغل الأفكار المخالفة للإسلام فيها، من بوذية وهندوسية ونصرانية وغير ذلك:
1- أن يعود نفسه قبل دخولها إذا أراد الشروع، السهر والذكر وخفة الأكل والعزلة.
2- أن يكون دخول الخلوة بحضور الشيخ ومباركته له وللمكان أيضاً.
3- أن يعتقد في نفسه أن دخوله الخلوة إنما هو بقصد أن يستريح الناس من شره.
4- أن يدخلها كما يدخل المسجد مبسملاً متعوذاً بالله تعالى من شر نفسه، مستعيناً مستمداً من أرواح مشايخه بواسطة شيخه المباشر.
5- أن يدخل الشيخ الخلوة ويركع فيها ركعتين قبل دخول المريد ويتوجه إلى الله تعالى في توفيق المريد.
6- أن يعتقد عند دخوله الخلوة أن الله تعالى ليس كمثله شيء، فكل ما يتجلى له في خلوته من الصور، ويقول له: أنا الله، فيقل: سبحان الله! آمنت بالله.
7- ألا يتلهف كثيراً على كثرة ظهور الكرامات.
8- أن يكون غير مستند إلى جدار الخلوة ولا متكئاً على شيء، مطرقاً رأسه تعظيما لله تعالى، مغمضاً عينيه، ملاحظاً قوله تعالى: ((أنا جليس من ذكرني)) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، ثم يجعل خيال شيخه بين عينيه، فإنه معه وإن لم يره المريد.
9- أن يشغل قلبه بمعنى الذكر على قدر مقامه، مراعياً معنى الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه.
10- أن يداوم الصوم؛ لأنه يؤثر في تقليل الأجزاء الترابية والمائية فيصفو القلب.
11- أن تكون الخلوة مظلمة لا يدخل فيها شعاع الشمس وضوء النهار، فيسد على نفسه طرق الحواس الظاهرة، وسد طرق الحواس الظاهرة شرط لفتح حواس القلب.
12- دوام الضوء لتلألأ الأنوار فيها بعد ذلك.
13- دوام السكوت إلا عن ذكر الله تعالى إلا عند الضرورة القصوى فيتكلم بحذر شديد أن يزيد.
14- أن تكون الخلوة بعيدة عن حس الكلام وتشويش الناس عليه.
15- كونه إذا خرج للوضوء والصلاة يخرج مطرقاً رأسه إلى الأرض غير ناظر إلى أحد، ويحذر كل الحذر نظر الناس إليه، مغطياً رأسه ورقبته بشيء؛ لأنه ربما يحصل له عرق الذكر فيلحقه الهواء فيضره.
16- أن يحافظ على صلاة الجمعة والجماعة – وإن وجد نفقة فليتخذ له شخصاً يصلى معه في خلوته؛ أي بالإيجار.
وإذا خرج لصلاة الجماعة فليتأخر حتى يكبر الإمام تكبيرة الإحرام فإذا انتهي من الصلاة رجع فوراً إلى خلوته، قال السهروري:"وقد رأينا من يتشوش عقله في خلوته ولعل ذلك لشؤم إصراره على ترك صلاة الجماعة.
17- المحافظة على الأمر الوسط في الطعام لا فوق الشبع ولا الجوع المفرط.
18- ألا ينام إلا إذا غلبه النوم بأن تشوش عليه الذكر.
19- نفي الخواطر عن نفسه خيره كانت أم شريرة.
20- دوام ربط القلب بالشيخ بالاعتقاد والاستمداد على وصف التسليم والمحبة، والاعتقاد التام بأنه لا يصل إليه أي خير إلا من قبل شيخه المباشر، ومتى غاب فكره عن الشيخ فقد خسر الصفقة.
21- ترك الاعتراض عن الشيخ؛ لأنه أعلم بمصالحه وأكبر عقلاً وأعظم؛ لأنه بالغ مبلغ الرجال بخلاف المريد.
22- أنهم في أثناء خلوتهم لا يفتحون أبواب خلوتهم لمجيء الناس وزيارتهم والتبرك بهم، وإياك وتلبيسات النفوس وخداع الشيطان بالإلقاء فيك أن هذا الشخص يهتدي بك وبكلامك وينتفع بملاقاتك في الدين، فإنها من شبكات مكر اللعين.
23- أنه إذا شاهدوا أشياء تقع لهم في اليقظة أو بين النوم واليقظة فلا يستقبحون ذلك ولا يستحسنونه، بل يعرضون ذلك على الشيخ وهو يتصرف بعد ذلك.
24- دوام الذكر والأذكار حسب ترتيب الشيخ لها.
25- الإخلاص وحسم مادة الرياء وطلب السمعة بالكلية.
26- ألا يعين مدة يخرج بعد كمالها، فإن النفس يصير لها بذلك تطلع إلى انقضاء المدة، بل يدخلها وهو يحدث نفسه بأنه قد انتهي من الحياة ودخل القبر.
هذه أهم الشروط التي لفقها علماء التصوف مثل حرازم الفوتي والسهروردي والشيخ نجم الدين البكري وغيرهم من عتاة التصوف.) * أ.هـ

______________
* http://www.dorar.net/enc/firq/2071

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عين على الصوفية!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النازعون عن الصوفية! عبده فايز الزبيدي منبر الحوارات الثقافية العامة 9 08-21-2013 08:24 PM
اعلام الصوفية واليتم: ما هي نسبة الايتام من بين اصحاب المدارس الصوفية؟ دراسة ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 42 06-15-2013 12:20 PM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 5 12-19-2011 06:29 AM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-17-2011 08:16 PM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 4 12-17-2011 11:02 AM

الساعة الآن 01:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.