صبـآحكم/مسـآكم
أكـآليل يـآسمين و عنـآقيد نور
جبران خليل جبران
.
.
.
.
مقدمة
لا بد لكل قارئ ومحب للمطالعة والأدب أن يكون له أديبه المفضل والذي ربما تكون حروفه قد تركت بصمة لا تنمحي مع الزمن وأثرا لا تزيله عواصف الحروف الاخرى ..وكان من نصيبي جبران خليل جبران فآثرت أن أطرح فيه موضوعا،
قررت أن أتسلسل بسرد جبران ابتداءا من حياته ,,ثم بأدبه محاوله قراءة بعض ما جاء به جبران خليل جبران وهي قراءتي وقراءة غيري لجبران ,,
(حياة الأديب جبران خليل جبران ووفاته)
أولا : أسرته
بين دمشق وبعلبك تنقل أجداد جبران ،حيث كان من أبناء الأسر المتوسطة التي تعيش على ما تكسب، وحين ضاق بأجداده الحال عملوا على الخروج من دمشق الى بعلبك ولم يطل مقامهم في فيها فظلوا يتنقلون بين أرجاء المنطقة وصولا إلى قرية بشرى ،هناك إلتقى والده خليل جبران بكاملة وكان أن تزوجا علما بأنها أرملة لزوج سابق كانت تقيم معه في أمريكيا وأنجبت منه طفلا إسمه بطرس وهو الأخ غير الشقيق لجبران ، وكما أشار ميخائيل نعيمة في كتابه أن زواج أمه السابق هو الذي أتاح له فرصة الخروج مع أمه الى أمريكيا فيما بعد.
وفي السادس من كانون الأول (ديسمبر) لعام 1883 ولد جبران خليل جبران. ثم بعده بعامين أنجبت أمه بنتا أسمتها مريانا وأخرى سلطانة.
ثانيا : جبران والطبيعة
وطد جبران علاقته مع الطبيعة منذ طفولته ،و***65275; شك أن طبيعة القرية التي ولد فيها كان لها الدور الكبير في جذبه إليها ،فهي قرية جبلية تشرف على الوديان هواءها عليل يميل الى البرودة تحيطها أشجار الأرز،يميل أهلها الى الطرب وللهو، وكما يقول نعيمة جبران منذ طفولته ذو عين تتبع الجمال،وأذن مرهفة للشدو. فكان أن إنسجم مع الطبيعة وتناغم معها.
لم يقم جبران أكثر من اثني عشر عاما في ظلال هذه القرية.
ثالثا: جبران طفل مقلد يفعل ما يفعل الناس من حوله ..
نما جبران على التقاليد الأسرية وخصوصا في التدين ،فعلى الرغم من أن والده كان بعيدا عن الدين -فهو لا يهمه في الدنيا سوى كأس نبيذ ولفافة تبغ فإن لم يجد الأولى اكتفى بالثانية-إلا أن جبران الطفل كان متدينا حيث وقد ورث ذلك عن أمه وأخيه بطرس..وكان لأمه الأثر الكبير في تربيته لأن الأب كان مشغولا بنفسه والام مشغولة بتربية ابنائها ..لذلك كان جبران الطفل أحرص ما يكون على الطقوس الدينية وقد رسم الكثير من اللوحات الدينية ..
--وينبغي هنا أن نتذكر حين قلنا جبران الطفل المتدين بالتقليد ..المنتمي لطائفة المارونية المسيحية.
لأننا فيما بعد سنجد جبران آخر مختلف تماما عن جبران المقلد وهو جبران الممعن في الأمور والحريص على ابداء رأيه فيها.--
وحين نتحدث عن جبران الطفل المنسجم مع الطبيعة ،ذو الحس المرهف ،والأذن الموسيقية ،وجبران الطفل المتدين ..لا بد أن نتحدث عن جبران الآخر في تلك المرحلة وهي التالية::
رابعا:: جبران فنان ..ينطق ريشته العنف والغضب !
كان جبران عنيفا على نفسه كما أورد ذلك -ميخائيل نعيمة هنا-هذا العنف جره الى العنف الآخر وهو عنف في الرأي فلم يكن يحتمل أن يقهر في الميادين الحسية ، وكان يتمنى لو أوتي البطش من صغره ليفتك بأقرانه حتى لا يبطشوا به..وكثيرا ما كان يعود لأمه باكيا بسبب ما أصابه من أقرانه ومن هم في عمره مصرحا أنه يتمنى أن يمتلك القوة الكافية للفتك بحياتهم -وإن لم يحاولوا الفتك بحياته-هذا الأمر كان يظهر النفس العنيفة لجبران والتي بدورها أرخت له ليكون عنيفا في الرأي..ممعنا فيه.
الأم بدورها كانت تحس بهذا العنف فتحاول إزالته بالموعظة ولكن الأب كان يشجعه على ذلك وكانت هذه نقطة التقاء بين جبران وأبيه ، لأن نفسية جبران تميل الى العنف..
ولكن هذا الأمر كان سببا في إظهار موهبته في التصوير والرسم ، حيث أنه لشدة ما ضاق ذرعا بما يواجهه من مشاكل في مدرسته كانت يده تتحرك لتلتقط قطعة فحم يرسم بها على جدران المنزل .
(هجرة جبران ودخوله في أوساط الفن والأدب)
بعد خلافات متعددة بين الأم والأب والتي تمخض عنها إقناع الأم لإبنها بطرس بالهجرة إلى أمريكيا، ومن ثم اللحاق به، كانت هجرة جبران برفقة امه وأختيه مريانا وسلطانة.
سكنت أسرته في مدينة بوسطن ، في الحي الصيني المشهور بقذارته.
هناك تمكن جبران من إكمال تعليمه ،وذلك بتشجيع من والدته والتي كانت تستمتع بالإصغاء إليه وهو يقرأ لها ما يكتب ، ويلخص لها ما قرأ..فكان ذلك ان شجع جبران على أن يقرأ كثيرا ليتعلم ، وليكتب فيتدرب.
وكما هو الحال أيضا في فن التصوير حيث لقي الدعم والتشجيع من قبل مدرسته في فن التصوير، والتي عملت على إيصاله بمصور معروف في أمريكيا آنذاك هو ماجر، مارس معه جبران فن التصوير والرسم أيضا واستزاد منه وكان ذلك في سن الرابعة عشرة، وكانت أول قصة حب واجهته في اثناء تلك الفترة حيث التقى بسيدة متزوجة في الثلاثين من عمرها، جاءَت لتداعبه كصبي صغير لكن جبران ، إستطاع أن يستميل عواطفها إليه والتي كانت تعاني من زوج لا يفهم سوى لغة المادة.
قصة حبه الاولى لم تكن نقية بل خالف فيها كل قيم ومبادئ أسرته التي تربى عليها.
عاد جبران إلى لبنان مجددا عام 1897م وذلك ليتعلم اللغة العربية بعد أن كاد ينساها ونزل في بيروت ودخل مدرسة الحكمة ودرس فيها أربعة سنوات أصول اللغة العربية والفرنسية ، وبعد أن أنهى جبران الأربعة سنوات قال:
أربع سنوات على مقاعد مدرسة الحكمة ،ماذا نفعتك، اشكر ربك فقد نجوت من الصرف والنحو، والمعاني والبيان والعروض والقوافي، وإنك وإن فاتتك قواعدها لم يفتك جوهرها،وشاكر ربك فإنك قد نجوت من الصلوات في الصباح والمساء، وقد صليت في أربع سنوات ما يكفيك حتى آخر حياتك،...
وهنا يظهر جبران الآخر بعد أن كان متدينا في طفولته تنكر لرسومه الدينية، وذلك أنه في البداية كان متدينا بالتقليد أما الآن فهو ينظر لنفسه بأنه درس فأصبح له رأيه.
قبل نهاية عام 1902م كان جبران قد عاد إلى بوسطن ..وخلال هذه الفترة الى فترة 1903م كان قد فقده أخته سلطانة بداء السل ثم أخوه بطرس بنفس الداء ومن ثم أمه.
كانت تلك الفترة إنقطاع علاقة جبران عن الدين بل إعلانها صريحة ........[2].
بعد فترة عمل جبران على إقامة معرض يعرض فيه رسوماته والتي لم يبع منها أي شيء ،كان جالسا في معرضه الخالي من الزوار يشكو إلى نفسه عدم إقبال الزوار عليه، وفي أثناء ذلك دخلت إلى المعرض سيدة وهي السيدة ماري ..وبدأت تنظر إلى اللوحات بتمعن شديد ،فسألها إن كان يخفى عليها شيء فأجابته بأنها بالفعل بحاجة الى التوضيح، ثم بعد أن وضح لها سألته من الذي رسمها :فأشار إلى نفسه.
كانت هذه السيدة هي مديرة مدرسة هاسكل للبنات وتعرفت إليه ودعته لإقامة معرض في مدرستها،
ولكن كان أن سألت جبران : لماذا تكثر من صور الأجساد العارية؟
فأجاب : لأن الحياة عارية ،والجسم العاري هو أصدق تعبير عن الحياة،فإذا ما رأيتني أرسم شيئا ما جبلا أو شلالا أو غير ذلك على صورة أجساد عارية فإنما أعني أني أرى كل شيء من هذا جزءا من الحياة العارية.
ثم سألته :ولماذا تكثر من الألم والموت ؟
فأجاب: لأن الموت والألم هما ما خرج به إلى الدنيا و***65275; زالا يعايشانه حتى تلك اللحظة.
.
.
يتبــع