إذا كنت حقا تبحث عني
فكف عن بحثك الهمجي
لاتقبع خلف لثامه ..فيفجر أمامه
ولتهتدي إليّ دعني أعطيك علامة
بل أكثر من علامة
الأولى ...
إجمع من كل بيت عربي
خيط كرامة
فإن فعلتها ووفقت
إصنع بخيوط الكرامة
فستانا وخمارا
للقياك ألبسهما
فتلقاني مرفوعة هامة
ثانيها...
فتش بين الصافنات
وائتني بجواد
يشي بفارسه
جواد يستمرئ الخيانة
فيشنقه لجامه
والثالثة ...
طف بالمقابر قبرا قبرا
وارقب ميتا يبعث حيا
يندب حظه الذي
لرفاق غير رفاقه
ولزمان غير زمانه
من برزخ
ذاك الحظ أقامه...
ولم يمهله سباتا ليوم القيامه
ورابع العلامات
لدى جناحين
يملكان من الأمر زمامه
بقيا في الأرض
ساعة طار صاحبهما
رغم أنفيهما
محلقا فوق غمامة
فإن لم تجدني إلى اللحظة لاتيأس
فتش في أسفار السماء
وفي كتب الحديث
عن قصص الأنبياء
عن نبي دعا الناس لربه بكرة
وعشية أحل حرامه
وظن أن الله لن يجمع عظامه
فإن ظفرت به
تجدني بباب مسجد
يؤمن بصلاة ويكفر بإقامة
مسجد ضيعت مآذنه التكبير
في واد غير ذي ماء
ضل سبيله بين نجد وتهامه
أولعلها تدلك علي
شفتا رضيع
خان نهد أمه
قبل أن ينهي صدرها
فصل الرضاعة
رضيع من بعد المسيح
في المهد ابتدا كلامه
قضم من الثدي بعضه
نصف البعض قبله
ونصفا بصقه في قمامة
ألم تعثر علي بعد ?
أنا هناك وما أيسر العلامة
بين يدي راع
أقام لعدو الأمس صديق اليوم وليمة
لعلها ترضي مقامه
كأنه المأموم والذئب إمامه
وصاح الضيف كجلاد ينفذ أحكامه
تبت يداك أبنعجة تكرمنا?
فقام الراعي وقد أخزته الملامة
وعقر للذئب
كل القطيع
كل أغنامه
رويدك سيدي .. لاتعجل لاتطلق للفشل عنانه
سأهون الأمر عليك
مابقي من علاماتي إلا ..
علامة وعلامة
فإن أنت رأيت مكة تخر صعقة
من حاج قصدها للحج مشيا
زاهدا بثوب وعمامه
وعند مشارفها رأي الكعبة
تفتح على البعد ذراعيها
لتعانق من أتى
توقف .. عابسا تعلو وجهه السآمة
وقفل راجعا من حيث أتى
تنتعل قدميه إحرامه
إعلم عندها أنك قاب قوسين مني
أو لعلك أدنى
ولم يبق من علاماتي
غير علامة
وأيما علامة
علامة التوقيت
ليعانق وجهك وجهي
فتفوز من ثغري بابتسامة
ولينتهي فصل عطش وصيامه
إليك ياسيدي العلامة
ترقب جيدا ليلة من شهر
إذا انتصف
نسى بدرها بلوغ تمامه