قديم 10-07-2010, 08:19 AM
المشاركة 51
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
ويا مُبْتَدي النّيْلِ الجميل إذا صحا
وفي كلّ أرضٍ من نداه حديقة ٌ
تضوعَ مسكاً نورها وتفتحا
عطاؤك يعفو المحلَ صوباً فعينهُ
تخطّ على آثاره كلّ ما محا
أأفرد بالحرمانِ من كلّ عاطلٍ
تطوّق من نعماك ثم توشّحا
أتَتْنِي على بُعْد النوى منك دعْوَة ٌ
قطعتُ لها بالعزم نَجْدا وصحصحا
ويحتال من أهل القريض مصرِّفٌ
يُهادِي القوافي في امتداحك قُرّحا
وكان عليه الحق ليلاً يجوبه
إليكَ فلما لاَحَ وَجْهُكَ أصبحا
رفعتُ وأصحابي إلى ما يَجِدّهُ
علاك، فَوَقعْ مُمسكاً أو مُسرّحاً

قديم 10-07-2010, 08:20 AM
المشاركة 52
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
( عبد الجبار بن حمديس )


أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
قتلوا نومي بإحياء الصدود
وخليّ لم تبتْ أحشاؤه
آه من وصلٍ عن القرب يذودْ
وخليّ لمْ تبتْ أحشاؤه
وهي بالتبريح للنار وقودْ
قال: كم تظما من الظلمٍ إلى
مُوْرِدٍ لم تَرْوِ منه بورود
شَيِب بالمسك وبالشهد معاً
والمساويك على ذلك شهود
أو ترجِّي نيلَ صادٍ للمى
قلتُ: لولا الماء ما أوْرَقَ عود
قال: إن البيض لا تحظى بها
أو ترى بِيضَ ذؤاباتكَ سود
قلت: عندي يومَ اصطاد المنى
جذعٌ يُحكمُ تأنيسَ الشرود
كم مُليمٍ قد نَضَا ثَوْبَ الصّبا
عنه، ردّته إلى الصبوة ِ رود
بحديثٍ يُسحرُ السحر به
يتمناه معاداً أن يعود
تٌنزلُ الطيرُ من الجوّ به
وتُحَطّ العُصْمُ من شُمّ الرُّيُود
وَسَبَتْهُ قُضُبٌ في كُثُبٍ
مالت الأكفالُ منها بالقدود
وثمارٌ نطقت أوصافها
بإشاراتٍ إلى صغر النهود
عدَّ بي عن كل هذا إنني
لا أرى الدهر لإحساني كنود
لي هوًى آوي إليه مرحاً
غير أني بالنهى عنه حَيود
إنّ همي همة ٌ أسمرها
ولها قُمتُ فما لي والقعود
وفلاة ٍ أبداً ظامئة ٍ
مشفقٌ من قطعها العودُ عنود
حمل الماءَ ولا يَشْرَبهُ
فهو للمُرْوَى به عينُ الحسوُد
جبتُها في متن ريح تنبري
للسُّرى بين سيوعٍ وقتودا
في ظلامٍ طَنَّبَتْ أكنافُهُ
فوق أرجاءِ وهادٍ ونجود
وكأن البدر فيه ملك
والنجوم الزهرُ حوليه وفود
وكأنَّ الشُّهُبَ شُهْبٌ قَيّدَتْ
أيدياً منها على الجري قيود
ولقد قلتُ لحادي عيسنا
وهي بالبخل عن البخل تجود
أنجاءٌ تخرق الخرقَ به
كابدته منك أم مضغُ الكبود
فمتى يَفْلُقُ عن أبصارها
هامة َ الليل من الصبح عمود
وأرى ما اسودّ من قار الدجى
ذابَ منه بلظى الشمس جُمُود
جالياً أقذاءَ عين مَقَلَتْ
من محيّا حَسَنٍ بَدْرَ السعود
أروعٌ إن سَخُنَتْ عَيْنُ العلى
كَحَلَتْهَا مِنْ سناه ببرود
في رُواق المُلكِ منه مَلِكٌ
مُلْكُهُ من قبلِ عادٍ وثمود
بسطَ الكفّ بجودٍ غدقٍ
قُبضتْ عن بذله كفّ الصَّلود
كم سبيلٍ نحوه مسلوكة
فهي للقصّاد كالأم الولود
ذو سجايا في المعالي خُلِقَتْ
للوغى والسلم من بأس وجودِ
وأناة ٍ أُرْسيَتْ في خُلُقٍ
كنظير الزهر في الرّوض المَجُود
ومصونُ العرض مبذولُ النّدى
مُعْرِقُ الآباء في مَحْضِ الجدود
ثابتٌ عند المعالي فضلهُ
هل يطيق الليل للصبح جحود
مُقْدِمٌ يصطادُ أبطالَ الوغى
إنَّ شبل الليث للوحشِ صَيُود
ذو ابتدارٍ في وقارٍ كامنٍ:
للظى الزّنْدِ وقودٌ من خمود
ألِفَتْ يمناه إسداء الغنى
والغنى تُسْدِيهِ يُمْنَى من يسود
كم عُفاة ٍ في بلادٍ نَزَحَتْ
فسبتْ منهم أياديه وفودِ
من ملوكٍ نظمتْ مدّاحهُمُ
فِقَرَ المدح لهم نظمَ العقودِ
في بيوت بُنِيَتْ شِعْرِية ٍ
لثناء المرءِ فيهنّ خلود
كل راسي الحلم حامٍ مُلكهُ
عادلِ السيرة ِ وافٍ بالعهود
أسدٍ تحسبُ في عامله
أسوداً ينهش أعضاءَ الحقودِ
نشأوا في منعة من عزمهم
للمعالي في حجور وبنود
بيتُ مجدٍ جاوزتْ أربعهُ
أربعَ الشهبِ حدوداً بحدود
يقذف الحربَ بجيشٍ لجبٍ
مُشْرَعِ الأرماح مقدامِ الجنود
ذي موازيبِ حديدٍ فَهَقَتْ
بصبيبِ الدم من طعن الكبود
ونسُورٍ تغتدي أحشاؤها
من بني الهيجاء للقتلى لحود
زاحفٌ كالبحر مداً بالصبا
بحرور الموت في ظل البنود
نَقْعُهُ كالغيمِ ملتفاً على
صعقاتٍ من بروق ورعودِ
وإذا ما ركعتْ أسيافه
فوق هاماتِ العدى خرّتْ سجود
للمنايا عندهُ ألسنة ٌ
قلّما تعمرُ أفواهَ الغمودِ
كلّ عضبٍ يحسبُ الناظرُ في
متنهِ للنار بالماءِ وقودِ
ونعوتُ البيض حُمْرٌ عنده
لِدَمٍ تُكساهُ من قتل الأسودِ
وكأن الأثر فيها نمشٌ كاد
أن يخفى بتوريد الخدودِ
وكأنَّ الفتكَ فيها أبدا
ذو حياة ٍ للعدا منه همود
دُمْ لنا يا ابن عليّ ملكاً
في عُلى ً ذاتِ سعود وصعودِ
ودنا منك بتقبيل الثرى
كلّ قرمٍ سيدٍ، وهو مسود

قديم 10-07-2010, 08:21 AM
المشاركة 53
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
( عبد الجبار بن حمديس )


أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
وسهامٌ تصيبُ منه فتُصْمي
يسرعُ الحيّ في الحياة ببرءٍ
ثم يُفضي إلى المماتِ بسقم
فهو كالبدرِ ينقصُ النورُ منه
بمحاقٍ وكانَ من قبلُ يَنمي
كلّ نفسٍ رَمِيّة ٌ لزَمانٍ
قدر سهم له، فَقل: كيف يرمي
بيضُ أيّامها وسودُ لياليـ
ـها كشهبٍ تكرّ في إِثْر دُهْمِ
وهي في كرّها عساكرُ حربٍ
غُرَّ مَنْ ظنها عساكرَ سلمِ
بَدَرَ الموْتُ كلَّ طائرِ جَوٍّ
في مَفازٍ وكلَّ سابحِ يمّ
رِبّ طوْدٍ يريك غيرَ بعيدٍ
منه شَمّ السماءِ أنْفُ أشَمَ
جَمَعَ المَوْتُ بالمصارع منه
بين فُتخٍ محلّقاتٍ وعُصمِ
كم رأينا وكم سمعنا المنايا
غيرَ أنّ الهوى يُصم ويعمي
أين من عمّرَ اليبابَ، وجيلٌ
لبسَ الدهرَ من جديسٍ وطسم
وملوكٌ من حِميرٍ ملأوا الأرْ
ضَ، وكانتْ من حكمهم تحتَ خَتْم
وجيوشٌ يُظلّ غابُ قناها
أسُداً من حُماة ِ عُربٍ وعجم
كَشّرَ الدهر عن حِدَادِ نُيوبٍ
أكلتهم بكلّ قضْمٍ وخضمِ
وَمُح-ُوا من صحيفة الدهر طُرّاً
مَحَوَ هُوجِ الرياحِ آياتِ رسْم
أفلا يُتّقى تغيّرُ حالٍ
فَيَدُ الدهرِ في بناءٍ وهدم
والرزايا في وعظهنّ البرايا
في الأحايين ناطقاتٌ كبكم
والذي أعجزَ الأطباءَ داءٌ
فقدُ روحٍ به وَوِجدانُ جسمِ
لو بكى ناظري بصوتِ دماءٍ
ما وفَى في الأسى بحسرة ِ أمِّي
مَنْ توسّدتُ في حشاها
وارتدى اللحمَ فيه والجلدَ عظمي
وضعتْني كَرْهاً كما حملتني
وجرى ثديُها بشر بي وطَعمي
شرح الله صدرها لي فأشهى
ما إليها إحضانُ جسمي وضمي
بحنانٍ كأنها في رضاعي
أمّ سقْبٍ درّتْ عليه بشمِّ
يا ابن أمي إني بحكمك أبكي
فقدَ أمي الغداة َ فابكِ بحُكمي
قُسمَ الحُزنُ بيننا فثبيرٌ
لك قسم، وَيَذُبُلٌ منه قسمي
لم أقُلْ والأسى يُصَدّقُ قولي
جمدت عبرتي فلذت بحلمي
ولو أني كففتُ دمعي عليها
عقّني برّها فأصبحَ خصمي
أُمّتا هل سمعتني من قريبٍ
حيثُ لي في النياح صرخة ُ قرم
كنتُ أخشى عليك ما أنت فيه
لو تخيّلتُ في مُصابك همّي
كم خيالٍ يبيتُ يمسح عطفي
لكِ يا أمتّا ويهتفُ باسمي
وبناتٌ عليك منتحباتٌ
بخدودٍ مخّدرات بلطمِ
بتنَ يمسحنَ منكِ وجهاً كريماً
بوجوهٍ من المصيبة ِ قُتْمِ
وينادينَ بالتفجّعِ أمّاً
يا فداءً لها إجابة ُ غتم
بأبي منك رأفة ٌ أسندوها
في ضريحٍ إلى جنادلَ صُمّ
وعفافٌ لو كان في الأرض عادتْ
كلَّ عظم من الدفين ولحم
وصيامٌ بكلّ مطلَع شمسٍ
قيامٌ بكلّ مطلع نجم
ولسانٌ دعاؤهُ مُسْتجابٌ
ليَ أودعتُهُ الرغامَ برغمي
وحفير من الصبابة ِ فيه
في حجاب التقى سريرة كتم
كم تكفّلتِ من كبيرة سنّ
وتبنّيْتِ من صغيرة يُتمِ
فأضاقتْ يداك من صَدَقاتٍ
كان يُحيا بهنّ ميّتُ عُدْم
كان بين الأناس عُمْرُكِ حمدا
قد تبرّأتِ فيه من كلّ ذمّ
أنتِ في جنة ٍ وروضِ نعيمٍ
لم يَسِمْ أرْضَها السحابُ بوسم
يا أبا بكر: المصابُ عظيمٌ
فهو يُبكي بكلّ سحٍّ وسَجْمِ
أنتَ في الودّ لي شقيقُ وفاءٍ
ومصابي إلى مصابك ينمي
أنت من صفوة ِ الأفاضل نَدْبٌ
في نِصابٍ كريمِ خالٍ وعمِّ
باتَ من طبعك المفجعِ طبعي
ربّ سهم أُعِيرَ صارم شهم
تركت بيت يوسفٍ للمعالي
أسفاً ينحر العيون فيدمي
دوحة ُ المجد بالفخار جناها
يافعٌ فهي في البلى تحت ردم
فسقى التربة َ التي هي فيها
عارضٌ منه رحمة اللهِ تَهمي
ولبستَ العزاءَ يا خير فرْعٍ
قد بكى حسرة ً على خير جِذْم

قديم 10-07-2010, 08:22 AM
المشاركة 54
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
وشغلُ كفَّيّ بكوبٍ وقَدَحْ
فلا تلمني إنَّني مُغْتَنِمٌ
من السرور في زماني ما منحْ
فإنَّهُ مُسْتَرْجَعٌ هِبَاتِهِ
وباخلٌ من الصِّبَا بما سَمَحَ
وسقني من قهوة كاساتها
تُسرج في الأيدي مصابيح الصبح
لو شمّها صاحٍ عَسيرٌ سُكرُهُ
تحتَ لثامٍ في فدامٍ لَطَفَحْ
ولا تسوّفني إلى ترويقها
لا يَشْتوي اللّيثُ إذا اللّيثُ ذَبَحْ
حتى أقول زاحفاً من نشوتي
يَحْسنُ بالتزحيف بيتُ المنسرح
ومالىء ٍ زقاً وكاه مردياً
سَمَ الأسَى مِنْهُ بدُرْياقِ الفَرَحْ
وجاثمٍ بَينَ النَّدَامي تَرْتَوِي
أشباحُهُمْ منه بما يَرْوَى شَبَحْ
كأنَّما رَدّتْ عليه روحَهُ
سُلافه الراح فإن مُسّ رمحْ
غضّ الصِّبا كأنَّما حديثُهُ
يمازج النَّفسَ بأنفاسِ الملح
حلّ وكاءً شدّهُ عن مُدْمَجٍ
طَلّ دَمَ العنقودِ منه وسفح
حتى إذا ما صب منه رَيّقاً
سدّ على ذوبِ العقيقِ ما فتح
ترى نجيع الزقّ منه راشحاً
كأنَّهُ من وَدَجِ الليلِ رَشَح
مدامة ٌ للروح أختٌ برة ٌ
يَنْأى بها سرُورُنا عن التَرَحْ
قد عَلمَتْ مزاجَ فَشُرْبُها
يَجْرَحُهُ ثُمّتَ يَأسُو ما جَرَح
وتجعل القار الذي باشرها
في اللدن مسكاً للعرانين نفحْ
يحجب جسمُ الكاسِ من سعيرها
نفحاً عن الكاسِ ولولاه نفح
والشمسُ منها في نقاب غيمها
مخافة ً من نورها أن تفتضح
يومٌ كأنَّ القَطْرَ فيهِ لؤلؤٌ
يَنْظمِ للرّوْضِ عُقودا وَوُشَح
يَقدحُ نارا من زِنادِ بَرْقِهِ
ويطفىء الغيث سريعاً ما قدحْ
لمَّا جَرَتْ فيهِ الصِّبا عَليَلة ً
رقّ الهواءُ فيه للنفس وصحّ
كأنَّما الكافورُ نَثْرُ ثَلْجِنا
أو نَدَفَ البُرْسَ لنا قوسُ قزح
حتى علا الجوَّ دجى ً لم يغتبق
فيه الثرى من الحيا كما اصطبح
غرابُ ليل فوقنا محلّقٌ
يقبض عنّا ظلّهُ إذا جنح
وقد محا صبغَ الدّياجي قمرٌ
دينارهُ في كفّه الغربِ رجحْ
حتى إذا رَدَّ حُدا عَدوّهِمْ
من كان في وادي الرّقادِ قد سَرَح
نَبّهَ ذا هَذا وكلٌّ طَرْفُهُ
يلمحُ طرفَ الشكرِ من حيثُ لمح
يسألُ في تَقْوِيمٍ جيدٍ مائلٍ
لم يسامحْ في الحمْيّا لَسمَحَ
أضارِبٌ كفّيه يَشدو سَحَرا
أم نافضٌ سقطيه فيه قد صَدَح
نَبَّهَ للقهوَة ِ كلّ طافح
في مصرعِ السكر قتيلاً مطّرَح
من كل جذلان كأن رُوحَهُ
عن جسمه من شدة السكر نزح
إن الذي شحّ على إيقاظه
سامحَ في الشهبِ نداماه فشحْ
وجاءنا الساقي بصحنٍ مفعمٍ
لو شاء أنْ يَسْبحَ فيه لسَبَح
يا لائمي في الراح كم سيئة ٍ
تَجاوَزَ الغَفارُ عنها وصَفَح
ماذا تريد من سبوقٍ كلما
رُمتَ وقوفاً منه باللوم جَمَح
أغشٌ خلقِ اللهِ عند ذي هوى
من عرض الرشد عليه ونصح
حتى إذا فكّر عَنْ بصيرة ٍ
ذمّ مِنَ الأفعالِ ما كان مَدَح

قديم 10-07-2010, 08:22 AM
المشاركة 55
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
( عبد الجبار بن حمديس )


أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
وسُراها من رسومي وطلولي
وظباءٍ أمِنَتْ من قانصٍ
لم ينلها الصيدُ في ظلّ المقيلِ
نشرتْ عندي أسرارَ هوى
كنتُ أطويهنّ عن كل خليلِ
وأشارت بالرضى ، رُبّ رضى ً
عنك يبدو في شهادات الرسولِ
عجبي كيف اهتدتْ مُهْدِيَة ٌ
خَصَرَ الرِيِّ إلى حرج الغليل
ما درت مضجَعَ نومي إنَّما
دلّها ليلي عليه بأليلي
لستُ أبغي لسقامي آسياً
فَبُلولي منه بالريح البَليل
طرفهُ أشعثُ كالسيفِ سرى
حدّهُ بين مضاءٍ ونحول
عبرتْ بحراً إليه واتّقتْ
حوله بحرا من الدمع الهمول
يا قَبُولاً قد جلا صيقَلُهُ
صدأً عن صفحة الماءِ الصقيلِ
عاوِدِي منكِ هُبُوباً فيه لي
وَجَدَ البُرْءَ عليلٌ بعليلِ
كرياحٍ عَلّلَتْنِي بِمنى ً
كِدْنَ يُثْبِتْنَ جوازَ المستحيل
أصباً هبّتْ بريحانِ الصِّبا
أو شمال أسْكَرَتْنِي بالشِّمول
حيثُ غَنّتني شوادي روضة ٍ
مطرباتٍ بخفيفٍ وثقيل
في أعاريضَ قصارٍ خَفِيَتْ
دِقّة ً في الوَزْنِ عن فهمِ الخليل
ولحونٍ حارَ فيها معبدٌ
وله علمٌ بِموسيقى الهَديل
والدّجى يرنو إلى إصباحهِ
بعيونٍ من نجومِ الجوّ حُولِ
خافَ من سيلِ نهارٍ غَرَقاً
فتولّى عنه مبلول الذيول
زرعَ الشيبُ بفوديّ الأسى
فنما منه كثيرٌ من قليلِ
فحسبتُ البيضَ منه أنجماً
عن بياضٍ لاذَ منّي بالأفول
كلّ منْ ينظُرُ مِنْ عِطْفِ الصِّبا
نظرَ المُعجَبِ بالخلقِ الجميلِ
فجوازي باضطرارٍ عندها
كجوازِ الفتح في الحرف الدخيلِ
كيف لي منها إذا ما غَضِبَتْ
برّحتني محْنَة ُ السّخْطِ القَتول
غادة ٌ يأخذُ منها بابلٌ
طَرف السحرِ عن الطرْفِ الكحيل
فإذا قابلَ منها لحظَها
فلّلَتْ منه حديداً بكليلِ

قديم 10-07-2010, 08:23 AM
المشاركة 56
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
وإن تملّكتَ رقّ المجد والكرمِ
وحالفتك سعودٌ لو يُخَصّ بها
عصرُ الشبابِ لما أفضى إلى الهرمِ
إنّ الزّمانَ ليجري في تصرّفهِ
على مُرادك منه غيرَ مُتّهم
فما هممتَ بأمرٍ أو اشرتَ به
إلاَّ وقامتْ له الدنيا على قدم
إنَّ القسنطينة الكبرى مُمَلَّكُها
قد اتَّقى منك حدّ السيفِ بالقلم
وخافَ قَدْحَ زناد أمره عجب
يرميه في الماءِ ذي التيار بالضرمِ
ورامَ حقنَ دماءِ الرّومِ معتمداً
على وفاءِ وفيّ منك بالذمم
فكفَّ عزم كفاة صدقُ بأسِهِمُ
مستأصلٌ نِعَمَ الأعداءِ بالنقم
وأقبلتْ مع رسلٍ منه مألكة ٌ
تأسو كلومك في الأعلاج بالكلم
رآك بالقلب لا بالعين من جزَعٍ
في دَسْتِ مُلْكٍ عليه هَيْبَة ُ العِظَمِ
مُطَيَّبُ الذكرِ في الدنيا مُوَاصِلُهُ
كأنما عرفُهُ مسكٌ بكلّ فم
مشى إليك بتدريج على شفة ٍ
من لثم أرضِ عظيم الملك ذي همم
مقدِّماً كلّ عالقٍ من هديّته
كروضة ٍ فوّفتها راحة ُ الدّيم
في زاخرٍ من بحورِ الروم، عادتُهُ
ألا يزال مشوباً منهمُ بدم
لولا النواتي وأثقالٌ لها، حُمِلَتْ
من البطاريق، إجلالاً، على القمم
فعاد بالسلم من حرب سلاهبها
دُهمٌ بأرجلها تغنى عن اللجم
ومنشآتٌ إذا ريحٌ لها نشأتْ
جرين في زاخرٍ بالموتِ ملتطم
راحتْ من الشحْم فوق القار لابسة ً
فيه، تأزُّرَ أنوارٍ على ظُلَم
تبدي سواعدَ أكمامٍ تُريك بها
مشيَ العقارب في ألوانها السخم
من كلّ مدَّرعٍ بالحزم ذي جَلَدٍ
لا يشتكي في أليم الضرب من ألم
وما رأيتُ أسوداً قبلهم فتَحَتْ
مدائناً نازَلَتْها وهي في الأجُم
سُدتم وجدتم فأوطان النجوم لكم
مراتبٌ من علّو القدر والهمم
وأرضُ بُنصُرَ قد أهدى غرائبها
لملكهم مَلْكُهَا في سالف القدم
قل للعفاة أديموا قصد ساحته
إن نمتمُ عن نداه الغمرِ لم ينم
لولا مكارمُ يحيى والحياة ُ بها
مارُدّ روحُ الغنىف ميّتِ العدم
مَلْكٌ إذا جادَ جادَ الغيثُ من يده
فمسقَطُ القطر منه منبتُ النعم
إذا أثار عجاجَ الحرب ألحفها
ليلاً بهيماً بكرّ الخيل بالبُهم
أنسيتنا بأيادٍ منك نذكرها
خصيبَ مصرٍ وما أسداه للحكمي
وقد طويتَ من الطّائيّ ما نَشَرَتْ
من المفاخر عنه ألسنُ الأمم
هديتَ من ضلّ عن مجدٍ وعن كرمٍ
بما تجاوزَ قدرَ النار والعلم
خُصِصْتَ بالجود والبأس المنوط به
والجودُ والبأس مولودان في الشيم
ولو رآك زهيرٌ في العلى لثنى
لسانهُ في كريمِ المدحِ عن هرم
فاشرب خبيئة َ دنْ أظهرتْ حبباً
للثم منه ...........ثغر مبتسم
لها تألقُ برقٍ، كيف قيّدهُ
في الكأسِ ساقٍ يُنيلُ الوَرْدَ في عنَم
وكيف تُسْمِعُ في هامٍ تُفَلّقها
صهيلَ صمصامك الماضي لذي الصمم

قديم 10-07-2010, 08:24 AM
المشاركة 57
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
( عبد الجبار بن حمديس )


إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
إلى السماءِ فكلّ الخوفِ في النظر
فإنَّهُمْ يَتّقونَ البَطْشَ مِنْ مَلِكٍ
منفّذٍ أمرهُ كاللمح بالبصر

قديم 10-07-2010, 08:24 AM
المشاركة 58
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
( عبد الجبار بن حمديس )


إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
فكل فراقٍ موجِعٌ في انقطاعها
وإن كانت الأيَّام مطبوعة على
خِلافي فقلْ مَنْ لي بنقل طباعها
فلا تقطعوا عنّا سطورَ رسالة ٍ
تُمثِّلُ لي أشخاصكم في سماعها
فلي كبدٌ بالبين منكم تصدّعتْ
وطولُ اغترابي زائدٌ في انصداعها
لأصْبَحْتُ في الدّنْيا حريصاً عليكمُ
ألا إنّ مثلي زاهدٌ في متاعها

قديم 10-07-2010, 08:26 AM
المشاركة 59
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
( عبد الجبار بن حمديس )


إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
محيطاً بما يجرِيهِ فينا التنفّسُ
وربّتما كان الغذاءُ مَضَرُّة ً
يذمّ به العقبى جهولٌ وكيّسُ
وأمراضنا أسبابُهنّ كثيرة ٌ
تحلّ بأجسامٍ فتهلِكُ أنْفُسُ

قديم 10-07-2010, 08:26 AM
المشاركة 60
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
( عبد الجبار بن حمديس )


إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
ولم أتقِ الإغراقَ منها على نفسي
وقد شملتني شيبة ٌ لم أبتْ بها
فما لي في ليلي وقد طلعتْ شمسي
غرست بكفّيَّ المعاصيَ جاهِدا
ولاشكّ أني أجتني ثمرَ الغرسِ
إلى الله أشكو جُمْلة ً أرتدي بها
وأصبحُ منها في الذنوب كما أمسي
فيا وحشي من سوء ما قدّمتْ يدي
إذا لم يكنْ في القبر من رحمة ٍ أنسْي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الأندلسي ( إبن هانئ الأندلسي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 47 09-07-2020 11:45 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( حيدر بن سليمان الحلي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 01-10-2012 08:19 PM
الأدب العربي في العصر الأندلسي رقية صالح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 9 08-04-2011 09:04 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 105 10-07-2010 10:50 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 10-01-2010 07:32 PM

الساعة الآن 02:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.