قديم 01-06-2015, 01:56 PM
المشاركة 11
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذ ياسر علي ..
بما أننا وصلنا لنقاط اتفاق عامة ..
فالتفاصيل إذا أحيلت على الأصول الكلية المتفق
عليها فلن يكون هناك خلاف إن شاء الله .. والخلاف يرد إلى ما يرفع
به الخلاف (وهو الوحي المعصوم) ..لكن قبل هذا
سأناقشك في بعض ما ذكرت في المشاركة السابقة ..

تقول :
فالذي يسعى إلى جعل الناس على منهج واحد فهو واهم لا أكثر


أقول :
ومن الذي يسعى إلى ذلك ..؟ الذي يسعى إلى ذلك يعتدي على سنن الله الكونية ..
إنما الدعوة تكون إلى جعل ((المسلمين)) على منهج واحد لأن دينهم واحد
وكتابهم واحد .. وكتابهم دعاهم إلى الاجتماع ونهاهم عن التفرق ..
التفرق حتى في أبسط صوره ..
روى أبو داود (2628) عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ) فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ . صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وروى مسلم (430) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآنَا حَلَقًا فَقَالَ : (مَالِي أَرَاكُمْ عِزِينَ) ؟



تقول :
فلا أدل على هذا الاختلاف ما نشاهد عليه الفرق الإسلامية اليوم ، فهي كلها تنهل من نفس المعين ، لكن لكل منها أولوياتها ، و لكل منها أسسها المعرفية التي تستنبطها من الكتاب والسنة . وتصل هذه الفرق حد التناحر والتنافر و التناقض ، و السبب هو في أنانيتها و سعيها إلى احتكار الحقيقة ، مما يجعلها تلجأ إلى المنهج الإقصائي و عدم قبول الآخر .



أقول لك:
الافتراق داخل دائرة الإسلام هو من علامات النبوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به فلابد أن يقع وليس هذا إلا من باب القدر الكوني لا الشرعي .. فالتفرق سنة كونية لكنها مبغوضة في الشرع
فكما أخبرنا عليه السلام بوقوع الخلاف دلنا على سبيل النجاة والأتلاف.. ولو كانت الفرق ترد الخلاف لما يرفع الخلاف لما وقع التناحر والإقصاء .. ولو كانت تنهل من معين واحد لما اختلفت.. هذا تناقض في القول .. ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا .. الأيات ))
الرسول أخبر أن كل الفرق في النار ( وهذا إقصاء منه صلى الله عليه وسلم بمصطلح العصر) إلا واحدة .. وهى تلك التي تتبع الكتاب والسنة بفهم الصحابة سلف هذه الأمة ..
وكلها في النار أي متوعدة بالنار وليست مخلدة فيها كالمشرك .. فهم في دائرة الإسلام لكنهم مبتدعة خارج دائرة السنة ..
فأي شخص يكتل بعض المسلمين في تنظيم ويضع لهم أصولاً تخالف أصول السنة فلابد ان يحصل منه الشقاق والخلاف والتناحر
ولابد أن يؤول الأمر للسيف كما قال أئمة السلف .. لن تجد مبتدعاً
في دين الله إلا وأخر أمره السيف واستحلال القتل للمخالف .. وليس
لمخالف السنة بل لمخالفه هو فيما ابتدعه في دين الله ..



تقول :
أعلم أن الإسلام منهج متكامل ، و صالح لكل زمان و مكان ، و قابل للحياة ، لكن لن يتم تنزيله بدون اجتهاد حقيقي ، يقف على الضوابط الحقيقية التي يمكن من خلالها تحقيق الحد الأدنى من الالتزام



أقول :
انتبه لعبارتك تلك فسوف تنقضها بما يلي .. الإسلام منهج متكامل
أى لا يعوزه شيء .. فلماذا قلت بعدها :
هنا نحن بحاجة إلى الثقافة الغربية ، فلا يمكن أن تحمل فكرا أنانيا و اقصائيا و تبني به أمة ، فالغرب يعج بمختلف الطوائف و مختلف الملل والنحل ، لكنها استطاعت أن تتعايش ، و يحترم بعضها بعضا في ظل القانون و العدالة ، وهذا فكر ليس شيطانيا بل عصارة اجتهادات و توافقات و احترام سنن الله في كونه .

أقول : والسؤال الأن .. هل الإسلام صاحب المنهج المتكامل يحتاج
للثقافة الغربية حتى يستطيع التعايش مع الملل المخالفة.. إذن هو ليس بنمهج متكامل !
أم أن المسلم المنحرف (الأناني )بحاجة إلى العودة إلى منهج الإسلام الحق وليس منهجه هو ليعرف كيف يتعايش مع المخالف ..
يا أخى الكريم ..كل هذا المدح للغرب في تعايشه هل ترى أنه واقع حقيقي للغرب ..
لا عنصرية ولا قتل للمخالف .. ولا لتحطيم رؤوس الأطفال على الصخور.. لو شئت لأتيك بنقول من معتقدات القوم يشيب لهولها الولدان ..
ألم تبني أمريكا حضارتها إن ساغ لنا تسميتها حضارة على جماجم الهنود الحمر ..
ألم تقرأ تاريخ الحروب الدينية في الغرب داخل الملة الواحدة..
ألم تسمع عن لافتة (ممنوع دخول الكلاب والزنوج) .. من صاحبها ..
ولن أحدثك عن جرائمهم مع المسلمين فلاأخالك تنكرها.
لاشك أن الأمة تعاني من التخلف في الدنيا .. وهذا مترتب على التخلف والتخالف في الدين ..
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))
لابد أن تضع يدك على أصل الداء .. كانت العرب قبائل متفرقة لايعبأ
بهم أحد ولا يقيم لهم وزنا .. ثم جاءهم هذا الدين الحنيف ..فصاروا
به أعز وأقوى وأنجب الأمم .. صارت ترتجف لهم القلوب مهابة وإجلال .. اهتزت لهم عروش الشرق والغرب وجائتهم الدنيا زاحفة
وكانوا فيها أزهد الناس .. وهذا هو الرعيل الأول ..
السلف الصالح ...
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات .. بدلو وحرفوا وابتغوا العزة في غير هذا الدين فأزلهم الله ..
هذا هو بيت القصيد .. إذا أردت الإصلاح فعليك بطريقة الانبياء والرسل .. دعوة للتوحيد ونبذ للشرك .. مع توحيد المتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ونبذ للأفكار المخالفة المنحرفة ..نبذ للخرافة والدجل والعته الفكري.. والعمل الصالح بهذا المعتقد المصفى .. فنعود للأيام التي قد خلت .. ويتحقق لنا وعد ربنا ..
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))
((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ))
((نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " .))

قديم 01-06-2015, 03:06 PM
المشاركة 12
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الإسلام منهمج متكامل ، يعني أن الإسلام دين إنساني رحمة للعالمين كمبادئ عامة ، ميزته الأساسية الانفتاح أكثر من الانغلاق ، فلو أخذنا اللغة وجدناه يعلمنا أن لا أفضلية لسان على لسان و لو أخذنا العرق وجدناه حسم في أمر المساواة ، ولو أخذنا العدل وجدناه يمكن الجميع من العدالة ، و جعل العدل أساس التقوى ، و لو أخذنا العقيدة وجدناه يقول لكم دينكم ولي ديني ، و لا إكراه في الدين ، و الإسلام حرم الاعتداء ، و الظلم و قيد حتى رد العدوان بالاعداد و الاستعداد ، و الأخذ بأخف الضريين ، و غيرها من المبادئ الأساسية التي لا تختلف عن أساسيات بناء الحضارة الغربية الحالية .
والاسلام منهج متكامل لا يعني أن الإسلام يتضمن كل دقائق الحياة ، فالاسلام " كدين" لم يتحدث عن علم الرياضيات مثلا أو الفزياء و لم يضع قوانينها ، لكنه حض على طلب العلم ، فتلك إجتهادات إنسانية ، وعندما أتحدث عن الثقافة الغربية ، فهي منتوج الإنسان الغربي الصالح في مجالات التسيير و العلوم ، و هذا أمر مفروغ منه ، فالبيئة الغربية أنتجت تلك الثقافة ، والثقافة منظومة متكاملة ، فهناك عقل غربي متفوق ، وهذه مسألة بديهية ، فعقلنا لحد الآن لا يزال تابعا و لم يصل بعد إلى درجة الإبداع ، أو إن شئت أن يكون له السبق في ابتكار الحلول لمعضلات الكون ، وإكراهات الحياة . فالقول أن الإسلام منهاج متكامل والركون إلى التواكلية فهذه من معضلاتنا الأساسية .

فالمشكلة أذن ليست في الإسلام لكن في فهمنا للاسلام ، في تخلفنا الذي نقرأ به الإسلام ، في عدم قدرتنا على تسيير أمونا التي أضحت محط عبث العابثين ، و كرد على القصور ، و تكريسا للهزيمة ، نرمي الأمم المتقدمة بالبلوى و نجتهد من أجل الوقوف على عيوبهم لكي نستر بها ضعفنا الواضح الذي لا يحتاج إلى أن يبحث الإنسان الغربي ليتأكد له أننا شعوب بدائية ، فنظرة بسيطة إلى تصرفاتنا عبر العالم تؤكد من نحن ، وتعطي صورة مخجلة عن المسلمين .

وشكرا

قديم 01-06-2015, 03:39 PM
المشاركة 13
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لو كانت أساسيات الإسلام هى نفس أساسيات الغرب لكنا نحن وهم على دين واحد ..
حينما تكلمت عن تناقضك في قول الإسلام دين متكامل .. كان بسبب ذكرك الحاجة للغرب
لنتعلم كيف نتعايش مع المخالف .. وهل هذا مفقود في ديننا .. حتى نذهب لنتعلمه من غيرنا ..
لو كان هذا مفقود لما وجد ذمي واحد على أرض دخلها الإسلام .. بل بلاد الإسلام فيها أهل الذمة
ومصطلح اهل الذمة ليس سبة في حقهم .. فهؤلاء في ذمة المسلمين يعنى لو تعرضوا لأذى فهو عار
في حق المسلمين حتى يعيدو لهم حقهم .. كما تقول فلان في ذمة الله .. لايصل إليه أحد بالأذى..
واتذكر موقف شيخ الإسلام حينما دخل على ملك التتار وكلمه في شآن الأسرى .. أجيب إلى فك أسرى المسلمين
دون أهل الذمة (يهود ونصارى)فأبى شيخ الإسلام إلا أن يطلق الأسرى من الذميين مع أسرى المسلمين..
المشكلة لديك أخي الكريم .. انك تمزج بين الثقافة وبين العلوم المادية التي لا تأثير للثقافة عليها
كالطب والهندسة والفلك والتي تعود لاجتهاد البشر في الاستفادة من الماديات التي خلقها لنا الله
ومن أجل سد حاجات البشر .. هذا لا خلاف فيه .. لكن الثقافة لا تنفك عن الاخلاق والدين ..
وقل لي ما دين الطب والهندسة ؟ ..
الأصل عندنا أن الامور الدنيوية مباحة مالم تكن ممنوعة في ديننا ..
ولنضرب أمثلة لنبين الفرق بين المستفيد من الغرب والمتدجن :
فرق بين أن يتعلم الطبيب كيف يمسك المبضع بطريقة صحيحة تفيده في إجراء العملية حتى وإن كانت
الطريقة مستفادة من غير المسلمين ..
وبين أن يمسك المبضع بطريقة تجعله يشبه فقط استاذه الغربي الذي كان يمسك المبضع بتلك الطريقة ..
الأول مستفيد والأخر قرد مقلد ويرى الخير كل الخير في تقليد استاذه الغربي حتى تكون فضلاته كفضلاته !
ودائماً المهزوم مولع بتقليد المنتصر .. وسائراً في فلكه ..
فرق بين أن استعمل سيارة حديثة تعينني على السفر وعلى متطلبات الحياة وبين أن استعمل سيارة حديثة لأنها
على نفس النوذج الغربي في التصميم فتجعلني فقط شبيها بهؤلاء السادة البيض المتحضرون..ولأنني لن اشعر بتحضري إلا لو صرت أركب ما يركبون واكل ما ياكلون وألبس كما يلبسون ..
الإسلام يجعل للمسلم شخصيته المتفردة التي تؤثر ولا تتأثر .. وهذا لن يكون إلا بالعودة لأصول هذا الدين
العظيم والتمسك بها .. لن تكون إلا حينما نعرف أن لنا نهر ولهم نهر .. فعلينا تنظيف نهرنا واستغلاله
في تقدمنا لا أن نكتفي بشق قناة من نهرهم ليفيض علينا بالخير الموهوم ..
كلامي لا يرفع اللائمة أبداً عن أصحاب تلك الملة السمحة .. فالعيب فيهم بالأصالة وليس في غيرهم .. بل إن تسلط غيرهم عليهم هو بسبب تقصيرهم هم ..
ياله من دين لو كان له رجال ..

قديم 01-06-2015, 11:35 PM
المشاركة 14
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الإسلام دين متكامل كمبادئ عامة ، و الثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة . فالإسلام كمنهاج نظري متكامل ، و المسلمون متخلفون جدا في ابتكار آليات التنزيل ، التي فلح الغرب في ابتكارها وتأسيسها . وتنزيلها على الوجه الأمثل و رغم ذلك لا زالوا يبحثون عن أساليب التطوير ، أما نحن فقد اكتفينا بالمبادئ العامة نجترها دون أن نتزحزح قيد أنملة في آليات التنزيل .

سنأخذ أمثلة عينية ، عندما سألتك من يفتي لم تتردد في القول العالم التقي الورع العارف بأمور الدين ، وجاء على لسانك هكذا بسرعة ، وأعتقد اعتقادا جازما أن هذا نابع من نظرتنا العامة إلى الأمور ، نحن لازلنا في زمن نعتبر فيه الفرد قادرا على حل كل المعضلات و هذا زمن متجاوز كلية أستاذي الكريم ، و هذه هي ذهنية التخلف بالتمام والكمال ، لا يوجد على الأرض شخص قادر على الإفتاء اليوم و أظن أن هذه المسألة ستصدمك كثيرا . لو أخذنا مثال الطّب الذي هو علم من العلوم ، فالأطباء فيه كل واختصاصه ، فلا يمكن لطبيب العيون أن يداوي الأنف أو أمراض الجهاز الهضمي .... فأول مفتاح للاقدام على الفتوى هو التخصص ، فلا يفتي الفقيه في مجال لا يعرفه و نحن نعلم علم اليقين مدى الأنانية التي يحس بها علماؤنا و عدم قدرتهم على قول لا أعلم ، بل من هب ودب يفتي في كل شيء ، ثم أضف إلى ذلك ، الاختراع والابتكار في الطب لم يعد من اختصاص الفرد ، بل دائما نجد فريقا تابعا لمؤسسة ، وهنا ضع تحت المؤسسة أكثر من خط ، فالابداع و الابتكار هو نابع من مؤسسة ، فكذلك الافتاء ، لو أردنا تحويله إلى علم الافتاء ، يبتكر الحلول الحقيقية ، فلابد أن يسند إلى مؤسسات ، ولو كنا في مرتبة الدول الغربية حضاريا لما أنصتنا بعد إلى المفتي المتسرع يقول رأيه فنعتبره قانونا نسير على منواله . فكل الفتاوى التي تصدر من الأشخاص هي مجرد آراء لأنها لا تخضع للعلمية . فما هي العلمية في الفتوى .

الشخص الذي ينتمي إلى هيئة الإفتاء يجب أن يكون عارفا ليس فقط بأمور الدين بل بأمور الدنيا أيضا ، فالفتوى لها مضاعفات على السياسة على الاقتصاد على سلوك الأفراد على مصير الأمة عامة ، فلا يمكن أن تصدر الفتوى دون دراسة الظاهرة التي سيفتي فيها الشخص من جميع النواحي ، الجانب النفسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي .... وهذا لن يقوم به عالم واحد وربما ما سمع يوما بعلم النفس أو علم الاجتماع أو يستطيع أن ينجز دراسة علمية في هذه الميادين ، فليست الأمور بهذه البساطة التي نتصورها ، وسبق أن قلت لا يمكن أن نقول أن الإسلام منهج متكامل فقط ، فنطمئن إلى جهلنا وتخلفنا .

سأعطيك مثالا واضحا ، وعمليا أكثر ، في إطار الشراكات التي تبرمها جمعيات تنومية محلية في بلدان العالم الاسلامي مع جمعيات "الإتحاد الأوربي" و تساهم فيها الجمعيات الأوربية ماديا بتوفير بعض الآليات أو تتبنى كلفة المشروع كلية أو تساهم فيه ، فعندما يأتي هؤلاء أول عمل يقومون به هو دراسة جدوى المشروع ، ثم الترويج للمشروع حتى يتبناه الأفراد ، ثم انجاز المشروع وتكوين الأشخاص الذين سيسيرونه ، ثم بعد ذلك تتبع المشروع بعد الإنجاز . لنأخذ مثالا في هذا .

قرية صغيرة تريد تدبير نفاياتها ، رغم أننا مجتمع تعتبر فيه الطهارة شطر الإيمان ، فمشكلتنا أن الطهارة مقتصرة عندنا في الوضوء لا أكثر ، بينما طهارة المكان وتدبير النفايات قضية ثانوية ، رغم ما يوجد في أدبياتنا الإسلامية من نصوص تعالج البيئة والرفق بالحيوان و الحفاظ على الطبيعة وغيرها ، لكن لا نملك الثقافة اللازمة و الميكانيزمات لتنفيد هذا المقصد الشريف ، و لذلك نبقى مجرد بدائيين ، فلإنجاز مشروع كهذا يقف الأوروبيون على المشروع ودراسته ، ويروجون له بمساعدة الأطر المحلية ، ثم في الغالب يتكفلون بإحضار الآليات و بناء المطارح ، و من ثم يسهرون على تلقين الجمعيات كيفية التعامل مع النفايات ، و النفايات القابلة منها لإعادة الاستعمال و التي سيتم حرقها وغيرها من الأدبيات، و يرسلون أساتذة متخصصين في مجالات التواصل و كيفة إدارة الاختلافات بالإضافة إلى المتخصصين في المجال المحدد الذي تشمله .

فهنا تنقل مجتمعا من طريقة بدائية في التعامل والسلوك إلى طريقة حضارية . تعلم شخصا كيف يرتقي من التقليدية إلى الحضارة ، تنقل الإنسان من ثقافة تقليدية إلى ثقافة حضارية .
الثقافة الغربية ليست كلها شرا . بل لم نصل بعد حتى إلى أجزاء في المئة مما وصولوا إليه ثقافيا .

قديم 01-10-2015, 11:37 AM
المشاركة 15
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يقول الأخ ياسر علي :

الإسلام دين متكامل كمبادئ عامة ، و الثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة . فالإسلام كمنهاج نظري متكامل ، و المسلمون متخلفون جدا في ابتكار آليات التنزيل ، التي فلح الغرب في ابتكارها وتأسيسها . وتنزيلها على الوجه الأمثل و رغم ذلك لا زالوا يبحثون عن أساليب التطوير ، أما نحن فقد اكتفينا بالمبادئ العامة نجترها دون أن نتزحزح قيد أنملة في آليات التنزيل .

أقول :
قولك الإسلام متكامل كمبادئ عامة والثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة ألا يعد هذا انتقاص للإسلام إذ ان اللازم من كلامك أن الإسلام لم يأتي بأسس للحياة الكريمة .. مجرد أطر عامة لاتملك بمجردها التأسيس لحياة كريمة ..إلا بالعودة للغرب.. وأنا لا ألزمك بلازم قولك بل أبين لك مغبته فانتبه..
ولاتنس أننا حينما نتكلم عن الإسلام فنحن نتكلم عن دين .. لا عن الطب والهندسة بل عن ( عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاق)
ودعني أسالك لو كان الغرب كما تدعي يملك ألية التنزيل فمالذي منعهم أن يكونوا مسلمين أفضل منا علماً وعملاً وتنزيلاً ؟..
لأن الأمر يبنى أولاً على صحة المعتقد .. وقولك أننا اكتفينا بالمبادئ
العامة فهذا صحيح بالنسبة لدعاة الليبرالية.. هم لا يريدون إلا المبادئ العامة التي لا تفرق بين إسلام ونصرانية ويهودية .. أما أهل الحق
يلحون في تطبيق الإسلام بكل تفاصيله أصوله وفروعه وشعارهم قوله تعالى (( ادخلوا في السلم كافة)) و ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض))..
هل تعتقد أن الإسلام أنزل علينا أحاجي وألغاز وتركنا لنبتكر أليات فك شفرتها وتنزيلها على الواقع ونحن قصرنا ولم نقم بمايجب؟! ..
الإسلام الذي علم الناس كيف يتخلون .. وكيف يتطهرون .. تركهم
هكذا بمجرد المبادئ العامة التي لا تختلف عليها الأديان..
ماهو الإسلام إذن ؟..

يقول :
سنأخذ أمثلة عينية ، عندما سألتك من يفتي لم تتردد في القول العالم التقي الورع العارف بأمور الدين ، وجاء على لسانك هكذا بسرعة ، وأعتقد اعتقادا جازما أن هذا نابع من نظرتنا العامة إلى الأمور ، نحن لازلنا في زمن نعتبر فيه الفرد قادرا على حل كل المعضلات و هذا زمن متجاوز كلية أستاذي الكريم ، و هذه هي ذهنية التخلف بالتمام والكمال

أقول :
كان الجواب العام على سؤال عام ..(من الذي يفتي في الدين؟)
فإذا أردت جواباً تفصيليلاً لأجبتك .. ولعلي فعلت دون التعريج على مسألة التخصص لأنها منتهية عند أهل العلم .. وفرق كبير بين الفتاوى الشرعية والمعضلات الاقتصادية والسياسية .. أنا لن أذهب
لأستفتي عالم حديث عن كيفية الزراعة وتربية الماشية مثلاً ..
لكن دعني أخبرك عن أمر عملي .. كلنا يمر به .. الفرد فينا حينما يمرض ماذا يفعل ؟.. لن يذهب للسباك طبعاً!.. سيختار طبيباً جيداً ويستفتيه..
وسيأخذ بكلامه.. وهو مجرد فرد واحد .. لكن حينما تكون هناك مسألة قومية متعلقة بصحة المواطنين .. لا شك سيجتمع لها أكبر المتخصصين الرسميين وغيرهم لحلها ولن نكتفي بالذهاب لطبيبك الخاص .. هل عرفت الفرق الذي جعلك تقيس مع الفارق ..
هذا والله مستفاد من ديننا الحنيف..
((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا )).
أما ذهنية التخلف فدعني أوضحها لك .. في كلمتين ..
المتخلف الحقيقي هو ذلك الذي اخترع في دين الله واتبع في الدنيا ..
والمتحضر الحقيقي ( المسلم الحق).. هو ذلك الذي اتبع في الدين واخترع في الدنيا..
ديننا يحثنا على الإبداع في الدنيا لا مجرد أن تكون مستهلكاً لاختراعات غيرك تابعاً لهم.. وأن تكون في الدين متبعاً ..فكم بين دعوة الدين الحق .. ودعوة التغريبيين ..

يقول :
لا يوجد على الأرض شخص قادر على الإفتاء اليوم و أظن أن هذه المسألة ستصدمك كثيرا . لو أخذنا مثال الطّب الذي هو علم من العلوم ، فالأطباء فيه كل واختصاصه ، فلا يمكن لطبيب العيون
أن يداوي الأنف أو أمراض الجهاز الهضمي ...


أقول :
الصدمة ليست في المعلومة الصدمة هي في تناقضك..
فأنت تزعم أنه لا يوجد شخص قادر على الفتيا اليوم .. وهذه منك
ـ لو تدري ـ فتيا.. فكيف تنكر القدرة على الفتيا .. بفتوة منك ..
فهل هذا القول منك نابع من دراسة ما .. فأسلوب الحصر والقصر هذا لا يليق بمن هو مثلك الذين لا يسلمون إلا بالفتاوى المؤسسة على العمل الجماعي المنظم الخاضع للنظم الغربية .. فكيف نقبل كلامك
لو طبقنا عليه قواعدك ..
ثم لاتترد في رمي العلماء بعدم الاهتمام بالتخصص في العلوم الشرعية وهى أشياء يعرفها حتى العوام .. التخصصات الشرعية موجودة ويمكنك التخصص فيها لو أردت لتنفع بها العوام .. لكنك تنكرها .. وهذا لم ينكره حتى المستشرقون.. بل لدينا من التخصصات ما يثير العجب والدهشة ..
فلم يخدم قوم دينهم كما خدم أهل السنة دينهم حتى أنك تستطيع التحديث بحديث تسنده بنفسك عن شيخك حتى تصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وغيرك لا يرقى حديثهم لأضعف حديث عندك ..

بسبب ذلك العلم الفذ الوعر .. علم الحديث .. وداخله علوم أخرى أدق وأكثر تخصصاًُ وصعوبة .. صاغ قواعدها جهابذة الحفاظ ..


يقول :

و نحن نعلم علم اليقين مدى الأنانية التي يحس بها علماؤنا و عدم قدرتهم على قول لا أعلم ، بل من هب ودب يفتي في كل شيء ، ثم أضف إلى ذلك

أقول :

أسأل الله لك التوبة من تلك المقالة قبل فوات الأوان..
فحينما تأتي هكذا على كل العلماء وتصمهم بالأنانية والكبر من أين ستأخذ دينك .. من المؤسسات الغربية!
ألم تسمع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
وأن الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد للأمة دينها .. وأن العلماء ورثة الأنبياء .. وان لحوم العلماء مسمومة..
وان الله أمرنا بسؤال أهل الذكر .. فإذا لم يوجد أهل الذكر فقد أمرنا
الله بما لا نطيق وهذا محال .. وأن ذهاب العلم بذهاب العلماء فإذا رفع العلم بقبض العلماء قامت القيامة وهى لا تقوم إلا على شرار الخلق.. فهل ترى أننا في زمن شرار الخلق ..
بل مدح الله الذين أوتو العلم ورفع
درجتهم .. ومن هنا جاءت عبارة لحوم العلماء مسمومة.. لقد خضت في لحم مسموم.. فتب إلى ربك قبل فوات الأوان..
لو كنت تريد الإنصاف فلا تعمم .. والتعميم هكذا مذموم فيمن لا يرضيهم التوقف عند العمومات من أمثالك.. ولو كان مستندك في الكلام الشرع الأغر لما قلت ما قلت .. فنعم قد كثر الجهل وقل العلم وكثر علماء السوء.. لكن هذا لا ينفي وجود أهل العلم الراسخين..
وليس ذنبهم أنك لا تعرفهم ..

يقول :

الاختراع والابتكار في الطب لم يعد من اختصاص الفرد ، بل دائما نجد فريقا تابعا لمؤسسة ، وهنا ضع تحت المؤسسة أكثر من خط ، فالابداع و الابتكار هو نابع من مؤسسة ، فكذلك الافتاء ، لو أردنا تحويله إلى علم الافتاء ، يبتكر الحلول الحقيقية ، فلابد أن يسند إلى مؤسسات ، ولو كنا في مرتبة الدول الغربية حضاريا لما أنصتنا بعد إلى المفتي المتسرع يقول رأيه فنعتبره قانونا نسير على منواله . فكل الفتاوى التي تصدر من الأشخاص هي مجرد آراء لأنها لا تخضع للعلمية . فما هي العلمية في الفتوى

أقول :
وما ذنبنا إذا كنت تنظر إلينا بمنظار غربي .. فيجعلك تنكر ما هو موجود بالفعل .. مع وجود الخلل فى الموجود لا شك ..
لكنه أمر غير مرفوض
والمطلوب تحسين الوضع لا مجرد التعالي عليه.. فأنت صاحب المبدأ
أن علينا الرفق بمن يخوض في ثوابت الدين وعدم إصدار الأحكام مع التعالي عليه ..
لو كنت تنظر بمنظار أسلافك العظام لرأيت عمر يجمع الصحابة أكابر الصحابة لاستشارتهم في المستجدات من الحوادث التي تحتاج
لحكم شرعي وتعم بها البلوى ..
لكن لو اجمتع الخلق وصح الأثر عن رسول الله فلا عبرة بأحد ولاميزان
إلا ميزان قال الله قال الرسول قال الصحابة ..
ودعك من الخلط المستمر بين أمور الدين والدنيا فقد ذكرت لك القاعدة التي قعدها أهل العلم .. ان الأصل في الأشياء الإباحة مالم يوجد دليل على التحريم .. والأصل في الدين المنع حتى يوجد دليل
على الإباحة..
فانطلق بارك الله فيك في دنياك وأرنا إنجازاتك في الدنيا ولا تكتفي باتباع الغرب ..بل طور واخترع .. واتبع سلفك الصالحين في العقيدة والعمل فيسلم لك الدين وتطيب لك الدنيا ..
لن أقول لك أذهب لعملك على فرس لو كنت تخشى هذا !
بل أركب ما شئت ما دام حلالاً وقل دعاء الركوب ..
وتبقى الخيل معقود في نواصيها الخير .. هى رمز لماضي نحن إليه....
ولا نحتقره ..
فكم بيننا ..

قديم 01-10-2015, 09:27 PM
المشاركة 16
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قولك الإسلام متكامل كمبادئ عامة والثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة ألا يعد هذا انتقاص للإسلام إذ ان اللازم من كلامك أن الإسلام لم يأتي بأسس للحياة الكريمة .. مجرد أطر عامة لاتملك بمجردها التأسيس لحياة كريمة ..إلا بالعودة للغرب.. وأنا لا ألزمك بلازم قولك بل أبين لك مغبته فانتبه..

كتبت في الجملة الأولى كمبادئ عامة و فسرتها في الجملة الثانية كمنهاج نظري ، ولعلك تعرف الفرق بين النظري والتطبيقي ، فلا يكفي مثلا أن تقول أنا مؤمن إذا غاب الإيمان في السلوك . هكذا المسلمون اليوم ، واقعهم مهما دافعت عنه يبقى رمزا متميزا للتخلف . هناك قول للمفكر محمد عبده في هذا الموضوع : في الغرب إسلام بلا مسلمين ، و في بلادنا مسلمين بلا إسلام .

الحياة الكريمة ، يؤسس لها الأشخاص في تصرفاتهم و هي مرتبطة باجتهاداتهم في سبل الرقي بها ، و لا تقولني ما لم أقله ولا تخلط كثيرا بين الإسلام و بين تصرفات المسلمين .



أسأل الله لك التوبة من تلك المقالة قبل فوات الأوان..
فحينما تأتي هكذا على كل العلماء وتصمهم بالأنانية والكبر من أين ستأخذ دينك .. من المؤسسات الغربية!


أسأل الله العفو و التوبة والمغفرة ، من كل الذنوب والخطايا ، و هذا على الأقل ينفي عني الأنانية المفرطة ، عندما اخترت لفظ الأنانية فقد اخترت لفظا مخففا ، لأن الأنا يستعملها الجميع ، بل الأنانية في بعض المواقع هي تعبير عن قوة الشخصية و الإيمان بالذات ما لم تتحول إلى احتقار الناس أو منعهم حقا من حقوقهم الأساسية ، و لم أصف العلماء بصفة مطلقة الشر . و بينت العلّة عندما قلت أنهم لا يقولون لا أعلم وكان أغلب جواب الإمام مالك رضي الله عنه لا أعلم . ، وهنا كل من يقول فيهم لا أعلم استثنيته عند تقديم العلة ، رغم ذلك فأنا أتنازل عن لفظ التعميم . لأقول جلّ العلماء .

وما ذنبنا إذا كنت تنظر إلينا بمنظار غربي .. فيجعلك تنكر ما هو موجود بالفعل


يا سبحان الله ، أنا لا أنظر إلى الأمور بمنظور غربي ، ولا أنكر ماهو معلوم في الدين ، و لكن لا أرى مانعا في أخذ ما هو نافع في الثقافة الغربية و الإبداع الإنساني ، وما يضيرك لو منع الدعاة من الإفتاء ما لم تستند فتواتهم إلى دراسات علمية ، و ما المانع من تقنين الفتوى ، فهل أنا ألغيت الفتوى ، ما الذي يمنع أن يكون العالم تابعا لمؤسسة بدل التغريد خارج السرب أو التستر بجلباب العلم و تنفيد أجندة خفية .




الصدمة ليست في المعلومة الصدمة هي في تناقضك..
فأنت تزعم أنه لا يوجد شخص قادر على الفتيا اليوم .. وهذه منك
ـ لو تدري ـ فتيا.. فكيف تنكر القدرة على الفتيا .. بفتوة منك


أين اكتشفت التناقض ، أنا لا أدعي الإفتاء ، و لا أقول إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ و لا ألزم به أحدا ، و هذا حق من الحقوق الأساسية للإنسان .

الفتوى هي توقيع حكم شرعي نيابة عن الله ، ليست مجرد رأي بل هي قانون ملزم لا يقوم به خارج المؤسسة التشريعية و مؤسسات الإفتاء الرسمية غير العلماء . هناك نوازل يفتي فيها العلماء دون القيام بدراسات ، هناك من حرم مشروبات غازية عادية ، هناك من أفتى بتزويج القاصرات ، هناك من يفتي بالإخراج من الملة ، هناك من أفتى بمقاطعات إقتصادية ، هناك من أفتى بتحريم العمل في بلاد المهجر " دار الكفر" هناك و هناك ، وكلها فتاوى لا تستند إلى دراسات علمية تجيزها بل مجرد رأي يبنيه العالم وفق فهم خاص لأمور تكبر علمه . مما جعل الفتوى تصبح محط استهزاء و يصبح لقب العالم محط شبهة .





فانطلق بارك الله فيك في دنياك وأرنا إنجازاتك في الدنيا ولا تكتفي باتباع الغرب ..بل طور واخترع .. واتبع سلفك الصالحين في العقيدة والعمل فيسلم لك الدين وتطيب لك الدنيا ..
لن أقول لك أذهب لعملك على فرس لو كنت تخشى هذا !



جميل هذا الحض على العمل الصالح ، و اتباع السلف الصالح ، و هنا لا مشكلة أبدا ، و الأجمل هو لا أقول لك اذهب على فرس ، فأحيانا نسير على أقل من الفرس دون علم ، فعندما نسقط ظرف الماضي على الحاضر فهو أعمق ، فعندما يفتي فقيه عالم خارج السياق العلمي أي ما وصلت إليه العلوم فهو نفي للحاضر تماما و ركوب على الفرس ، فحنينه إلى الماضي لا يجعله يتبين أنه راكب على راحلته في ممر سكة الحديد .

عندما ندبر حاضرنا خارج أليات الحاضر ، خارج المدنية ، فهو أعظم من هذا المظهر .

عندما تخرج فتوى تمنع حق الإضراب عن العمل و تجعلها بدعة شيوعية و فكرا غربيا ، و ترى في النقابات المهنية المدافعة عن العمال مجرد منظمة شيطانية وعيد العمال مجرد طقس جاهلي ، فنحن أمام ردة عن الحاضر ، وانسلاخ عن الواقع ، فالنقابة منظمة من منظمات المجتمع المدني التي لها الحق في مناقشة القوانين التي تضعها الحكومة التي من خلالها سينجز العامل واجباته على أحسن وجه دون أن تضر بحقه في العيش الكريم .


و شكرا

قديم 01-11-2015, 04:43 PM
المشاركة 17
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كتبت في الجملة الأولى كمبادئ عامة و فسرتها في الجملة الثانية كمنهاج نظري ، ولعلك تعرف الفرق بين النظري والتطبيقي ، فلا يكفي مثلا أن تقول أنا مؤمن إذا غاب الإيمان في السلوك . هكذا المسلمون اليوم ، واقعهم مهما دافعت عنه يبقى رمزا متميزا للتخلف . هناك قول للمفكر محمد عبده في هذا الموضوع : في الغرب إسلام بلا مسلمين ، و في بلادنا مسلمين بلا إسلام .


أيضاً سأقول لك هذا الكلام ينتقص من قدر الإسلام .. فكيف يكون الإسلام مجرد منهج نظري يترك تطبيقه لأهواء البشر .. أو يحتاج إلى الثقافة الغربية كي نحسن تطبيقه عملياً !.. هذا كلام يضحك الثكلى يا عزيزي .
هل تعرف تعريف الإيمان كما هو عند أهل السنة ؟
قول وعمل ونية .. قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح .. فالإيمان لا يكون إيمان إلا بالعمل .. فكيف يكون الإسلام
دين نظري وليس عملي؟
كلامك مازال فيه تعميم معيب .. بسبب المنظار الغربي الاستشراقي
الذي تضعه على عينيك .. المسلمون اليوم واقعهم يبقى رمزاً للتخلف
كل المسلمين! .. لايوجد مسلم قائم بدين الله على منهاج النبوة ؟!..
لايوجد مسلم ليس بمتخلف؟!.. كل ما سبق مخالف للسنن والأثار عن النبي صلى الله عليه وسلم ..وقد ذكرت لك نحواً منها في الرد السابق ..
أما استدلالك بالـ(مفكر) محمد عبده فجيد أنك سميته مفكراً .. وبما أننا كلنا ذوي عقول فكلنا مفكرين وكلنا نتكلم في أي شيءفي الدين..
إلا التخصصات العلمية الدنيوية كالطب والهندسة !.. فالكلام فيه دون تخصص ودون دراسة جماعية خاضعة لمؤسسات هو عين التخلف! ألا يذكرك هذا بشيء ما ؟!
العبارة التي نقلتها أنت وتتناقلها الألسن دون وعي .. هل فكرت فيها جيداً .. كيف يكون هناك إسلام بلا مسلمين ومسلمين بلا إسلام ..
ستقول لي أنه يقصد تطبيق الغرب العملي للإسلام النظري ..أقول لك
هذا غير واقعي وغير صحيح .. الإسلام لا يفصل بين العمل والاعتقاد .. لايوجد مسلم يعتقد ولا يعمل ولا يوجد مسلم يعمل ولا يعتقد ..
تبقى الأمور المشتركة التي قد تصدر من بوذي أو عابد قرد .. الصدق والوفاء بالوعد والجدية في العمل .. وهذا عند المسلم يكون وازعه تقوى الله وعند غير المسلم يكون وازعه المصلحة الدنيوية أو
تقوى غير الله .. تقوى القرد الذي يعبده من دون الله ..
وهل ما سبق هو الإسلام .. الصدق والوفاء بالعهد والجدية في العمل
كل ما سبق أخلاق يجب على المسلم أن يتصف بها .. لكن لو اتصف بها غير مسلم هل نقول هذا صار إسلاماً .. بل نقول فيه شبه بأخلاق المسلمين ..
لو كان المتكلم ضابطاً لما يقول .. لقال رأيت في الغرب أخلاق إسلامية بلا مسلمين .. ورأيت في بلادي مسلمين بلا أخلاق إسلامية..
هكذا ينضبط الكلام .. فليس كل المسلمين بلا أخلاق إسلامية..
لكن لعل صديق اللورد كرومر كان يرمي إلى شيء أخر بعيد..
ناهيك عن أن الفساد في الغرب قد فسد .. فلا تحدثني عن الوهم والسراب الذي عاد به من عاد من خارج بعد أن تمت( قرطسته ).

الحياة الكريمة ، يؤسس لها الأشخاص في تصرفاتهم و هي مرتبطة باجتهاداتهم في سبل الرقي بها ، و لا تقولني ما لم أقله ولا تخلط كثيرا بين الإسلام و بين تصرفات المسلمين .
قل لي بربك .. ما هو دور الدين في الحياة إذن .. ؟
وما هو تعريف الحياة الكريمة ؟.. وهل الإسلام لم يخبرك كيف تحيا حياة كريمة ولم يطبق الرسول والصحابة عملياً معنى الحياة الكريمة؟
السبب في ذلك التعميم ..هو خلطك بين الأمور الشرعية والأمور الدنيوية التي قاعدتها الشرعية أنتم أعلم بشؤن دنياكم ..
وأنا لا أقولك مالم تقله .. فرق بين القول ولازم القول .. وأنا لا أخلط بين الإسلام وتصرفات المسلمين.. كلامك مسطور وواضح والرد عليه واضح أيضاً..

أسأل الله العفو و التوبة والمغفرة ، من كل الذنوب والخطايا ، و هذا على الأقل ينفي عني الأنانية المفرطة ، عندما اخترت لفظ الأنانية فقد اخترت لفظا مخففا ، لأن الأنا يستعملها الجميع ، بل الأنانية في بعض المواقع هي تعبير عن قوة الشخصية و الإيمان بالذات ما لم تتحول إلى احتقار الناس أو منعهم حقا من حقوقهم الأساسية ، و لم أصف العلماء بصفة مطلقة الشر . و بينت العلّة عندما قلت أنهم لا يقولون لا أعلم وكان أغلب جواب الإمام مالك رضي الله عنه لا أعلم . ، وهنا كل من يقول فيهم لا أعلم استثنيته عند تقديم العلة ، رغم ذلك فأنا أتنازل عن لفظ التعميم . لأقول جلّ العلماء .


أسأل الله ان يتقبل مني ومنك صالح الأعمال ..
ولا داعي لصرف اللفظ عن ظاهره في السياق.. فالمدح قد يكون ذماً بحسب السياق.. وهذا معروف عند العرب..
والإمام مالك كان يجيب بلا أعلم أحياناً كثيرة .. وليس جل إجاباته..
وكذلك على دربه سار العلماء من بعده إلى يومنا هذا .. هناك كلمة مشتهرة على لسان الشيخ الألباني رحمه الله كان يجيب كثيراً على الفتاوى بقوله : نصف العلم ..لا أدري.. أى أن قولك: لا أدري تحوز بها نصف العلم ..
وأنا أريحك فمن وصفت لا ينطبق عليهم وصف عالم أصلاً ..
فالعالم الشرعي ليس بكثرة الروايات والإجازات الشرعية بل العالم الحقيقي هو المتبع للأثار والسنن.. الذي يعلم ويعمل ويدعو الناس للعلم النافع والعمل الصالح .. وهذا موجود في كلام السلف رحمهم الله
فنحن في زمان قل أن تجد عالم .. بل حتى طلاب العلم على منهاج النبوة هم قلة ..

يا سبحان الله ، أنا لا أنظر إلى الأمور بمنظور غربي ، ولا أنكر ماهو معلوم في الدين ، و لكن لا أرى مانعا في أخذ ما هو نافع في الثقافة الغربية و الإبداع الإنساني ، وما يضيرك لو منع الدعاة من الإفتاء ما لم تستند فتواتهم إلى دراسات علمية ، و ما المانع من تقنين الفتوى ، فهل أنا ألغيت الفتوى ، ما الذي يمنع أن يكون العالم تابعا لمؤسسة بدل التغريد خارج السرب أو التستر بجلباب العلم و تنفيد أجندة خفية .

المشكلة كما قلت .. أنك لا تدرك أن الثقافة لا تنفصل عن الدين ..
وأنا أدندن معك منذ بدا الحوار حول هذا ولعلك لم تنتبه ..
وما يضيرك لو قلت نأخذ من القوم ما به نتقدم في الأمور الدنيوية
وقد سبقونا إليه ولا نكتفي بالاستهلاك بل نطور ونبتكر.. لكنك مصر على لفظة (ثقافة).
ومسألة الفتوى .. لابد أن تفرق هل الفتوى في أمر شرعي ورد فيه نص .. مثل أمور العقائد وعلوم الفرائض والمعلوم من الدين بالضرورة ؟..
أم في أمر حادث يحتاج لاجتهاد لمعرفة حكمه الشرعي ..؟
الثاني لاشك يحتاج فيه العالم للبحث والدراسة والتصور وسؤال أهل التخصص كل بحسبه .. مثلاً حكم التدخين .. لم يفتي العلماء بحرمته
إلا بعد التأكد من ضرره الطبي والمادي الغالب على ما فيه من مصلحه.. فصار الحكم في المسائل الحادثة التي ليس فيها نص بعينها مبني على التصور الصحيح لها ثم إدراجها تحت نص عام فتأخذ الحكم العام .. سواء بالتحليل أو التحريم ..
فلا يجوز الخلط بين الحالتين فنصير لبحث مسائل ورد فيها نص وحكم شرعي ونعيد الحكم عليها من جديد .. وهذا هو العبث بالثوابت.

أين اكتشفت التناقض ، أنا لا أدعي الإفتاء ، و لا أقول إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ و لا ألزم به أحدا ، و هذا حق من الحقوق الأساسية للإنسان .

أعرف أنك لا تدعي الإفتاء لكنك وقعت في الإفتاء دون أن تدري
وقولك أن هذا مجرد رأي .. تنسف وجود العلماء القادرين على الفتيا وتقول مجرد رأي .. وأنه حق من حقوق الإنسان .. من أين أتيت بهذا الحق .. من عند الله .. أم من الأمم المتحدة ؟!
لو قلت هذا الرأي في الطب لقامت الدنيا ولم تقعد لكن العلم الشرعي مستباح.. كل يقول رأيه وكأنها مبارة كرة قدم .. حتى كرة القدم لها محللين متخصصين ..

الفتوى هي توقيع حكم شرعي نيابة عن الله

هذا تعريف الفتوى الشرعية .. ومن قال أن الفتوى المجردة عن الإضافة لا تكون إلا في الشرع.. هل تعتقد أن كلامك الذي انتقدته عليك له علاقة بالشرع ..
أنا قلت أنك نفيت وجود من يقوم بالفتيا الشرعية بفتوة منك .. ولم أنسبها للشرع لتعرف مقصدي ..

ليست مجرد رأي بل هي قانون ملزم لا يقوم به خارج المؤسسة التشريعية و مؤسسات الإفتاء الرسمية غير العلماء .


هذا الكلام غير منضبط وغير دقيق.. ليست كل فتوى شرعية تكون ملزمة فهناك فتاوى كثيرة لعلماء في مسائل لم يلزموا بها أحد لوجود الخلاف السائغ في حكم تلك المسألة بل كل يعمل بما ترجح له من الأدلة الشرعية .. وما المذاهب الأربعة إلا نتاج الاختلاف في الفتوى
في الأمور الفقهية .. ولا يلزم مسلم التقيد بالفتوى إلا في حالتين .. أن يكون الدليل مع تلك الفتوى فلا ترد .. أو يكون المذهب الرسمي للدولة ملتزم بتلك الفتوى ويلزم به الرعية .. ويحكم به القضاة الشرعيين في مسائل النزاع .. أما عموم الفتوى فلو سألت عالم فأفتاك بغير دليل شرعي فلا يجب عليك أن تلتزمها .. إلا عند الضرورة كما بينه المحققون ..
ولعلك تقصد القضاء بما ذهبت إليه..
القضاء الشرعي هو صاحب الحكم الملزم وليس مجرد الفتوى ..
والإنسان لن يلجا للقضاء من أجل فتوى في مسألة فقهية ..
الأمور الشرعية أكثر دقة مما تتصور..

هناك نوازل يفتي فيها العلماء دون القيام بدراسات


هذا يتوقف على نوع النازلة .. وطبيعة الدراسة .. فليس كل نازلة
تحتاج لدراسة كما تقول .. ولو عرفت شروط المجتهد في النوازل
لأصابك العجب من شدة القيود التي وضعت للمجتهد ..
ولعرفت أن المجتهد لابد أن يعرف الواقع الذي ينزل عليه الحكم
ولعرفت أنه بعد كل ذلك إما أن يصيب أجراً أو أجرين .. ومن أفتى في نازلة بدون ضوابط شرعية فهو أثم ..

هناك من أفتى بتزويج القاصرات



وهل تزويج القاصرات بمصطلحك أمر نازل .. يحتاج لاجتهاد ..
ومامعنى قاصر في الشرع .. مازلت تخلط ..

هناك من يفتي بالإخراج من الملة

التكفير حكم شرعي له ضوابط شرعية إذا توفرت في المعين
حكم به أهل التخصص في هذا الشأن .. فلو كانت فتوى من عالم
فهى غير ملزمة إلا بالضوابط التي ذكرت .. ولو كانت من هيئة قضائية فهي ملزمة وتترتب عليها أحكام أخرى يقوم بتنفيذها الحكام ..

هناك من أفتى بمقاطعات إقتصادية

هذه فتاوى جماعات حزبية وليست بفتوى عالم مجتهد مثل الألباني
وابن باز وغيرهم .. فالمجتهدين ستجدهم قد حسموا تلك المسائل أن مردها لولي الأمر فهو الذي يقدر الخسائر والمكاسب من تلك المقاطعات ولا تقوم بها أفراد وجماعات فهي افتئات على ولي الأمر.
وأن هذه من الأفكار الدخيلة على بلاد الإسلام وليست من منهاج المسلم ..

هناك من أفتى بتحريم العمل في بلاد المهجر " دار الكفر" هناك و هناك ، وكلها فتاوى لا تستند إلى دراسات علمية تجيزها بل مجرد رأي يبنيه العالم وفق فهم خاص لأمور تكبر علمه . مما جعل الفتوى تصبح محط استهزاء و يصبح لقب العالم محط شبهة .

مرة أخرة تخلط بين المسائل القديمة التي أدلى فيها العلماء بدلوهم
ثم تجعلها مع النوازل الحادثة.. مسألة الإقامة في ديار الكفر عد إليها في كتب أهل العلم.. وفرق بينها وبين السفر المؤقت لقضاء الحاجات..
وليس العيب في العلماء بل العيب فيمن تسوروا العلم من غير بابه
وشوهوا الدين في نظر العوام .. وتلقف هذا التغريبيون وبدلاً من أن
يوجهوا النقد لهؤلاء المتسلقين .. بدأو في الحط على ثوابت الدين ووصم الجميع بالجهل .. بعضهم فعلها عن جهل بسبب فيروس التغريب وبعضهم مغرض..

عندما تخرج فتوى تمنع حق الإضراب عن العمل و تجعلها بدعة شيوعية و فكرا غربيا ، و ترى في النقابات المهنية المدافعة عن العمال مجرد منظمة شيطانية وعيد العمال مجرد طقس جاهلي ، فنحن أمام ردة عن الحاضر..


بما أن الأصول عندك غير واضحة فلاشك سيترتب عليها عدم استيعاب لما قد يتفرع عنها .. فأنت لا تدري لماذا يحرم العلماء زيادة أعياد من عند أنفسنا ولا لماذا يمنع الإضراب في ديننا (الإضرار على الحقيقة).. فالمسألة ليست نازلة في أمر دنيوي بحت .. الأمر متعلق بالاعتقاد يا أخي الكريم .. فبدلاً من الكلام في التفريعات نردك إلى الأصل الأصيل الذي يريحك .. عد لكتاب شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) ومضمونه واضح من اسمه .. كذلك راجع ما كتب في البدع والسنن كذلك السنن التركية ..
ونصحية عامة لك .. عد لكتابات الشيخ العلامة الأديب محمود شاكر
أباطيل وأسمار .. ورسالة في الطريق لثقافتنا .. عد لكتابات الأستاذ
محمد جلال كشك .. الغزو الفكري ..ودخلت الخيل الأزهر..
لتطلع على جزء مهم من المعركة الطويلة المريرة معركة الغزو الفكري للأمة بعد فشل الغزو العسكري لها ..
عد لثقافتك الإسلامية الوطنية وضع أول قدميك على الطريق الصحيح.. بعد خلع المنظار الغربي طبعاً !
والله أسأل أن يهديني وإياك لصراطه المستقيم .. وأن يجعل ما نكتبه هنا خالصاً لوجهه .. فالإخلاص عزيز .. والذي لا يخلص يتعثر..

قديم 01-13-2015, 11:35 AM
المشاركة 18
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ. عمرو : تابعت معك جل هذا الحوار, و الحقيقة أن طريقة تفكيرك و أسلوبك في الدفاع عن الإسلام أسعدتني .
جزاك الله خيراً و أكثر من أمثالك و جعلك نبراساً يهتدى به .

لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه
قديم 01-13-2015, 02:02 PM
المشاركة 19
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذ محمد رأفت عثمان .. بارك الله فيك وجمعني وإياك في فردوسه الأعلى ..

قديم 01-13-2015, 11:59 PM
المشاركة 20
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نبدأ في الكلام على طريقة تعامل المسلم اليقظ الوطني الذي يتبع المدرسة الإسلامية الوطنية

تمنيت أن توضح أكثر ما تقصده بالمسلم اليقظ الوطني
وماهي هذه المدرسة الإسلامية الوطنية فالوطنية هنا غير مفهومة .



وسيأتي لك بكلام أفلاطون وسقراط وهو يشعر من داخله بالفخر والخيلاء وهو ينقل عن هؤلاء .. وهؤلاء نقلوا علومهم من من ..
من الوحي الإلهي المعصوم .. أم من وحي الشيطان الرجيم ..


أين نقل الطبيب علمه ، من ملاحظة و تجربة فهو اسنباط من معطيات موجودة في الكون ، وإن شئت أكثر عمقا ، فهو استكشاف و تعرف على قوانين الله في كونه ، أي التفاعلات الكيميائية و غيرها .

فالفيلسوف أيضا يقف على قوانين الفكر الإنساني انطلاقا من دراسة التصرف أو السلوك ، و دراسة أساليب المحاججة . فهو تفكيك للبنيات اجتماعية و لغوية و ثقافية سائدة ، و دراسة لصفات إنسانية كالفضول والمعرفة والعقل وغيرها ، فهو محاولة مقاربة أنماط التفكير ، رصد للسلوك الاجتماعي ، و الخروج بقوانين و استعدادات هي أيضا في الأخير سنن الله في الطبيعة الإنسانية لا أنفي أنه قد يفشل في الوقوف على كل تلك السنن لأن ما أوتي الإنسان إلا القليل من العلم كما يفشل أيضا الباحثون في الطب و الفزياء و غيرها من العلوم .
فالعلوم كلها هكذا ، تبحث عن طريقة لتجويد السلوك الإنساني ، إن لم نقل كل جوانب حياته .


أقول :
ومن الذي يسعى إلى ذلك ..؟ الذي يسعى إلى ذلك يعتدي على سنن الله الكونية ..
إنما الدعوة تكون إلى جعل ((المسلمين)) على منهج واحد لأن دينهم واحد
وكتابهم واحد .. وكتابهم دعاهم إلى الاجتماع ونهاهم عن التفرق ..



جميل ، أشرت إلى المذاهب الأربعة أنها كلها صحيحة رغم ما يوجد فيها من اختلاف ، فالاختلاف ما لم يتحول إلى انغلاق فكله رحمة ، ما لم يتحول إلى احتقار الآخر و فرض الوصاية عليه ، و هل يعجز علماء اليوم و أقصد المجامع الفقهية و الجامعات في تذويب هذه الاختلافات و ربما وضع مذهب خامس قادر على احتواء كل المسلمين و الانطلاق من جديد .

انك تمزج بين الثقافة وبين العلوم المادية التي لا تأثير للثقافة عليها
كالطب والهندسة والفلك والتي تعود لاجتهاد البشر في الاستفادة من الماديات التي خلقها لنا الله
ومن أجل سد حاجات البشر .. هذا لا خلاف فيه .. لكن الثقافة لا تنفك عن الاخلاق والدين


الإختلاف بيني وبينك بالضبط هو حول مفهوم الثقافة ، إذا حصرت الثقافة في الدين كعقيدة و عبادات وأخلاق و شريعة ، فليس بيننا اختلاف أن عقيدة الغربيين فاسدة و أخلاقهم فيها جوانب فجور و عبادتهم مزيفة و ربما منعدمة ، أما إذا كنت تعني بالثقافة كل منتوج الفكر الإسلامي ، و كل المنتوج الإنساني كعلوم كعادات وتقاليد وغيرها ، فكل ما لا يتنافى مع الكتاب والسنة فهو مرحب به .

أما أن تتحجج بأن من فسدت عقيدته فسد كل عمله الإنساني الدنيوي أي منتوجه من الإبداع والابتكار لتحرم النقابة أو البرلمان أو حقوق الإنسان ، فهذا تفكير غير منطقي ، لأن هؤلاء هم أنفسهم من أنتجوا التقدم في الطب والهندسة والصناعة و كافة العلوم ، فبهذا المنطق فهي أيضا فاسدة .

لي سؤال آخر ، هل محمد عبده و الأفغاني و الكواكبي لم يقدموا شيئا للأمة ؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المدجنون.. سفراء الغرب الوثني.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالةٌ صفراء حمزه حسين ومضات شعرية 12 06-23-2022 07:05 PM
كتاب شمس العرب تسطع على الغرب. محمد أبو الفضل سحبان منبر رواق الكُتب. 12 04-25-2021 01:03 AM
حريق المسجد النبوي 654 هـ أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 07-28-2020 07:19 AM
المولد النبوي الشريف عبدالله علي باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-10-2016 07:59 PM
ماسه صفراء كأنها قطعه سقطت من الشمس تيمه الشمري منبر الفنون. 5 05-26-2011 11:39 PM

الساعة الآن 02:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.