احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2319
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,312

+التقييم
0.70

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
07-31-2015, 08:41 PM
المشاركة 1
07-31-2015, 08:41 PM
المشاركة 1
افتراضي الدولة الزنكية






بسم الله الرحمن الرحيم










حفل عصر الدولة العباسية بالعديد من الدول المستقلة، في شمال سوريا والعراق ما بين عامي 1127-1174 م نشأت الدولة الزنكية كإمتداد لدولة أخري قوية هي دولة السلاجقة. وقد برز دور الدولتين في التاريخ الإسلامي لدورهما الجهادي في مواجهة الصليبيين والدفاع عن الدولة الإسلامية.

وتُنسَب الدولة الزنكية إلى مؤسسها عماد الدين زنكي بن آق سنقر، وأمّا تسميتها بالأتابكية فنسبة إلى أتابك، وهو لقب كان يُلَقَّبُ به مُربُّو ملوك السلاجقة، ويعني الأمير الوالد، ثم أصبح هذا اللقب لقب شرف يمنحه السلاطين للمقربين من الأمراء وغيرهم.


تأسيس الدولة

حظي آق سنقر والد عماد الدين زنكي والملقب بقسيم الدولة، باهتمام المؤرخين بسبب الدور الذي لعبه على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية للدولة السلجوقية، وكان آق سنقر من أصحاب السلطان ملك شاه الأول وقيل إنه كان من أخصَّ أصدقائه، فقد نشأ الرجلان وترعرعاً معاً، ولما تسلم ملكشاه الحكم عينه وثق به واعتمد عليه في مهماته، فكان من أبرز قادته. ومن أقوى الدلائل على الحظوة التي حازها آق سُنقُر عند السلطان، منحه لقب (قسيم الدولة) ، وهذا يعني الشريك ، وكانت الألقاب في تلك الآونة مصونة لا تعُطى إلا لمستحقيها، ويبدو أنه قاسم ملكشاه شؤون الحكم والإدارة، بالإضافة إلى ذلك، فإن آق سُنْقُر كان يقف إلى يمين سدة السلطنة ولا يتقدمه أحد، وصار ذلك أيضاً لعقبه من بعده.

وفي سنة 480 هـ / 1087 م، أصدر ملك شاه أمرًا بتعيين آق سنقر على حلب بسبب إخلاصه للسلطان أثناء حروبه، وخشية من أطماع أخيه تتش بن ألب أرسلان في بلاد الشام. كما أوصى سائر الأمراء بطاعته، فسار آق سنقر إلى حلب على رأس جيش كبير، وأقام فيها بعض الوقت ريثما يدبر أمورها ويصلح أحوالها. لكن بعد وفاة ملك شاه حصل قتال بين تتش بن ألب أرسلان وآق سنقر انتهى بأسر وقتل آق سنقر.

ترك آق سنقر ابنه عماد الدين وهو في العاشرة من عمره. مكث عماد الدين في حلب عامًا واحدًا عند مماليك وقادة أبيه، بعد ذلك تولى الأمير كربوغا أمير الموصل تربية عماد الدين زنكي وتعهده بالعناية والرعاية وتعليمه فنون الفروسية والقيادة والقتال، وترقى في سلك الجندية ليصبح قائدًا لشرطة بغداد سنة 521هـ/ 1127م، ويعطيه لقب الأتابك أي (مربي الأمير)؛ ذلك لأنه توسم فيه الخير والصلاح والنجابة، فعهد إليه بتربية ولديه. بقي عماد الدين مواليا لولاة الموصل الذين عينهم السلطان محمد بن ملكشاه، ورافقهم في معاركهم. إلى أن ولاه السلطان محمود بن محمد على ولاية الموصل سنة 521 هـ / 1127 م .


عماد الدين زنكي و صعود الدولة الزنكية

باعتلاء عماد الدين زنكي سدة الحكم في الموصل قامت الدولة الزنكية. منذ البداية عزم عماد الدين على مقاومة الوجود الصليبي بالشام، بتوحيد الصفوف والقضاء على الفرقة بين الولاة المُسلمين الذين تصرفوا في ولاياتهم وكأنها كيان مستقل عن باقي البلاد، بالإضافة إلى الفوضى التي انتشرت في باقي الأقطار الإسلامية آنذاك، مما ساعد على تثبيت أقدام الصليبيين في الشام، كما كان عليه استرجاع الولايات الشامية التي استولى عليها الصليبيون.

وبالفعل فقد بدأ عماد الدين بضم مدينة حلب عام 1128م بعد أن حصار دام لشهور، أتبعها بضم مدينة (حماة) في العام التالي، تابع بعدها انتزاع الحصون والقلاع واحداً بعد الآخر من يد الصليبيين فتمكن من السيطرة على حصن (الأثارب) بين حلب و(إنطاكية)، ثم استولى على قلعة (بعرين) القريبة من حماة وأسر قائدها الصليبي (ريموند) عام 1136م بعد قتال عنيف، كما فتح (معرة النعمان) و(كفر طاب) وتصدى لهجمات الصليبيين على (شيزر) وألحق بهم أفدح الخسائر حتى استقام له الحال في معظم مدن الشام، عدى دمشق التي استعصت عليه وفشل في انتزاعها من الصليبيين وبذلك نجح في التوسع بإمارته لتشمل مناطق شاسعة.

عقب ذلك اتجه نظر عماد الدين إلى (الرُها) ثاني أهم الإمارات الصليبية بعد (بيت المقدس)، ليحقق عماد الدين بفتح الرها أهم إنجازاته التي قام بها ضد الصليبين مما أيقظ العالم الإسلامي للوقف من جديد أمام الوجود الصليبي في المنطقة وإعادة تحرير ما قد سلب منهم.


عهد نور الدين و توحيد المسلمين

ولد نور الدين في فجر يوم الأحد من 17 شوال 511هـ، وهو ثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي. قاد نور الدين زنكي دولة بنى زنكي إلى أوجها، واتخذ من دمشق عاصمة له تميز عهده بتطور حركة العمران وازدهار اقتصاد الدولة.

سار نور الدين محمود على نهج ابيه عماد الدين زنكي في توحيد الجبهة الإسلامية ضد الصليبيين متأثراً بحركة الإصلاح الديني التي قادها الإمام الغزالي، فكان يؤمن بأن طرد الصليبيين من بلاد الشام لن يتم إلا عن طريق تحقيق جبهة إسلامية قوية تمتد من العراق إلى مصر.

كان هدفه تحرير القدس، حتى أنه أمر ببناء منبراً سنة 563 هـ / 1168م ليضعه في المسجد الأقصى بعد أن يقوم بفتح المدينة وقد صنع هذا المنبر في دمشق بواسطة مهرة الحرفيين من دمشق وحلب. نُقل هذا المنبر بالفعل إلى القدس بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي ودعي هذا المنبر فيما بعد بمنبر صلاح الدين.

تمكن نور الدين من أن يمد حدوده حتى مصر، حيث قضى قائده أسد الدين شيركوه وقضى على الخلافة الفاطمية فيها. ومع وفاة نور الدين زنكي عام 1174 م وضعف من جاء بعده قام صلاح الدين بضم بلاد الشام إلى دولته في مصر.


الدولة الزنكية و نجاح المشروع الإسلامي

'آق سنقر بن عبد الله التركي' الملقب بقسيم الدولة. هو أبو عماد الدين زنكي مؤسس الدولة الزنكية و جد نور الدين محمود موحد بلاد المسلمين.

آق سنقر لمن يكن إلا نتيجة طيبة لاهتمام الوزير العظيم نظام الملك بالعلم والمدارس وأهل الصلاح خلال وزارته لسلاطين السلاجقة العظام ألب أرسلان وولده ملكشاه، وحرصه على استعمال الأكفاء وأصحاب الديانة في المناصب الهامة والقيادية .

وهكذا فقد كانت الفترة الأولى من قيام الدولة الزنكية مرحلة تمهيداً لقيام دولة قوية استطاعت أن توحد المسلمين، وتقف في وجه الصليبيين.

قامت الدولة الزنكية بـ :

- تبني سياسة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين.
- طرد اللصوص وقطاع الطرق والقضاء عليهم، والتخلص من المفسدين.
- القضاء على الفوضى التي كانت متفشية في البلاد .
- معاملة الحكام لأهل البلاد معاملة حسنة؛ فنجد مثلاً أنَّ آق سنقر عامل أهل حلب بالحسنى حتى "توارثوا الرحمة عليه إلى آخر الدهر" على حدِّ قول ابن الأثير .


الدولة الزنكية و جهاد الصليبين

احتل الصليبيون في بداية هجومهم أرضاً أوسع مما احتله اليهود في حروبهم المتعددة مع العرب الآن، وقد تشكلت عدة دول في مواجهة الصليبين بعد احتلالهم للقدس عام 1099م، كان أولها الدولة الزنكية، ثم تلتها الدولة الأيوبية، ثم جاءت دولة المماليك. وقد استمرت الحروب الصليبية ما يقرب من مائتي سنة، حتى استطاع المسلمون أن يطردوهم بشكل كامل.


نظام الدولة

النظام الاقتصادي

الدولة الزنكية كانت دولة حرب، وقد صيغ الاقتصاد ليكون في خدمة الدولة الحربية، فبعد أن كان الإقطاع الإداري هو السائد في الدولة السلجوقية سلف الدولة الزنكية، أصبح الإقطاع العسكري هو النمط الاقتصادي المتبع لدى الدولة الزنكية و فيما بعد في الدولة الأيوبية.

اعتمد الزنكيون نظام الاقطاع الحربي للصرف على جيوشهم خلال جهادهم ضد الصليبيين، حينما نشأ نظام الاقطاع الحربي في الشرق الإسلامي في الدولة السلجوقية كانت الدولة تسير على أساس صرف مرتبات نقدية للجيش النظامي حتى منتصف القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي حيث أدى اتساع رقعة الدولة وصعوبة السيطرة عليها وإرهاق الإدارة المالية بباهظ المرتبات التي تصرف للجيش، إلى تفكير الوزير نظام الملك في الاستعاضة عن المرتبات النقدية، بالاقطاعات من الأراضي لمختلف عناصر الجيش ، وقد انتقل نظام الإقطاع الحربي كاملاً إلى الدولة الزنكية التي نبتت وترعرعت في أحضان السلاجقة ثم ورثتهم بعد ذلك .

من الجدير بالذكر أن الإقطاعي لم يكن يتمتع بمتحصلات الإقطاع لفترة طويلة، فكل ما كان يوفره هذا النظام هو اعطاءه الحق في أن يجمع لنفسه وأجناده مجموعة من الضرائب في مقابل الواجبات المدنية العسكرية التي كان الإقطاعى ملزماً بها .

الخدمات الإجتماعية

اهتم نور الدين محمود بإنشاء المستشفيات (البيمارستانات) وجعلها تقدم الخدمة الطبية المجانية للشعب وقد انتشرت في أغلب مدن الدولة الزنكية وتعتبر البيمارستانات من مفاخر الحضارة الإسلامية التي سبقت غيرها من الحضارات وإذا كان الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (86 - 96هـ/705 - 715م) هو أوّل من بنى البيمارستانات الثابتة في الإسلام.

في دمشق أنشأت مستشفيات عديدة منها البيمارستان النوري الذي شيده نورالدين زنكي وكان من أهم مشافى البلاد الإسلامية عمل به مشاهير العلاج والاطباء وكانت في البيمارستان النوري اقسام عديدة لكل أنواع الامراض وعيادة خاصة أو (صيدلية) تقدم الادوية والعلاج للمرضى.

وقد اهتم الزنكيون بتأسيس المساجد والمدارس والمكتبات، وقلماّ نجد داراً تعليمية تخلو من مكتبة تتبعها مزودة بمجموعة من الكتب التي يرجع إليها الطلاب والباحثون في مختلف التخصصات . وقد أهتم نور الدين محمود بتزويد كل هيئة تعليمية بمكتبة قيمة، وجعل عليها وقفاً كبيراً يصرف منه على المكتبة والمشتغلين بها وقد قال ابن عساكر عن نور الدين: إنه حصّل الكثير من كتب العلوم ووقفها على طلابها، وأقام عليها الحفظة .

العمارة في العصر الزنكي

العمارة الزنكية هو المقصود به الطراز المعمارى الذي ظهر في العهد الأتابكي فقد حدثت طفرة ونهضة عمرانية في الكثير من البلدان التي حكمها الزنكيون. بني في هذه الفترة الكثير من الجوامع والبيارستانات ومن أهمها الجوامع النورية في حماة وحمص والموصل. والبيمارستان النوري، واعيد ترميم الكثير من القلاع والأبواب.








منقول



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الدولة الزنكية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيف الدولة الحمداني أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 09-07-2023 06:23 AM
الدولة الحمدانية أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 1 06-22-2019 02:44 PM
جلال الدولة ملك شاه أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 02-03-2016 07:43 PM
الدولة السعدية أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-14-2015 09:34 PM
إلى أطفال الحولة ديمة زيدان منبر شعر التفعيلة 2 06-15-2012 01:35 PM

الساعة الآن 02:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.