قديم 04-12-2016, 09:04 AM
المشاركة 2401
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]جعل المودة ورفعها [/marq]كما أن الحق المتعال هو ( جاعل ) المودة في نفوس الأزواج فكذلك هو ( الرافع ) لها ، فالجاعل المختار في جَـعْله هو المبطل لما جَـعَله أيضاً كما هو معلوم ..
هذا هو السر في انتكاس علاقات الأزواج بعد طول مودة وصحبة ..فإن كثرة الذنوب منهما وظلم أحدهما للآخر ، بما يؤول إلى ظلم من تحت أيديهم من النفوس البريئة المولودة على الفطرة ، لمن أعظم موجبات سلب هذه المودة المجعولة ، فيحل محلها البغض والنفور لأتفه الأسباب بما يؤدي إلى الطلاق أو العيش المنغّـص ..وواقع الأمر أن عنصر الألفة والمودة مفتقدٌ في كثيرٍ من العلاقات الزوجية ، وخاصة بعد مضي السنوات الأولى من الزواج ..وأما ما هو المتعارف مما يعتبره الخلق ( ألفةً ) ومودة ، إنما هو حبٌ ( للتلذذ ) والاستمتاع ، المستلزم لحب من يتلذذ بها ، والشاهد على ذلك ، إنقطاع تلك الألفة بانتفاء التلذذ منها ، أو العثور على من يتلذذ بها أكثر منها .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
12 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-12-2016, 09:22 AM
المشاركة 2402
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]المسخ الباطني [/marq]إن من المعلوم ارتفاع عقوبة المسخ والخسف في أمة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) إكراماً لمن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، فكان مثَلَه في هذه الأمة كمثل البسملة للبراءة في أنهما لا يجتمعان ..
فلم نعهد انقلاب العباد إلى قردة وخنازير كما في القرون السالفة ، كما لم نعهد إمطار الأرض بالحجارة ، وقلب الأرض عاليها سافلها كما في قوم لوط ..إلا أن هناك عقوبة أخرى شبيهة بتلك العقوبات وهي المسخ في ( الأنفس ) ، والخسف في الأفئدة و( العقول ) ..وهو ما يتجلى لنا في حياة بعض المنتسبين إلى الشريعة الخاتمة ، فنرى (مسخاً ) واضحاً في النفوس يجعلها لا ترى الصواب في العقيدة والعمل ، ولا ترى المنكر منكراً ، ولا المعروف معروفاً ، بل ترى المنكر معروفاً والمعروف منكراً ..كما نرى ( خسفاً ) بيّناً في القلوب ، لافتقاد سلامتها في ترتيب طبقات القلب ، منشؤه الخطايا العظام ..ومن المعلوم أن أثر هذا الخسف في القلوب ، هو جهلها ما فيه رداها ، وبغضها ما فيه حياتها .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
12 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-13-2016, 09:53 AM
المشاركة 2403
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الشرك في التعامل [/marq]إن من دواعي شرك العبد في التعامل الاجتماعي ، هو الالتفات إلى ( الأغيار ) ، توقعاً للفوائد أو دفعاً للأضرار ..
فتراه ينشط في الملأ ليفتر في الخلوة ، وتراه يهتز عند المدح الذي يقطع ببطلانه ، ويضيق صدره بما يقطع بكذبه ..فعلى العبد أن ينظر إلى الأغيار الذين لم يتلبسوا بأيّ معنىً من معاني الإيمان والكمال ، ثم يعلم أنه كما لا قيمة للفرد منهم ، فكذلك لا قيمة ( للجماعة ) منهم وإن كثرت ، إذ أن الوجود الناقص لا يكتسب الكمال بتعدده ، كما أن الأصفار لا تنقلب إلى عدد صحيح بتكرّره ..وهذا المعنى تناولته النصوص الشريفة ، فمنها ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { يا أبا ذر! لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس أمثال الأباعر ، فلا يحفل بوجودهم ولا يغيره ذلك ، كما لا يغيّره وجود بعير عنده ، ثم يرجع هو إلى نفسه فيكون أعظم حاقر لها }

************************************************** ************************************
حميد
عاشق العراق
13 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-13-2016, 10:08 AM
المشاركة 2404
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الفساد المستحدث [/marq]
يكثر الشكوى من كثرة مثيرات الشهوات في هذا العصر ، الذي لم تعهد البشرية زماناً قريناً له في ظهور أنواع الفساد ، الذي ظهر في البر والبحر بل الفضاء ..فلم يترك مبتكرو الفساد طريقة إلا وقد استحدثوها في ( مسخ ) الإنسان إلى موجود لا يعلم في الوجود غير التلذذ والاستمتاع ، بما لا يقاس به استمتاع البهيمة التي يضرب بها المثل في الشهوات ..
ولكن ما ذُكر لا يُـعدّ عذراً يعتذر به العبد يوم القيامة ، بعدما منح قوة ( التمييز ) بين الحسن والقبيح من جهة ، وحرية ( الاختيار ) والإرادة من جهة أخرى ، وعظمة الجزاء الذي بُشّر به الثابتون في آخر الزمان من جهة ثالثة ..وليُعلم أن وجود الثلّـة الثابتة في قلب دائرة الفساد والإفساد ، من أقوى ( الحجج ) على باقي العباد يوم القيامة ، إذ لا يمكنهم التذرّع بجبر البيئة والزمان ، بعد وجود تلك النماذج المشتركة معها في الزمان والمكان .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
13 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-14-2016, 09:43 AM
المشاركة 2405
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]العجب من سلامة البدن [/marq]إن من موجبات العَجَب - وما أكثرها في هذا الوجود العجيب - هو بقاء الإنسان على سلامة في أداء أعضائه لوظائفها المعقدة ، ما يقارب القرن أو أكثر من الزمان ، وما هو إلا لحمٌ وعظم ، ولو كان حديداً لتآكل ..ومن المعلوم أن هذه السلامة في البدن - فضلاً عن الروح - تتوقف على ( سلامة ) ملايين المعادلات في هذا الكيان ، بأنسجته وعصبه وإفرازاته المعقدة ، كما تتوقف على ( انتفاء ) العوامل الخارجية الموجبة للعطب ، كالجراثيم القاتلة المبثوثة في الفضاء ، والتي طالما عبرت الأبدان بسلام ..
فكيف لا يستشعر العبد بعد هذا كله دقة الصنع المذهلة ، التي تجعله ( يخشع ) بإكبار أولاً ، ثم ( يخضع ) باختيار ثانياً ، بما يوجب له الإحساس العميق بالعبودية المستوعبة لكل أركان الوجود ؟! .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
14 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-14-2016, 09:52 AM
المشاركة 2406
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الـحُمقاء في الدين [/marq]إن ما يثير التحيّـر والتحسّر ، هو هذا السعي الحثيث للعباد في شؤون دنياهم ، إذ أن ( ثلث ) حياتهم في اليوم والليلة ، وقف على النشاط اليومي لكسب المال ، لـيَمضي ( الثلثان ) الباقيان في صرف ذلك المال المكتسب في الاستمتاع والاسترخاء ، وفيما لا يُـعدّ زاداً للحياة الأبدية ..
أما السعي في ما يورث له سعادة الأبد ، فلا موقع له في نشاطهم ، أو له موقع لا ( يعبأ ) به متمثل في صلاة لا يُـقبلون فيها بقلوبهم ، ولا تُغيـّر شيئاً من واقعهم ..وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
{ يا أبا ذر! لا تصيب حقيقة الإيمان ، حتى ترى الناس كلهم حُـمقاء في دينهم ، عقلاء في دنياهم }

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
14 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-15-2016, 12:35 PM
المشاركة 2407
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]زيارة الموتى [/marq]إن من موجبات الإنابة وحيازة الأجر كذلك ، هي زيارة الموتى زيارة واعية ، يراد بها تذكير النفس ( بالمصير ) المحتوم الذي ينتظر جميع الخلق الذين لم يكتب لأحد منهم الخلود ، وهو ذلك اليقين الذي لم يُر مثله يقيناً ، يخالطه الشك والتردد سلوكاً وعملاً .
إن من أفضل المشاعر التي تنتاب الزائر لهم ، هو أن ( يفترض ) نفسه بأنه قد نزل به الموت ، ثم أذن له بالخروج من القبر بكفالة مضمونة ، ليرجع أياماً إلى الدنيا معوضاً عن تقصيره ، مكتسباً شيئاً من الدرجات التي فاتته أيام حياته .. فيا تُـرى كم يبلغ ( حرص ) مثل هذا الميت المستأنف للحياة ، وذلك في استغلال كل لحظة من لحظات عودته إلى الدنيا ، وخاصة إذا كانت قصيرة لا تقبل الإمهال والتمديد ؟!..ومن المعلوم أن واقع الأمر كذلك ، إذ كنا شبه أمواتٍ في أصلاب الرجال ، ثم وُهِـبنا الحياة في هذه الدنيا ، لنرجع إلى ممات آخر والهاتف ينادي: { قم واغتنم الفرصة بين العدمين } .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
15 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-15-2016, 12:45 PM
المشاركة 2408
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]قطع العلائق [/marq]إن على طالبي الكمال الالتفات إلى أن العبد لو قطع كل تعلقاته بما سوى الحق ، وأبقى علقة واحدة ، فإن تلك العلقة الواحدة كافية لأن تجعله متثاقلاً إلى الأرض ، بما يمنعه من الطيران في الأجواء العليا للعبودية ..فإن مَثَله كمثل الطير المشدود إلى الأرض ، سواء كان ذلك ( الإنشداد ) بحبل واحد أو بحبال شتى ، فالنتيجة في الحالتين واحدة ، وهي الارتطام بالأرض كلما حاول الصعود ..ولهذا حذّرت النصوص القرآنية والروايات المتعددة من الشرك : خفيّـه وجلـيّه ،
أن الالتفات إلى غير الحق - ولو في مورد واحد - لهو صورة من صور الشرك في التوجه والالتفات ، وهو الذي يمثل روح العبادة .. ومن هنا يمكن القول - بقطع - أنه لا مجال ( للخلاص ) والكمال ، إلا بإتباع أسلوب ( المراقبة ) المستوعبة للجوارح والجوانح معاً ، لنفي كل صور الشرك المهلكة بجليّـها ، والمانعة من التكامل بخفيّـها .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
15 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-16-2016, 08:59 AM
المشاركة 2409
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]محطات الاستراحة [/marq]إن الحالات الروحية العالية التي تنتاب السائر إلى الله تعالى و( المتمثلة ) بالطمأنينة والارتياح والسكون ، مما لا تتيسّر لأهل الدنيا في ملذاتهم ، وهي بمثابة ( محطات ) استراحة للعبد وتشجيع له على إدامة السير ..
ولكن ليس معنى ذلك ، أن ( يركن ) إلى هذه الحالات ، ويغتـرّ بها ويطلبها كهدف ..فالأمر في ذلك كمن يمشي إلى سلطان تنـثر له في الطريق الرياحين والزهور ، فليس له الانشغال بالتقاطها ، لتفوت عليه فرصة اللقاء بالسلطان .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
16 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-16-2016, 09:08 AM
المشاركة 2410
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الهواجس والخواطر
إن مَثَل بعض الأخطاء التي قد لا ترقى إلى حد المعصية ، كمَثَل النار التي تستتبع دخاناً كثيفاً يحجب الرؤية ولو لم تحرق الدار ، ومثالها الهواجس الانتقامية أو الخواطر الشهوانية ، إذ أنها قد لا تنتقل إلى الجارحة وبالتالي لا يقع العبد في دائرة المعصية ، إلا أن أثرهما واضح في ( حجب ) الرؤية الصحيحة للحقائق ، والاتزان النفسي في الأمور ، فيعيش العبد بعدهما حالة من الانقلاب والغثيان الداخلي ، يجعله يفتقد التركيز في العبادة أو في ما يحسن التفكير فيه ..
ومن الواضح أن ترادف هذه الحالات النفسية يجعلها تتعدى - ولو لم يشأ صاحبها - إلى الجوارح ، فيغتاب مثلاً من دون قصد ، عند اشتداد ( الهواجس ) الانتقامية ، وينظر إلى ما لا يحل له عند فوران ( الخواطر ) الشهوانية .

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
16 - 4 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 05:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.