احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3809
 
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية

أحمد الورّاق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
140

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Dec 2011

الاقامة

رقم العضوية
10672
06-05-2012, 07:51 PM
المشاركة 1
06-05-2012, 07:51 PM
المشاركة 1
افتراضي حول القراءة ( قراءة التلقي ) ..
قراءة التلقـّي المستمرة آفة ، ولكن ليس هذا طلبٌ لعدم القراءة ، و لكن فكر ثم اقرأ ، أو اقرأ ثم فكر .


الاكتفاء بالقراءة المستمرة أو المشاهدة المستمرة (كالأفلام) فقط ، يسبب الأدلجة . وأعتقد أن الذي يقرأ كثيراً سوف يفكر قليلاً ، و من يفكر كثيراً سوف يقرا قليلاً .. بحيث يكون التفكير هو المسيطر و ليست القراءة المسيطرة عليك ، ويكون الشخص سيد نفسه ..


و مصداقاً لهذا الكلام لننظر إلى الأمم التي ألفت القراءة و أدمنتها يومياً ، كأمم الغرب على سبيل المثال، سوف نجد أن الناس أصبحوا هم الإعلام والإعلام هم الناس من كتب و تلفاز.. إلخ ، مع أنهم يدعون حرية التفكير .


هذا التلقي الدائم ، يجعل الحس الذاتي والنقد العقلي يختفيان عن القيادة في الشخص و يتبلدان . و النتيجة : عملية غسل دماغ جماعي على نار هادئة من خلال الكتب و الصحافة و القنوات ..الخ ؛ لأنها غالباً مملوكة لأصحاب توجهات معينة .


و كمثال على عمليات الغسل المستمرة و الناجحة التي يملكها عدد قليل تخدم مصالحه : أن تلك الشعوب التبست عليها أبسط الحقائق الواضحة، و أصبحت قضايا معقدة . فكيف يكون التلقي المستمر مغيـِّبا للحس الأخلاقي والنقدي إلى هذا الحد؟ مثل قضية الاستعمار والفصل العنصري ، رغم بساطة فكرتها ووضوح الظلم فيها ، إلا أن بشاعتها لم تتضح لهم إلا عندما أراد الإعلام ذلك ، تبعاً لتغير مصالح مُلاكه ، حينها عرفوها بوضوح .


و مثل قضية الشعب الفلسطيني العادلة والواضحة ، أصبحت قضية شائكة و معقدة لدى المتلقي الغربي ، مع أنك لو عرضت القضية على شخص أمي ولا يعرف شيئا عن الحضارة لعرفها ببساطة : أفراد و جماعات تركوا جنسياتهم في بلادهم ، وتآمروا على شعب آمن وطردوه من أرضه وهدموا بيوته ، ليقيموا دولة لهم بعد أن مسحوا هوية ذلك الشعب و أسكنوه في الخيام وشوهوا سمعته في العالم ، وليس لهم أي مستند سوى أوراق دينية عمرها أكثر من 5000 سنة تستطيع كل أمة أن تقدم مستندات مثلها !! هذا مع المعاملة السيئة لأولئك الضحايا وعدم تعويضهم عن نهب بلدهم و منازلهم .


تلك الأمم القارئة يومياً لا تستطيع أن تقرأ هذه الفكرة بوضوح رؤية ذلك الشخص الأمي!


وحتى لا نصاب بمثل هذا المرض الإدراكي الخطير ، علينا ألا نمتدح القراءة و المتابعة وحدها ، لأنها تؤدي إلى غسيل الدماغ و الأدلجة .


القارئ الحر من الأدلجة دائماً قراءته من نوع القراءة الناقدة، التي تعرف المحاسن والعيوب، وهذا القارئ هو من يستحق التشجيع على كثرة القراءة والاطلاع .


من يقول لك: "اذهب واقرأ" ، فهو يريد لك هذه الغاية: التنويم المغناطيسي ، إن لم تكن ناقداً و مستقل الرأي .
فلو قال لك: "اذهب فكر واقرأ" لكان ينصح لصالحك . أما من يقول : "اذهب واقرأ" فقط فهو يريد أن تتأدلج كما هو متأدلج من خلال القراءة غير الناقدة، القائمة على التعظيم والتقديس للكاتب والمكتوب .


من يقرأ أكثر من أن يفكر هو شخص مُغيـّب وغير موجود .


ولا يـُفهم من هذا أنني معادٍ للقراءة، بل أنا أحبها ، و لكني أحب العقل والتفكير أكثر . لأن التفكير يصنع الذاتية ، أما إدمان القراءة فقط يصنع المسخيـّة . التفكير يجعلنا نعي ما نقرأ و نتذكره في مواضعه ، ونولِّد منه أفكاراً جديدة ، فلا يضيع المجهود سدى .


الشخص المدمن على القراءة أو المشاهدة أكثر من التفكير ، يتعرض للإحراج من الآخرين الذين يفكرون أكثر من كونهم يقرؤون ، وبالتالي يضطر إلى العزلة والابتعاد عن الحوار و رمي الناس بالجهل لأنهم لم يقرؤوا ما قرأ بنفس عينه المبجـِّلة ، و هذا باختصار هو وهم الثقافة و المعرفة ..


وعلى هذا فلا يكون سبب عزلة بعض المثقفين أو إحجامهم عن النقاش أن مستواهم أعلى من غيرهم، فيضطرون إلى العزلة والبروج العاجية ،لا ، بل إن تعرضهم للإحراج من قـِبـَل من يفكرون أكثر مما يقرؤون هو السبب الحقيقي لعزلتهم ، أو ربما تهجمه أو اتهامه الآخرين بعدم القراءة والتثقف والجهل ، و يعتقدون أن مجتمعاتهم لا تستطيع أن تفهمهم ، مع أن الحقيقة هي أنه هو من لم يستطع أن يفهم و يوصِّل ما عنده للمجتمع ، خصوصاً إلى من يفكرون أكثر مما يقرؤون من أفراد المجتمع . إنهم هم المشكلة في طريق من يقرأ أكثر من كونه يفكر .


و لأجل هذا تنتشر كلمة مشهورة : "اذهب و اقرأ قبل أن تجادلني" . أي: اغسل عقلك بماء الكتب والجرائد والإعلانات والدعايات ثم تعال جادلني !!


وكثيراً ما يقال عن العرب إنهم لم يعرفوا كيف يوصلوا قضاياهم إعلامياً إلى الأمم الغربية القارئة المثقفة ، و العجب الذي يطرح نفسه : لماذا تكون القضية الواضحة جداً محتاجة إلى تفوق إعلامي وأساليب مبتكرة وكتب منتشرة ومنمقة ؟؟ لماذا لا يعرف الفرد الغربي بنفسه و بدون إعلام ، مثلاً أن الشعب الفلسطيني ضحية ، وان الاستعمار أمر خاطئ مشين في حق الشعوب التي لم تعتدي عليهم ؟!


إن مثل هذا الوضع لا يشير إلى أن تلك الشعوب حرة في تفكيرها كما تزعم، إنها تنتظر الإعلام أن يقول لها أن قضية فلسطين عادلة، و إلا فلن تفهمها من نفسها. وهذا أكبر دليل على نجاح غسل الدماغ هناك ، و قراءاتهم الكثيرة لا قيمة لها حقيقية ما دام الشخص لا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل إلى هذه الدرجة .


و كيف تكون أمم بهذا الشكل هي القائد لبقية شعوب العالم ؟ و هي لا تستطيع أن تميز بين الحق و الباطل؟ ووصل بها عمى الألوان إلى هذا الحد بحيث يصبح المعتدي صاحب حق وصاحب الحق معتدي!


إنهم يفخرون بأنهم يقرؤون حتى في المترو! حسناً : هل هم يتثقفون أم يتأدلجون حتى في المترو؟ لسنا ندري! ما دام أسهل الأمور المنطقية أصبحت أكثرها صعوبة و تحتاج إلى لوبي إعلامي ضخم لكي يوضحها .


و هذا الإدمان المرضي يبدأ من منطلق خاطئ يـُراد نشره بين الناس ، وهو : "كل ما تقرأ أكثر كلما أصبحت ذكياً أكثر و قادراً أكثر و حراً أكثر" ، لكنهم لم يتكلموا بكلمة عن التقييم أو الحكم أو حتى التفكير بما نقرأ .

شعارهم : "اقرأ و اقرأ ، تفهم تفهم" . والشعار الأنسب هو : "فكر اقرأ ، اقرأ فكر" . هذا الشعار هو الذي يجعلنا نستفيد مما نقرؤه ومن عقولنا أيضا . فهي أيضا تحتاج من يقرؤها ..



(( كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع "مدونة الورّاق" ))





قديم 06-09-2012, 01:49 PM
المشاركة 2
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أي نعم لما كتبته كله ...
فليست الثقافة هى المصمتة على عدة امور مجوفة لا يفهم منها شيء

بل القراءة هي حرية العقل والتفكير المنطقى
وهى انتظام لنشاط العقل وزيادة فيه
والقراءة أساسها منهج التذوق , فكلما كان التذوق كثيرا زادت نسبة الفهم لما نقرأ وبالتالى التفكير به وفيه

شكر الله لك
ودمت من القراء المثقفين المدركين ما هى القراءة الحقة
ودمنا كذلك نحن أيضا

سوسنة الكنانة
قديم 06-10-2012, 04:39 AM
المشاركة 3
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
و مصداقاً لهذا الكلام لننظر إلى الأمم التي ألفت القراءة و أدمنتها يومياً ، كأمم الغرب على سبيل المثال،
* مساؤك طيب ومبارك .. نعم .. أتفق معك في بعض ما تفضلت به هنا حول القراءة المنتجة .. إذ يقال أن القراءة في الغالب هي عبارة عن خطة لتجنب التفكير .. ولكن ما أنا ضده هو تعميمك لبعض أحكامك .. ولا تنسى أن الحقيقة خجولة ، لذا لا تظهر مجردة سوى لعين الحياد وحدها .. موضوع قيّم .. شكرا لك .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 06-12-2012, 04:11 PM
المشاركة 4
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أي نعم لما كتبته كله ...
فليست الثقافة هى المصمتة على عدة امور مجوفة لا يفهم منها شيء

بل القراءة هي حرية العقل والتفكير المنطقى
وهى انتظام لنشاط العقل وزيادة فيه
والقراءة أساسها منهج التذوق , فكلما كان التذوق كثيرا زادت نسبة الفهم لما نقرأ وبالتالى التفكير به وفيه

شكر الله لك
ودمت من القراء المثقفين المدركين ما هى القراءة الحقة
ودمنا كذلك نحن أيضا

أشكر القارئة والمثقفة حنان آدم ..
وأعجبتني عبارة "الثقافة المصمتة" التي تقدم كمغلفات جاهزة للاستهلاك ، ولا أعتقد أننا نفهم شيئاً حتى نعرف منطلقاته وغاياته ونربطه بغيره من معارفنا دون تناقض ..

من المثقفين من يعتمد على الكثرة والتوسع دون اهتمام بالعلاقات بين معارفه ، وهذا النوع أسميه ثقافة الفوضى ، وثقافة الفوضى يتميز بها الجَمّاعون ..

برأيي أن الثقافة تنسيقية توفيقية خالية من النشاز والتناقض هي الأفضل تماماً كما ننسق الزهور في المزهرية ..





و مصداقاً لهذا الكلام لننظر إلى الأمم التي ألفت القراءة و أدمنتها يومياً ، كأمم الغرب على سبيل المثال،
* مساؤك طيب ومبارك .. نعم .. أتفق معك في بعض ما تفضلت به هنا حول القراءة المنتجة .. إذ يقال أن القراءة في الغالب هي عبارة عن خطة لتجنب التفكير .. ولكن ما أنا ضده هو تعميمك لبعض أحكامك .. ولا تنسى أن الحقيقة خجولة ، لذا لا تظهر مجردة سوى لعين الحياد وحدها .. موضوع قيّم .. شكرا لك .. مودتي .


شكراً على مرورك ومشاركتك الطيبة ..

ودمت على خير ..

****

وشكراً لكما على المرور الطيب والمداخلة المثرية ..


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حول القراءة ( قراءة التلقي ) ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القراءة الرياضية نادية العتيبي منبر الحوارات الثقافية العامة 7 12-12-2013 04:21 AM
القراءة عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 04-13-2012 08:59 AM
القراءة عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-17-2011 11:13 PM

الساعة الآن 09:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.